نوفل الخاقاني
الحوار المتمدن-العدد: 2615 - 2009 / 4 / 13 - 08:44
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
منذ مايربو على الخمسين عاما قالها السياب ذات مرة" العراق مقبرة المواهب". ولكأنه كان يستشرف آفاق المستقبل,
ويرودها بعيني عراف تنطق آلهة الشعر على لسانه ......وفي عصرنا الحديث يتساءل مظفر النواب عن بلده قائلا:
بلدي..
هل انت بقية داحس والغبراء؟؟
يبدو أن الأمر كذلك..فمادام مصير العراق ارتبط ويرتبط بقوى رجعية متخلفة, على تنوع مشاربها من :قومية, وبعثية.
وإسلاموية فإن هذا البلد سيبقى بلداً للذبح ومداخن للزبل مخيفة..مانريد قوله في خضم هذا الهم العراقي الكبير, اننا بلد
يحارب مبدعيه,بكل صلافة وهمجية..هذه اوربا تحتفي بمبدعيها فما ان تتجول في شارع من شوارع باريس او زقاق
من ازقة تطالعك تماثيل روبسبير وفولتير ومولير-رغم كون الأخير المانيا والعداء بين الالمان والفرنسيين معروف
لندن حتى الا انهم يحترمون العظماء-وغوته وشكسبير وغيرهم من العظماء الذين اثروا البشرية بنير افكارهم التقدمية
..وهذه مصر الكنانة ايضا تحتفي بعظمائها ففي القاهرة تخصص اكبر ساحة واهم ميدان للوزير السابق "طلعت حرب
باشا" فيسمى هذا الميدان بميدان "طلعت حرب" كذلك هو الأمر لفناني مصر تقام لهم التماثيل التي تدل على تحولهم الى
رموز للهوية الوطنية المصرية,فما ان تدخل محلةباب الشعرية حتى يطالعك تمثال الراحل العظيم الموسيقار محمد عبد
الوهاب,جالسا جلسته الرومانسية المعهودة..هذا فضلا عن الاهتمام بالعظماء على مستوى الاعلام والصحافة والتأليف
..أما نحن بلد الرافدين اصحاب الحرف الأول في التاريخ ومشرعي اول القوانين واصحاب اقدم مكتبة في العالم فنهمل
مبدعينا..فبغداد على سعتها لاتحد فيها ولو تمثال واحدا لشاعر حقيقي من شعرائنا العراقيين كالسياب والبياتي اوالنواب
او الجواهريعن ذلك تجد تمثالا قميئا للمتشاعر معروف الرصافي الذي لااعرف مالذي يربطه بالشعر وبالعراق اصلا
وبدلا حتى يطل علينا بطلعته"البهية"محتلا اهم ساحات بغداد؟؟!!!كذلك قل عن كمال جنبلاط فمالذي يربطه بالعراق
حتى تخصص له اكبر ساحات الكرادة؟؟؟؟
وماهي علافة بغداد ب":غرناطة
"وقرطبة" و"فلسطين" و"عدن"حتى تأخذ هذه المدن مسميات بارزة فيها كحتلة شوارعها وتقاطعاتها وحدائفها؟؟؟
ولااعرف مالذي يمثله الخليفة العباسي المقبور "الواثق"للعراقيين حتى تسمى ساحة مهمة من ساحات بغداد باسمه؟؟
بعد الفتح الامريكي جاءنا المد الديني زاحفا بخيول مغولية فتحول العراق بقضه وقضيضه الى قطيعة من قطائع "الصدرين"!!!!!!!!!!!!
ولاادري ماهي علاقة الصدرين بالعراق؟؟؟؟!!الاول اراد تقديم العراق على طبق من ذهب لحبيبة القلب إيران الإسلامية
اما الثاني فكان حليفاً للطاغية صدام في تنفيذ مشروعه التآمري ضد شيعة العراق, وتحويل قضيتهم من مواجهة النظام الى مواجهة
"امريكا"!
في ليلة وضحاها تحول اكبر خط سريع في بغداد من اسمه القميء السابق الذي يحمل عنوان احد مصاصي الدماء الحجاجيين" محمد
بن القاسم الثقفي" ‘إلى رجل لاتربطه رابطة بالعراق ,ولا ببغداد اصلا يطلقون عليه تشبيها له بالامام علي "شهيد المحراب"!!!
ولااعرف اي محراب استشهد فيه هذا المعمم؟؟!!!‘أهو محراب خامنائي؟؟ أم هو محراب برايمر؟؟ام هو محراب المال والسياسة؟؟
العلم عن رب العباد وعند "أهل الخبرة" الذين يطلق عليهم جائعونا تهكما بهم ب"أهل الخبزة"
متى تتحول ساحات العراق الى ساحات تحمل اسماء ابنائه الحقيقيين الذين استشهدوا من اجله لامن اجل الدول الاخرى؟؟؟
متى نكرم مبدعينا الذين حملوا العراق في حدقات عيونهم وخفقات قلوبهم اينما حلوا وارتحلوا في منافيهم الثلجية؟؟؟
متى ننصف ما تبقى من رموزنا العظيمة كامثال الرائع يوسف العاني, ومظفر النواب, وناهدة الرماح, وغيرهم من العمالقة المركونين على رفوف ذاكرة النسيان العراقية لتغلفهم اتربة الجهل والتجهيل
ولكن كيف يتسنى لنا ذلك ونحن لازلنا متقوقعين في قماقم المحاصصة الطائفية والحزبية...
فمن العار ان يتولى اهم وزاراتنا الا وهي التجارة المسؤولة عن قوت الشعب وغذائه رجل لايجيد من امور التجارة شيئا سوى اهتمامه باطالة لحيته على طريقة الرهبر
ومن مهازل الدنيا ان يتولى رجل لايحمل الهوية العراقية منسوبا الى احدى المدن الأيرانية وزارة بخطورة وزارة النفط
ومن الجهل ان يتولى انسان طائفي اخطر مفاصل حياتنا العلمية الا وهي وزارو التعليم العالي
ومن الاجرام ان يتولى ارهابي قذر اهم وزاراتنا بل هويتنا الثقافية اقصد بذلك وزارة الثقافة..
ومن سخريات القدر ان يتولى امعة بعثي اهم مفاصلنا الثقافية اقصد "دار الشؤوون الثقافية"
ولعل التردي الثقافي الذي وصل اليه العراق في هذه السنين الاخيرة ناتج عن تولي ارباع المتثيقفين هؤلاء زمام المسؤولية فيما يخص الثقافة والتعليم
لايملكون من هذه الدنيا حظا من العلم ولكن انتماءاتهم الحزبية هي التي وضعتهم في هذه الاماكن
لعنت زماناً خصى العقل فيه..تقود فخول العقول
#نوفل_الخاقاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