أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - أحمد لاشين - العنف والقمع السياسي من مظاهر الديمقراطية في الإنتخابات الإيرانية















المزيد.....

العنف والقمع السياسي من مظاهر الديمقراطية في الإنتخابات الإيرانية


أحمد لاشين

الحوار المتمدن-العدد: 2697 - 2009 / 7 / 4 - 09:34
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


رغم الأحداث المتسارعة التي تمر بها إيران حالياً بعد نتائج الإنتخابات الأخيرة التي أقيمت يوم 12 / 6 /2009، والتي أعلن فيها فوز (محمود أحمدي نجاد) بفترة رئاسة ثانية والتي بالكاد نتمكن من تغطيتها الخبرية فضلاً عن تحليلها،إلا أني سأحاول أن أطرح تحليل مبدئي لتطورات الأحداث ،وردود أفعالها داخل الواقع السياسي الإيراني.
1 ـ أزمات نجاد الداخلية في إيران:
قد مرت هذه الإنتخابات بصعوبات عديدة لم تواجه بها أي من الدورات الإنتخابية التسع السابقة،فمنذ قيام الثورة الإيرانية الإسلامية عام 1979 ، والإنتخابات الرئاسية تتم بشكل هادئ نسبياً بالمقارنة بما يحدث الأن،فقد مر على إيران العديد من رؤساء الجمهورية،من أهمهم (علي خامنئي) وكان رئيس الجمهورية في فترة الحرب العراقية الإيرانية ،ويشغل الأن منصب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية بعد وفاة الخوميني المؤسس والمرشد الأول،وأستغرقت مدة رئاسته فترتان كما ينص الدستور الإيراني لا يجدد بعدهما أبدا،ثم تلاه هاشمي رفسنجاني،ولفترتان كذلك أي ثمان سنوات،وهو رجل دولة من الطراز الأول ويُعد الرجل الثاني في الدولة الإيرانية لما يتمتع به من نفوذ وسيطرة على (البازار) او السوق الإقتصادية الإيرانية،هو الأن يشغل منصب (رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام)،ثم تلاه (محمد خاتمي) لفترتان كذلك،وهو أشهر الحكام الإيرانيين بالنسبة للواقع العربي والدولي لما إتسم به عهده من هدوء وإستقرار نسبي وإنفتاح على العالم الدولي،ثم تلاه الرئيس الحالي (أحمدي نجاد) والذي مضت فترته السابقه ونال فترته الجديدة،وهنا تبدأ المشكلة والتساؤلات.
فرغم أن كل الرؤساء السابقين قد تمتعوا بمدتهم الدستورية كاملة،على إختلافهم،ودورهم الفاشل أو الناجح في مهامهم الرئاسية،إلا أن نجاد قد تعرض لخطر حقيقي في الإنتخابات السابقة فما الذي يدفع الشعب الإيراني أن يشارك بنسبة تزيد عن 80% من الأصوات الإنتخابية لأول مرة في تاريخه الإنتخابي أمام نسبة لا تتعدى 60% في الإنتخابات السابقة،وأمام رئيس سينتخب للمرة الثانية إلا إذا كان الوضع الداخلي لا يُحتمل ، وذلك لأسباب عديدة،أهمها فشلة الإقتصادي الداخلي،فبرنامجه الإنتخابي في بداية فترته الأولى كان يعتمد على فكرة إعادة توزيع الثروات داخل إيران على المواطنين،وكذلك حصول الشعب الإيراني على حقه في العائدات النفطية، ولكن ماحدث عكس ذلك تماماً فإيران تمر بحالة تضخم إقتصادي يهدد الإقتصاد الإيراني كلية،كما أن العائدات النفطية بوصف إيران خامس دولة مصدرة للبترول على مستوى العالم،لم يلمسها المواطن العادي،بل أن جهة صرفها لم تحدد من الأساس من قبل حكومة نجاد،هذا بالإضافة إلى حالة من الفساد الإداري الضخم وعزله الدائم لأهل الخبرة أمام توليته لأهل الثقة من الحرس الثوري الإيراني الذي ينتمي إليه نجاد