أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - تحوّلات إيران الكبرى: هل تعترف إيران بإسرائيل؟














المزيد.....

تحوّلات إيران الكبرى: هل تعترف إيران بإسرائيل؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2631 - 2009 / 4 / 29 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن الحرب الإيرانية الإسرائيلية لم تتوقف، حتى قبل أن تبدأ بعد. ومن هنا، لا يمكن النظر لتصريحات الرئيس الإيراني إلا في نطاق تلك الحرب الدائرة منذ بزوغ فجر الثورة الإسلامية الخومينية وحتى يومنا هذا. وتصب تلك التصريحات في بوتقة من تلك الحرب التي تأخذ طابع الكر والفر، حتى في جانبها الإعلامي، على الأقل، وإن تكن هذه المرة قد أخذت طابع الفر من قبل نجاد، على ما يبدو. وقد تأتي، في سياق محتمل، وفي إدراك للوله الأمريكي بالدولة العبرية، كنوع من رد التحية، ليس لإسرائيل، ولكن لراعيتها الأمريكية، بما أن الردود حتى الآن، على تحية أوباما بمناسبة اليوم الوطني الإيراني، كانت في معظمها، صادّة، فاترة وغير متحمسة. ونجاد، بدوره، لم يرد أن يقطع كل جسور التواصل مع الأمريكان.

وعلى أية حال، فقد سجلت تصريحاته الأخيرة إلى محطة ABC News تحولاً في خطابه حيال الدولة العبرانية، والتي قال فيها لأول مرة بأن إيران ستدْعمُ حَلَّ الدولتين، ما فسره المراقبون، اعترافاً ضمنياً بالكيان الصهيوني.

واعترف الرئيسُ الإيراني محمود أحمدي نجاد بحقّ إسرائيل في الوجودِ للمرة الأولى، في مكان آخر في المقابلة، قائلاً: "إذا توَصل الفلسطينيون إلى حل الدولتين فأنّ ذلك سيكون أمراً طيباً مَعنا". غير أنه كان قد صرح، سابقاً، بأنّ إسرائيل يَجِبُ أَن تزال عن الخريطةَ . ويعكس خطاب الرئيس الإيراني، عادة، رأي المؤسسة الفقهية الإيرانية التي تقف وراءه، ولاشك، أنها أرادت أن ترسل من خلال ذلك رسائل عدة متناقضة، بآن واحد، لإحداث قدر من التوازن الذي يبدو مفقوداً في البلاغة الإيرانية، حيال "الكيان الصهيوني"، وكل ما يتعلق به، وليمتص، من ثم، تلك النقمة والاستهجان الكبيرين الذين لاقته تصريحات الأسبوع الفائت، وربما، تخفيفاً من نبرة التحدي والمواجهة التي دأب نجاد على إطلاقها، ولاسيما بعد عاصفة الاحتجاجات الغربية الحادة التي جوبهت بها تصريحاته في الأسبوع الماضي، في مؤتمر دوربان 2 المناهض للعنصرية، وتمثلت بانسحاب جماعي غربي، غير مسبوق، من قاعة المؤتمر.

وطبعاً لا يمكن النظر لهذه المواقف الجديدة بمعزل عن "رضا" المؤسسة الكهنوتية الإيرانية، كما لا يمكن التعويل عليها، في نفس الوقت، والتفاؤل بالذهاب بها إلى مداها النهائي والقول، بقرب قيام إيران بالاعتراف بإسرائيل. لأنها تبدو، في أحد جوانبها، كمحاولة للدخول في مزايدة سياسية، و"تقديم عروض"، يبدو الاعتراف بإسرائيل أحداها، والتي من الممكن مقايضتها، في حال أقدمت الولايات المتحدة، والغرب معها على التراجع عن غلوه، تخفيف رزمة الضغوطات المختلفة على إيران، والإيحاء بضرورة الاعتراف بها كعضو جديد في النادي النووي الدولي، وتنصيبها، لاحقاً، كشرطي مستقبلي في مخفر هذه المنطقة، التي تغفو على كنوز الذهب الأسود، أي ما يعني عودة للدور الشاهنشاشي، بعد تعثر هدف تصدير الثورة، وبعد ما يبدو، من أن الولايات المتحدة لم تعلم، البتة، في ضوء التحولات التي حصلت في المنطقة، وانقلاب السحر على ساحره، لماذا أطاحت بالنظام الشاهنشاهي، وفرضت بدلاً عنه نظام الملالي؟
وفي جانب آخر يتصرف نجاد، تصرف الند للند في عملية مقارعة، ومعاندة الولايات المتحدة، حين يضع شروطه للتفاوض مع الولايات المتحدة، إذ يرحب، حسب قوله بـ: " مفاوضات بناءً على خطوط عامة واضحةِ".

