أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سلامة كيلة - المفكر والباحث الفلسطيني سلامة كيلة :المجتمعات المعاصرة تميل الى اللامركزية وبالتالي الفيدرالية حل ضروري















المزيد.....

المفكر والباحث الفلسطيني سلامة كيلة :المجتمعات المعاصرة تميل الى اللامركزية وبالتالي الفيدرالية حل ضروري


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 811 - 2004 / 4 / 21 - 06:29
المحور: مقابلات و حوارات
    


                                                دمشق ـ ابراهيم حاج عبدي .
سلامة كيلة مفكر وباحث فلسطيني يقيم في دمشق ،يهتم في كتاباته بالشأن الماركسي العربي بصورة عامة ،أصدر العديد من الكتب منها : "نقد الحزب" 1983 ،"التراث والمستقبل" 1988 "الإمبريالية ونهب العالم " 1992 "مقدمة عن ملكية الأرض في الإسلام" 2001  "المادية والمثالية في الماركسية" 2001  "الاشتراكية والبربرية" 2002  "إطروحات من اجل ماركسية مناضلة" 2002 "مشكلات الماركسية في الوطن العربي" 2003 "العولمة الراهنة" 2003 وغيرها من المؤلفات ،فضلا عن مساهماته الصحفية في الدوريات و الصحف اليسارية العربية مثل مجلتي "النهج "و "الطريق "، . . و سواهما ،فيما يلي حوار معه حول مسألة الفيدرالية التي يطالب بها الكرد في العراق والتي تتباين آراء النخب السياسية والثقافية العربية بشأنها :
ـ كيف تنظر الى مسالة الفيدرالية التي طرحتها المجموعة الكردية في مجلس الحكم الانتقالي ،والتي تعبر عن رغبة الشعب الكردي في العراق بصورة عامة ؟
+ المشكلة الأساسية في الفيدرالية في اعتقادي هي انها طرحت في إطار دور أمريكي في المنطقة ،وهذا أول تشويه لمسألة الفيدرالية ودفعها باتجاه نقاش سيئ لانه ربط بينها وبين الميل الأمريكي العام نحو التفتيت والتجزئة في المنطقة .
ومن هذا المنطلق يجب أولا ان يتم النظر الى الفيدرالية على انها شكل إداري يحكم الدولة وفق التجارب التي حدثت في العالم كما هو الحال في ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال ،وهي عمليا تنزع نحو عدم مركزة الإدارة في العاصمة من اجل إعطاء مرونة لمناطق أخرى داخل الدولة في مجالات الاقتصاد والقضاء والخدمات وكل ما يتعلق بشؤون المواطن ،وبالتالي يمكن التعبير عن خصوصيات معينة في حالة الكرد ،والفيدرالية عادة تطرح كمقابل للدولة شديدة المركزية التي تراكم عمليا آليات بيروقراطية هائلة كفرنسا على سبيل المثال.
مسالة الفيدرالية المطروحة في العراق طرحت منذ البداية بشكل ملتبس من قبل أطراف كردية كحل لمسألة الثنائية القومية بالدرجة الأولى ،والآن هناك أصوات غير كردية طبعا تطرحها بالمعنى الإداري وبالتالي الضرورة الأساسية التي فرضت طرح الفيدرالية هي وجود المسالة الكردية ومن هنا يطرح تساؤل : ما هو الشكل المناسب والأمثل للمسالة الكردية في العراق ؟
في الماضي طرح حل الحكم الذاتي وثمة اتفاقية وقعت بهذا الخصوص بين الأكراد والحكومة المركزية تعود الى مطلع السبعينات غير ان الواقع الذي تجلى بعد الاتفاقية أظهر انه لم يكن هناك "حكم" و لا "ذاتي" ،لان الحكم المطلق للفرد ( ونقصد هنا صدام حسين ) يلغي أي استقلالية لأي منطقة او أي حكم ذاتي لهذه المنطقة او تلك وهذا ما ثبت في تجربة الأكراد المؤلمة مع النظام العراقي السابق .