كلية،وأيضاً صدامه الدائم مع (البازار) ومحاولة السيطرة عليه بمفاهيم إشتراكية إسلامية قديمة تهدم كل الأسس الحرة التي بني عليها مفهوم الإقتصاد في إيران،مما ولد صدامه مع (هاشمي رفسنجاني) الذي اتهمه بالفساد هو وأسرته في المعركة الإنتخابية الأخيره ولم يجد رفسنجاني بداً من الإستنجاد بالمرشد الأعلى لوقف سفاهات نجاد ضده،وكذلك صدام نجاد الدائم مع المرشد الأعلى (علي خامنئي) ،ومحاولته إعلان التمرد عليه في الفترة الأخيره، رغم الدعم الذي قدمه وما زال يقدمه له للأن،مع الوضع في الإعتبار أن رئيس الجمهورية في إيران رئيس السلطة التنفيذية فقط لا غير أي ان كل المقاليد ما زالت بيد المرشد تبعاً للدستور،فهو الممثل لنظام الولي الفقيه وهو أساس الحكم في إيران،فله الولاية الدينية والسياسية،ولكن نجاد تخلى عن دعم المرشد في الفترة السابقة،وكذلك خسر دور الإتجاهات الراديكالية المحافظة في إيران تباعاً،وظل مستند بالشكل كامل على الحرس الثوري وتأسيس دولة عسكرية دينية بعيدة عن مفاهيم الدولة المدنية،مما ولد إتجاهات مضادة على الجانب الإصلاحي،رغم كونهم أبناء النظام الإسلامي الثوري كذلك،كخاتمي،ومير حسين موسوي،ومهدي كروبي،ولكن لكن وجهة نظرهم الخاصة في تطبيق النظم الثورية الإسلامية،أهمها حقوق المواطنة،والإنفتاح على الغرب والعالم العربي،وكلها مفاهيم ضد رغبة المرشد أولاً وبالطبع نجاد،ففي النهاية نجاد هو ذراع المرشد في تطبيق سياساته الخارجية والداخلية، فلا غنى عنه لبقاء نظام ولاية الفقيه مستمراً رغم كل الخلافات الظاهرة بين المرشد ونجاد في الفترة السابقة،وهذا بالإضافة إلى التعامل المجحف من قبل حكومة نجاد للأقليات الإيرانية والتي تشكل مجتمعة ما يزيد عن 58% من الشعب الإيراني،خاصة تعامله مع الأقليات السنية،ويكفى ما نعلمه من تفجيرات (زاهدان) دليلاً على تعامله الأمني والعسكري القاسي مع كل الأقليات العرقية والدينية في إيران،لكل هذه الأسباب واجه نجاد أزماته الحالية،والتي كانت نتائجها تشير إلى الخلل الذي دب في نظام الجمهورية الإسلامية،،وعدم قدرته على توحيد الخطاب الشعبي تحت مظلة واحدة،وما استتبع ذلك من كل محاولاته للقمع الأمني والعسكري والسياسي في المظاهرات الأخيرة ضد نتائج الإنتخابات في محاولة لإرجاع هيبة النظام ثانية و التي على شفى هاوية.
2 ـ نجاد المهدي المنتظر أم رئيس للجمهورية:
في الخطاب الذي ألقاه (هاشمي رفسنجاني) في غضون نتائج الإنتخابات أشار مجازاً إلى هذا الذي يزعم أن أفعاله إلهام من المهدي المنتظر ـ ويقصد نجاد بالطبع ـ فليعد للحوزة ثانية ليتعلم أصول المذهب والدين،وكان هذا تعليقاً على إصرار نجاد الدائم على إستغلال الطابع المهدوي في خطاباته بهدف إعطاء نفسه مساحة من القداسة،ليضمن بها أرضية شعبية ليست بهينه في إيران،فقد وصف إنتصاره الأخير بأنه مدد من المهدي المنتظر الغائب الذي يقره على أفعاله.فرغم أن طبقة المتعلمين والمثقفين أي النخبة بشكل عام كانت ومازالت على خلاف دائم مع سياسات نجاد وشخصة بل ضد الفكر المهدوي من الأساس في جانب منه،إلا أنه أجاد إستخدام الطبقات البسيطة والتي تشكل نسبة كبيرة في إيران ،حتى أنه وحد بين المشروع النووي الإيراني،وإلهامه الديني من قبل المهدي،فلنا أن نتخيل مدى سطوته على الجماهير في هذه اللحظة.


