أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نرمين خفاجى - منظمة ثورة مصر واجواء الثمانينات















المزيد.....



منظمة ثورة مصر واجواء الثمانينات


نرمين خفاجى

الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 08:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


"لقد كان مدى عمق العداء لاسرائيل هو معيار الوطنية طوال الخمسينات والستينات وبدايات السبعينات ..الى ان جاء من غير اتجاه الريح ..ومسخ حقائق التاريخ.. وصور الاعداء فى صورة ابناء العم ..وتنكر للاشقاء فى الدم ..
فهل نحاسب اهل القفص لانهم ابوا ان يتخلوا عن المبدأ"
من مرافعات الهلالى فى قضية ثورة مصر
لا يمكن فصل الحديث عن منظمة ثورة مصر التى تعد صورة واضحة من صور المقاومة المسلحة للوجود الصهيونى داخل مصر عن ما عاصرها من احداث فترة الثمانينات من القرن المنصرم، ولا عن ما تلاها بعد القبض على افرادها فى سبتمبر 1987 ،ثم صدور قرار الاتهام اثناء اشتعال الانتفاضة الفلسطينية فى فبراير 88 ،وما اعقبه من صدور الاحكام المشددة فى 1991 ليسدل الستار على حقبة كاملة من حكم مبارك بذل اثناءها الكتاب المدافعون عن النظام اقصى جهودهم لوضع الرتوش واخفاء الوجه الحقيقى للعمالة،او ليبدو على أحسن الاحوال اقل فجاجة من السادات،وجاءت التسعينات بتصفية بؤر المعارضة سواء ذات الميول الوطنية او التنظيمات الاسلامية المسلحة،التى بررت له شرعية استمرار قانون الطوارىء لخنق اى مقاومة او معارضة حقيقية.
ومع القرن الجديد سقط ما تبقى من ورقة التوت بعد ان ذبلت ولم تعد تستر شيئا، لتظهر سوئات النظام بكل قبحها وكان آخرها تواطئه الواضح ومساهمته فى تصفية الشعب الفلسطينى فى عمليات اسرائيل الاخيرة بغزة .
عقد الثمانينات عقد الاحداث المتلاحقة وبدايات الانهيار
جاء خطاب السادات الذى اعلن فيه عن رغبته بالسفر الى القدس "واقامة سلام شامل ودائم" مع اسرائيل ليرمى بالقضية الفلسطينية ومعاداة الصهيونية فى هوة ركن مظلم وبارد دفع ثمنه الاف الضحايا من الفلسطينين ،واللبنانيين وايضا المصريين ضحايا التطبيع والقمع السياسى.
هكذا جاءت حقبة الثمانينات بجعبة محملة بالاحداث والهزائم والمذابح والتغيرات الجذرية سواء على المستوى المحلى او العالمى ،الا ان الاحداث على المستويين ارتبطت بخيوط كانت تتضح تارة وتختفى تارة اخرى حتى غدت مثل كرة من الخيوط المعقدة ،ولعل اعادة قراءة احداث تلك الحقبة يمكن ان تتيح لنا اعادة فك ما تعقد منها.
استهل السادات عام 1980 بافتتاح السفارة الاسرائيلية بالقاهرة فى شهر فبراير بعدها تسارعت وتيرة الاحداث من اعتقالات سبتمبر ثم اغتيال السادات، وتولى مبارك مقاليد الحكم ،واتسم هذا العقد بتوالد تنظيمات العنف الاسلامى "الجهاد – الجماعة الاسلامية ،الشوقيين، الناجون من النار...الخ"وما صاحبها من عمليات اغتيال سياسى، انتشار الحجاب ثم النقاب بمصر و الحديث عنه كظاهرة اجتماعية تستوجب الدراسة ،اجتياح لبنان ،مذبحة صابرا وشاتيلا ،خطف الطائرات ، قصف مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية بتونس ،حرب العراق وايران ،ضرب المفعل النووى العراقى ،حرب الاتحاد السوفيتى وافغانستان ،زواج الامير تشارلز، ظهور خيار الصوبات فى الاسواق "فخر انتاج زراعات يوسف والى وما تلاه من ثمار مهجنة " ، ظهور العيش الطباقى زنة 90 جرام ،تدشين قوانين الانضباط، انتفاضة الامن المركزى ، سليمان خاطر، حادث السفينة اكيلى لاورو،انتفاضة الحجارة ،استفحال الفساد وظهور وهروب كلا من هدى عبد المنعم "المرأة الفولاذية" – سيد متولى – توفيق عبد الحى...الخ وما استتبعه من تهريب ملايين الدولارات الى بنوك اوروبا، ظهور شركات توظيف الاموال،ازمة الجنيه المصرى ، اضراب عمال السكة الحديد، اضراب الحديد والصلب ،اضراب اسكو ...الخ، افتتاح مترو الانفاق ، اغتيال ناجى العلى، سقوط كتف ابو الهول ، عودة العلاقات الدبلوماسية مع دول الرفض،انهيار سور برلين، وظهور وانتهاء ما عرف بتنظيم ثورة مصر.
