أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى عنترة - عبد الله حافيظي السباعي، باحث متخصص في شؤون الصحراء يتحدث عن تطورات قضية الصحراء المغربية















المزيد.....



عبد الله حافيظي السباعي، باحث متخصص في شؤون الصحراء يتحدث عن تطورات قضية الصحراء المغربية


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 792 - 2004 / 4 / 2 - 09:31
المحور: مقابلات و حوارات
    


ـ كيف تفسرون أنه في الوقت الذي يحقق فيه المغرب انتصارات على مستوى قضية الصحراء في الخارج من خلال سحب العديد من البلدان اعترافاتها من جبهة البوليساريو نشهد في الداخل تغلغل حركة انفصالية في الداخل؟

إن الاعترافات بالبوليساريو التي بلغ مجموعها حوالي 78 دولة إلى حدود سنة 1998 مردها
الى الديبلوماسية الجزائرية خاصة في عهد الراحل بومدين الرئيس السابق للجزائر ووزير خارجيته آنذاك بوتفليقة الرئيس الحالي للجزائر...و هذا ما أكده السيد إبراهيم حكيم الذي عاد الى ارض الوطن، إذ أشارإلى أن كل الاعترافات كانت مقابل شيكات مدفوعة من الخزينة الجزائرية، حتى دخول البوليساريو الى منظمة الوحدة الإفريقية كان بالمقابل... ما أتأسف له هو أن كل هذه الاعترافات جاءت في وقت كانت فيه الديبلوماسية المغربية يشرف عليها حزب الاستقلال (محمد بوستة) فقد كانت الديبلوماسية الجزائرية تسيطر على الرأي العالمي و الدولي بقوة المال لا السلاح، وبقيت دبلوماسيتنا تحارب هذه الأمواج العاتية الجزائرية بلغة التاريخ وحقائق الجغرافيا التي تجاهلها الجميع رغم حكم محكمة لاهاي وبيعة السكان الصحراويين للملوك العلويين. وأمام هذا الوضع بقيت الجزائر وربيبتها البوليساريو تحصدان الانتصارات الديبلوماسية والعسكرية، حيت تم اسر أزيد من ثلاثة الاف جندي مغربي مازالت بضع المآت منهم تستعمل كورقة لابتزاز المجتمع الدولي من طرف البوليساريو. وقد نجحت الجزائر لدهائها ومكر مخابراتها في جر المجتمع الدولي برمته للتفاوض مع البوليساريو من اجل فك اسر هؤلاء المحتجزين او اقدم أسرى حرب(إن صح التعبير) وتوالت الانتصارات التي كانت تحققها الديبلوماسية الجزائرية ومخابراتها والتي كانت تهديها على طبق من ذهب الى صنيعتها البوليساريو، هذه الأخيرة التي دخلت كعضو كامل العضوية الى منظمة الوحدة الافريقية وما زال خطاب المرحوم احمد رضا اكديرة يرن في أذني عندما أعلن باسم ملك وشعب المغرب عن انسحاب المملكة من منظمة الوحدة الافريقية التي يعتبر المغرب من ابرز مؤسسيها، فتركنا الكرسي فارغا الى يومنا هذا وكانت الجزائر عاقدة العزم على فرض ربيبتها البوليساريو على كل المنظمات الدولية العالمية والقارية والجهوية ولولا ألطاف الله الخفية ونباهة وحنكة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله تراه الذي وضع المجتمع الدولي برمته أمام الآمر الواقع باقتراحه سنة 1981 بنيروبي اجراء استفتاء حر ونزيها اوما أسميناه من بعد بالاستفتاء التأكيدي لمغربية الصحراء هذا الاقتراح الذى اربك المجتمع الدولي وافسد كل المخطات الجهنمية لجزائر بومدين ووزير خارجيته انذاك بوتفليقة، فتوقفت موجة الاعترافات الدولية بما يسمى بالبوليساريو وبدأ مسلسل اخر طويل وعريض هو البحث عن ميكنزمات اجراء هذا الاستفتاء الذى يريده المغرب تأكيديا وتريده الجزائر ومن معها انفصاليا وتبنت هيئة الامم المتحدة ملف الصحراء المغربية برمته حيث نجحت (وهذا أهم ما سجله التاريخ لها) في ايقاف النار ووضعت حدا للتناحر بين الاخوان. فمند سنة 1991 والامم المتحدة او ما يسمى الان ببعثة المينورسو وهي تضع الترتيبات من اجل الاستعداد لإجراء استفتاء تريد الجزائر ومن معها اجراءه اعتمادا على لوائح أعدها المستعمر الإسباني بنية مبيتة ويريد المغرب إجراءه بلوائح موسعة تشمل كل الصحراويين سواء المقيمين منهم بالأقاليم الصحراوية المسترجعة اوالذين فروا من بطش السلطات الإسبانية في الخمسينيات من القرن الماضي وبقيت هيئة الامم المتحدة حائرة بين تعنت الجزائر ومن يدور في فلكها ومطالبة المغرب بكامل حقوقه المشروعة، وهنا يمكن الاشارة إلى أن اكبر غلط وقعت فيه الديبلوماسية المغربية منذ البداية هو تبنيها للاحصاء الاسباني الملغوم كأساس لتحديد لائحة من يحق لهم المشاركة في الاستفتاء
ـ لكن هل تعتقدون، في هذا السياق، أنه كان هناك خيارا آخر أمام ديبلوماسيتنا؟
لقد كان حريا بدبلوماسيتنا أن ترفض جملة وتفصيلا كل ما اعتمدته السلطات الاسبانية على أساس أن هذه الأخيرة كانت تعمل في الخفاء من اجل خلق دولة تابعة لها في المنطقة وهو نفس الشىء الذي تبحث عنه الجزائر اليوم، فما بني على الباطل يبقى باطلا مهما طال الزمن او قصر.
وقد توالت الهزائم بالنسبة إلى الديبلوماسية المغربية وتوجها سقوط المغرب في الفخ بتوقيع وزير داخليته انداك البصري ووزير خارجيته الفيلالي على اتفاقية هيستون المشؤومة والتي ما زلنا نكتوى بنارها وياليتنا لم نوقعها لانها وضعتنا في الفخ. وقد تكون هذه الإتفاقية هي السبب في تكليب المجتمع الدولي ضدنا لأ ننا مهما فعلنا فإن التملص من هذه الاتفاقية سيضعنا في مجابهة علنية مع المجتمع الدولي الذي أصبح يكيل بمكيالين وهذا ما نجحت الجزائر في جرنا إليه.
إن نجاح حكومة التناوب التوافقي في اقناع عدة دول إلى سحب اعترافاتها بالبوليساريو شىء يجب أن لا نهلل له لانه في العرف الدولي الاعترافات تصبح أمرا محتوما بمجرد الاعلان عنها وسحبها غير قانوني وما يمكن أن تفعله الدولة المعترفة هو تجميد اعترافها باضافة الى أن سحب هذه الاعترافات لم يؤثر في نشاط البوليساريو. فالدول المانحة للمساعدات المادية والمعنوية استمرت الى يومنا هذا في الدعم اللامشروط لهذا الكيان المصطنع. فالدول المهمة كدول الاتحاد الاوربي التي تعتبر من أهم الدول المانحة للبوليساريو الى جانب بعض دول امريكا اللاتينية والدول الاسيوية ولولا هذا الدعم الدولي السخي لانقرضت البوليساريو ولأصبحت في خبر كان ...
وهكذا يتبين لنا بكل وضوح أن الديبلوماسية المغربية حصدت وتحصد الهزائم تلو الهزائم فيما يخص معالجة مشكل الصحراء المغربية ولولا اقتراح المغفور له الملك الحسن الثاني باجراء الاستفتاء لرأينا البوليساريو عضوا كامل العضوية بهيئة الامم المتحدة التي يعتبر الانفصاليان البخاري ومولود سعيد من أنشط العاملين بكوالسه، حيث استطاعا التأثير على أغلب مندوبيها كما نجحا في خلق لوبي مناصر ماديا ومعنويا للقضية الصحراوية بدهاليز الكونكريس الأمريكي، ولولا فكرة الإستفتاء وانتظار إجرائه، هذا الإنتظار الذي قد يطول لرأينا البوليساريو عضوا كامل العضوية بجامعة الدول العربية والمؤتمر الاسلامي اما منظمة الوحدة الافريقية فإنه يصول ويجول فيها مند عشرات السنين...
إن ما أتأسف له هو إهدار الامم المتحدة في الصحراء لأموال طائلة تفوق مآت الملايين من الدولارات لوتم انفاقها على اعمار الصحراء لكان ذلك أجدى وأنفع لسكانها كيفما كان اصلهم وفصلهم...

