أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مجدى خليل - يا أقباط مصر أحتجوا















المزيد.....

يا أقباط مصر أحتجوا


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2686 - 2009 / 6 / 23 - 06:30
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


قرية دير أبو حنس هى أحدى قرى محافظة المنيا، وهى قرية موغلة فى العراقة وضاربة فى أعماق التاريخ المصرى، وهى تستمد شهرتها من احتضانها لدير القديس يحنس القصير، وهذا الدير كان من الأديرة العامرة المزدهرة فى العصر القبطى، وظل عامرا بالرهبان حتى القرن العاشر الميلادى. ومن أثار هذا الدير توجد الكنيسة الحالية بالقرية، وهى كنيسة القديس ابو يحنس، وهى كنيسة عريقة شيدت عام 413 ميلادية،أى أن عمرها يقترب من 1600 عام وتخضع لاشراف هيئة الاثار المصرية. كما تحتفل القرية سنويا بذكرى مرور العائلة المقدسة بها، كما يقول كاهن الكنيسة الاثرية القمص يوساب حشمت حيث قال أن هناك كوم ماريا وبئر السحابة وهى الأماكن التى يعتقد بمرور السيدة العذراء بها. ويفتخر كاهن القرية بوجود أسم قريتهم فى كتابات الكثير من الرحالة الاجانب وفى مدونات تاريخ الحملة الفرنسية على مصر.
يسكن القرية حاليا أكثر من ثلاثين الف قبطى وتتوزع الكنائس بها بين الأقباط الارثوذكس والأقباط البروتستانت.
فى يوم 12 ابريل 2009 صدر قرار التنظيم والإدارة رقم 3499 لسنة 2009 بتغيير أسم القرية من دير ابو حنس إلى وادى النعناع.
والسؤال :ما الذى يجعل الحكم المحلى يغير أسم القرية من قرية دير ابو حنس إلى وادى النعناع رغم عدم وجود مسلم واحد يسكن بها، ما الداعى وما هى المبررات؟ وهل سأل الحكم المحلى سكان القرية قبل الاقدام على هذه الخطوة المتعصبة المستفزة؟ هل أستشار هيئة الاثار المصرية التى تشرف على أثار القرية والمنطقة؟ وهل سيتم تغيير أسم القرية فى مئات المطبوعات السياحية التى توزعها مصر عبر العالم كنوع من التروييج السياحى؟ وماذا يعنى وادى النعناع أو وادى الباذنجان حتى يمحو هوية وتاريخ قرية يعبر أسمها عن هويتها وتاريخها وحضارتها؟.
السيناريو الذى حدث فى قرية دير ابو حنس تكرر مرارا وتكرارا فى القرى التى تحمل طابعا قبطيا أو مسيحيا فى الصعيد والدلتا لمحو هويتها او أسلمتها: قرية ام القمص فى ملوى تحولت إلى أم المؤمنين، كفر يعقوب نخلة بالزقازيق تحولت لكفر الصفا ،قرية أشنين النصارى بمغاغة تحولت إلى أشنين بدون نصارى رغم أن غالبية السكان من الأقباط....والقائمة تطول، حتى ميدان فيكتوريا الشهير بشبرا المكتظ بالأقباط تحول فجأة إلى ميدان نصر الإسلام.. هذه ليست قرارات عشوائية إذن، بل على العكس قرارات مخططة ومدروسة لمحو هوية شعب يرونه عاصى على الذوبان فى الهوية والثقافة الإسلامية... شعب صابر وصامد كالجبال رغم كل الإضطهادات والمعأناة.
عندما ذهب بعض شباب القرية مؤخرا لإستخراج بطاقة الرقم القومى فوجئوا بتغيير أسم قريتهم إلى وادى النعناع.... رفضوا ذلك طبعا، وبشجاعة ثاروا واحتجوا فى تجمع كبير وهم فى حالة غضب وأصرار على عودة الأسم الحقيقى لقريتهم ولن يستسلموا لمحوا هويتهم حتى ولو كان الموت هو الثمن كما رددوا فى هتافاتهم.
عندما شعر هؤلاء المتعصبون من المسئولين بأن بعض وسائل الإعلام بدأت تنقل هذه الاحتجاجات ضربوا كردونا حول القرية لمنع دخول الصحفيين والفضائيات ووسائل الإعلام . وكما قال لى راعى الكنيسة القمص يوساب حشمت أن بعض المحامين الأقباط اتصلوا به وقال له أن المحافظ وافق على رجوع أسم القرية كما كان. وكانت اجابتى الواضحة له لا تصدقوا أى أحد حتى يحدث التغيير، فكثير من هذه الوعود ليست حقيقية كما حدث مؤخرا فى عزبة الزبالين ،وقلت له بوضوح لا تتوقفوا عن الاحتجاج حتى يصدر قرار رسمى من وزارتى العدل والحكم المحلى ومثله من محافظة المنيا بعودة الأسم القديم للقرية.... وقلت له بكل صراحة لو توقفتم لن تحصلوا على شئ...لأنه ببساطة إذا عاد اسم القرية كما كان فسيكون ذلك نتيجة احتجاجاتكم، وكل الجهود الأخرى ما هى إلا عوامل مكملة، فبدون تظاهراتكم لن يحدث شئ.

