عمر الفاتحي
الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 08:51
المحور:
كتابات ساخرة
نعم لنا تعددية حزبية في المغرب ، لكن لاحزب يحصل على الأغلبية ، تمكنه
من تدبير الِشأن العام الرسمي ، دون ً وجع دماغ ً من الأحزاب الأخرى المشاركة
في الحكومة !
حينما يقرب موعد الاستحقافات الانتخابية ، بلدية كانت أو قروية ، أو تشريعية
تشن ً حروب أهلية ً داخل كل الأحزاب ، حول من يمثل وكيل اللائحة في هذه الانتخابات
لان حظوظه في الفوز تكون قوية ، وهذا ما يحصل الآن بمناسبة الانتخابات البلدية
والقروية التي سيشهدها المغرب خلال شهو يونيو القادم ، في ظل تكهنات وإشارات
قوية ،إلى أن نسبة المشاركة فيها ، ستكون ضعيفة ،لان الشارع المغربي لايثق
بوعود الأحزاب الانتخابية !
حينما تبدأ الحملات الانتخابية ، جماعية كانت أو تشريعية ،ينزل أنصار مرشحي
الأحزاب للتعريف ببرامجهم الانتخابية ،الكل يتحدث عن العدالة الاجتماعية ومحاربة
الفوارق الطبقية والحكامة الاقتصادية والتنمية المستدامة ، ووضع حد لبطالة خريجي
الكليات والمعاهد العليا ، لكن لاأحد من الاحزاب المشاركة في الحكومة ، إستطاعت
تحقيق ولو الحد الأدنى من برنامجها الانتخابي ، اليس هذا سبب كاف ومقنع ، لعزوف
الشباب عن ممارسة العمل السياسي ، بدلا من الاحتماء وراء الفصل 19 من الدستور
وتحت مسميات مختلفة ، أبرزها المطالبة بملكية برلمانية !
لنا في المغرب ،ما يقرب من 38 حزبا والعدد مرشح للارتفاع ، حينما يقترب موعد الانتخابات التشريعية القادمة ، وبذلك نكون قد تفوقنا حتى على الدول العريقة في الممارسة
الديمقراطية ، التي يتداول الحكم فيها من طرف حزبين أو ثلاثة !
يحصل حزب ما على أغلبية ًنسبية ً في الانتخابات التشريعية ، لكن وبجرد الاعداد في تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية ، يتحول الحزب ، إلى ًمالك للأغلبية المطلقة ً
بعد إلتحاق مجموعة من نواب الأحزاب الأخرى به ، رغم أنهم محسوبين على المعارضة !
نوابنا المحترمون بمجلس النواب وغرفة المستشارين ، يتقاضون أجورا وتعويضات خيالية
مقابل ًعملهم النيابي ً !
يؤدون مناسك الحج على نفقات الدولة ، وتصرف لهم تعويضات عن سفرياتهم إلى الخارج
ولهم الحق ولكل واحد منهم الحق في الحصول على كبش عيد الأضحى ، حتى لوكان
البعض منهم ، رئيس مجلس إدارة شركة أو رب مقاولة !
نوابنا المحترمون ،يتمتعون براتب تقاعد مريح بعد إنتهاءولايتهم التشريعية ،قل نظيره
حتى في الدول العريقة في الديمقراطية !
#عمر_الفاتحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