ـ معلوم بأنكم تشتغلون على قضية الصحراء المغربية من أزيد من عشرين سنة، وقد سبق لكم أن انتقدتم الأسلوب الذي كان يدار به ملف الصحراء، فماهو مأخدكم على الاسلوب الذي يدار به اليوم هذا ملف؟

إن الاسلوب الذي يدار به ملف الصحراء المغربية كان فيه خلل منذ البداية. فالمغرب بعد نجاح المسيرة الخضراء ودخوله الى الصحراء وقع في عدة أخطاء، فالمسؤولون بدل تطويق المنطقة ونشر الامان في نفوس السكان عمدوا -سامحهم الله- الى نشر الرعب والهلع في نفوس ساكنة المنطقة، هذه الساكنة التي اضطر معظمها الى الالتحاق بمخيمات لحمادة بعد أن صور لهم البعض أن المغاربة هم وحوش جاؤا لامتصاص دماء الصحراويين وهذا ما نجحت فيه المخابرات الجزائرية وأوقعت في الفخ السلطات المغربية، وما زلت أتذكر قولة اول عامل بالصحراء الاستاذ احمد بنسودة عندما قال امام الملأ بفندق باردور:( من اراد أن يبقى من الصحراويين فأهلا وسهلا ومن أراد الرحيل فانأرض الله واسعة ) وتوالت الاغلاط والنكبات وتفنن في ارتكابها كل من سعيد واسو وعمر حداد وزمراك وما أدراك ما زمراك تم اوشن وصولا الى علال السعداوي ومسلسل الأخطاء مستمر فمن التنكيل بالصحراويين وجعلهم يعانون في صمت ويخطئ كل من يقول انه يعرف ما يدور في خلد أي منهم.
ومن الاخطاء التي ارتكبت في اختيار النخبة التي اعتمد عليها المغرب مند اليوم الاول لاسترجاع صحرائه الى طريقة تجسيد افكار المغفور له الملك الحسن الثاني التي كانت تفرغ من محتواها من طرف المسؤولين المفروض فيهم تطبيقها بكل امانة، ومن ذلك يمكن أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر اختيار اعضاء المجلس الملكي الصحراوي، هذا المجلس الذي ولد ميتا...ثم توظيف اشبال الحسن الثاني وتركهم عرضة للتسكع والاهمال ...ثم طريقة استقبال العائدين الىأرض الوطن استجابة للنداء الملكي السامي: " إن الوطن غفور رحيم"..وصولا الى الطريقة التي تسير بها مخيمات الوحدة التي تصرف عليها الدولة ازيد من 64 مليار سنتيم سنويا، وهي اموال تهدر من أجل تربية مواطنين مغاربة على الاتكال والكسل بالإضافة الى العواقب الوخيمة التي ستنتج من جراء ايقاف هذا الكرم الحاتمى الذى لا يرجو من ورائه القائمون عليه الا الاستغناء غير المشروع ...
كما أن الطريقة التي عولج بها ملف العاطلين وما زال يعالج بها قد تعطي نتائج عكسية، فقد اغدق المغرب وظائفه على الشباب الصحراوي الذي كان من المفروض تشجيعه لاستكمال دراسته، كما هو الشأن بالنسبةإلى أشبال الحسن الثاني الذين تم تهجير معظمهم من الاقاليم الصحراوية وجلهم كان من الشباب الذي يتابع دراسته الاعدادية والثانوية لتمنح لهم وظائف بمرتبات هزيلة، وهي وظائف لا وجود لها إلا في رسالة وزير الداخلية الأسبق ادريس البصري الذي كان يصر على امضاء جميع القرارات المتعلقة بالصحراويين حتى الرسائل البسيطة لانه كان حريصا على الابقاء على هذه البقرة الحلوب... وهكذا بقي الصحراويون باشبالهم وشبابهم وكهولهم يتسكعون ويعيشون على اوهام عطايا البصري وزبانيته امثال صالح زمراك والكراوي واوشن وعلال السعدواوي واللائحة طويلة ... أما الصحراويون الذين استطاعوا الافلات من تدجين وزارة الداخلية وحصلوا على الشهادات الجامعية فإن توظيف النزر القليل منهم كان عرضة للمساومات والتدليس،حيث عمدت "ام الوزارات" الى توظيف ابناء مسؤوليها ولم يوظف الا النزر القليل من ابناء الصحراء وانا اتحدى القائمين على هذه العملية سواء في وزارة الداخلية او الوزارة الاولى بنشر اللوئح الكاملة للمستفيدين من هذه العملية غير السليمة لكي يتضح للجميع أن التعليمات المولوية السامية لا تطبق بكل امانة وانصاف ... وإن مايقوله المغاربة بأن الصحراويين تعطى لهم الأسبقية في كل شيء سيتضح بأن ماوظف من الصحراويين المجازين وحملة الشواهد العليا لايتجاوز 10 % من المستفيدين خاصة بعد ادخال الحاصلين على البكالوريا بالاقاليم الصحراوية ضمن المستفيدين كما أن توظيف الصحراويين وارغامهم على العمل بعيدا عن الاهل والاحباب فيه تجن على هذه الفئة المثقفة من أبناء الصحراء المغربية الذى كان يمكن كسب ثقتهم وهم بين أهلهم وذويهم بدل تهجيرهم ليضيفوا لويلات البعد ويلات صعوبة العيش وغلاء المعيشة..، مما قد يجرهم لانغماس في الرذيلة، كما وفع لاغلبية اشبال الحسن الثاني او استغلالهم من طرف البعض لخدمة الأفكار الانفصالية في شتى مناطق المغرب...كما أن اعتصام ازيد من 60 دكتورا من ابناء الاقاليم الجنوبية ومنذ ما يزيد عن سنة والمعتصمين حاليا تحت البناية العجيبة لوكالة تنمية الاقاليم الجنوبية قرب مسرح محمد الخامس كل ذلك هو وصمة عارعلى جبين كل المسؤولين على مختلف مستوياتهم... وقد ذاق هؤلاء الشباب الامرين ليلة عيد الاضحى الماضي، حيت نكلت بهم قوات التدخل السريع واشبعتهم ركلا ورفسا واتلفت ملابسهم واغطيتهم، وكل ذلك تم أمام أعين الصحافة الوطنية والدولية، بل قام باشا حسان بسبهم ونعتهم بأبخس النعوت واحقرها هذا الباشا المغلوب على أمره الذي حاول ترضيتهم وجاء لهم عشية عيد الاضحى بكبش سمين ...اما بمقر الوزارة الاولى فقد وقف هؤلاء الشباب على صحة مناورات واكاذيب المكلف بملفهم ادريس الكراوي الذي سايروه في كل اقتراحاته التي لم يصلوا بعدها الى أية نتيجة تذكر... اما وزارة الداخلية فهي تستهتر بهذا الموضوع، فبعد أن أفرجت كل من وزارة العدل ووزارة الصحة ووزارة التعليم عن النزر القليل من المناصب المالية التي استفاد منها بعض الصحراويين فإن وزارة الداخلية التي يقال انها تتوفر على ازيد من 170 منصبا ماليا للسلم الحادي عشر كان بامكانها حل مشكلة هؤلاء الدكاترة الصحراويين الا أن خلية الشؤون الصحراوية على حد قول السيد الكراوي هي التي تصر على التمادي في... فماذا ننتظر من دكاترة في عز شبابهم ناضلوا وعملوا بكل تفاني واخلاص الى أن حصلوا بجهدهم الخاص على ارقى الشهادات ليجدوا أنفسهم عرضة للبطالة والتسكع والاهانات.. انها نفس الصورة المؤلمة التي عاشها شباب الصحراء بمدينة طانطان في بداية السبعينات والذين نكلت بهم زبانية افقير والدليمي وعباس الطعارجي ليشكلوا بعد ذلك النواة الصلبة لمنظمة البوليساريو التي نتفاوض معها الان من أجل ايجاد حل يحفظ ماء وجه المغرب...إن توظيف الشباب الحامل لارقى الشهادات اصبح امرا محتوما خاصة في هذه الاونة التي يستعد فيها المغرب مرغما لتطبيق مخطط جيمس بيكر لان توظيفهم سيجعلنا ننجح في تكوين نخبة صحراوية موالية انشاء الله للمغرب في مواجهة آلاف الصحراويين الانفصاليين الذين نجحت الجزائر وربيبتها البوليساريو في تكوينهم بمختلف الجامعات العالمية وخاصة في كوبا والجزائر...ولهذا فمن الضروري الاسراع بحل مشكل كل المجازين وحاملى الشهادات العليا من الصحراويين وذلك كسبا لودهم والاستفادة من ثقافتهم وإعطائهم حقا من حقوحقهم الدستورية والا فإننا سنجد انفسنا مستقبلا أمام جيل كوناه في كلياتنا وجامعاتنا ومعاهدنا العليا لينقلبوا ضدنا فنكون قد جنينا الشوك بدل الورود.