مبارك الثمانينات
عندما اعتلى مبارك كرسى الرئاسة ،اراد ان يظهر بوجه يختلف عن السادات فاستهل حكمه بالافراج عن معتقلى ما عرف بأزمة 81 ،ثم بدأ فى الترويج بعودة مصر الى حضن الدول العربية والاسلامية بعد القطيعة التى اعقبت كامب ديفيد
فامتلات جرائد السنوات الاولى من ذلك العقد بأخبار زيارته للدول العربية والافريقية والاسلامية ،ولاستكمال المشهد التمثيلى اطلق اغانى الفترة الناصرية من مخابئها لتطفى على خلفية المشهد السياسى انطباع يؤكد على تمسكه بالقومية العربية والاسلامية ،وبمكتسبات "23 يوليو"، وفى الكواليس اكمل مبارك مسيرة السادات فى التطبيع ،ولكن بطرق اكثر حنكة ، فبعد توقيع السادات لمعاهدة كامب ديفيد خرجت جرائده الرسمية تعلن يوميا وبصورة مستفزة عن عقد سلسلة من الندوات عن التطبيع فى المحافظات ،وامتلات الجرائد بصور بيجين وديان غيرهما من صقور الصهاينة ،اما مبارك فقد تعلم الكثير واستوعب الدرس الذى اودى بحياة سابقه ،لذلك حرص على اتخاذ بعض الاجراءات الشكلية التى اوحت للعديدين باختلافه عن السادات مع اطلاق دعاية صحفية تؤكد على عرقلة عملية التطبيع ، وخاصة بعد اجتياح لبنان ،كما رفض اى سفر الى القدس او تل ابيب وقد استخدم كتاب النظام هذا الموضوع للدعاية لمبارك بأنه على الاقل لم يدنس اقدامه بالذهاب الى اسرائيل.
وقد حاول الايحاء بعدم الارتماء فى احضان امريكا واسرائيل خاصة مع تأزم المفاوضات حول طابا وانحدارها الى منعطف اثار الجدل بالداخل وأدى الى طلب مصر التحكيم الدولى للخروج من الازمة،وفى خضم كل تلك الاحداث السابقة التى ذخر بها عقد الثمانينات كان مبارك يقمع الشعب المصرى بيد من حديد بينما اليد الاخرى تمسك بشدة بيد النظام الامريكى الذى اراد مبارك ان يقبض منه الثمن كاملا ولم يكن هذا الثمن هو فقط زيادة المعونة الامريكية التى بدأ عصره بالمساومة حولها ولكن بضمان بقائه حتى الموت على كرسى الرئاسة وتوريثه الى ابنائه ان أمكن .
وقد جاءه فى البداية الرد الامريكى متوجسا فى اثناء احدى جولات مبارك الافريقية والعربية لاحياء منظمة المؤتمر الاسلامى،عندما اتصل به اشرف غربال السفير المصرى بالولايات المتحدة ليطلب منه السفر فورا ليمثل بين يدى لجنتى الكونجرس المسؤلتان عن زيادة المعونة الامريكية وليعلن وليؤكد له موافقة الطرف الامريكى على زيادة المعونة"1".
اما اسرائيل فقد تعامل معها خلال السنوات الست الاولى من حكمه ،بأوجه مختلفة وفقا للاحداث الداخلية والخارجية ،فأثناء اجتياح لبنان اعلن تجميد العلاقات وسحب السفير ،وأثناء المفاوضات حول طابا لعب مبارك خلال تلك الفترة على كل الاوتار، بداية من عودة العلاقات مع دول الرفض بزيارتهم واعادة افتتاح سفاراتهم ، واستغلال الفرح الشعبى الذى اعقب كل عملية لتنظيم ثورة مصر ذات الصوت الناصرى والموجهه بالاساس ضد الوجود الصهيونى بالقاهرة،ثم الترويج فى الجرائد على مدى كراهية الشعب المصرى لاسرائيل خاصة بعد عملية سليمان خاطر داخل سيناء ،لقد استغل النظام كل ما سبق من اجل الضغط على اسرائيل،لاستعادة طابا ،وعرقلة عملية التطبيع الى حين ،مع محاولة خلق اى وزن شعبى له بالداخل،عن طريق مناورات تشبه بمب الاطفال مثل طرد سفير السلفادور بعد ان نقلت السلفادور سفارتها من تل ابيب الى القدس"2"، ،ولم تكن مناورات مبارك نابعة بالطبع من شعور وطنى جارف او رغبته فى حماية الامن القومى المصرى ، بل على العكس تماما من ذلك ، لقد اراد ان يؤكد لإسرائيل وامريكا انه يستحق ان يجنى ثمنا غاليا فالشعب المصرى يكره الجيران الصهاينة،وهو يستطيع بقمعه وفساده وعمالته ان يلجم ذلك الشعب الهائج هذا غير وزن مصر فى المنطقة الذى يمكن ان يرسل به فيما وراء الشمس ، لذلك يجب ان يقبض الثمن مضاعفا ،الثمن الذى يليق ويشبع كلب حراسة مخلص لاصدقائه الاقوياء والاغنياء ،وفى الحقيقة ان مراوغات مبارك فى عقد الثمانينات قد خدعت الكثيرين من الكتاب والمثقفين فعصر مبارك هو عصر التمثيليات الكبرى والتى كان اشهرها تمثيلية "الديمقراطية" مع اول انتخابات برلمانية فى عام 1986 شاركت فيها الاحزاب ومعها جماعة الاخوان المسلمين التى تحالفت مع حزب الوفد الجديد لدخول البرلمان ، وذلك منذ حل الاحزاب بعد انقلاب 23 يوليو 1952.