غير أن هذه التصريحات تستبطن، في بعض من أبعادها، نفوذ إيران المتعاظم في المنطقة، وسطوتها على فرقاء إقليميين، ومحليين، لهم قوى ظاهرة على الأرض، وتوقف حلول، في غير ملف على موافقتها، أو عدم موافقتها عليها.

وربما شكلت تصريحاته، أيضاً، اعترافاً بالمحرقة كما هو معروف في لغة أهل الدبلوماسية، حين قال: "إذا كان هذا في الحقيقة حدثاً تاريخياً". أو كما قال في معرض حديثه عن قتل ستة ملايين يهودياًَ مِن قِبل النازيين، وخفف من لهجته حيالها حين أضاف: " لكن لماذا يُريدونَ تَحويلها إلى قضية مقدّسة؟ ولا ينبغي، أو يجوز لأحد أن يسأل أي سؤال حول الموضوع؟"

بالمطلق، والنهاية، لن يتم التعامل مع تصريحات أحمدي نجاد من قبل الغرب كنقطة تحول استراتيجي في سياسته، فهو قد دأب على رفض وجود إسرائيل في أكثر من مناسبة، والنظر إليها-التصريحات- فقط، من باب المناورات، وفتح بازارات الحروب الإعلامية، الجارية، على قدم وساق مع حروب أخرى، لا تقل ضراوة وشراسة عنها، علها تفضي إلى أية صفقات. وكلمة بازار ، بالمناسبة، هي كلمة فارسية أصلية.

أما إذا حصل "المحظور"، واعترفت إيران بإسرائيل، وهذا أمر جد مستبعد، حالياً، وإن لم يكن غير مستحيل، ولكن بعد إجراء سلسلة طويلة من ترتيبات كثيرة على صعيد الإقليم ككل، فإن ذلك سيبدو أكثر من مجرد تحولات استراتيجية عميقة، ليس من قبل إيران، فحسب، ولكن من قبل الجميع.

ولكن، يبقى السؤال الأبرز، هل يمكن لهذه المنطقة أن تعيش يوماً واحد بلا صراع، أو توتر، ومواجهة، وتهديد ووعيد ما؟ بل، وهو الأهم، هل سيكون عندها، أي مبرر، للوجود الأمريكي في المنطقة؟




#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقبال الفاتحين الأبطال: عودة نجاد وأردوغان!!!
- أيُ الوصفات تفيد؟
- هل دماء ابن لادن شيعية؟
- فقه الجنس: برامج إباحية، أم وعظية؟
- اعترافات مصريّة خطيرة
- القاهرة وحزب الله: من يتهم من؟
- المطلوب من إخوان سوريا
- سقوط بغداد: عِبَرٌ وغموض وتحديات
- من الوحدة والتضامن إلى إدارة الخلافات العربية
- انهيار جبهة الخلاص السورية
- أنسنة العولمة
- أبو عنتر في ذمة الله
- في سجال خطوة إخوان سوريا
- خرافة الاقتصاد الإسلامي
- هل تتخلف الدول الدينية؟
- هل يكره النصارى المسلمين؟
- أوباما والعودة للشرق الأوسط القديم
- جوزيف فريتزل: صدمة أوروبا الجنسية
- هل الحروب الدينية جرائم ضد الإنسانية؟
- خرافة الفكر القومي والأمة الواحدة


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - تحوّلات إيران الكبرى: هل تعترف إيران بإسرائيل؟