الآن المسالة الكردية ـ ونتيجة لهذا الماضي المعقد والتجارب المريرة ـ بحاجة لطرح جدي وحسب اعتقادي ان الحل الجذري يقوم على تحقيق الاستقلال لان الأكراد في العراق هم جزء من أمة مجزأة ومسيطر عليها من دول عدة مثل إيران و تركيا إضافة الى العراق فمن حقهم ان يحصلوا على استقلالهم في دولة مستقلة واحدة على أرضهم التاريخية ،أقصد ان للأكراد حق في تقرير مصيرهم وإذا كانوا قد صاغوا هذا الحق في إطار المطلب الفيدرالي فليكن ،رغم انني أرى بان من حقهم ان يأخذوا حقوقهم كاملة ،أي ما هو أكثر من الفيدرالية.
ـ إذا كان الأمر كذلك فأين المشكلة إذا ولماذا نسمع أصوات رافضة وخصوصا من غير العراقيين لهذا المطلب الكردي ؟
+ المشكلة الرئيسة كما أشرت او سبب الرفض نابع من ان هذه المطالب والحلول تطرح في إطار الاحتلال الأمريكي للعراق  هذا الواقع يضعف المطالب ،بمعنى ان على الأكراد ان يتنبهوا الى ان الأمريكان لن يحققوا لهم مطالبهم فالولايات المتحدة لها حسابات كثيرة ومتعددة تمنعها من إعطاء حقوق جدية للأكراد ومن هذه الحسابات مواقف تركيا ودورها ،ولهذا أرى ان أي حل ديمقراطي للمسالة الكردية في العراق يجب ان يرتبط بإنهاء الاحتلال الأمريكي للعراق وفرض حل وطني ديمقراطي .
ـ هل لك ان توضح لنا هذه الحسابات الأمريكية ومنها ما يتعلق بتركيا التي أتيت على ذكرها؟
+ أنا اعتقد ان اللعبة الأساسية كانت من الأمريكان الذين أوحوا بأنهم موافقون على الفيدرالية ولكنهم حين فسروها ،فسروها بالمعنى الإداري وليس بالمعنى القومي كما يطرحه الكرد وهذا يتعلق بحساسية علاقة تركيا بالوضع والتي يعيش فيها أعداد هائلة من الأكراد وبالحسابات الأمريكية المتعلقة بمكانة تركيا المركزية في الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة ،وبالتالي لن يندفع الأمريكان الى إعطاء حقوق للأكراد دون موافقة تركيا التي ترفض وبشدة الطرح الفيدرالي الكردي وبالتالي لن تكون هناك فيدرالية على الأقل وفق التصور الكردي بل ستكون أشبه بشكل الحكم الذاتي الذي أعطاه صدام حسين للأكراد والذي أثبتت السنوات الماضية فشله ،لهذا اعتقد ان المطامح الكردية لن تتحقق إلا في إطار نضال وطني ديمقراطي وضمن عراق برلماني تعددي يقر بالحقوق الكاملة لمواطنيه بمختلف انتماءاتهم القومية والمذهبية.
ـ ثمة من يتخوف من الطرح الفيدرالي على أساس انه يهدف الى تفتيت العراق وتقسيمه الى ثلاث دويلات: كردية في الشمال ،سنية في الوسط ،وشيعية في الجنوب ،هل تعتقد ان هذا التخوف في محله وكيف ترد على أصحاب هذا الرأي ؟
+ الميل الأمريكي في طرح الفيدرالية ربما يهدف الى تفكيك العراق في إطار جنوب شيعي ووسط سني وشمال كردي كما ذكرت ولكن المشكلة الجوهرية تتعلق بالأكراد أنفسهم لانه كما أشرت من قبل ان حساسية علاقة تركيا بالمسالة الكردية في العراق تفرز إشكالات وتعقيدات كثيرة في هذا المجال وبالتالي المشكلة تتعلق بالفيتو التركي ولكن الردود المطروحة الرافضة من قبل القوى العربية المختلفة لها أحد تفسيرين : التفسير الأول يتعلق بان الفيدرالية طرحت في سياق الاستراتيجية الأمريكية وبالتالي هناك تخوف لدى الرافضين من ان تكون غطاء لتفكيك العراق وهذا ميل يجب ان يلاحظ لان الولايات المتحدة تميل الى تفكيك المجتمعات وربما ما طرحه ريتشارد بيرل أخيرا حول السعودية يؤشر الى ذلك فهي لا تريد دولا كبيرة وقوية في المنطقة بل محميات نفطية .