الا ان الشعب الكادح هو الوحيد الذى لم ينخدع بدعاية مبارك السياسية سواء على المستوى الداخلى او الخارجى ،فإضرابات الثمانينات كانت الشاهدعلى تأزم اوضاع العمال، وكذب حكومات مبارك ،فتحت سياط الغلاء وانهيار القيمة الشرائية للجنيه المصرى وانخفاض الاجور ،واستشراء الفساد وتهليب الاموال وخروج الفاسدين بسلام خارج حدود الوطن ،انفجرت العديد من الاضرابات كان ابرزها واشدها اضراب السكة الحديد قى 86 ،ثم جاءت انتفاضة اطفال الحجارة بالأرض المحتلة لتعطى مثلا حيا على الصمود والمواجهة ،والتى تضامن معها الشعب بكل فئاته وصمد تحت ضربات مبارك الموجعة ،والذى اعتقل عمال المحلة الذين تظاهروا تضامنا مع الانتفاضة اضافة الى اعتقالات اخرى فى صفوف النشطاء السياسيين والطلاب،وفى عز اشتداد الانتفاضة اراد مبارك ان يقدم الدليل لولائه لامريكا وإسرائيل بتقديم اعضاء منظمة ثورة مصر الى المحاكمة مع تشديد العقوبات،وكان سليمان خاطر هو الضحية الاولى التى قدمها مبارك لاسرائيل لاثبات حسن النوايا،فبعد ان قبض عليه على خلفية قتل عدد من الاسرائيلين بسيناء اعلن النظام انه انتحر داخل زنزانته.
منظمة ثورة مصر
فى تلك الاجواء السابقة ولدت منظمة ثورة مصر فى 1984 ودشنت وجودها بعملية الاعتداء على زيفى كيدار احد اعضاء الموساد فى يونيو 1984 عند خروجه من بيته فى المعادى ،وقد اصيب زيفى كيدار بجرح فى يده نتيجة لطلق نارى ونقل الى مستشفى السلام بالمعادى ."3" واعقبتها بثلاثة عمليات بواقع عملية كل عام حتى تاريخ القبض عليها فى سبتمبر 1987 ،ليكن كل عمر المنظمة هو اربعة اعوام.
اسس المنظمة محمود نور الدين وهو ضابط مخابرات مصرى كان يعمل بالسفارة المصرية بلندن وله علاقات متعددة ومتشابكة مع بعض رجال الحكومة كالدكتور مصطفى الفقى اضافة الى علاقاته مع رجال الفترة الناصرية التى انتمى بأفكاره اليها، واخوه احمد عصام وخالد جمال عبد الناصر وثلاثة اعضاء اخرين من القوات المسلحة ونظمى شاهين والذى كان صديقا لاحمد عصام وعمل بعد انضمامه للتنظيم كسائق لمحمود نور الدين وقام نظمى بتجنيد كلا من حمادة شرف "طالب" وسامى فيشة "كهربائى .
وكما قال نورالدين فى تحقيقات النيابة " اختمرت فى ذهنى فكرة مقاومة الضغوط الصهيونية التى شعرت انها واقعة على القيادة السياسية فى مصر وتمارسها امريكا واسرائيل خاصة فى مجال التطبيع فأسست منظمة ثورة مصر من بعض ضباط القوات المسلحة المصرية وبعض المدنيين".
اذن اخذت المنظمة التى رفضت كامب ديفيد على عاتقها مكافحة الوجود الصهيونى على ارض مصر بالسلاح مع اصدار بيانات لاعلان مسؤلياتها عن كل عملية قامت بها،مع الاخذ فى الاعتبار وجود جزء من مصر كان لازال واقعا تحت الاحتلال اثناء قيام المنظمة بعملياتها وهى طابا .
وكانت العملية الثانية موجهه ضد مسؤل الامن بالسفارة الاسرائيلية وتمت بعد مراقبة اماكن تواجد البعثة الاسرائيلية بالمعادى وعلى اثرها تحدد الهدف وفى 20 اغسطس 1985 وقام اربعة من التنظيم هم محمود نور الدين ونظمى شاهين وحمادة شرف وسامى عبد الفتاح بإطلاق النارعلى البرت اتراكشى "37 " سنة وزوجته، وسكرتيرته الشخصية، الحادث كان بالقرب من بيت السفير الاسرائيلى .
وصدر بيان المنظمة ليعلن عن اغتيال البرت اتراكشى وارساله الى الجحيم .
اما العملية الثالثة فكانت فى شهر مارس 86 وعرفت بعملية معرض القاهرة الدولى وجاءت على خلفية مشاركة اسرائيل فى سوق القاهرة الدولى بأرض المعارض بمدينة نصر ،وقد خرجت المظاهرات ترفض وتحتج على مشاركة اسرائيل وهتف الطلبة فى المظاهرات "ثورة مصر طريق النصر"،وذلك بعد ان حفرت المنظمة لها مكانا فى قلوب المصريين،فجاء الرد الفورى باغتيال "ايلى تايلور"مديرة الجناح الاسرائيلى بسوق القاهرة الدولى.
