أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - الساكت عن الحق شيطان أخرس















المزيد.....

الساكت عن الحق شيطان أخرس


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 822 - 2004 / 5 / 2 - 10:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


العنوان أعلاه قول مشهور ومن صلب تعاليم الإسلام الحنيف. ولكن يبدو أن القيادات الدينية والسياسية تأخذ به فقط عندما يناسب طموحاتهم السياسية ويتخلون عنه عندما يكون الشعب في أمس الحاجة إليه، متمترسين وراء مبدأ "التقية" على حساب الدين والإخلاق والإنسانية. إن ما يجري في العراق اليوم من إرهاب وجرائم وانتهاكات بحق الشعب يعتبر من الكبائر والجرائم الكبرى والسكوت عنها هو الآخر يعتبر من الجرائم الكبرى أيضاً. ومن المؤسف القول أن هؤلاء السادة التزموا جانب الصمت المطبق إزاء هذه الجرائم وعليه لا نجانب الحقيقة إذا قلنا أن الساكت عن إدانة هذه الأعمال يعتبر متقاعساً عن أداء واجباته الدينية والوطنية والإخلاقية وشريكاً للإرهابيين القتلة وخاذلاً للشعب لأن (الخاذل كالقاتل) كما تقول الحكمة.



فمنذ سقوط النظام الجائر والشعب العراقي محروم من الأمن والخدمات ويتلقى الضربات المتواصلة من قبل فلول البعث الساقط وحلفائهم الجدد من الإرهابيين الإسلاميين وتحت مختلف الأسماء (القاعدة، أنصار الإسلام، أنصار السنة، جيش السنة وجيش المهدي...الخ). لقد بدأت الحملة بشن الإرهاب على العراق قبل الحرب على النظام الساقط بإصدار الفتاوى من قبل "علماء الدين" الوهابيين في السعودية يدعون فيها المسلمين في شتى أنحاء العالم بالتوجه إلى العراق للجهاد من أجل إنقاذ أخوتهم السنة من "الفئات الضالة". وبعد سقوط النظام الجائر بيوم واحد، طلع علينا صبي يدعى مقتدى الصدر، لم نسمع به من قبل، مستغلاً سمعة عائلته وتضحيات، ليخلق المشاكل بحجة معارضته للاحتلال وكأن العراق لم يكن محتلاً قبل ذلك التاريخ من قبل المافيا البعثية التي قتلت والده وعمه وأخويه وملأت البلد بالمقابر الجماعية وشردت خمسة ملايين من شعبه.



لقد دشن العميل الإيراني، الصبي مقتدى الصدر إرهابه بقتل الشهيد السيد عبدالمجيد الخوئي في صحن مرقد الإمام علي (ع) وإثنين من مرافقيه والتمثيل بجثتهم وسحلها بصورة بشعة لا تختلف كثيراً عن طربقة قتل الحسين (ع) وصحبه الشهداء الأبرار من قبل عسكر بني أمية دون أن يدينها أحد. كان بالإمكان إيقاف هذا الصبي قبل أن يتمادى في إشعال الحرائق لتلتهم العراق كله وقد طالبنا بذلك من قبل (راجع مقالنا: إلى متى يُترك مقتدى الصدر يشعل الحرائق في العراق). ولكن المرجعيات الدينية والسياسية آثرت الصمت على هذا السلوك الإجرامي المشين وتركت الجناة يعيثون في الأرض فساداً وكرة النار تكبر مع الأيام. ليس هذا فحسب، بل راح أحدهم وهو آية الله كاظم الحائري المقيم في مدينة قم الإيرانية، يصدر الفتاوى الدموية داعياً فيها إغراق العراق بالمزيد من الدماء وكأن العراقيين لم تكفهم أنهار الدماء التي سفكها والمقابر الجماعية التي أقامها لهم نظام صدام الساقط. والأنكى من كل ذلك أن هذه الجرائم ترتكب تحت يافطات دينية وبتفويض ديني وهنا يكمن الخطر الأكبر.



