أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مجدى خليل - انتصار الديموقراطية على السلاح فى لبنان















المزيد.....

انتصار الديموقراطية على السلاح فى لبنان


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 09:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


فى انتخابات نزيهة وشفافة، بشهادة مراقبى الاتحاد الاوروبى ومعهد كارتر وبعثة البرلمان الروسى وعشرات الجهات التى راقبت هذه الانتخابات، جاء الفوز الكبير لقوى 14 آذار ليبعث رسالة واضحة لا لبس فيها تقول: انتصرت الديموقراطية فى مواجهة السلاح، والحرية على الخوف،والشجاعة على القوة،وثقافة السلام والحياة على الدم والقتل، والاستقرار على الحرب الاهلية،والتعايش على التطاحن، والاستقلال الثانى على بدعة الجمهورية الثالثة، والمنطق على الغلوشة والصوت العالى... ومنطق الدولة على تهديد العصابات... والاهم جاء تصويت اللبنانيين رافضا لدولة حزب الله ..دولة ولاية الفقيه الايرانية.

جرب لبنان من قبل ما يمكن اعتباره حقبة المسيحيين، وخاصة المارونيين، وهى الفترة التى ازدهرت فيها لبنان من كافة النواحى : انفتاح على العالم، ترسيخ الحريات، ازدهار قطاع الأعمال،انتعاش السياحة...كانت لبنان فى هذه الفترة قبلة الفنانيين والكتاب والمثقفين.. وكانت بيروت عاصمة الثقافة والجمال والحرية.. فى هذه الفترة سمى لبنان بسويسرا الشرق، ولكن كانت هناك شكوى البعض من سيطرة المارونية السياسية على لبنان.
جاءت بعد ذلك الحقبة العربية السنية وما رافقها من تحالف السنة مع منظمة التحرير، والذى تسبب فى حرب اهلية طاحنة،كان الفلسطينيون طرفا رئيسيا فيها وسبب فى اشعالها..أى أن هذه الحقبة السنية العربية الفلسطينية كانت كارثة على لبنان وانتهت بمأساة.فى هذه الفترة تحولت لبنان من سويسرا الشرق إلى دولة الفكهانى(دولة الفلسطينيين فى بيروت).
جاءت بعد ذلك حقبة الوصاية والمخابرات السورية.. وتراجع دور المسيحيين أكثر، وطاردت المخابرات السورية القوى السياسية الوطنية الحية فى لبنان، وبالتوازى نما وتوحش حزب الله الحليف الاهم للسوريين... لتنتهى هذه الفترة بكارثة اغتيال الحريرى ورفاقه عام 2005 ومن بعده كوكبة من أفضل رجالات لبنان، ثم خروج السوريين..فى هذه الفترة حلت دولة غازى كنعان(رئيس المخابرات السورى) محل دولة الفكهانى الفلسطينية فى بيروت.
الحقبة الحالية بعد خروج السوريين يتصارع على لبنان تياران : الاول يدعو إلى بناء الدولة اللبنانية من جديد على قاعدة الاستقرار والتوافق والدولة القوية المسيطرة على قرارها لحصد نتائج الاستقلال الثانى للبنان،أما التيار الآخر فيعمل بكل جهده على بناء دولة حزب الله وولاية الفقيه فى لبنان من آجل تدشين الحقبة الشيعية الايرانية الخومينية، وهى التى يسميها ميشيل عون مخادعا بالجمهورية الثالثة.
جاءت الانتخابات الأخيرة لتؤجل فقط هذا الخطر المتربص بلبنان.
الحقبة العربية السنية لم تكن خيرا للبنان بل كانت كلها شرا وانتهت بكارثة مروعة، والحقبة الشيعية الايرانية بالمثل لن تكون أقل سوء من دولة السنة العربية الفلسطينية.

