أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مازن الوكيل - على هامش العلمانية (1)














المزيد.....

على هامش العلمانية (1)


مازن الوكيل

الحوار المتمدن-العدد: 2673 - 2009 / 6 / 10 - 06:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تطالعنا الشبكة العنكبوتية بالعديد من المواقع التي جهزت وصممت خصيصاً لمهاجمة العلمانية باعتبارها أطروحة الشيطان ولعبة الملحدين التي تهدف الى أقصاء الدين بل أنهائه وخلق مجتمع لا يقوم على أساس الأيمان في أفكاره وممارساته، فدفاعاً عن بيضة الدين لابد من محاربة هذا المفهوم ومن يدعوا اليه و....
وهذه الدعوات ليست مخيفة وهذه المواقع ليست مرعبة ويذكرني هذا بكلام المرحوم أمين الخولي يقول فيه: (تعد الفكرة حيناً ما كافرة تحرم وتحارب ثم تصبح مع الزمن مذهباً بل عقيدة وأصلاحاً تخطو بها الحياة خطوة نحو الأمام).
وفي التاريخ شواهد لحملات على رموز وأعلام أصبح من بعد مذاهب ومعتقدات وهذه كتب التاريخ بين أيدينا بلمحة خاطفة علي سبيل المثال أبو حنيفة النعمان أمام المذهب الذائع الصيت فمنذ وقت ليس بالبعيد جداً وضع أمام الحرمين!! كتاباً أسماه (مغيث الخلق في ترجيح القول الحق) غايته التنكيل والتشنيع بهذا الرجل لاغراء سلاطين الترك بملاحقة أتباعه والأنضواء تحت المذهب الشافعي، وتظامناً مع الحملة يؤيد آخر من معتقد آخر في كتاب (زهر الربيع) أن عطلة أبو حنيفة كانت يوم السبت!! وهذا العداء من فرقاء المسلمين وأجمالهم تجاه هذا الرجل ليس غريباً، فالرجل حر لا يساوم على الباطل، فناصر حركة التحرر التي قادها زيد على الدولة الاموية وهذا لا يروق لمن يفتي بحرمة الخروج على الخلفاء والاستكانة لظلمهم بخشية الفتنة وليست هناك فتنة من حكم الظالمين، وهو من أجاز أيضاً أن تتسنم المرأة سدة القضاء في عصر الحريم، وهذا أنموذج للتربية تدفع بالبدوي الى أمتشاق لسانه وسيفه في كثير من الأحيان، لانه خروج عن التقاليد الراسخة ببركة الاجتهادات الصحراوية ضد رجل من بغداد مدينة الحضارة، ويرى أيضاً أن الأسكار هو الحد المحرم من شرب الخمر واليه يشير شاعر من خماري العصر العباسي*
الله حرم سكرها وشربها فأشرب هنيئاً يا أبا العباس
وغير ذلك كثير من طموحات وتجارب دفع ثمنها هذا المتحرر المسكين فأمسى سجيناً بعد ملاحقات المنصور ووشاياته والقبض عليه بتهمة تأييده أو تحريضه لبعض الثوار، فيموت تحت وطأة العذاب أو بشرب نقيع مسموم على أختلاف المصادر الدموية.
واليوم تسمى مقاطعة في بغداد بأسمه ويؤمه الآلاف الى قبره ويصبح أبن بغداد مذهباً ومعتقداً، وهو من هو في كتب رجل الحديث ووشايات التاريخ التي نال ما نال منها على يد فقيه معصوب العينين أو حاكم مطلق اليد وبعده كثيرون فمن نكبة أبن رشد وزندقة أبن العربي والحلاج الى مقتل فرج فودة ونفي نصر حامد أبو زيد، وفي كل تواريخ العالم أشباه ونظائر من هذه النكبات ويصبح أربابها رموزاً وتماثيل تزين الشوارع أو ثكنات العبادة، وقبل أيام كان عيد الحب، الذي أهديت رفات القديس فالانتاين من كنيسة الى أخرى وهو ذلك القتيل الأسطوري المدافع عن حق الشباب في الحب، ليفتي أحدهم بحرمة العيد ومنع تسويق هداياه لانها تلهي المؤمنين عن ربهم، ثم ليفتي اخر من مصر بحليته دفاعاً عن توثيق العلاقات الاجتماعية وبين كلا العصرين تهدى الهدايا ويثبت هذا العيد ليتجاوز الناس ما فوق الأنتماء الى الطبيعة البشرية العادية، وليكون للحب عيداً، والحقيقة أن هؤلاء ما حاربوا أولئك الا لكونهم أصحاب تجارب جديدة وطموح آخر لا يستوعبه العصر والزمن الا بعد فترات أخرى تبين عمق التجربة ومشروعية الطموح ومفهوم العلمانية ينبغي أن لا نناقش فيه أو نعاقب من أجله الى هذا الحد المسرف لانها تمخضت عن تجارب الشعوب وترادف الافكار في أيجاد صيغة لدولة مستقلة متحررة من تبعيات (معرفية لا معرفية) معقدة ومشوهة وأيديولجية فارغة تتجاوز الأنسان وتقتل فيه أية رغبة في الحياة.
لقد أصبح واضحاً أهمية هذا المفهوم وضرورة العمل به، لاننا لسنا على شفير هذا العالم لنمضغ لقمة لاكتها كل أسنان البشر وعرفت طعمها فما من مسوغ معقول لننظر لمفاهيم أستقرت كتجارب وأصبحت واضحة الملامح في أيجابياتها، ولكن يبدو أن أدعياء السماء من مراهقي دين اليوم يدفعون بنا الى عصر لعله في بعض ملامحه يتبرأ من أطروحاتهم، وهو في الحقيقة دفع بعالمنا الى أحضانهم ليمسكوا برقابنا من جديد كي نصلي على أذيال أثوابهم ونلبي بـ (آمين) لجميع انانياتهم السلطوية.... وللحديث بقية.


*بعض المعلومات التاريخية الواردة هي من كتاب هادي العلوي (شخصية غير قلقة).



#مازن_الوكيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش العلمانية (2)
- على هامش العلمانية (3)


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مازن الوكيل - على هامش العلمانية (1)