3 ـ المعركة الإنتخابية وشبهة التزوير:
جاءت نتائج الإنتخابات صادمة لكل التوجهات السياسية في إيران،فرغم نسبة الناخبين الكبيرة،ورغم الإتجاهات القوية المعارضة لنجاد داخل النظام وخارجه،فاز نجاد حسب المعلن بـ24 مليون صوت من إجمالي 39 مليون،والأمر المثير للعجب أن (مير حسين موسوي) قد أعلن فوزه أمام نجاد بعد الفرز الأول لصناديق الإنتخابات وكأنه أمر بديهي،ولكن الصدمة كانت قوية بعد ذلك فنجاد هو الفائز رغم كل شئ،مما أدى بموسوي أن يعلن بلا شك وجود تزوير في العملية الإنتخابية،بل أنه أعلن في بيانه لمؤيديه وكذلك لعلماء الحوزة الدينية في مدينة قم أن ما حدث في إيران هو أول مراحل سقوط النظام الإسلامي الذي من المفترض أن يقوم على العدل،وأنه لن يصمت أمام هذا الموقف.خاصة أن القائم على العملية الإنتخابية كانت وزارة الداخلية وهم من أتباع نجاد كما أعلن.
وقدم كل من موسوي وكروبي ومحسن رضائي المرشح الرابع وقائد الحرس الثوري سابقاً،طلب إلى (مجلس صيانة الدستور) ـ وهو المجلس المنوط بالإشراف الكامل على العملية الرئاسية بداية من الموافقة على أسماء المرشحين وصولاً لإقرار النتيجة ـ بضرورة إعادة الإنتخابات،وقد قوبل هذا الطلب بإهمال في البداية ،ولكن نتيجة للثوران الداخلي في الشارع الإيراني،وبعد مقابلة موسوي للمرشد الأعلى الذي نصحه بالسير في الإطار القانوني،ودعى المجلس لإتخاذ الإجراءات اللازمة أمام طلبات بقية المرشحين،أعلن المجلس يوم الإثنين الماضي أنه على إستعداد لإعادة فرز الأصوات الأمر الذي لم يقبله موسوي بدعوى أن الأصوات من الممكن أن تزور ثانية ولكنه طلبه واضح بإعادة الإنتخابات بشكل عام،ومازال الأمر سجالاً.
كما نشرت وكالات الأنباء نص رسالة موجة للمرشد الأعلى من قبل وزراة الداخلية ثاني يوم الإنتخابات،تخبره فيها بالنتائج النهائية للإنتخابات،وأن هذه الرسالة متداوله الأن في يد المؤيدين لموسوي والمعارضين لنجاد،نصها يُشير أن موسوي قد حصل على إجمالي أصوات يفوق 19 مليون صوت وأن مهدي كروبي قد حصل على ما يفوق 13 مليون صوت،وأن نجاد قد حصل فقد على 5 ملايين صوت فقط ورضائي على 3 ملايين،أي أن النتيجة كانت لصالح موسوي،وبصرف النظر إذا كانت هذه الرسالة سليمة أو مزورة هي الأخرى،فإنها قد تبرر موقف موسوي بإعلانه الفوز في بداية الفرز.فبقراءة متأنية للأحداث يصعب الجزم النهائي بعملية التزوير،وإن كانت لا تُستبعد من ضمن الخيارات.
4 ـ القمع والعنف الخيار الوحيد للنظام:
شهدت العاصمة طهران خلال الأيام السابقة حالة غليان لم يسبق لها مثيل،فقد إنطلق المعارضون للنتائج الإنتخابية في شوراع طهران وميادينها ،وصل تجمعهم في بعض الأماكن إلى عدة ملايين،رافعين شعارات (أين ذهبت أصواتنا)،(الموت للديكتاتور)،(كتبنا موسوي وقُرأت نجاد)،(نجاد الكاذب المخادع) ،(إن الخداع قد تأصل في بيت الزعيم) أي المرشد الأعلى،مما حدى بوزارة الداخلية إلا أعتبار كل الموجودين في الشوارع مخلين بالأمن العام،ومنعت التجمهر نهائياً ووقعت مصادمات عنيفة بين المتظاهريين وبين قوات الأمن،راح ضحيتها إلى كتابة هذا التقرير ما يقرب من سبعة أشخاص كما تداولتها وكالات الأنباء الإيرانية.