ـ لكن ماذا عن الأسلوب الذي يدار به ملف الصحراء المغربية؟
إن العقلية التي كانت سائدة في" ام الوزارات" سابقا هي التي تهيمن على أغلب المسؤولين مع الاسف الشديد، فالمقاربة الامنية هي السائدة والتعامل مع كل شئ بحذر شديد مع تعمد اقصاء الصحراويين من مصدر القرار، بل حتى الاطلاع على حقيقة الاوضاع . كما أن جل الموظفين يتبين أنهم متواطئون مع رؤسائهم المباشرين خاصة مع الولاة والعمال هو ما يفسر بقاء بعض المسؤولين في مناصبهم لازيد من عشرين سنة، مما يبين أن البقاء في الصحراء ليس للاصلح كما يقال بل لمن يساير المسؤولين المباشرين في اهوائهم ونزواتهم ... ويكفي ان اعطي المثال برئيس القسم الاقتصادي بولاية العيون لكي يفهم اللبيب سر بقائه طيلة هذه المدة واللبيب بالإشارة يفهم كما يقول المثل العربي... وما قيل عن الخالدين بولاية العيون يمكن أن يطبق على الخالدين في باقي الأقاليم الأخرى الذين لا يحتفظ منهم إلا بمن يسهل العمليات المشبوهة خاصة في ميدان الإسعافات أو الإعانات المخصصة للمساكين من دقيق وزيت وسكر التي تعتبر شيئا مقدسا عند المسؤولين وكل من حاول النبش في ملفها يكون مصيره الطرد ...فالاسعافات لاتوزع الا لماما وحصص المواد المدعمة توزع على الاهل والاصدفاء والمقربين والمفربات وجل المستفيدين والمستفيدات يكتفي ببيع امتيازه لاغنياء الحرب.
أنا اتحدى السلطات المحية في كل الاقاليم الصحراوية والاقاليم المجاورة بنشر لوائح المستفيدين من الدقيق المدعم أو الاسعافات لنرى حقيقة التلاعب في هذا الميدان بارزاق المواطنين ... ان الكمية التي خصصتها الدولة لهذه الاقاليم تفوق بكثير حاجيتها الحقيقية وجل المسؤولين لا يطالبون بالمزيد من أجل المواطنين الضعاف وانما يدافعون على الزيادة في الكمية من اجل مصالحهم الخا صة... أما ما يقع في مواد البنزين بكل أنواعه فالله وحده أعلم كم يكلف الدولة من خسائر وكم يدر على أصحابه من منافع .
وفي ميدان الانتخابات فطيلة ربع قرن كانت وزارة الداخلية هي التي تتولى طبخ كل نتائج الانتخابات بكل اصنافها حسب مزاجها الخاص، حيث عمدت الى توزيع الاقاليم على بعض القبائل الصحراوية حسب أهميتها وتواجدها بمخيمات تيندوف. فكل شيئ بالنسبة إلى وزارة الداخلية سابقا يجب ان يأخد بعين الاعتبار الواقع الموجود بمخيمات الحمادة ...فبقدرما تتوفر على اقاربك في منصب المسؤلية لدى البوليساريو تعطيك السلطات المغربية الاهمية والعكس صحيح...

