أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد طولست - حصان طروادة بمقاطعة المرينيين بفاس














المزيد.....

حصان طروادة بمقاطعة المرينيين بفاس


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 2618 - 2009 / 4 / 16 - 02:10
المحور: كتابات ساخرة
    


أصحاب الغايات النبيلة الشريفة لا يمكن أبداً وتحت أن أي ظرف أن يتخذوا من قاعدة "الغاية تبرر الوسيلة" طريقا لتحقيق أهدافهم المشروعة طبعا، لأن الشرفاء لا يرضون بالوسائل الرخيصة المبتذلة التي تحط بمنزلتهم وبمكانتهم بين الناس وفي مجتمعاتهم.. فضلاً على أن الدين والشريعة تلزمنا بتحري أفضل الطرق وتجنب أقبحها للوصول إلى الأهداف النبيلة، بينما يلجأ أصحاب النوايا الدنيئة والشعارات الجميلة والعناوين البرّاقة الذين يخطّطون لمصالحهم الخاصة، إلى تبرير الوسائل بالغايات، متخذين قصة حصان طروادة الشهيرة مثالاً يحتذى به للوصول إلى أهدافهم بالدهاء والحيلة أحيانا وبكل الطرق الملتوية والخبثة أحياناً كثيرة، زاعمين أن كل الوسيلة المؤدية للغايات هي القاعدة السليمة.. فلا يجدون طريقا أفضل لاختراق قلوب الناس وعقولهم من التستر وراء الشعائر الدينيّة، والتمسح بسلاح الدّين لقضاء حوائجهم الذاتية الأنانية، فيتخذوا من مساجد الله للدعوة لغيره، ويفسدوا في الأرض بحجة أنهم مصلحون ودعاة، وماهم من هذه الفئة ولا من الأخرى، وليس هناك ضربة للدّين أشدّ ألماً وأوقع أثراً من تلك التي تكون باسم الدّين.
فقد ابتلينا في مجتمعنا بالكثير من أحصنة طروادة التي تخفي حقيقة أمرها أكثر مما تظهره أمام الناس والإعلام والمجتمع تماماً كحصان طروادة الذي انخدع به أهل طروادة على أنه"هدية" ومن ورائه "خير عميم" فإذا به يصبح "لعنة" ومن ورائه "شر عظيم".
نرى ونقرأ ونسمع قصصا كثيرة عن الذين يخفون في دواخلهم خلاف ما يظهرونه، من خلال أعمالهم أو أنشطتهم الاجتماعية والثقافية والسياسية في المجتمع، وأكثر ما يضايق الناس هو أن هذه الفئة المتخذة من الدين غطاءا، يكاد بعضها أن يكون من الأسماء البارزة والمشهورة والتي وضع الناس فيهم الثقة. كما هو حال القصة الغريبة التي طلعت علينا بها وسائل الإعلام، والمتمثلة في فضيحة رئيس مقاطعة المرينيين بفاس-المحسوب على حزب الوزير الأول وعمدة فاس الذين طالما ردد قادته أسطوانة تحريم إستعمال مساجد الله في الدعاية السياسية- والذي ضبط وهو يلقي خطبة سياسية بمسجد لبيطا الواقع بتراب مقاطعته.
فاستغلال المساجد والتعدي على حرمتها باعتبارها أراضي طاهرة تقام فيها الصلوات الخمس ويذكر فيها اسم الله، ذكرني بقصة حصان طروادة.. الذي يستخلص من ورائها أن هناك أموراً يجب أن لا تؤخذ على حقيقتها الظاهرة للعيان وإنما ينبغي أن يُتحقق من صدقها ومن ماهيتها فلربما تنقلب الأوضاع بعد معرفتنا لحقيقة شيء ما كنا نحسبه "خيراً مفيداً" فإذا هو "شر ضار"، ونكتشف من "يتظاهرون بالطيبة وصدق النوايا" وهم "يكنّون الأحقاد والكره للآخرين"، و يفعلون خلاف ما يقولون ..
و ليست هذه القصة هي الوحيدة التي تذكر وتنطبق على مثل هذا الحدث الذي يُستغل فيه الدين من أجل غايات تسربل بمسوح الدين للوصول لغايات سياسية إنتخابوية. فقد أدرك أبو عامر وجماعة النفاق في المدينة مثل تلك السياسة، حيث كانوا يسعون لإيجاد مركز خاص بهم، يكون مكاناً لاجتماعاتهم ومؤامراتهم ضد الإسلام، ويبحثون عن وسيلة تغطّي على مشاريعهم التخريبيّة، فرأوا أن الرسول لم يكن ليمانع في بناء مكان يحمل صبغة دينية عالية القدسية مثل المسجد، فانطلقوا لتحقيق مأربهم. كان استغلال غياب الرسول حركة خبيثة أيضاً، والواضح أن هذا اللّون من الجماعات الانفصاليّة تستغلّ غياب القيادات للشروع في تطبيق مشاريعها المنحرفة ونشر أفكارها التضليليّة. ومرة أخرى، كان المنافقون يدفعهم يقين أكيد بأنّ الرسول لن يجرؤ على الوقوف ضدّهم طالما أنهم يقيمون مسجداً. ولكن ما حدث كان صاعقة أخيرة لحزب النفاق، حيث نزل جبرائيل بآياتٍ واضحات "والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون لا تقم فيه أبداً، لمسجد أسّس على التقوى من أول يوم أحقّ أن تقوم فيه رجال يحبّون أن يتطهّروا والله يحب المطهرين. اليوم، كم من مسجد اتخذ للإضرار وتفريق المؤمنين؟ لكن لا أحد يجرؤ على اتخاذ موقف نبويّ منه؟!.
فلا بأس إذا أنا سردت هنا ولو بإختصار شديد قصة طروادة لتعميم الفائدة:


