أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورا دندشي - ردا على أستاذي إبراهيم علاء الدين ، من المسئول عن التخلف الحكومات أم الشعوب















المزيد.....

ردا على أستاذي إبراهيم علاء الدين ، من المسئول عن التخلف الحكومات أم الشعوب


نورا دندشي

الحوار المتمدن-العدد: 2706 - 2009 / 7 / 13 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حاشى لله أن يكون ردي هذا على أستاذي إبراهيم من مبدأ أن التلميذ تفوق على أستاذه لكن من باب المون عليه فهو أستاذي وهو أول من علمني أبجديات السياسة.

قرأت مقالتك بتأني وتمعن وإذ هذه المقالة تعود بذاكرتي إلى الوراء إلى ما لا يقل عن ستة سنين اذكر يومها أن نقاشا حادا دار بيننا منه ما اتفقنا عليه ومنه اختلفنا، فيما يتعلق بمسالة الاستعمار وفضل هذا المستعمر الذي استحل بلادنا عنوة.

يومها إذا لا تزال الذاكرة تسعف أستاذي ومعلمي إبراهيم ثارت ثائرته علي واتهمني بالجهل على الرغم من كل الأمثال التي ذكرتها له للتأكيد له أن الاستعمار في تلك المرحلة لم يأتي بنتائج سلبية على أوطاننا كما نتوهم بل كان له بعض الايجابيات، لكن نتيجة لكرهنا للفكر الاستعماري نرفض الاعتراف بتلك الإنجازات نعتبرها مظهرا من مظاهر الاستعمار التي خلفها وراءه ليذكرنا بهمجيته ووحشيته وبكرامتنا التي مر مطها بالطين لكن أستاذي قد عاب علي هذا الرأي في حينه واليوم يؤكد على رأي هذا بمقالته.

نعم كان للاستمعار حتى لو كرهنا ذلك إيجابياته، لكن جهل الشعوب ومشاعر الكره لهذا المستعمر جعلتهم يرفضون ويتنكرون لأي مظهر ايجابي خلفه هذا الاستعمار ورائه، بدءا من اللغة وانتهاءً بأي مشروع حضري كان في وقتها ضرورة ملحة للتطور. وهذا أمر غريزي لا تلام عليه الشعوب التي استعمرت.

نعم كان للاستعمار فضلا علينا في الكثير من مناحي حياتنا في كل ما ذكرته في مقالك لكن يعود لهم الفضل أيضا في حفاظهم على تراث وتاريخ المنطقة الذي يعود إلى آلاف السنين ونتيجة لتخلفنا عند جلائهم عن أرضنا حملوا معهم كل ما هو له قيمة تاريخية من مخطوطات وخلافه ولا تزال حتى يومنا هذا محفوظة عندهم، كنا نتهمهم بالسرقة ولكن كان لهم العذر فهم أدركوا مبكرا إننا شعوبا متخلفة ولهذا لن نكون أمينين على هذا التراث وتلك التحف التاريخية فحملوا معهم كل ما غلي ثمنه تاريخيا ورحلوا واليوم تزدان بذلك التراث متاحفهم ومكتباتهم.

لكن علينا ألا ننكر فضل الحضارة الإسلامية على الغرب من علوم حيث برع العلماء والفلاسفة في تلك الحقبة التاريخية وأغلب العلوم نقلت عن المسلمين في الطب والكيمياء والرياضيات والفلك والجبر والهندسة والجغرافيا وغيرها من العلوم والغربيين يقرون لنا بهذا الفضل وهذا الإنجاز ويدرس في مناهجهم المدرسية، فولدي على سبيل المثال درسا في كتب التاريخ والدين في المدارس السويدية عن اغلب هؤلاء العلماء، إذا علينا ألا ننكر فضل هذه الحضارة التي اعتبرها من وجهتي نظري المتواضعة حضارة عظيمة وقدمت أيضا الكثير للبشرية، بل كان لها الفضل في انتشار العلم والمعرفة في زمن كان يسوده الجهل في أوروبا.
ولا ننكر أيضا فضل المسلمين في الزراعة والري الذي نقلوه إلى الأندلس وعرفته أوروبا نقلا عن الأندلس نظام الري وحده كان كاف لرفع مستوى الإنتاج الزراعي في أوروبا.

هذا ما يؤكد أننا ما كنا أمة متخلفة.