إن المجرمين الذين يقتلون أطفالنا وهم في طريقهم إلى رياضهم ومدارسهم ويهلكون أبناء شعبنا في كل مكان ويدمرون الركائز الاقتصادية، معروفون للقاصي والداني، وبإمكان المرجعيات الدينية بما لهم من تأثير روحي على الجماهير وخاصة الشيعية منها، إصدار الفتاوى بعدم القيام بإلحاق الضرر بالشعب والبلاد وتوجيه الشباب لخدمة بلادهم ومنعهم من الوقوع في فخ الإرهابيين، وإعطاء التعليمات والنصائح لأبناء الشعب بعدم التعاون مع المجرمين أو السكوت عنهم، بل من الواجب عليهم إخبار المسؤولين عن أماكن إقامتهم وتحركاتهم من أجل إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة. ولكن، ومن المؤسف القول، أن هذه المرجعيات لم تحرك ساكناً إزاء هذه الجرائم، بذريعة أنها غير مسؤولة عن الأمن ولن تتدخل بالسياسة ولكنها في نفس الوقت، توجهت بإلقاء اللوم على قوات التحالف لإثارة سخط البسطاء وتحريضهم على هذه القوات التي حررتهم. كما إن هذه المرجعيات لم تتردد في الإلحاح بإجراء الانتخابات الفورية وسط الفلتان الأمني وكأن هذه الإنتخابات ليست من الشؤون السياسية.



كما راحت إيران الإسلامية تمد مقتدى الصدر بكل ما يحتاجه من دعم مالي ومعنوي وإعلامي وعسكري وتنظيمي، حتى خلقوا منه بن لادن آخر وبنسخة شيعية عراقية، الغرض منه تنفيذ سياساتهم الرامية إلى إفشال الخطة الأمريكية في دمقرطة العراق وإعادة بنائه وازدهاره اٌلاقتصادي. لقد سكتت المرجعيات الدينية عن جرائم مقتدى الصدر وتركوه يتمادى في غيه يكدس الأسلحة في المدارس والمساجد ويحتل العتبات المقدسة إلى أن وجدوا أنفسهم مهددين بالتصفية من قبل أزلام هذا الصبي الذي ألحق أشد الأضرار بشعبه وطائفته وعائلته, ورجل الدين الوحيد الذي أدان مقتدى الصدر وجيش المهدي هو آية الله حسين علي المنتظري المغضوب عليه من الخمينية. نعم، الذين يشعلون الحرائق في العراق معروفون لدى القاصي والداني، إنهم: النظام الإيراني الإسلامي والسوري البعثي والمنظمات الإرهابية الإسلامية التي تمولها هذه الدول والأثرياء العرب في الخليج والفاضائيات العربية والإيرانية.



لم يكتف أنصار الصدر بارتكاب الإرهاب وترويع أبناء شعبنا فحسب، بل ما أن تقع عملية إرهابية في أي مكان في العراق حتى يسارع هؤلاء برمي قوات التحالف بالحجارة وحرق العلم الأمريكي وتنظيم المظاهرات بتحريض الناس على قوات التحالف وتبرئة منظمة القاعدة من الإرهاب، كما شاهدناهم على شاشات التلفزة في مسيراتهم المخزية في البصرة بعد يوم من مجزرة الأربعاء الدامية.



