أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سامي كليب - من وحي هزائم جوسبان وروبير هو وأوبري وشوفنمان نهاية اليسار التقليدي في فرنسا














المزيد.....

من وحي هزائم جوسبان وروبير هو وأوبري وشوفنمان نهاية اليسار التقليدي في فرنسا


سامي كليب

الحوار المتمدن-العدد: 164 - 2002 / 6 / 18 - 20:01
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


جريدة السفير
ثمة اربع هزائم شخصية في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفرنسية تطرح مستقبل اليسار الفرنسي التقليدي، وهي تلك التي مني بها ليونيل جوسبان وروبير هو ومارتين اوبري وجان بيار شوفنمان.
شكلت هزيمة جوسبان ضربة كبيرة للحزب الاشتراكي ذلك ان الرجل الذي كان انعش اليسار بعد انتهاء الولاية الثانية لرفيقه الرئيس السابق فرانسوا ميتران، واوحى بان الاشتراكية الفرنسية لا تزال بصحة جيدة وليست بحاجة لاختراع اسماء ومشاريع جديدة كجاراتها الاوروبيات لتبقى على قيد الحياة، تسبب هو نفسه <<لانعدام الكاريزماتية والاخطاء الكثيرة والاستعلاء>> بالهزيمة النكراء لحزبه في الانتخابات الرئاسية ثم التشريعية.
وسينتظر الاشتراكيون طويلا قبل ان يستعيدوا ثقة مناصريهم بهم وثقة الشعب الفرنسي بأهمية بقائهم على الساحة السياسية.
وتوجت هزيمة رئيس الحزب الشيوعي روبير هو سلسلة الخضات التي اصيب بها الحزب في الانتخابات الاخيرة، بحيث جاء سقوطه الشخصي في الانتخابات التشريعية والنسبة المخجلة التي حصل عليها ليطرح أسئلة فعلية حول قدرة الرجل على الاستمرار في قيادة حزبه، هو الذي كان، اثر وفاة جورج مارشيه، اثار حماسة كبيرة في صفوف الشيوعيين اعتقادا منهم بانهم سيبقون السد الشيوعي المنيع والاخير في اوروبا بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وانهيار المنظومة الشيوعية.
اما الفشل المدوي لمارتين اوبري، فجاء بمثابة ضربة كبيرة ليس فقط لهذه السيدة الحديدية التي كانت ستصبح رئيسة للوزراء اذا فاز الاشتراكيون، وانما ايضا لكل السياسة الحكومية لجوسبان ذلك ان اوبري كانت تمثل ابرز مشاريع الحكومة أي تقليص وقت العمل الاسبوعي الى 35 ساعة. ثم ان هزيمة الوزيرة السابقة امام مرشح يميني غير معروف في منطقتها شكلت ضربة لعائلتها ذلك انها ابنة جاك ديلور القيادي اليساري والمفوض الاوروبي وصاحب افضل سمعة شخصية بين اترابه في فرنسا.
والى هؤلاء جميعا يمكن ان تضاف هزيمة جان بيار شوفنمان الذي وان كان تجلبب بثوب <<جمهوري>> متجدد، الا انه يبقى قبل كل شيء احد مؤسسي الحزب الاشتراكي وصاحب فكرة رمز الحزب <<الوردة الحمراء>>.
الهزائم الشخصية لهؤلاء القادة الاربعة تخرج في الواقع من سياق الهزائم الاخرى <<التقليدية>> لتدخل في اطار ما هو اخطر منها بكثير. فنحن هنا امام شخصيات اعتقدت انها حاملة فكرا تجديديا في مواقعها. فجوسبان مثّل بالنسبة للاشتراكيين نهجا اشتراكيا جديدا ادى في مرحلة معينة الى تهميش <<فيلة الحزب>> الذين همشوه سابقا خلال عهد ميتران، وهو كان اساسا يتخاصم مع ميتران حتى ولو ان هذا الاخير كان ولاه عام 1981 بعد وصوله الى الاليزيه الامانة العامة للحزب الاشتراكي.