يا أقباط مصر احتجوا
رصد أحد مراكز المجتمع المدنى فى مصر اكثر من 1500 احتجاج حدثت عام 2008 فى مصر، سواء كانت هذه الاحتجاجات صغيرة أم كبيرة، وسواء كانت لاسباب اقتصادية أم سياسية أم دينية. أى أن عدة احتجاجات تحدث فى مصر يوميا.
وقد ثبت أن هذه الاحتجاجات تشكل اهم أدوات الضغط والتغيير فى مصر حاليا، وأن النظام يتعامل معها بخشية ويحاول أن يستجيب للكثير منها، خاصة وأن القضاء والقانون والشكوى والكتابة لم تعد مؤثرة بشكل كاف على النظام المصرى واركانه.
الأقباط هم أكثر الفئات التى تتعرض للمظالم فى مصر،وعليهم أن يحتجوا بشكل يومى مستمر على كل ما يقع عليهم من إضطهادات ومظالم. ورسالتى اليهم أن يخرجوا من عزلتهم ويخرجوا فى مسيرات سلمية فى كل مكان فى مصر رفضا للمظالم التى تقع عليهم.
لن تعود بناتكم المختفية بتواطئ من أمن الدولة إلا بالاحتجاج والتظاهر السلمى.
لن تحصلوا على تراخيص لبناء كنائسكم إلا بالاحتجاج والتظاهر.
لن تحصلوا على حقوقكم فى التعيينات فى الأجهزة والمؤسسات الممنوعة عليكم إلا بالاحتجاج والتظاهر.
لن تحصلوا على كوتة فى المجالس النيابية إلا بالاحتجاج والتظاهر.
لن يحدث تحقيق عادل فى الجرائم التى تقع عليكم إلا بالاحتجاج والتظاهر.
لن ينصفكم القضاء المصرى الظالم إلا بالاحتجاج والتظاهر.
لن تعود ممتلكاتكم التى استولى عليها المتعصبون والرعاع إلا بالاحتجاج والتظاهر
لن يتوقف الهجوم عليكم وعلى دينكم فى وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية إلا بالاحتجاج والتظاهر.
لن يلغوا جدولة الامتحانات فى اعيادكم إلا بالاحتجاج والتظاهر.
باختصار لن تصبحوا رقما صعبا فى المعادلة المصرية إلا بخروجكم من عزلتكم التى فرضها النظام والتأسلم عليكم وتشاركوا فى الحياة السياسية، وتستخدموا كل الادوات السلمية القانونية المتاحة لكم ومن أهمها حاليا فى مصر الاحتجاج والتظاهر السلمى... والتظاهر هو حق دستورى وحق دولى.
كلما كانت مظاهراتكم كبيرة ومستمرة ومتشعبة ومتكررة كلما وجدتم استجابة لمطالبكم العادلة.
احتجوا فى كل مكان فى مصر: فى قراكم ومدنكم الصغيرة، فى القاهرة والاسكندرية، أمام رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس الشعب، امام مقرات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالقاهرة، امام وكالات الأنباء الاجنبية فى القاهرة،
فى الميادين العامة،امام وسائل الإعلام.. المهم أن تحتجوا وتحتجوا وتحتجوا .