اما العملية الرابعة والاخيرة فقد وجهت للوجود الامريكى وارتبطت بعدد من الاحداث منها ما قاله نور الدين "الغاء ريجان زيارة مبارك للولايات المتحدة الامركية،ورفض الحكومة الامريكية زيادة المساعدات او جدولة الديون او تخفيض الفوائد علاوة على الضغوط الامريكية المستمرة للخضوع للمطالب الاسرائيلية المجحفة اما اقوى دافع لنا للقيام بهذه العملية ضد رجال ريجان فى مصر واعضاء المخابرات المركزية الامريكية هو ما شعر به كل المصريين وباعتراف السيد الرئيس مبارك شخصيا من ذل ومهانة واذلال لكرامتنا وكرامة المصريين حين صعدت الطائرات الامريكية الحربية واختطفت الطائرة المصرية المدنية واجبرتها على الهبوط وقامت بتفتيش جميع ركابها ولم يحرك احد ساكنا على المستوى الرسمى فى القيادة السياسية ولذلك قررنا فى ثورة مصران نقوم بعمل عسكرى ضد الامريكيين لمحو العار الذى لطخونا به"(4)
والسبب الرئيسى لخطف الطيارة المصرية هو القبض على ابو العباس الفلسطينى ومعه اربعة من المتهمين بخطف السفينة اكيلى لاورو الايطالية،والذين قاموا بخطف السفينة من اجل المساومة على الافراج عن 50 فلسطينيا بالسجون الاسرائيلية ،ووصلت السفينة الى بور سعيد،وهناك سلم المختطفون انفسهم وطلبوا نقلهم الى تونس ،فتم نقلهم فى طائرة ركاب مصرية تابعة لمصر للطيران ،واثناء توجهها الى اثينا بعد ان رفضت تونس استقبالها بناءا على محادثة تليفونية من ريجان الى بورقيبة الرئيس التونسى وقتئذ ،اجبرتها الطائرات الحربية الامريكية على الهبوط على احدى قواعد حلف الاطلنطى ،لكن وصول قوات ايطالية منع القوات الخاصة الامريكية من القبض على ابو العباس والمختطفين الاربعة حيث قامت بتهريب ابوالعباس بينما مثل المختطفون الاربعة امام المحكمة الايطالية .
وعن تنظيم ثورة مصر يتحدث نظمى شاهين احد افراد التنظيم والمتهم السادس وفقا لقرارالاتهام.
فى 67 كان عندى 12 سنة كنت فى الاتحاد الاشتراكى وكان عندى وظيفة اثناء الحرب انا وزملائى اللى من سنى اننا ننادى على الناس يطفوا النور اثناء الغارات وكنا بندهن النوافذ والسيارات بلون ازرق عشان الضؤ ما يبانش للطيران المعادى وكنا بناخد فرق انقاذ مع التدريب على كيفية اطفاء الحرائق،وبناخد فرق كراتيه وكنا بندور على مكاتب منظمة فتح عشان نطوع فيها .
فى 73 طلعت فى الفوج التانى للاتحاد الاشتراكى للجبهة فى القنطرة شرق وكان عندى 17 سنة وهناك استشهد احد اصدقائى من عابدين اسمه احمد الجناينى وكنت من الناس اللى اختاروهم لانى من عابدين واعرف والد الشهيد عشان نوصله لاهله وكان وقتها الناس بتستقبل الشهدا بفرحة وتباهى،وينادوا اهالى الشهدا بأبو الشهيد وام الشهيد او ابو البطل ،وبعدها رجعت لعابدين لحد ما اتجندت فى 75 .
انا اتربيت فى الاجواء دى،يمكن عشان كدة انا مش بفهم يعنى ايه تطبيع انا ليه اخ مصاب فى 67 وليه ابن خال استشهد فى 67 و صديق استشهد فى 73 لذلك انا مش ممكن انسى عدائى لاسرائيل او ممكن فى اى يوم من الايام اعتبر الصهاينة اصدقاء،ومش انا بس ،اى عمل بتقوم بيه اسرائيل فى الارض المحتلة او فى اى حتة بيفجر جوة المصريين الغضب والرفض وبيوضح مدى كراهية الشعب المصرى لاسرائيل ورفضه للتطبيع، وممكن نسمع تعليقات المصريين على القهاوى وفى المواصلات على العدوان الاسرائيلى، الموضوع دة مش مرتبط بزمن حتى الاجيال اللى ما عاشتش الحرب عندها نفس رد الفعل ودة بيأكد ان التطبيع دة خاص بالنظام ومثقفيه فقط ومش بالشعب .
والموضوع فى الحقيقة كمان مش خاص بفلسطين بس لا دى قضيتنا احنا كمان واى قراءة بسيطة للتاريخ هانلاقى ان كل انتصاراتنا اللى انجزناها على مر التاريخ عشان حماية مصر كانت على ارض سوريا، فلسطين دى البوابة بتاعتنا وعشان ننتصر لازم ننتصر من نفس المنطقة دى،فلسطين هى بوابة الامان لمصر.
فى كمان تسميات طلعوها بعد المبادرة مش عارف يعنى ايه طابا المصرية وطابا الاسرائيلية ،ارض ايه اللى رجعتلنا بالسلام وما فيش جيش هناك ،كل يوم فى مصريين بينضربوا على الحدود وما حدش بيتحرك ولا يتكلم ،هو دة التطبيع؟ طيب بعد 31 سنة من المعاهدة احنا عملنا ايه،غير التنازل ورا التنازل والانكماش والعدو بيتوسع ،احنا ايام الحرب كنا عايشين احسن من دلوقتى على الاقل ما كانش فى الازمة الاقتصادية الطاحنة دى،لقد خدعنا السادات وقالنا ان كل طفل هايروح المدرسة وف ايده زجاجة لبن وساندوتش جنة رومى وبسطرمة وتفاحة امريكانى الشعب صفق للازدهار اللى هايحصل، ما سقفش للصهاينة الشعب استقبل كارتر والسادات بالورود فعلا بس على امل ان المصرى هايتولد انسان وهايعيش كويس لكن ما فيش 3 سنين وبان بعد الرحلة دى ان كل حاجة غليت ومنع دبح اللحوم الا يومين فى الاسبوع والحياة بقت صعبة.