ـ ماهي طبيعة الخارطة التي هندستها وزارة الداخلية في تعاملها مع واقع الصحراء؟
إن الواقع المر الذي كرسته ولا زالت تكرسه وزارة الداخية في توزيع الخارطة الانتخابية هي كالتالي: ولاية العيون بوجدور مقسمة بين الركيبات التهلات في بلدية العيون وازركيين المجلس الاقليمي وبلدية طرفاية اما بلدية المرسى فقد احدت من ازركيين لتعطى لايت بعمران على اساس المصاهرة... اما اقليم السمارة فهو مند انشائه اعطي على طابق من ذهب للركيبات البيهات ببلديته ومجلسه الاقليمي ... ونفس الشئ بالنسبة إلى اقليمي وادي الذهب و اوسر، فهما بكل بلاديتهما ومجالسهما الاقليمي وحتى الجهة كل ذلك من نصيب قبيلة اولاد دليم المجاهدة ...أما إقليم بوجدور فهو مقسم بين قبيلتين البلدية لاولاد تيدرارين والمجلس الاقليمي للشرفاء العروسيين... وقد كانت وزارة الداخلية تفرض هذا الواقع بقوة التزوير ... الا أنها خلال الانتخابات الاخيرة عملت كلما في وسعها من أجل فرض تصورها مستعينة بقوة المالن حيث كانت الانخابات الاخيرة با لاقاليم الصحراوية سوقا للنخاسة اهدرت فيها اموال طائلة من أجل تكريس واقع لا يبشر بالخير في المستقبل ...
إن ما تصرفه الدولة على بعض الجماعات البلدية والقروية الاشباح كفيل اذا تم ترشيده بان يحل مشكال الموظفين المجازين منهم وحاملى الشهادات العليا... كما أن تحويل سكان مخيمات الوحدة لاسكانهم في الجماعات القروية القريبة من المدن من شأنه ان يخفف من كثافة السكان بالمدن الرئيسية، كما أن من شأن ذلك خلق رواج اقتصادي واجتماعي بين مختلف الجهات المحتاجة الى التواصل ...
ان سلطات الداخلية تتدرع بالمقاربة الامنية من أجل تكريس هذا الواقع المر الذي لن نجني من ورائه إلا الويل والتبور... ولو تركنا الامور تسير طبقا للقانون وشجعنا المواطنين في الصحراء على احترام القانون لتم حل كل المشاكل الحالية والمستقبلية... الا أن رغبة بعض المسؤولين في الابقاء على هذه البقرة الحلوب هو السبب قي الوقوف امام ارادة التغيير نحو الافضل...
ما تتداوله ألسن الصحراويين طيلة الاسبوع الماضي الذي قضيته في العيون هو تملص الدولة من كل اهتمامها بساكنة الصحراء ويقولون أنها اسندت تلك المهمة الى ثلاث وكالات لكل واحدة مجال خاص بها .. وكالة عقارية تهتم باستقبال العائدين فتكتري المنازل وتجهزها لبعض المحظوظين منهم وتعمل على توظيفهم واسكانهم وتجهيز المنازل لهم لكي يرتاحوا من السنوات التي كانوا يعملون فيها من دون اجر ضد المغرب عند الانفصالين بين ذلك وذاك تهدر اموال بكل سخاء والله وحده عالم كيف تصرف وعلى من تصرف ومن يسستفيد منها...اما الوكالة الثانية فهي وكالة الاسفار التي تعتني بترتيب الاسفار لبعض الصحراويين ممن يدينون بالطاعة والولاء للقائمين على شؤون الوكالة . والقاسم المشترك بين الوكالتين ان الوكالة العقارية هي التي تمول كل الانشطة كيفما يكون نوعها وذلك حفاظا على وحدة الصندوق طبقا لقاعدة المالية العامة... فهل هناك دولة في العالم باسثناء المملكة المغربية تنفق أو تهدر اموالا طائلة علئ شباب سماه البصري تملقا وتزلفا باشبال الحسن الثاني الذين تم توظيفهم وانفاق الملايير من السنتيمات من أجل نقلهم من الأقاليم الصحراوية وكراء المنازل وتجهيزها من عند ممون مدلل من طرف أصحاب الحال بوزارة الداخلية باضعاف الاثمان وبعد اشهر معدودات يتم اخلاء سبيلهم كموظفين اشباح ليبقوا عرضة للتسكع ومن بينهم شباب طموح يمكن لو اهتممنا بظروفه الاجتماعية ان يكون صالحا لاهله ووطنه لكن ارادة التبدير والاستهتار وقلب الحفائق للمزيد من النهب والاستغلال أهم عند بعص المسؤولين من المصلحة