كذلك من المؤسف القول أنه حتى بعض أعضاء مجلس الحكم خضعوا لتهديدات عصابات وبلطجية مقتدى الصدر المكونة من فدائيي صدام واستخباراته والمتسللين الإيرانيين والمجرمين العاديين، فراحوا يبرون جرائم هذه العصابات السائبة بالقول أن مقتدى يقوم بهذه الأعمال بسبب تهميشه وعدم مشاركته في مجلس الحكم. لقد قلنا في مقال سابق أن هذا الصبي لا يعمل بإرادته بل هو دمية تحركها إيران. وإذا كان مقتدى حقاً وراء منصب، فهو يطرح نفسه كحاكم أعلى للعراق ليحكمه على طريقة طالبان، كما ظهر ذلك بوضوح من خلال الشعارات المضحكة التي يرددها أتباعه مثل "من رخصتك يا بتول مقتدى هو الرسول/ من رخصتك يا علي مقتدى هو الولي" (مقالة الأديب أمير الدراجي، إيلاف، 27/4/2004). وكيف يمكن مشاركة هكذا إنسان في الحكم وهو متهم بالقتل والسحل والتمثيل بجثث ضحاياه؟ يبدو أن هؤلاء السادة، سامحهم الله، يعيشون بمعزل عما يجري في البلاد من تجاوزات رغم أنهم يقيمون فيه وفي صلب هذا الصراع الدامي ورغم أنهم مشاريع جاهزة للقتل.



خلاصة القول، إن العراق مهدد بالفوضى والخراب الشامل من قبل فلول البعث الساقط والإرهاب الإسلامي وعصابات الصبي مقتدى الصدر. ينبغي على الجميع وخاصة المرجعية الدينية والسياسيين والإعلاميين إدانة هذه العصابات وفضحها والوقوف بحزم إزاءها والإسراع لإطفاء هذا الحريق قبل أن تلتهم النيران الأخضر واليابس، وعندها سوف لن يفيدهم الندم. فالساكت عن الحق شيطان أخرس.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتراح حول العلم الجديد
- حول إعادة البعثيين السابقين إلى وظائفهم
- لمواجهة الإرهاب.. الأمن أولاً والديمقراطية ثانياً
- أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة
- هل مقتدى الصدر مخيَّر أم مسيَّر؟
- فدائيو مقتدى- صدام، يفرضون الإضرابات بالقوة
- بعد عام على سقوط الفاشية..التداعيات وأسبابها!!
- شكراً مقتدى!... على نفسها جنت براقش
- البرابرة
- الانفجار السكاني من أهم المعوقات للتنمية
- تعقيب على توصيات مؤتمر أربيل رفض (اجتثاث البعث) وصفة لإفشال ...
- ماذا يعني عندما يكون الإسلام المصدر الرئيسي للتشريع؟
- مجموعة مقالات
- مجموعة مقالات
- مراجعة بعد عام على حرب تحرير العراق
- التداعيات المحتملة لجريمة اغتيال الشيخ ياسين
- نعم للمصالحة والمسامحة والاجتثاث!
- هل إلغاء قانون الأحوال الشخصية أول الغيث... يا مجلس الحكم؟
- رسالة إلى آية الله السيستاني حول قتل المسيحيين في العراق
- حل الجيش العراقي... ضرر أم ضرورة؟


المزيد.....




- القضاء التونسي يصدر حكمه في جريمة قتل بشعة هزت البلاد عام 20 ...
- -بمنتهى الحزم-.. فرنسا تدين الهجوم على قافلة للصليب الأحمر ف ...
- خلافات بسبب تعيين قادة بالجيش الإسرائيلي
- تواصل الحراك الطلابي بعدة جامعات أمريكية
- هنغاريا: حضور عسكريي الناتو في أوكرانيا سيكون تخطيا للخطوط ا ...
- تركيا تعلق معاملاتها التجارية مع إسرائيل
- أويغور فرنسا يعتبرون زيارة الرئيس الصيني لباريس -صفعة- لهم
- البنتاغون يخصص 23.5 مليون دولار لشراء أسلحة لكييف ضد أجهزة ا ...
- وزارة العدل الأمريكية تتهم سيناتورا من حزب بايدن بتلقي رشوة ...
- صحيفة ألمانية تتحدث عن سلاح روسي جديد -فريد ومرعب-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - الساكت عن الحق شيطان أخرس