فى 78 خلصت تجنيدى واشتغلت فى شركة المانية وبعدين فى مصنع 54 الحربى على مكنة خراطة ،وبعد مبادرة كامب ديفيد مشيت من البلد رحت الاردن وبعدين العراق وبعدين استقريت تماما فى تركيا،وكان من اسباب سفرى رفضى للمبادرة والظروف الاقتصادية السيئة،لان الاتحاد الاشتراكى تحول الى مكاتب للحزب الوطنى ومابقاش فى اى متنفس او مناقشات من اللى كانت بتدور فى الاتحاد الاشتراكى وجت فى عابدين مجموعة غريبة علينا سموا نفسهم حزب وطنى وتحولت بعض الوجوه القديمة فى الاتحاد الاشتراكى بعابدين الى الحزب الوطنى.
فضلت فى تركيا حتى 84 ثم عدت الى مصر لان كان لى صديق قديم اسمه احمد عصام كنا زملاء فى القوات المسلحة واشتغلنا سوا فى شركة بفاف الالمانية للملابس الجاهزة ،بعتلى انه عايزنى ضرورى لان فى باسبور انجليزى عايزنى اجدد هوله قولتله ابعته وفعلا جددت له الباسبور ودة كان باسبور اخوه محمود نور الدين ،وبعدين بدأ يلح على انزل لمصر ضرورى، وفعلا رجعت ،وقابلته وقالى اننا لازم نعيش فى البلد دى ونشتغل هنا وقالى ان اخوه محمود ساب لندن وقرر يعيش فى مصر ويفتح مجلة وطلب منى اشتغل سواق لمحمود،انا وافقت واستلمت العربية.
فى شهر 12/ 84 فاتحنى محمود فى موضوع تنظيم ثورة مصر،وقالى انا كنت عامل التنظيم كله عسكرى عايز عن طريقك تشوفلى ناس وطنيين مش مهم الحالة الاجتماعية المهم يكونوا مجمعين على كراهية الصهاينة،بالفعل جندت حمادة شرف وسامى عبد الفتاح الشهير بسامى فيشة واسامة خليل واسماعيل الجيزاوى وطبعا وانا بجندهم مش بقول اى شىء عن التنظيم اللى نور بيقولهولى بقولهلهم وبعدين كنت باعرفهم على نور واللى يقولى ايوة دة كويس فاتح دة او سيبلى دة انا افاتحه ،واتكون التنظيم الا انه صفصف فى النهاية على اربعة محمود نور وحمادة وسامى وانا واحمد عصام قائد للمجموعة بدل محمود لو محمود مش هاينزل العملية طبعا انا رحبت بالانضمام للتنظيم وكنت سعيد جدا حسيت انى لقيت نفسى وبدأت اذاكر واكمل تعليم لحد ما خدت الثانوية العامة بس ساعتها كنت فى السجن سنة 95 .
وكان من شروط الانضمام للتنظيم ان ما حدش يكون له اى ملف فى امن الدولة او فى اى جهة ويستحسن انه يكون ماعندوش بطاقة من الاصل لان دة تنظيم سرى وعملياته موجهة ضد افراد موساد ضباط مخابرات اسرائيلى بيضرب بيه المثل يعنى بنبقى مكلفين بالاشتباك مع حد مسلح مش اعزل حد جامد وقوى هاتضربه بالنار هايضربك بالنار عشان كدة محتاجة اشخاص ما لهمش ملفات.
عند كل عملية كنا بنقعد مع محمود الله يرحمه ننظم نفسنا فى تشكيلات مراقبة لاماكن تواجدهم فى المعادى وما كانش عندهم ادنى شك فى ان ممكن اى حد يعمل عملية ضدهم لانهم طول عمرهم متعجرفين، لحد ما حددنا الهدف وبعدين رحنا على بيت محمود وقعد يكتب بيان لإعلان المسؤلية عن العملية الى هانفذها بكرة وبعدها نوزع البيان على الاذاعات وبالفعل تانى يوم رحنا نفذنا العملية وكانت الاولى بالنسبة لى وكان محمود على مقعد القيادة واناجنبه وخلف محمود حمادة شرف وسامى عبد الفتاح وطلعنا على المعادى بعربية كنت شاريها ببطاقة مزورة وكانت اسلحتنا بنادق آلية وكان سلاحى أنا عوزى اسرائيلى الصنع ربنا وفقنا فى اليوم دة وقتلنا البرت اتراكشى ،ودى كانت العملية التانية للتنظيم العملية الاولى اشترك فيها محمود وعصام ومحى الدين عدلى واحمد على، واسفرت عن اصابة زيفى كيدار ومحمود نور الدين .
التغطية الاعلامية من جرايد المعارضة بعد كل عملية كانت مش اد كدة كانوا بيستقبلوا العمليات ببلادة وكانوا شايفين ان فى عناصر مأجورة من دول تانية هى اللى بتقوم بالعمليات دى لكن دة اتغير خالص بعد القبض علينا .
بعد كدة جهزنا للعملية الثالثة فى مارس 86 فى معرض القاهرة للكتاب والفرق الزمنى بين كل عملية والثانية كان سنة لاننا كنا بنعمل مراقبات دقيقة وتدريب على ضرب النار وكان بعد كل عملية بنقعد فى البيت شهرين ما ننزلش خالص بعدها نستأنف التدريبات والتحريات للعملية اللى بعدها.
بالنسبة لعملية المعرض الطلبة لما عرفوا بمشاركة اسرائيل عملوا مظاهرات وحرقوا العلم الاسرائيلى والامريكى وهتفوا ثورة مصر طريق النصر واتقبض على ناس كتير منهم والحكومة بقت فى حرج ،فقررنا نختار هدف وكانت ايلى تايلور ودى كانت مديرة الجناح الاسرائيلى .