العليا للوطن... ونفس الشئ يمكن ان يقال عن الاخوة العائدين الذين عاد البعض منهم بعدما نكل به في سجون الانفصاليين وعاد البعض الاخر بعدما أدرك ولو متاخرا زيف اطروحة البوليساريو ليجد هؤلاء معاملة اقل ما يمكن ان يقال عنها انها ميز قبلي اذا لم نقل انه ميز عنصري حيث يتم استقبال بعضهم بالتمر والحليب ويتم اسكانه في افخم الفنادق وأرقاها وتترك له حرية المأكل والمشرب حتى في المحرمات اذا تاقت نفسه إلى ذلك كما يتم كراء افخم المنازل وتجهز له حسب هواه من طرف نفس الممون الذى تسند له كل صفقات الداخلية المتعلقة بالاشبال او العائدين كما تم توظيف هؤلاء العائدين من العيار الثقيل في أعلى السلاليم الادارية اما البقية التي ليس لها من يدافع عنها، فمصيرها رسالة من الداخلية لعامل احد الاقاليم الصحراوية لكي يتم توظيفه في اسفل السلاليم الادارية وان كان محظوظا يكرى له سكن في احد الاحياء الشعبية والاغلبية من هؤلاء العائدين مؤخرا ما زال عالة على اهله وذويه . هذا مع الاشارة الى انه باسثناء اقلية قليلة فان جل هؤلاء العائدين موظفون اشباح رغما عنهم رغم ان من بينهم شبابا لو عرفنا كيف نستغلهم لربحت الدولة من وراء ذلك اشياء مهمة للبلاد والعباد ... والشيء نفسه يمكن ان يقال عن مخيمات الوحدة الموزعة على الاقاليم الصحراوية الاربعة والتي يقال ان ما يصرف عليها ازيد من 64 مليار سنتيم سنويا كلها تصرف في مواد استهلاكية على الاف المغاربة الذين لا يعملون أي شئ وشغلهم الشاغل هو انتظار ما سيتوصلون به من طـرف الدولة لياكلوا نصفـه ويبعوا النصف الاخـر ومنهـم من باع حق (الرصاين) للعشرين سنة القادمة... مند سنة 1990 والدولة تبذر هذه الاموال وتربي روح الاتكال والخمول في نفوس جزء من المغاربة فباسم الوطنية تهدر اموال المغاربة ولا مسؤول واحد يقول:" اللهم ان هذا منكر..." وكل من تجرأ وحاول النقد والاصلاح يحاول البعض ان يلصق به كل التهم الظاهرة والباطنة والتي قد تصل في بعض الاحيان الى حدود خيانة الوطن هذه التهم التي اوصلت الصحراويين ظلما وعدوانا في زمن افقير والدليمي.. الى قضاء عشرات السنوات بمعتقلات اكدز وقلعة مكونة وقشلة السيمي بالعيون وها نحن اليوم نعوضهم عن سنوات الجمر بفارق كبير وحيف ظاهر إذا قارناهم مع ما أعطت الدولة لمعتقلي تزمامارت الذين حاولوا قتل ملكنا وقتلوا اهم رجالاتنا سواء في السخيرات او محاولة قصف الطائرة الملكية....
ان اصلاح كل هذه الاخطاء المقصودة سهل لو توفرت النيات الحسنة لان كل الصحراويين لا يبحثون الا عن المعاملة الحسنة وبعد المعاملة الحسنة والتقدير يمكن ان نقنعهم بما شئنا ....
اما الوكالة الثالثة فهي التي ترى ولا تسمع، بناية قرب مسرح محمد الخامس جميلة المنظر لا يدخلها الا الراسخون في العلم من الموظفين، تصرف عليها ملايين السنتمات مكاتبها افسح واجمل مكاتب في العالم وتأثيثها يجلب من الديار الإيطالية لان التأثيث المغربي ليس من ذوق القائمين بامر الله فيها ... اذا نجح القائمون عليها في توفير مستلزمات الكراء والتجهيز فهل سينجحون في الحصول على تمويل ولو مشروع صغير بإحدى مدن الصحراء المغربية (العيون، السمارة، بوجدور، الداخلة) يذكر الساكنة بهذه الوكالة العجيبة قبل البدء في تطبيق الحكم الذاتي الذي قد ياتي على الاخضر واليابس ... أهم ما وفرته هذه الوكالة الى حد الان هو المأوى الاضطرارى للمحتجين والمعتصمين الدكاترة الصحراويين بدون ان تتبرع عليهم حتى بجرعة ماء او التفاتة طيبة من مدير الوكالة او نائبه الذي يعرف الصحراويين فقط ايام الانتخابات في العيون ويتحاشى حتي السلام عليهم في الرباط...