فقد قام الإغريق بمحاصرة مدينة طروادة على مدى عشر سنين تحت قيادة ملك إسبرطة وقتها الذي أراد أن يغزو طروادة للانتقام من ملكها الذي سلب منه زوجته.. هذه هي أكثر الروايات شيوعاً وانتشاراً عن هذه الأسطورة أو القصة الإغريقية القديمة ، وعندما لم يتمكنوا من دخول طروادة خلال تلك السنين العشر التي كاد فيها الإغريق ييأسون من دخول طروادة بعد أن نفدت كل حيلهم وطرقهم بالقوة .. لجأوا إلى الحيلة والدهاء وأوهموا سكان طروادة بأنهم قرروا المغادرة والعودة إلى ديارهم وأهم قد تركوا لهم "هدية" عبارة عن مجسم ضخم لحصان خشبي قاموا ببنائه فترة من الزمن، وقد خططوا أن يكون بمثابة كمين لأهل طروادة، فعمدوا بعد الانتهاء منه إلى مغادرة المكان، فما كان من أهل طروادة وهم يشاهدون انسحاب الإغريق وعودتهم إلى سفنهم حتى فتحوا أبواب حصن المدينة وأعجبوا بتلك الهدية أو الغنيمة التي تركها الإغريق وراءهم فخشوا أن يعود الجنود بين لحظة وأخرى فقاموا بسرعة بإدخال الحصان الخشبي - الذي كان مزوداً بعجلات ضخمة تسهل تحريكه – إلى داخل الحصن.. أي إلى داخل مدينة طروادة، وما هي إلا لحظات من دخوله حتى فتحت به أبواب خشبية وخرج منها الجنود الإغريق من داخل مجسم الحصان الأمر الذي أدى إلى سقوط طروادة في بضع ساعات بعد أن عجز الإغريق عن دخولها عبر عشر سنين ..



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حميد طولست يحوار الفنان التشكيلي سعيد العفاسي
- السلطة
- دوام الحال من المحال
- .الأحاديث النبوية وأسئلة لا بد منها
- رد على رد
- إعداد النشأ ليس قصرا على الأمهات
- ظاهرة التسول ...
- قادة من ورق
- آفة الفقر والجوع
- لماذا لا يلمع ويثرى إلا مدعو النضال والوطنية ??!
- تشابه الأحياء الشعبية
- الحوار المتمدن تجربة لا نهائية ناجحة
- الآخرون !
- حماية المستهلك ..في زيادة راتبه .
- سلوكات مستفزة وغريبة ببيوت الله
- حوار افتراضي مع المرحوم محمد شكري الكاتب الذي صارع البقاء لي ...
- التطرف
- حوار مع الأديبة والشاعرة الكويتية بسمة عقاب الصباح
- حميرنا وحمار أوباما
- الإدارة والإداريون


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد طولست - حصان طروادة بمقاطعة المرينيين بفاس