وشاركت فى العملية دى مع محمود واحمد عصام وجمال عبد الحفيظ ومحى عدلى .ودى كانت عملية صعبة لاننا كنا خايفين نصيب اى مصرى ،عشان كدة سمينا العملية دى بالمغامرة المحسوبة .
وكان رد الفعل على العملية ان فى ناس زغردت وهى خارجة من المعرض بعد ما شافونا بنهاجم الصهاينة التغطية الاعلامية بعد العملية دى كانت قوية وقالوا ان التنظيم دة قوى ودقيق ومصرى وعامل حساباته كويس.
فى اواخر 86 واوائل 87 تم خطف الطائرة المصرية من قبل امريكا ففكرنا فى رد فعل قوى يقول لامريكا، اتعاملى مع الحكومة كيفما تشائين لكن مع الشعب الامر مختلف تماما وبدأنا نرصد الامريكان وتعبنا معاهم كتير لانهم كانوا بيغيروا الكود بتاعهم "نمر السيارات الدبلوماسية" وبدأ الامريكان يعلنوا فى الاذاعات انهم هايدوا مكافئة نص مليون دولار لاى حد يبلغ عن فرد من تنظيم ثورة مصر وبدات العملية تبقى صعبة علينا دة غير ان الجماعات الاسلامية بدأت تقوم بعمليات مسلحة ضد المصريين وضربوا مكرم محمد احمد وكان اللى ضربوه جماعة "التوقيف والتبين" اللى سمتهم الحكومة تنظيم "الناجون من النار" وبقى فى ناس بتتهمنا بضربه فكلفنى محمود انى ابعت بوكيه ورد للاستاذ مكرم ومعاه البيانات بتاعت تنظيم ثورة مصر اللى بتقول ان التنظيم دة مالوش دعوة بأى مصرى وممنوع نخدش خدش لاى مصرى وان عمليات تنظيم ثورة مصر موجهة ضد الصهيونية العالمية وليس ضد اى شخص آخر ونشر مكرم الكلام دة فى المصور .
وبدأنا نعد لعملية الامريكان اللى ارهقتنا وتعبتنا واخترنا مكان العملية فى جارن سيتى من طريق الكورنيش لكن كان فيه موضوع ما كناش نعرفه ان مدير التنظيم احمد عصام وشقيق محمود بلغ السفارة الامريكية عن التنظيم وقالهم على مكان العملية لكن هو فى اليوم دة افتعل معايا خناقة وقال انه مش نازل العملية دى وكانت الخطة ان الامريكان هايهاجمونا ويصفوا افراد التنظيم وياخدوا صيت انهم اقوى مخابرات فى العالم قدرت تصفى تنظيم ثورة مصر ،لكن يوم العملية الصبح اجلنا العملية يومين وعصام ما عرفش ، وخرجنا بعدها بيومين انا ومحمود وحمادة وسامى ومحى عدلى وجمال عبد الحفيظ لكن اللى هايتفذ انا وحمادة لكن اللى حصل اننا اتأخرنا 5 دقائق عن ميعادنا فقلنا نلحق عربية الامريكان وهى نازلة من المعادى عند كوبرى مصر القديمة والمكان دة اتمرنا فيه كذا مرة وما جاش عصام معانا فيه ولا مرة ونزلت تحت الكوبرى انا وحمادة شرف واشتبكنا مع عربية الامريكان واتصاب حمادة فى العملية دى بطلقة فى كتفه وحدث اصابات طفيفة للامريكان لولا اصابة حمادة ورغبتى فى انقاذه كان ممكن اقتلهم بسهولة لكن انا كان همى انقل زميلى للعربية .
بعد العملية دى محمود عمل ورقة او بيان اسمه المصالحة وخاصة بعد ما بعتنا بوكيه الورد لمكرم محمد احمد ،وظهر من كدة اننا مش ارهابيين احنا عندنا قضية وممكن نعمل حوار، بناءا عليه محمود قال نظمى هايقود مجموعة وعصام يقود مجموعة تانية وانا وخالد نطلع من تحت الارض ،ونشتغل سياسة،والمجموعة السرية دى مش هاتشتغل الا اذا لزم الامر لان وقتها كان لسه فى تحكيم حول طابا والمفاوض الاسرائيلى كان شايف نفسه حول طاولة المفاوضات وبيقول لأ ناخد الفندق دة ولأ مش عارف نسيب ايه ،وعشان كدة كنا شايفين ان دورنا مهم كورقة ضغط فى يد الحكومة المصرية،لكن الحكومة فى حيثيات الحكم انكرت دة وقالت اننا بوظنا العلاقات وعرضناها للخطر .
وفى الحقيقة احنا اصلا ما كانش عندنا موقف ضد النظام الحاكم لاننا كنا شايفيين ان النظام محرج من موضوع التطبيع بس مش عارف يعمل ايه،عشان كدة كنا شايفيين الحل اننا نوجه سلاحنا ضد الصهاينة والامريكان الموجودين على ارضنا.
لكن دة مش معناه برده انى مع النظام الحاكم انا رفضت بعد تحويل مكاتب الاتحاد الاشتراكى انى انضم الى الحزب الوطنى .
ويمكن عشان كدة ما كانش فى جناح سياسى للتنظيم،وحتى محمود الله يرحمه كان من ضمن كلامه فى التحقيات انه لما رجع لمصر ما لقاش اى منفذ يعبر منه عن افكاره الناصرية والحكومة وافقت على الحزب الناصرى فى 1992 واحنا فى السجن .