وفي قمع أمني أخير،أقتحمت الشرطة مبنى السكن الطلابي في جامعة طهران،وتم القبض على مجموعة من الطلاب وإعتقالهم بوصفهم ضالعين في أعمال تخريبية،مما حدى بمجلس الشورى الإيراني (البرلمان) كرد فعل على الأعمال الإستفزازية لوزارة الداخلية أن يعتبر وزير الداخلية مدان فيما فعله وأنه سوف يُستجوب أمام المجلس خلال الأيام القادمة،وذلك بناءاً على تصريحات (علي لاريجاني) رئيس مجلس الشورى.
الأهم ليس الأمن ولكن أنصار نجاد اللذين قرروا خوض ساحة المظاهرات التي تملأ ميادين العاصمة الإيرانية،مما أحدث العديد من المصادمات بين الجانبين بشكل عنيف للغاية،بل أن ـ وتبعاً لتصريحات المعارضة الإيرانية ـ أن هناك أتباع لنجاد من قوات الحرس الثوري الذي يسيطر عليه نجاد تماماً قد أرتدوا ملابس مدنية وأعلنوا نزولهم للميادين على أنهم متظاهرين مؤيدين لنجاد أملاً في الصدام بأنصار موسوي صدام حتى الموت، خاصة وأن هذه العناصر قد نزلت وهي مدججة بالسلاح والعصا وغيرها،حتى أنه في بداية المظاهرات قد تم القبض على موسوي وبعض من أقارب خاتمي ووضعهم رهن الإقامة الجبرية ثم الإفراج عنهم بعد ذلك لطلب موسوي مقابلة المرشد،تلك المقابلة التي أسفرت عن تصريحات مجلس صيانة الدستور بإستعداده إعادة فرز الأصوات ثانية.
كما أن البيانات الحكومية تؤكد أن هناك مجموعة من الأوباش المأجوريين يرتدون الملابس السوداء والخضراء مثل ألوان ملابس مؤيدي موسوي يشاركون في المظاهرات بهدف التخريب وهؤلاء من تهاجمهم قوات الأمن الإيراني،في حين صرحت المعارضة الإيرانية أن هذا الإدعاءات الهدف منها هو إعطاء مسوغ للحكومة من أجل قمع المتظاهريين،خاصة وأن موسوي وكروبي ومحمد خاتمي يشاركون بأنفسهم في المظاهرات كمحاولة للتهدئة من جانب والصغط على النظام بقوى الشارع من جانب أخر لإعادة الإنتخابات.
وفي بيان ألقاه (عطا الله مهاجراني) أحد الوزراء في عهد خاتمي وأحد الكتاب الإيرانيين في مجال الدراسات الدينية والسياسية،حث فيه المتظاهريين أن يحضروا صلاة الجمعة التي سوف تُقام يوم 19 /6 /2009،لأنها سوف يأمها المرشد الاعلى (علي خامنئي) بنفسه،وأن يرفعوا أصواتهم منددين بنتائج الإنتخابات ونجاد،ليصل صوتهم مباشرة إلى المرشد،كنوع من الضغط الشعبي على حكومة المرشد.وإلى الأن لا ندري كيف ستكون التدابير الأمنية التي سوف تتخذ في مثل هذا اليوم الذي من المؤكد أنه سيكون إستكمالاً للأيام الدامية السابقة.
وفي نفس السياق نشرت وكالات الأنباء رسالة (أية الله حسينعلي منتظري)،وهو كان من المقربيين للخوميني ذاته،بل كان المرشح لمنصب الإرشاد بعد الخوميني،ولكن نتيجة لخلاف بينهما حول مفهوم الولاية المطلقة للفقيه التي أسسها الخوميني،والولاية المحدودة التي تضمن حرية الإختيار للشعب وليس مجرد الوصاية عليه كما أشار منتظري،أدى هذا إلى وضعه تحت الإقامة الجبرية،ثم توالت مواقفه ضد النظام بعد الخوميني حتى تم سجنه ثم أفرج عنه في 2003 في عهد خاتمي،أشار في رسالته أن نتيجة الإنتخابات لا يقبلها العقل تماماً،وأن ما يحدث من قمع وتعذيب للشعب الإيراني يدل على إنهيار مفهوم العدالة في النظام الإسلامي،ودعى الشعب الإيراني أن يستمر في موقفه للنهاية،فلن تصلح الأمور إلا به.