ـ كيف يمكن اجراء مصالحة بين العائدين الذين كانوا مسؤولين بالبوليسلريو وضحاياهم؟

العائدون بالنسبة إلي صنفان، عائد مارس المسؤولية لعدة سنوات في صفوف البولساريو وعليه أن يتحمل مسؤولية افعاله واقواله... وعائد غرر به وذهب مضطرا الى الحمادة ليجد نفسه في السجن مورست عليه كل أشكال التعذيب والتنكيل وهذا بريئ حتى يثبت العكس...
بالنسبة إلى العائد الاول فرغم توصله الى الحقيقة متأخرا فانه يتحمل مسؤولية افعاله واقواله كاملة، فهو يستطيع أن يعيش معززا مكرما في بلده المغرب الا أن تحكمه في رقاب المغاربة صحراويين كانوا او داخليين على حد تعبير اهل البلد فيه تجن على التاريخ واستهتار بالقيم الانسانية، فكما قال الاستاذ احمد عصمان الوزير الاول السابق للوزير المخلوع ادريس البصري عندما تم تعيين احد العائدين في منصب سام، حيث قال عصمان للبصري: "بامكانك اغداق كل العطايا على هؤلاء العائدين الذين كانوا مسؤولين بالبولساريو ويمكنك منحهم ما شئت من رخص نقل برية وبحرية أوما شئت من اراضي ومقالع حجرية ورملية ومن أموال من صندوقك الأسود الا أن تعينهم في مناصب يتحكمون بها في رقاب المغاربة فان ذلك لا يستسيغه العقل ولا الذوق السليم ولا المنطق الأصولي الواضح وسيحاسبك التاريخ على ذلك..."
ولنا في الطريقة التي عالجت بها فرنسا هذا المشكل المشابه لمشكلنا الراهن احسن مثال يمكن أن نقتدي به فغداة استرجاع فرنسا لمنطقتي الالزاس – لورين، وقد كان من بين الفرنسيين من خان وطنه وتضامن مع الالمانيين، كما يتضامن الآن بعض الصحراويين مع الجزائريين ... عندما طلبوا العفو من الرئيس ديكول، قبل ذلك على مضض شريطة أن تعطى لهم حرية التجول والماء والهواء وان لا يسمح لاي واحد منهم بتسلق أي منصب اداري او مالي أو انتخابي يمكن فيه أن يترأس حتى على جزء من الشعب الفرنسي...
اما العائدون الذين ذهبوا إما مرغمين في بداية القضية وحاولوا التمرد على قيادات البوليساريو والمخابرات الجزائرية التي مارست عليهم ابشع اصناف التعديب والتنكيل وما زالت علامات التنكيل بادية على اجسامهم فان هؤلاء الضحايا هم اهم من يمكن الاعتماد عليه لفضح خروقات البوليساريو في المجتمعات الدولية... اما أن يتحول الجلاد الى مدافع عن الضحايا فهذا ما لا يستسيغه العقل ولا المنطق ... وإذا كنا لا نتقبل أن يدافع الجلادون اينما كانو فانه من المنطق أن لا نقبل كل من أساء الى الصحراويين في مخيمات الحمادة بان تنصبهم خلية الصحراء بوزارة الداخلية رؤساء على ضحاياهم لان الجلاد او الذي كان مناصرا في زمن ما للجلادين لا يمكن أن تشفع له لا القرابة ولا الصداقة ولا الاخوة ولا حتى إثقان كل لغات العالم الحية، لايمكننا ان نستسيغ ان يصبح الجلاد رئيسا على ضحاياه او على الذين يعرفون ماضيه غير المشرف ... الا ان هذا لايعني اننا نطالب بتهميش هذه الفئات من العائدين الذين كتب عليهم الله خيانة وطنهم وعادوا الى رشدهم، ومنهم من أبان عن حنكة نادرة وفعالية وإخلاص في العمل، كما أن مايربطني ببعض هؤلاء الاخوة الذين أكن لهم كل تقدير من صداقة حميمة لايمكن باي حال من الاحوال أن ينسيني كل من اساء وعذب ابناء عمي من الشرفاء السباعيين في مخيمات الحمادة أو من نكل بأبناء القبائل الصحراوية الاخرى ...