لدى حلم أن تخرج مظاهرة قبطية تزيد عن ربع مليون شخص ،كما حدث للسود عام 1963 فى العاصمة واشنطن، تخرج هذه المظاهرة أمام مجلس الشعب المصرى تحتج على قرارات هذا المجلس المتعصبة العنصرية.
هذا المجلس الذى وافق على أبادة الخنازير فى دقائق ومنذ أكثر من 20 عاما يرفض مناقشة قانون الاحوال الشخصية للأقباط.
هذا المجلس المتعصب الذى يضع فى ادراجه مشروع القانون الموحد لدور العبادة منذ عدة سنوات، وكذلك قانون منع التمييز.
هذا المجلس المتعصب الذى لا يوجد به الا قبطى واحد منتخب من 444 عضوا فى هذا المجلس.
هذا المجلس المتعصب الذى وافق على كوتة للمرأة ورفض مناقشة حق الأقباط فى كوتة مماثلة.
هذا المجلس المتعصب الذى وافق، تحت ضغط الرأى العام الدولى، على لجنة تقصى الحقائق بعد احداث محرم بك بالاسكندرية عام 2005 وحتى الآن لم تبدأ هذه اللجنة عملها بعد.
هذا المجلس المتعصب الذى يدين ويحتج على رسام كاريكاتير فى الدنمارك ولا يدين القتلة والسفاحين الذين يعتدون على الأقباط.
هذا المجلس الذى يقف أمام جهود المجتمع المدنى فى التحديث والتطوير ويعرقلها بل ويعاديها.
هذا المجلس المتعصب الذى يناقش طلبات احتياط تافهة ومتخلفة ولا يعطى اهتماما للوحدة الوطنية.
هذا المجلس المتعصب الذى اعتبره عدوا للوحدة الوطنية وعدوا لحقوق الأقباط وعدوا للدولة المدنية وعدوا لحقوق الأقليات وعدوا للتحضر وعدوا للنزاهة والشفافية.

يا أقباط مصر انتم مستهدفون بكافة الأشكال وفى جميع المناحى.. وعليكم أن تنفضوا الخوف والحذر وتتحركوا بكل شجاعة وتحتجوا بكل قوة وتثوروا فى وجه الظلم والتعصب بكل الطرق..... فالله معكم لا تخافوهم.

لا سلام مجتمعى بدون عدالة.. ولا أندماج وطنى بدون مساواة.... ولا تعايش بدون أحترام للآخر... ولا مواطنة بدون مشاركة.. ولا هوية وطنية بدون احترام الثراء والتنوع التاريخى... ولا آمل فى المستقبل بدون اصلاح الحاضر.
[email protected]






#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار الديموقراطية على السلاح فى لبنان
- المعلم يعقوب: الاختلاف على قراءة التاريخ
- لا لتطبيق الشريعة الإسلامية على الأسرة القبطية
- محنة أسرة الرئيس
- مناضلات من آجل حرية العقيدة فى مصر(1)
- ذبح الخنازير قرار طائفى مستفز
- الدول الإسلامية ومحاولة تدمير النظام الدولى لحقوق الإنسان
- السمات الرئيسية لمقررات اللغة العربية والتربية الدينية فى ال ...
- المادة الثانية فوق الدولة
- مصر بين الوهابية والخمينية ...
- ثلاثون عاما على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية
- الإسلاميون ومحاكمة البشير
- عمرو موسى والمحكمة الجنائية الدولية
- المفاضلة بين العدالة والسلام
- قرار تاريخى للمحكمة الجنائية الدولية
- نساء مناضلات خلف رجالهن
- مهمة ميتشل المستحيلة
- رؤية مصرية واضحة... ولكن
- هل تتحقق نبوءات صامويل هنتنجتون بعد رحيله؟
- خريطة طريق للنضال القبطى


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مجدى خليل - يا أقباط مصر أحتجوا