وهنا يجوز السؤال لماذا تخلفنا ولماذا اصبحنا في آخر ركب الشعوب،؟ عندها سنصل إلى سؤالك يا أستاذي من المسئول عن التخلف؟

يا أستاذي أنت في مقالتك ألقيت بالمسؤولية على الشعوب وبرأت الحكومات من مسؤولية التخلف لكن قد غابت عنك نقطة محورية وهي أن هؤلاء الحكام من رؤساء ووزراء وخلافهم ما هم إلا من رحم هذه الأرض ومن بطن هذه الشعوب، حالفهم الحظ عن سائر أفراد الشعب وشاءت الأقدار ليصبح بيدهم السلطة والسلطان لا أكثر.

إذا نحن هنا إمام مسالة تعادل ولهذا آن الأوان كي نخلع هذه الشماعة التي نعلق عليها مصائبنا وننتهي من حكاية إلقاء اللوم على هذا الطرف وذاك.

نعم يا أستاذي الكل مسئول ومشترك ومساهم بشكل أو بآخر بهذا التخلف وكان الأولى يا أستاذي أن تسال لماذا نحن متخلفون؟ هل لأننا عربا والعربي تركيبته الفزيولوجية تختلف عن باقي شعوب الأرض، مع أن اغلب شعوب المنطقة من المستعربة ،هؤلاء المستعربة من سكنوا المنطقة التي أطلق عليها فيما بعد بالمنطقة العربية أصحاب أعظم حضارة عرفتها الإنسانية من الأبجدية إلى شريعة حمو رابي أول قانون إنساني إلى نظام المدن والتجارة، لماذا نحن شعوب هذه المنطقة دون سائر البشر متخلفون؟ "

ما هي العوامل التي ساعدت على هذا التخلف إذا انتهينا من نظرية الاستعمار؟ هل التقاليد والعرف والعادة التي توارثتها الأجيال وأصبحت قانونا نافذا تناقلته تلك الأجيال؟ ومن أين ورثناها وكيف وصلت إلينا؟ ونحن كنا من أكثر الشعوب تقدما وتحضرا وعلما.

كي نجيب على هذا التساؤل لا بد وان نعود إلى تلك الأعراف والتقاليد التي سيطرت على مجتمعاتنا وحجرت عقولنا.

كثيرا ما توجه أصابع الاتهام للدين والى رجال الدين لكن أليس هناك لبث في الأمر ولا يخلو الأمر لمجرد أنها شماعة نلقي عليها أخطاؤنا، تارة شماعة الاستعمار وتارة شماعة الشعوب وتارة أخرى شماعة الدين ورجال الدين، والعلة موجودة في أنفسنا سواء حكاما أو شعوبا أو رجال دين، الجميع من منتج واحد، فلم نستورد حاكما أو رجل دين أو شيخا أو عالما أو حتى مفكرا لم نأت بهم من الخارج فكلهم نتاج هذا المجتمع المتخلف والجميع مساهم بهذه المشكلة العويصة التي لم نجد لها مخرجا ولا تصريفا.

ولأعود إلى مسؤولية الدين أو التدين أو الجنح إلى الدين لا فرق في المسميات، ولا فرق أيضا بين دين وآخر ولا نبرئ دين ونتهم الآخر، لان التطرف موجود في كافة الأديان سواء أكانت سماوية أو وضعية فهناك يوجد التطرف، وإذا أجرينا تعدادا لعدد المتطرفين وحتى الملحدين لوجدناهم قلة قليلة أمام المعتدلين، وإذا أخذنا الدين الإسلامي كنموذج سنجد انه في القرآن الكريم المحرمات محددة لا تتعدى أصابع الأيدي، في حين أن ما أحله الله لعباده لا يعدد، ومن يتفكر في سور القران الكريم وآيات الله عز وجل لوجدناها أنها تحث على العمل والعلم والتفكر، وإلا فما معنى الآية " وتفكروا يا أولي الألباب " يا أهل العقول، إذا فأين مسؤولية الدين عن تخلفنا ؟ فلا بد وان يكون هناك عناصر أعمق وأكثر تأثيرا في تخلفا، وهي ضعفنا! فنحن شعوب هذه المنطقة التي سمية بالعربية مثل الاسفنجة نتشرب كل شيء بسهولة ويسر وشديدي الحساسية والعاطفة بالفطرة، لدرجة أننا نتأثر بكل ما هو مستحدث نصدقه ونؤمن به ونسير عليه ويصبح سنة مفروضة نتحجر ونحن عليه، إذا فلماذا نحن ضعفاء؟ فلو حللنا هذه النظرية بشكل مستفيض وعرفنا أسباب ضعفنا وقلة حيلتنا عندها سنصل إلى أسباب تخلفنا وقتها يمكن أن نحدد على من تقع المسؤولية.