فى كل هذه الحقب كان بين المسيحيين من يتحالف مع السادة الجدد ضد شعبه وضد طائفته وضد الحريات وضد استقرار لبنان. فى حقبة الوصاية السورية رأينا اميل لحود، ورأينا آل فرنجية. فى حقبة حزب الله ظهر بوضوح ميشيل عون.
لميشيل عون قصة حزينة تعكس بجلاء انتهازية كثير من السياسيين فى لبنان، فقد بدأ مناضلا ضد الوجود السورى وحلفاءه فى لبنان وعلى رأسهم حزب الله.. وانتهى به الامر ليقوم بدور المحلل لدولة الحزب الألهى. عندما كان مناضلا بارزا من منفاه فى باريس كان مثار اعجاب الكثيرين فى لبنان وخارجه، ولهذا عندما عاد إلى لبنان بعد اغتيال الحريرى حملوه على الاعناق، وتوجه المسيحيون زعيما عليهم حيث صوت له 70% من المسيحيين فى انتخابات 2005 ، وبعد أن غير جلده ومسح تاريخه السابق من آجل اهواء شخصية لم يصوت له سوى 42% من المسيحيين فى لبنان فى الانتخابات الاخيرة ، وكان هو الخاسر الاكبر فى هذه الانتخابات حيث نجحت معظم كتلته باصوات الشيعة، والارمن المتحالفين مع حزب الله وسوريا... حتى أن ميشيل عون نفسه ما كان سينجح فى دائرته لولا اصوات حلفاءه الجدد.
الشعوب الحية لا تعطى صكا على بياض لأحد،فالتأييد فى النهاية لموقف ولدور وعندما يتغير هذا الموقف وهذا الدور يتغير هذا التأييد على الفور.
لقد ساءنى بشدة تبريرات ميشيل عون لكل تصرفات حزب الله منذ توقيع تحالفه معه فى فبراير 2006، وساءنى أكثر تبرير اجتياح حزب الله لبيروت فى 7 مايو 2008.. وشعرت بالاشمئزاز عندما قال أن تحالفه مع حزب الله عمل على حماية المسيحيين فى لبنان فى وقت الاجتياح. عون أراد أن يعود بنا إلى ما سمى بعقد الذمية وشروطه: الحماية فى مقابل الخضوع والولاء... بئس هذه الحماية يا جنرال، فالموت بشرف وكرامة أفضل منها، والاحرار لا يموتون، وهذا ما برهنت عليه الانتخابات اللبنانية ذاتها، فقد رأينا نايلة توينى وقد فازت كاصغر عضو فى البرلمان.. والفائز الحقيقى هو والدها الشهيد جبران توينى. ورأينا نديم الجميل نجل بشير الجميل يكمل مشوار والده الشهيد بشير الجميل.. والذين حملوه إلى البرلمان صوتوا فى الحقيقة لذكرى والده البطل، ورأينا سامى الجميل شقيق الشهيد الشاب بيير أمين الجميل حيث وصل للبرلمان قبل أن تجف دماء شقيقه الطاهرة، والتصويت جاء كتحية من اللبنانيين لتضحيات هذه العائلة الكريمة.. والقائمة تطول.

أما حزب الله فقد ارتكب الكثير من الأخطاء والخطايا منذ عام 2006 بتوريط لبنان فى هذه الحرب ،إلى الإدعاء بنصره الالهى الوهمى على إسرائيل، إلى توريط لبنان مرة أخرى فى التدخل فى شئون الدول ومحاولة الإعتداء على أمنها القومى كما حدث مع مصر، مستغلا مشاركته فى السلطة فى اصدار جوازات لبنانية رسمية لعملاءه من المخربين الذين ارسلهم إلى مصر،إلى حماقة الحزب الكبرى باجتياحه بيروت بقوة السلاح فى مايو 2008 ومحاولته فرض البلطجة بقوة السلاح، وياللخزى وصفه لهذا الاجتياح الأثم باليوم المجيد فى تاريخ لبنان.. والقائمة تطول من تعطيل الحياة السياسية، وغلق البرلمان، ومحاصرة السراى الحكومى، وتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، وشل عمل السلطة التنفيذية ببدعة الثلث المعطل، وهى بدعة عجيبة لا مثيل لها فى تاريخ السلطة التنفيذية فى العالم كله.

ورغم نجاح الشعب اللبنانى فى تعطيل مشروع دولة حزب الله فى لبنان مؤقتا، إلا أن الكثير من المشاكل تنتظر تشكيل الحكومة اللبنانية وكذلك قراراتها.. واعتقد أن الحكومة ستضطر لتعليق الكلام عن سلاح حزب الله ،وستضطر لتعليق تجاوبها مع القرار 1559. وستقبل مرغمة قبول سيطرة حزب الله على مطار رفيق الحريرى الدولى وقبول شبكات الحزب التنصتية على كل اللبنانيين، وسيهدأ الكلام عن المحكمة الدولية،خاصة مع ظهور دلائل قوية على تورط حزب الله فى هذه الاغتيالات فى لبنان.. ولن تسطيع منع الحزب عن مغامراته إذا اراد..... وسيبقى لبنان كله رهينة لسلاح حزب الله ومن خلفه ايران إلى أن يتم نزع هذا السلاح وادماج الحزب فى العملية السياسية اللبنانية... وأعتقد أن ذلك لن يحدث سلميا.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعلم يعقوب: الاختلاف على قراءة التاريخ
- لا لتطبيق الشريعة الإسلامية على الأسرة القبطية
- محنة أسرة الرئيس
- مناضلات من آجل حرية العقيدة فى مصر(1)
- ذبح الخنازير قرار طائفى مستفز
- الدول الإسلامية ومحاولة تدمير النظام الدولى لحقوق الإنسان
- السمات الرئيسية لمقررات اللغة العربية والتربية الدينية فى ال ...
- المادة الثانية فوق الدولة
- مصر بين الوهابية والخمينية ...
- ثلاثون عاما على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية
- الإسلاميون ومحاكمة البشير
- عمرو موسى والمحكمة الجنائية الدولية
- المفاضلة بين العدالة والسلام
- قرار تاريخى للمحكمة الجنائية الدولية
- نساء مناضلات خلف رجالهن
- مهمة ميتشل المستحيلة
- رؤية مصرية واضحة... ولكن
- هل تتحقق نبوءات صامويل هنتنجتون بعد رحيله؟
- خريطة طريق للنضال القبطى
- ورقة عمل حول خطوات بناء الثقة مع الأقباط


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مجدى خليل - انتصار الديموقراطية على السلاح فى لبنان