أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - بيان المؤتمرات الثلاثة ودكتاتور السودان!














المزيد.....

بيان المؤتمرات الثلاثة ودكتاتور السودان!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2580 - 2009 / 3 / 9 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذكرني البيان الذي أصدرته المؤتمرات الثلاث (المؤتمر القومي العربي والمؤتمر العام للأحزاب العربية والمؤتمر القومي – الإسلامي استنكاراً لقرار المحكمة الجنائية الدولية) بتاريخ 5/3/2009 بموقف المؤتمر القومي العربي, الذي اتسع الآن ليشمل ثلاثة قوى سياسية قومية شوفينية وإسلامية يمينية, بالبيانات الرنانة التي كانت تصدر عن المؤتمر القومي العربي دفاعاً عن الدكتاتور صدام حسين, حتى أن هذا المؤتمر القومي العربي عقد أحد مؤتمراته السنوية في بغداد ليمجد صدام حسين ويدافع عنه, رغم معرفة قوى المؤتمر تلك الجرائم التي ارتكبها الدكتاتور بحق الشعب العراقي. فدفاعهم عن الدكتاتور ومساندة استمراره على رأس السلطة هي التي قادت إلى المزيد من الجرائم التي ارتكبها والحروب التي خاضها وغزو الشقيقة الكويت, ومن ثم خوض العالم حربين لطرده من الكويت (1991) وإزاحته من السلطة والخلاص من النظام الدكتاتوري الدموي (2003).
وها هو التاريخ يعيد نفسه ولكن على شل مهزلة في حين كان في زمن صدام حسين مأساة, ولكن المهزلة والمأساة تجريان الآن في بلد آخر هو السودان. فالبيان يشكك بنوايا الإدعاء العام ومحكمة الجنايات الدولية من منطلق قومي يميني شوفيني صرف لا يمت إلى الرؤية الإنسانية لما مارسه ولا زال يمارسه الدكتاتور وطغمته في دار فور. فهم غير قادرين على تفنيد ما جرى ولكنهم يتحدثون بالسياسة دون تقديم البراهين التي تفتد التهم السبع الموجهة للدكتاتور البشير. يدعون بأن هناك نية لتجزئة السودان, ولكن وأنا قناعة تامة بأن ليس هناك من يسيء إلى الوحدة الوطنية في السودان, وليس هناك من يدفع البلاد إلى التقسيم بإثنياتها العديدة, غير النظم الرجعية والقوى القومية الشوفينية والإسلامية السياسية المتطرفة التي لا تريد الاعتراف بحقوق الشعوب الأخرى غير العربية التي تعيش في السودان. وهو نفس الموقف البائس والمتطرف الذي اتخذته هذه القوى إزاء الشعب الكردي في العراق وفي سوريا, أو الموقف إزاء الأمازيغ في المغرب والجزائر.
إن القوى التي أصدرت البيان تتباكى على السيادة والاستقلال الوطني, ولكنها لا تذرف دمعة واحدة ولا تنطق حتى بكلمة واحدة عن عشرات ألوف البشر من النساء والرجال والأطفال الذين قتلوا على أيدي عصابات الجنجويد العربية والقوات المسلحة وأجهزة الأمن والمخابرات السودانية والمليون وربع المليون إنسان الذين شردوا ويعيشون منذ سنوات في مخيمات لا تحميهم من برد أو مطر أو شمس محرقة ويعانون من الجوع والحرمان والمرض والموت اليومي.
إن السياسات التي يمارسها عمر البشير وطغمته هي التي يمكن أن تقود إلى فقدان الاستقلال والسيادة وليس النضال من أجل الحقوق المشروعة لشعب دار فور, وليس قرار محكمة الجنايات الدولية بتوقيف المتهم الأول عمر حسن البشير, إذ أن توقيف ومحاكمة البشير ستقود بدورها إلى معالجة مشكلة دار فور بالطرق التفاوضية والسلمية وبعيداً عن المجابهة والقتال.
ليس الادعاء العام ومحكمة الجنايات الدولية منحازة ضد البشير, بل المنحاز له هي المؤتمرات الثلاثة التي فقدت البصر والبصيرة ولا تريد أن ترى المآسي والكوارث الجارية في دار فور. إن محاولة تعليق كل الإجراءات الدولية العادلة في قضايا مثل السودان أو محاكمة قتلة الرئيس الراحل رفيق الحريري ومجموعة من السياسيين والصحفيين الديمقراطيين في لبنان, على شماعة الولايات المتحدة لم تعد تقنع الكثير من الناس في العالم, إذ أنهم يرون ويسمعون ما جرى وما يجري اليوم في دار فور, كما أنهم عرفوا ما كان يجري في عراق الدكتاتور صدام حسين, وتلك المقابر الجماعية التي ضمت مئات ألوف الناس الأبرياء الشاهد القاطع على ذلك.
رغم الكوارث التي تسببت بها النظم والقوى القومية الشوفينية في العديد من الدول العربية, بما فيها موقفها من الوضع في فلسطين ومساندة حماس الانقلابية, فهي لا تزال تصر على نهجها الاستبدادي في الفكر والممارسة وتؤيد كل النظم والقوى المستبدة بحجة الدفاع عن الأمة العربية وعن وحدة الأرض العربية, تماما كما شن صدام حسين الحرب ضد إيران بحجة الدفاع عن البوابة الشرقية للأمة العربية, أو كما شن الحرب ضد الشعب الكردي بحجة محاربة "الجيب العميل"!
كما فشلت هذه القوى في الدفاع عن صدام حسين, فإنها ستفشل أيضاً في الدفاع عن الدكتاتور البشير أيضاً, وليس في ذلك أدنى شك, حتى وأن صدر قرار بتأجيل تنفيذ قرار محكمة الجنايات الدولية عن مجلس الأمن الدولي الذي طلب أصلاً التحقيق في الوضع في السودان في ضوء مئات التقارير التي وصلت إليه.
6/3/2009 كاظم حبيب





#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاح عبد الله قوش أم قرقوش السودان؟
- عمر البشير وصدام حسين مستبدان من الطراز الهمجي والعاقبة واحد ...
- تداعيات انتخابات مجالس المحافظات والتحضير للانتخابات العامة ...
- الحزب الوطني الديمقراطي ودوره الجديد المحتمل في السياسة العر ...
- رسالة مفتوحة إلى السيدين المحترمين نوري المالكي, رئيس وزراء ...
- محاولة للإجابة عن بعض الاستفسارات بشأن نتائج الانتخابات
- رسائل متبادلة حول فيدرالية الجنوب
- كيف نقرأ نتائج انتخابات مجالس المحافظات في غرب وجنوب العراق؟ ...
- كيف نقرأ نتائج انتخابات مجالس المحافظات في غرب وجنوب العراق؟ ...
- موضوعات حول انقلاب شباط الفاشي 1963, عواقبه على المجتمع العر ...
- نقاشاً فكرياً وسياسياً مع أراء المهندس المعماري عبد الصاحب ا ...
- هل إيران وقطر وخالد مشعل وحسن نصر الله يعملون لتمزيق وحدة ال ...
- ميسون المثقفة , الكفاءة , الديمقراطية والأنثى..
- لا تنتخبوا الأحزاب الإسلامية السياسية لأنها طائفية تمزق وحدة ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد وزير الداخلية في العراق
- الأحزاب الإسلامية السياسية وانتخابات مجالس المحافظات والتجاو ...
- الانتخابات والطائفية السياسية في العراق !
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (6) ...
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (5)
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (4)


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - بيان المؤتمرات الثلاثة ودكتاتور السودان!