هذا التخلف الذي سيطر على كافة مناحي الحياة حتى أصيبت الشعوب والحكام وحتى رجال الدين كل في موقعه بحالة من اليأس، لأننا غير قادرين على التوصل إلى تأصيل وتحديد حالة التخلف التي وصلنا إليها وأسباب ضعفنا، فحكامنا يضعونها في خانة المؤامرة الخارجية لقلب أنظمة الحكم، والشعوب في خانة الديكتاتورية، ورجال الدين يعتبرونها غضبا من الله لان هذه الشعوب قد انحرفت عن الدين وعن سنن الأولين، وكل فريق يجد له مخرجا ومنفذا على طريقته.

من هنا بدأت رحلة الخيارات الخاطئة وكل خيار نراه صوابا يتبين لنا انه كان أكثر خطأً من سابقه، ونسارع إلى إصلاحه ونصل إلى خيارات أكثر خطأ وأكثر تعقيدا، لقد تشابكت أمور حياتنا ببعضها البعض، واختلطت علينا الصور وضاعت خياراتنا تأرجحا بين السياسة والدين، بين الاشتراكية واليسارية التي لا نفقه منها شيئا وبين الرأسمالية التي نعتبرها مظهرا من مظاهر الإمبريالية والاستعمار، وأصبحنا مجرد ببغاوات نردد ما نسمع وما قيل، نقلا عن قيل وقال ، وأصبحنا نعيش حالة من الإبهام ، لا نعرف إي من الخيارات هو الصواب وأي الخيار الخاطيء، واختلط الحابل بالنابل وما هو صواب نعتبره خطأ والعكس صحيح ، ونتيجة لهذا الضعف تمسكنا بتوافه الأمور وتغافلنا عن عظيم الشأن منها كي نداري ضعفنا لأننا لا نملك الحيلة.

ولا تظن يا استاذي أن المرأة في الغرب أحسن حالا من المرأة العربية فلا تزال المرأة جاهلة بكل معنى الكلمة واغلب النساء لا يعرفن خارج حدود منطقتهن الجغرافيا قد تجدها سائقة باص او سائقة شاحنة نعم لكنها بعيدة كل البعد عن العلم والمعرفة، نعم في المجتمعات الاوروبية يوجد نخب هذه النخب هي من تدير وتسير امور البلاد والباقي يعيش على هامش الحياة، لنأخذ مثالا دولة مثل السويد التي تعتبر من ارقى دول العالم ورغم كل الامكانيات المتوفرة من مدارس وجامعات فان نسبة التسرب من المدارس كبيرة خصوصا لدى الفتيات حتى وان وصلوا الى مراحل متقدمة في الجامعات تجدهم لمجرد حصولهم على فرصة عمل يهجرون الجامعة ويلتحقوا بالعمل.

كان في الفصل مع ابنتي 19 طالبا وطالبة وعدد من التحقوا بالجامعة بعد الثانوية فقط خمسة واحدة منهم ابنتي والبقية انتشروا في بلاد الله يبحثون عن فرص عمل في المقاهي والبارات والمطاعم في بريطانيا وهولندا واستراليا، ونفس الحال في الفصل مع ابني كانوا 22 طالبا 6 من التحقوا بالجامعة واحد منهم ابني وطالبة البانية، وهل تعلم ان اغلب الطلاب في الجامعات هم من الطلبة الموفودون من الدول الاوروبية الاخرى وهل تعلم ان هذا النهج يضر بالمهاجرين لان أبنائهم يسيرون على نفس النهج السويدي ولهذا نادرا ما تجد مهاجرا يلتحق بجامعة او يدخل فرعا علميا واغلبهم يلتحقون بدورات تمريض لان رعاية العجزة تدر دخلا وفيرا.

فمسالة التخلف لا علاقة لها لا برقي الأمم ولا بتطورها ولا بوسائل الإنتاج ولا عناصر إنتاجها ولا بتوفر الإمكانيات أو عدمه، ولا بدين أو مسجد أو كنسية أو شيخ أو قسيس، فالعلة موجودة فينا ابحث عن العلة لنعرف السبب ثم نحدد من المسئول عن التخلف.




#نورا_دندشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدية الى الاستاذ سمش الدين العجلاني
- جبهة التخلص من عبد الحليم خدام
- زواج المسيار بين المعارضة وخدام باطل
- هل ستشهد سوريا انقلابا بعثيا جديدا
- فرقعات خدام ومسرح عرائس الشعب
- خدام النووي يستجدي صك البراءة
- سامحونا على خيانتنا لكم
- رسالة مفتوحة الى جبران تويني
- شعبانيات سورية -كراكوز وعيواظ


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورا دندشي - ردا على أستاذي إبراهيم علاء الدين ، من المسئول عن التخلف الحكومات أم الشعوب