وفي النهاية،يرى المراقبون أن الحل الوحيد المتاح أمام النظام الإيراني،هو مزيد من القمع السياسي العنيف،إذا أراد أن يحتفظ بهيبته أمام الشعب،أو أن يُعيد الإنتخابات كما يطالب المتظاهرون،وهذا أمر مستبعد للغاية ،وإلا فقد النظام شرعيته من الأساس،ففي المقابل فإن الرئيس نجاد قد مارس مهامه بالفعل كرئيس للجمهورية الإيرانية،فذهب إلى روسيا ثم الصين لحضور مؤتمر شنغهاي الإقتصادي،واصفاً ما يحدث في إيران أنها مؤمرات تهدف التقليل من إنجازات الشعب الإيراني في الإنتخابات السابقة،وهذا ما لن يسمح بحدوثه.
5 ـ ردود أفعال خارجية:
من الأمور الجديرة بالذكر في هذا الشأن،أن مهدي عاكف المرشد العام للأخوان المسلمين في مصر،قد أرسل رسالة تهنئة إلى علي خامنئي وأحمدي نجاد،يهنئهم فيها بالفوز الساحق لنجاد وإنتصار رأي الشعب الإيراني،وكذلك حسن نصر الله أكد في رسالته لنجاد أن إنتصاره هو إنتصار لكل المستضعفين في الأرض ولشعب إيران كذلك،ولا أدري عن أي شعب يتحدثون.مما يؤكد أن التوجهات الإيرانية الداعمة لتلك النظم السياسية الدينية لن تتغير ما دام نجاد في الحكم.
والغريب في الأمر أن ألة القمع السياسي الإيراني لم تنحصر فقط في إيران،بل أن المواطنين الإيرانيين المقيمين في خارج إيران والذين شاركوا في العملية الإنتخابية عن طريق السفارات الإيرانية في تلك البلاد،لم ترضهم النتائج بفوز نجاد، وقامت مظاهرات أمام السفارات الإيرانية في أسلو،وسدني،وحتى في الولايات المتحدة،منددة بالتزوير وبحكم ولاية الفقيه.
ولكن من الأمور المثيرة للسخرية،هي تلك الرسالة التي أرسلها (رضا بهلوي الثاني) الإبن الأكبر لمحمد رضا بهلوي ملك إيران المعزول والمدفون في القاهرة،ورضا بهلوي مقيم في أمريكا ويُعد هو ولي عهد محمد رضا،والطامع في عودة الحكم لملكي في إيران،فقد أرسل رسالة يخاطب فيها الشعب الإيراني ويدعوه للثبات أمام ألة الظلم الحكومي،وأنه يدعمهم بكل الأشكال،و هو غير راض بالمرة عمّا يحدث في إيران، في محاولة عبثية مضحكة لركوب موجة الأحداث في إيران.
وبشكل عام ما يحدث في إيران الأن يعبر عن خلل فعلي في النظام الإيراني،وينذر بعواقب وخيمة قد تضع إيرن بين قوسي الخطر،بل ويشكك في مصداقية الحكومة الإسلامية بشكل عام أمام شعبها وأمام العالم،ولكن ومن المؤكد أيضاً أن الوقت لم يحن بعد لتغيير أشكال الحكم في إيران،فالنظام الإيراني سوف يتجاوز هذه الأزمة،بالتحايل أحياناً وبالقمع الأحيان الأكثر،ولكن يتبقى السؤال الرئيسي من كل ما يحدث في هذه الفترة،أكانت الإنتخابات الإيرانية مؤشر للديمقراطية والحرية الحقة في ظل ولاية الفقيه والحكومة الدينية في إيران؟أم كانت مجرد تفريغ للشحن الشعبي الذي دام لأربع سنوات سابقة من حكم نجاد؟هذا ما سنحاول قراءته من الأحداث القادمة.





#أحمد_لاشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإشتعال السياسي في إيران (الجميع تحت مظلة الولي الفقيه في ا ...
- المهدي المنتظر وتأسيس دولة الحق السياسي والديني (أسطورة عودة ...
- أوباما وإيران بين اليوتوبيا والدولة الدينية
- الشيعة بين الهوية السياسية وتاريخية الدين
- الكيت السياسي والمدني يهدد بإنفجار الأوضاع في إيران (تقرير م ...
- عاشوراء الحسين في إيران فولكلور أم تشيع؟
- العولمة والهوية القومية بين أساطير الأصولية وتراث الحداثة


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - أحمد لاشين - العنف والقمع السياسي من مظاهر الديمقراطية في الإنتخابات الإيرانية