أما التفسير الثاني لهذا الرفض فهو في اعتقادي ينطلق من أساس طائفي ،وهؤلاء يرون المسائل في هذا الإطار الطائفي فقط ولذلك يرفضون أي نزوع قومي للأكراد لانهم مسلمون وهذا الميل يهوّل من مسالة اللامركزية التي تعطى عادة في إطار الفيدرالية للتخويف من الانقسامات ومن التفكيك.
اعتقد ان المجتمعات المعاصرة تميل الى اللامركزية على الصعيد الإداري وهذا ميل ضروري وموضوعي وبالتالي ستكون الفيدرالية شكل ضروري ولكن يجب ان تفهم بمعناها الحقيقي والموضوعي لا ان تكون غطاء لسياسات تهدف الى التفتيت .
ـ في معرض تحليلك للآراء الرافضة للفيدرالية أشرت الى نقطتين هما : ان هذه الفيدرالية تأتي في سياق استراتيجية أمريكية والثانية ان البعض ينظر لها من منظار طائفي لكنك أغفلت مشكلة مدينة كركوك الغنية بالنفط ،ألا تعتقد انها تشكل ذريعة رئيسة للرفض ،وما هي الحلول المناسبة ،في رأيك ،لمشكلة مدينة كركوك ؟
+ حين أشرت في جواب سابق الى حق تقرير المصير للأكراد على أرضهم التاريخية كان في ذهني بعض الإشكالات ولكنني لم أذكرها ،والآن وبما انك طرحت هذا السؤال أقول ان بعض هذه الاشكالات نتجت عن التداخل التاريخي في العلاقة بين العرب والأكراد ويتجلى ذلك في مدينة كركوك واعتقد ـ و بعيدا عن السيطرة على النفط فيها من قبل العرب او الأكراد ـ يجب ان تخضع هذه المدينة لدراسة تاريخية حقيقية شاملة وموضوعية تساهم فيها هيئات ومنظمات دولية لتحديد وضعها لانه وضع ملتبس وزاد تعقيدا نتيجة الممارسات التي ارتكبها النظام السابق بحق هذه المدينة مما أدى الى تغيير طابعها الديموغرافي بحيث لم يعد الأكراد، كما نقرأ ،يشكلون أغلبية فيها بل تضم كذلك العرب والتركمان والكلدوآشوريين،والحل الذي أشرت اليه يجب ان يتم بعد تصحيح وضعها الديموغرافي وإعادة المهجرين الكرد الى أماكنهم وبعد ذلك تخضع المدينة لدراسة تاريخية شاملة تحدد على أساسها هوية هذه المدينة ،واعتقد ان مشكلة كركوك يمكن ان تتحول الى بؤرة نزاع خطيرة إذا لم ينظر الى وضعها بشكل هادئ وعقلاني.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مشكلات السلطة والديمقراطية في الأمم التابعة ملاحظات في ص ...
- الاشتراكية أو البربرية
- العراق حدود-الوجود- الأمريكي والاستراتيجية البديلة -1
- نقاش حول العولمة في موضوعات المؤتمر السادس للحزب الشيوعي الس ...
- رحيل الأسد: إطلالة على التغيير المحتمل
- العـولمة آليات إعادة إنتاج النمط الرأسمالي العالمي
- الخيار الفلسطيني من الدولة المستقلة إلى الدولة ثنائية القومي ...
- في النقاش الماركسي الراهـن ضرورة الخروج من فوضي الأفكار
- الماركسية والثورة الديمقراطية ثورة أم ...........إصلاح؟!
- الماركسية والعقل الأحادي
- ملاحظات على ورقة المهام السياسية المقدمة إلى الإجتماع الثالث ...
- نقد التجربة التنظيمية الراهنة
- ملاحظات عن ماركس والعولمة
- عسكرة العالم: الرؤية الأمريكية لصياغة العالم
- بعد العراق نهاية عصر و بدء آخر
- صدام مصالح و ليس صدام حضارات - وضع الثقافة في الحرب الإمبريا ...
- جريدة الكترونية هائلة يمكن أن تلعب دورا كبيرا في هذا الوضع ا ...
- الانتفاضة والسياسة
- الماركسية في الصراع الراهن
- تساؤلات حول الراهن السوري


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سلامة كيلة - المفكر والباحث الفلسطيني سلامة كيلة :المجتمعات المعاصرة تميل الى اللامركزية وبالتالي الفيدرالية حل ضروري