ـ أنتم على احتكاك مع مجموعة من الصحراويين الدين حلوا بالعيون من اجل صلة الرحم مع اقاربهم فما هي ارتساماتكم؟

لايمكنني الا أن ابتهج لمثل هذه العملية الانسانية لأنني اعرف ما في صلة الرحم من ثواب واجر عظيمين في الدنيا و في الاخرة. أما ثوابها في الدنيا فهو سعة الرزق وطول العمر...الا انني تأسفت للطريقة التى تعاملت معهم بها السلطات المغربية وخاصة في العيون مع هذه العملية الانسانية، ذلك انها افرغتها من محتواها بمحاولتها الإضفاء عليها كعادتها بهرجة زائدة على اللازم، حيث قامت باستقدام طائرة خاصة جلبت على متنها ازيد من ستين صحفيا من مختلف المشارب والاتجاهات، إذ حضروا وصول الطائرة الاممية التي اقلت الصحراويين القادمين من تيندوف لزيارة أهاليهم بمدينة العيون وبدل استغلال هذا الحدث لصالح قضيتنا الوطنية انقلب السحر على الساحر ووجدها القادمون من تيندوف فرصة ثمينة لنفث سمومهم المعهودة وصرح رئيسهم البشير ولد الرير الذي تبين فيما بعد انه تابع للمخابرات الجزائرية صرح للصحافة العالمية ان فرحته لن تكتمل الا اذا حل بمدينة العيون بعد الاعلان النهائي للاستقلال التام للصحراء الغربية حسب قوله.... كما اصر كل القادمين من تيندوف ان لا يمروا قرب العلم الوطني المغربي او أي مكان توجد به صور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهذا تعنت كبير قبلته السلطات المغربية التي كان من الواجب عليها ارجاع ولد الرير من حيث اتى لأن الوطنية الصادقة لا تقبل المساومة، أم أن عدم تطبيق القانون على ولد الرير بكل صرامة من شأنه أن يحرم البعض من المنافع المادية والمعنوية التي قد تدره هذه العملية على القائمين عليها …
إن التنازلات البليدة هي التي اوقعتنا في المازق الذي أوصلنا إلى الوضعية الحرجة التي نوجد فيها الان والتي لا نحسد عليها... فما السر مثلا في عدم اصرار السلطات المغربية على وجوب خضوع القادمين للاجراءات المالوفة في مطار الحسن الاول؟ ولماذا لم نكرم وفادة القادمين بتشريفهم واستقبالهم بالقاعة الشرفية اذا كانوا بالفعل مواطنين مغاربة محتجزين؟ ولماذا رجعوا جميعا الى الحمادة ولم تنجح السلطات المغربية في اقناع اى واحد منهم بالبقاء مع أهله وعشيرته ...؟
اما الزائر الثاني الذي استطعت زيارته زيارة فضولية، فهو الرجل الذي بلغ من الكبر عتيا المسمى بوجمعة ولد الوالي من قبيلة ازركيين والذي اخبرني بعض مجالسيه انه تعرض الى عملية اختطاف من طرف البوليساريو وهو عائد من موسم سيدي الغازي بكلميم، حيث اشترى الجمال والنوق ... وعندما سأله احد الحاضرين عن صديقيه : سويلم ولد الحاج ومبارك ولد بيغيدن اغرورقت عينا الشيخ المسن بالدمع واكتفى باسماع زفرات تبين على الم دفين في داخله ... سالت صديقي الجالس قربي وأكد لي ان الشخصين المذكورين تعرضا لعملية تصفية جسدية من طرف عصابات البوليساريو... وهنا نصل الى مربط الفرس فلماذا لا يدافع المغرب ويرغم المنظمات الحقوقية الدولية للكشف عن هذه التجاوزات من طرق الانفصاليين الذين يقيمون الدنيا ويقعدونها من اجل جرائم لم يقترفها المغرب بينما نسكت نحن عن جرائم انسا نية يوكد اقرب الناس الى الانفصاليين انهم اقترفوها في واضحة النهار، وفي هذا المجال صرح ناشط حفوقي صحراوي وهو السيد داهي كاي ولد سيدي يوسف لجريدة" أجوردوي لوماروك" في عددها الصادر بتاريخ 21/03/04 بان ازيد من 8000صحراوي تمت تصفيتهم من طرف البوليساريوفي مخيمات لحمادة.