ومارتين اوبري طرحت نفسها على انها صاحبة مدرسة تجديدية ليس فقط داخل الحزب وانما ايضا لليسار بمجمله، وتصرفت على هذا الاساس طيلة الاعوام الماضية، لا بل وصل بها الامر الى حد التعامل مع قيادات الحزب واليسار ورفاقها من منطلق انها الزعيمة المقبلة للتيار التجديدي.
والامر نفسه بالنسبة لروبير هو، فهو الذي وصل به الامر الى حد تأييد الاميركيين <<الشيطان الاكبر سابقا بالنسبة للشيوعيين الفرنسيين>> بعيد الاعتداء على الولايات المتحدة. وكان منذ توليه قيادة الحزب يقدم بين الفينة والاخرى مجموعة من المشاريع والافكار بغية اخراج الحزب من تقوقعه السابق وكان ثمة اتجاه جدي لتغيير اسم الحزب بعد ان تولت امانته العامة سيدة.
اما شوفنمان فذهب ابعد من ذلك بكثير، فهو لم يكتف بأن وضع نفسه في موقع وسطي بين اليسار واليمين على امل ان يشكل نقطة اللقاء <<الوسطية>> بين التيارات السياسة المختلفة، وانما وصل به الامر الى حد ان يتعامل مع جاك شيراك <<عدو الامس>> وليونيل جوسبان <<رفيق الامس>> بالمنطق الاتهامي نفسه في خلال الانتخابات الرئاسية. وكان شوفنمان يقوم بكل ذلك من منطلق ان الاحزاب التقليدية انتهت وانه لا بد من قيام تيار جمهوري وسطي يشكل البديل.
من هنا بالضبط تصبح هذه الهزائم الشخصية خطيرة الأبعاد، حيث يتبين ان الناخب اليساري الذي كفر بالافكار التقليدية لليسار المتهالك على نفسه، بات بحاجة الى قطيعة فعلية مع الماضي، وتوّاقا لمشروع تجديدي حقيقي يعيد اليسار الى مواقع اليسار الحقيقي لكنه يُحسِن في الوقت نفسه التعاطي مع لغة العصر. فلا بد من موقف واضح من الولايات المتحدة والعولمة واوروبا والهجرة والامن وصراع الحضارات والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية.
لعل خطيئة جوسبان كانت في انه حاول القفز على انتمائه اليساري الحقيقي ليربح الرئاسة، وخطيئة روبير هو انه اكتفى بماكياج لوجه شيوعي بينما الوجه المجعد بحاجة لعملية تجميل جذرية.
لقد اثبتت الانتخابات ان اليسار التقليدي انتهى فعلا، وان ردود الفعل الشعبية التي اعادته الى السلطة في الانتخابات التشريعية العام 1997 في اعقاب عامين على تولي شيراك كانت نقمة شعبية معتادة ضد من هو في السلطة وليس اعجابا بالمشروع اليساري، ولذلك فإن ما يطرحه بعض قادة اليسار اليوم من ضرورة اعادة النظر بكل ما هو قائم، سيكون الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل امام يسار جديد لفرنسا متجددة، وإلا فإن سياسة التناوب التقليدية والسمجة ستستمر طويلا.


#سامي_كليب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدود الديموقراطية وعنصرية لوبان في الانتخابات التشريعية الفر ...
- هل تجنح فرنسا مجدداً نحو اليمين المتطرف ؟
- اليمين العنصري يزلزل فرنسا وجوسبان يغادر السباق والسياسة
- رواية فرنسية تشكّك بهجمات 11 أيلول البنتاغون لم ينفجر بفعل ا ...


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سامي كليب - من وحي هزائم جوسبان وروبير هو وأوبري وشوفنمان نهاية اليسار التقليدي في فرنسا