وما كناش نعرف اى حد من الناصريين الموجدين دلوقتى ،باستثناء الله يرحمه فريد عبد الكريم وكان محمود قابله فى انجلترا.
لكن الناس دى شالت على اعناقها موضوع بلورة الفكر الناصرى وتوصيله للشعب العربى بالكامل ودة عمل كبير اداه ناس زى الاستاذ حمدين صباحى ، عشان كدة انا مش شايف اى ضرورة ان اى حد يقول انه كان الجناح السياسى لمنظمة ثورة مصر لان هما قاموا بدور مهم فى خلق واحياء وترسيخ الفكر الناصرى،وانا احييهم على دة.
ووبالنسبة للحزب الناصرى اذكر وانا فى السجن مريت بضائقة وكنت مسجون انفرادى فبعت والدتى للحزب الناصرى عشان تقابل ضياء الدين داوود وكان رده عليها ياريت ما تجيش هنا تانى عشان امن الدولة منبه عليه.
وعن احمد عصام .. الذى قام بالإبلاغ عن المنظمة للسفارة الامريكية ،عصام بدأ حياته وطنى تماما وانا عملت معاه عملية المعرض ودى عملية انا باعتز بيها جدا كنا واقفين انا وهو على الارض وفى ايدنا مدافع والعملية كان فيها توفيق كبير
لكن هو اتجوز كبير ورزق بتوأم بنتين وكان عنده غل شخصى تجاه اخوه وهو اعترف لى انه بلغ الامريكان قبل ما يتقبض علينا وكان مزعله اوى انه بلغ عنى لاننا اصحاب من زمان وهو يعلم مدى وطنيتى،وكان سبب ابلاغه خلافه مع خالد عبد الناصر ومحمود على بعض الاموال،وبسبب هذا البلاغ قضينا فى سجن طرة 15 سنة،4 سنين فى سجن ملحق طرة و6 سنين فى ليمان طرة ،5 سنين فى مزرعة طرة ،بينما محمود الذى حكم عليه بالمؤبد 25 عاما توفى داخل السجن فى 15 سبتمبر 1998، واحنا خرجنا فى 2002 .
وقت التحقيقات كان فى كلام عن تشديد العقوبة واتقال اننا هناخد اعدام انا ما كانش فارق معايا لانى فى كل عملية كنت بابقى عامل حسابى انى استشهد فيها،وما فيش حد فينا اتعرض للتعذيب اثناء التحقيق لاننا اعترفنا ودة شرف لينا احنا قمنا بعمل وطنى،لكن فى المحكمة المفروض ان زكى بدر وكان وزير الداخلية وقتها كان هاييجى كشاهد نفى ،-وكان قبل القبض علينا اعلن ان مش ممكن القبض على تنظيم ثورة مصر قبل 7 او 8 سنين - وكان فى اتفاق بين الحكومة وعصام ومجموعته جمال عبد الحفيظ واحمد على ودول انضموا لعصام فى خلافه مع محمود واتسجنوا معاه فى سجن تانى بعيد عننا،انهم يقولوا كلام ضد محمود يطلعنا مفككين وشوية مرتزقة،ودة كلام كان هايريح زكى بدر فى الشهادة.
انا فضحت الاتفاق اللى كانت عاملاه المجموعة دى مع الحكومة فاتعرضت بعدها للتعذيب الشديد فى سجن الملحق بطرة ،ولان فى النهاية الحكومة كانت عايزة تظهرنا للرأى العام كمجموعة مرتزقة ذات اخلاق سيئة بنتعاطى مخدرات،مش زى ما جرائد المعارضة كانت بتقول علينا ابطال وطنيين وان مش بس عصام هو اللى خاين لا دة كلهم كدة .
عصمت سيف الدولة كان محامى عننا طالب فى المرافعة بتعويض نص مليون جنيه عن التعذيب اللى اتعذبته ،وكان المحامى الاساسى عنى انا ومحمود كان الله يرحمه احمد نبيل الهلالى،اما عصمت سيف الدولة ومعظم المحامين كان دفاعهم كله عن خالد عبد الناصر.
وطبعا خالد اخد براءة على الرغم انه كان معانا فى التنظيم وهو فى الاول هرب برة مصر الى لندن ثم يوجوسلافيا وقام احمد الخواجة نقيب المحامين الاسبق بالسفر اليه لهندسة العلاقة بينه وبين الحكومة وضمن له حكم البراءة وبناءا عليه حضر الى القاهرة وبقى يقف معانا فى القفص وانكر كل صلته بالتنظيم والوحيد اللى ما رضيش يعترف عليه هو محمود لانه افتكر ان وجود خالد خارج السجن هايخليه يبذل محاولات للافراج او تخفيف الحكم عننا بالاضافة ان محمود كان فاكره هايخد باله من بناته لكن طبعا ما فيش اى حاجة من دى حصلت ،وكل الكتب اللى طلعت عن تنظيم ثورة مصر كان همها الاول والاخير تبرئة ابن الزعيم مع اسباغ الوطنية عليه لعلاقته بالتنظيم يعنى من الاخر كانت بتقول انه وطنى وعضو فى التنظيم لكن برىء مش عارف ازاى،ودى من الحاجات اللى حسسيتنى بمرارة شديدة لكن دة قدرنا احنا ابناء الشعب نشيل السلاح وندافع عن كرامة الوطن بينما يجنى الرؤساء وابنائهم الغنائم .