ـ إذا كان هذا صحيحا فما هو السر في عدم فضح السلطات المغربية لهذه التجاوزات الخطيرة وهي تملك كل الأدلة الدامغة؟

أما الصحراوي الذي عاد من مخيمات الحمادة في اطار هذه العملية فهو المسمى ياسين ولد عبدالله ولد الليلي من قبيلة توبالت والذي كان يحكي لبعض معارفه عن الظروف التي يعيش فيها محتجزو تيندوف فانني استغربت لما قال هل فعلا يحتمل الصدق؟ لانه يجزم ويقسم بالأيمان الغلاظ بان الجميع هناك يعيش في بحبوحة من العيش حيث المواد الغدائية بكل انواعها متوفرة وبالمجان كما ان المواد الكمالية متوفرة باثمان مناسبة حيث اخبر اصدقاءه انه اشترى زربية سباعية من العيون بثمن 1200.00 درهم وجد اختها بالتمام والكمال بمخيم العيون بالحمادة بثمن لا يتعدى 700,000 درهم ولكم ان تاخدوا اقوالي ماخد الجد او الهزل فانا نقلت لكم ما سمعته وناقل الكفر ليس بكافر كما يقول المناطقة... ويقال أن السيد والي العيون استدعاه مؤخرا الى مكتبه وسأله عن السر في إعطائه أخبار مغلوطة عن الأوضاع في تيندوف إلا أنه أكد له صحة أقواله وتشبثه بها.
ومن يريد أن يعرف حقيقة نوايا ساكنة الصحراء فماعليه إلا أن يخرج في اليوم والوقت الذي بثت فيه قناة الجزيرة مقابلتها مع عبدالعزيز المراكشي ليجد أن كل أسواق وشوارع وأزقة العيون فارغة من الصحراويين الذين ذهبوا جميعا إلى تتبع مقابلة الانفصالي عبدالعزيز المراكشي كما يذهب جل المغاربة لتتبع مباراة رياضية يكون فريقنا الوطني طرفا فيها...

ـ هل كل هذه الحقائق المدهشة تعرضت اليها في كتابك الصحراء المغربية بين المطرقـة والسندان الذي وضع في الاكشاك هذا الاسبوع؟

كتابي عبارة عن وصف دقيق وصادق للاوضاع التي عاشتها وتعيشها أقاليمنا الصحراوية منذ استرجاعها الى الوطن منذ ربع قرن من الزمن، لار وهو كتاب يمكن ان يشفي غليلك في كل الأسئلة التي تريد الإجابة عليها ...

ـ في رأيكم ما هو تاثير الانتخابات الجزائرية المقبلة على حل مشكل الصحراء؟

إذا قدر الله واجريت انتخابات نزيهة وشفافة في القطر الجزائري الشقيق فانا جد متفائل وواثق بان كل مشاكل المنطقة برمتها ستجد لها حلولا ناجعة، اما اذا سارت الاوضاع على ما هي عليه وتدخل الجيش الجزائري كما فعل في السابق فان الناجح انذاك سيكون رئيسا تابعا للجيش كما كان من قبل وستبقى الجزائر تتخبط في مشاكلها اذا لم اقل أن التناحر وتصفية الحسابات ستزداد ضراوة على ما كانت عليه من قبل، ومشكل الصحراء لن يجد له حلا ناجعا الا اذا كانت في الجزائر حكومة تستمد شرعيتها من الشعب لا من الجنرالات...فبقاء رئيس الجزائر تابعا للجيش هو بقاء التوتر بين المغرب والجزائر وبقاء المشاكل والنتاحر بين أفراد الشعب الجزائري الشقيق ووصول أي رئيس اخر عن طريق انتخابات نزيهة وشفافة هو بداية الحل لمشكل الصحراء المغربية هذا المشكل العويص الذي لن نجد له حلا الا في اطار وحدة المغرب العربي هذه الوحدة التي ستضمن عزة وكرامة جميع شعوب المنطقة كما ستضمن لكل دولة عضو في اتحاد المغرب العربي كل المنافع في الدولة المجاورة كمنفذ على المحيط الاطلسي الذي يعد هدفا استراتيجيا بالنسبة إلى الجزائر... إلا أن هذه الوحدة لن تتحقق إلا إذا طبقت الديمقراطية الحقة في كل الدول المعنية لكي تكون وحدة المغرب العربي وحدة الشعوب لا وحدة الرؤساء...



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحجوب ابن الصديق يستمر في قبض نقابة الاتحاد المغربي للشغل ...
- تداعيات أحداث 16 ماي الدامي تلقي بظلالها على المؤتمر مر الوط ...
- المفكر التونسي عبد المجيد الشرفي يتحدث عن الفكر الديني، الإس ...
- أبعاد ومخاطر تكريس سياسة اللهجات الأمازيغية بالمغرب
- مثقفون وباحثون وجامعيون يتحدثون عن تجديد الفكر الديني
- جهادي الحسين الباعمراني ينجز ترجمة لمعاني القرآن باللغة الأم ...
- تأملات حول المخزن الثقافي في مغرب القرن الواحد والعشرين
- الملك محمد السادس يقوم بإصلاحات كبرى تروم تطوير الحقل الديني ...
- قراءة في تفاعلات تصريحات الصحراوي علي سالم التامك المناصر لج ...
- تأملات في واقع الحركة الأمازيغية بالمغرب بعد ميثاق أكادير
- الحركة الثقافية الأمازيغية المغربية وسؤال ما العمل ؟‍
- الحركيـــــون( ذوو التوجه الأمازيغي الرسمي) بالمغرب يبٍحثون ...
- المجتمع المدني -ينتفض-ضد اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وال ...
- الباحث علي صدقي ازايكو،عضو المجلس الاداري للمعهد الملكي للثق ...
- المــــوت البطيء للأحــزاب السياسية بالمغرب!؟
- الباحث والناشط الأمازيغي خالد المنصوري يتحدث عن واقع الحركة ...
- المغرب الحقوقي في طريقه نحو المصالحة مع نفسه
- وهم القضاء على الرشوة بالمغرب!!
- اليسار المغربي في رحلة جديدة لبحث عن جمع شتاته
- الباحث أحمد بوكوس يتحدث عن تأهيل و دسترة الأمازيغية، المعهد ...


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مصطفى عنترة - عبد الله حافيظي السباعي، باحث متخصص في شؤون الصحراء يتحدث عن تطورات قضية الصحراء المغربية