بعد مرور ال15 سنة داخل السجن وخروجى كان عندى ندم شديد جدا انى قتلت هذا العدد القليل جدا من الصهاينة ولو يرجع الزمن تانى كنت اتمنى انى انفذ عمليات اكتر وكنت اتمنى ان عدد القتلى يكون اكتر من كدة ،خاصة ان الحكم علينا كان جائر فأمام قتل اثنان من المخابرات الاسرائيلية اخدنا احكام مشددة بينما هما بيقتلوا ويدبحوا كل يوم الفلسطنيين وما حدش بيكلمهم او بيحاسبهم ،دة غير ان افراج النظام المصرى عن جاسوسهم عزام -اللى قابلوه فى اسرائيل على انه اسطورة- عمق جوايا الاحساس بالمرارة ،انا مش عارف فى الحقيقة ليه ابطالنا بنموتهم ونحتقرهم؟ وليه الناس اللى بيتقبض عليها تخابر لاسرائيل بيفرج عنها او على الاقل بيتعاملوا احسن مننا جوة السجن .
الولاء لكامب ديفيد
تزامن قرار الاتهام لاعضاء المنظمة مع زيارة جورج شولتز وزير الخارجية الامريكى وقتها لمصر وقد بدا وقتها أن امريكا قد املت الشروط على مصر وارادت منها تأكيد ولائها لكامب ديفيد عن طريق عدة اجراءات منها المبادرة المصرية التى طالبت الفلسطينيين بوقف انتفاضتهم الباسلة اضافة الى القمع البوليسى للقوى الوطنية المصرية التى تضامنت مع الانتفاضة ، ثم فتح باب النشر فى قضية ثورة مصر وكان قد صدر قرار لحظر نشر التحقيقات بعد القبض على افراد التنظيم فى 17 سبتمبر 1987 "5" ،ومع صدور قرار الاتهام فى شهر فبراير 88 تم تقديمهم للاعلام على انهم تنظيم ارهابى مشبوه،اعضاؤه مجموعة من المرتزقة المنحلين والمدمنين للمخدرات.
وكان الدور الذى لعبته المخابرات المركزية الامريكية فى هذه القضية قد فضح حالة الانبطاح الواضح للنظام المصرى.
اخيرا..لم تكن كامب ديفيد مجرد معاهدة صلح منفرد مع الكيان الصهيونى بل كانت اعتراف كامل وشامل بشرعية هذا الكيان مع ما استتبعه بالتسليم لامريكا واضعاف تسليح الجيش المصرى ، مع ما جره التطبيع من ويلات فى مجال الزراعة والتجارة والصناعة،وتحول القضية الفلسطينية الى سلعة يتم الاتجار بها وبالشعب الفلسطينى على موائد المفاوضات ،وتعقد باسمهم مؤتمرات القمة لمزيد من العمالة والتواطؤ والتصفية .
ومن هنا تأتى اهمية منظمات المقاومة المسلحة للوجود الصهيونى سواء داخل الارض المحتلة او خارجها ،لانه ببساطة وجود لكيان غير مشروع حتى لو كان بموافقة الانظمة الحاكمة والتى تحولت الى ايدى وارجل لهذا الكيان،وفى النهاية فأن وجودهم على ارض مصر حتى لو اتخذ الشكل الدبلوماسى هو تهديد للامن القومى المصرى ولم تكن مصادفة ان العمليات الاربع التى قامت بها منظمة ثورة مصر اتضح بعدها ان الشخصيات التى تعرضت للاغتيال فى كل العمليات كانوا من العناصر البارزة فى المخابرات الاسرائيلية والامريكية واقاموا بمصر تحت ستار الدبلوماسية التى وفرتها لهم معاهدة العار المسماة كامب ديفيد.
الا ان وجود تلك المنظمات وحدها غير كاف بدون وجود اجنحة سياسية تعمل على توسيع رقعة المقاومة لتضم الشعب الذى يعانى من الفقر والاستغلال والقهر،خاصة مع اشتداد الازمة الاقتصادية ،واستشراء الفساد وسيطرة الاحتكار وايضا بعد ما وضحت زيف دعاوى النظام.
لقد قالوا لنا ان الرخاء سيعم بعد احلال السلام وان مصر انفقت على الحروب والتسليح اموالا طائلة لو تم توظيفها فى مجالات التنمية المختلفة سنخرج حتما من عنق الزجاجة،الا ان السنوات التى مرت بالمصريين بعد توقيع المعاهدة وحتى الان جاءت كلها عجافا .
وفى النهاية تحولنا الى اجيال رضيت بالموت على فراش التطبيع ،مسمومة من المنتجات الزراعية المسرطنة،ومتسربلة بفساد الديكتاتورية الذى حرق القطارات واغرق العبارات ،وشق لنا طرق وكبارى يقتل عليها كل عام من المصريين اكثر مما قتل فى حرب 67 .
فهنيئا لنا بالسلام الشامل والدائم .
____________________________
1- المصور العدد 3096 23 فبراير 1984
2- المصور العدد 3107 27 ابريل 1984
3- المصور العدد 3113 8 يونيو 1984
4- الاهالى 24 فبراير 1988 من اقوال محمود نور الدين فى محاضر التحقيقات
5- الاهرام 18 سبتمبر 1987







#نرمين_خفاجى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعوذات حكام بأمرهم
- الثورة الفرنسية وملحمة الحرافيش
- على هامش الاحتفال بيوم المرأة المصرية ..قراءة فى دفتر احواله ...
- انا وطنى وبنشد وبطنطن
- على مقهى التهييس السياسي


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نرمين خفاجى - منظمة ثورة مصر واجواء الثمانينات