أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - يشيم أستا أوغلو و - رحلة الى الشمس -















المزيد.....

يشيم أستا أوغلو و - رحلة الى الشمس -


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2573 - 2009 / 3 / 2 - 08:47
المحور: الادب والفن
    



المحرر الفني لمجلة الشرق الأوسط
ترجمة / عدنان حسين أحمد
يشيم أستا أوغلو ليست سياسية، ولا صحفية. إنها مخرجة سينمائية غير أن عملها الأخير " رحلة الى الشمس " يكاد يكون بشق الأنفس موضوع الساعة. وقد أُطلق بعد القبض على عبد الله أوجلان، قائد التمرد الكردي المسلّح في تركيا. وقبل أن يظهر للمحاكمة في جزيرة إمرالي كان فيلم " رحلة الى الشمس " يحكي القصة الآسرة، إذا كانت واردة، للصداقة القوية بين كردي وتركي. يعتمد الفيلم على قصة كتبها تايفون بيرسليم أوغلو، زوج يشيم أوغلو السابق. يبدأ الفيلم بحادثة ستدمغ حياة الشاب التركي محمد الى الأبد. في نهاية يوم أمضاه بسعادة في إستانبول بعد أن أقام علاقة صداقة جديدة مع برزان. يسافر محمد الى البيت بواسطة الحافلة لكي يفي بوعد قطعه لصديقته آرزو، ولكن خلال بضعة ثوانٍ تتقوض الحياة التي كان يعرفها عن كثب حيث يتم إيقافه وإعتقاله في نقطة تفتيش عسكرية، ويُتهم بأنه صاحب مسدس وُضع في حقيبته من قِبَل مسافر آخر، ثم أُقتيد الى مركز للتحقيق. وبينما هو موقوف في السجن يتعرض محمد الى تعذيب وحشي لأنه يتميز ببشرته السمراء على الرغم من كونه تركياً، ومولود في أزمير غربي تركيا. وبسبب لون بشرته اشتبهوا في كونه كردياً فعومل على هذا الأساس. وحينما أخلى البوليس سبيله اكتشف محمد، بواسطة خطأ لم يرتكبه هو، بأن حياته قد تغيرت. وقد رسمت السلطات علامة " × " حمراء على الباب التعس للمهجع الذي يشترك به مع عمال آخرين. خشية من الانتقام أخبره أصحابه في المهجع بأن يغادر. وبعد ذلك بمدة قصيرة طُرد من عمله في مصلحة المياه. صديقته آرزو التي تعمل في محل للغسالات الكهربائية تحاول أن تساعده للخروج، ولكن في النهاية، برزان صديق محمد، هو الذي يجد له عملاً وسكناً جديدين للبائس محمد. بعدة مدة طويلة، تحدث هذه الانعطافة في السيناريو وهي التي جعلت من الفيلم أكثر متعة. يكتشف المشاهد بأن محمداً ليس هو البطل الحقيقي لهذه القصة التراجيدية، بل برزان، كردي يبيع كاسيتات موسيقية من عربة دفع في ساحة الاخلاص، أحد المناطق السياحية في أستانبول. وهو ناشط في إحدى التنظيمات الكردية المحرمة. يلعب برزان لعبة الاستخباء مع البوليس حتى يأتي اليوم الذي يكون فيه محمد يشاهد التلفزيون عن طريق المصادفة ويرى صديقه يُقتل في أثناء إحدى المظاهرات. يتذكر ما قاله برزان الذي أخبره عن " زوردج " قريته التي تقع في مكان ما من الشرق " وهي كلمة يستعملها الأتراك للاشارة الى كردستان " قرب الحدود العراقية، القرية التي تنتظره فيها صديقته شيرفان. يقرر محمد أن يسترجع جثة صديقه ويأخذها معه الى البيت من أجل دفنها. وهكذا يبدأ محمد رحلته الى الشرق. . . الى الشمس مع جثة صديقه. الجزء الثاني من فيلم يشيم أستا أوغلو هو ليس فيلم طريق كما كتب بعض النقاد، ولكنه استكشاف لعالم البطل الكردي الميت الراقد في تابوته الى جوار صديقه التركي. برزان ميت، ولكنه يأخذنا الى وطنه. . . كردستان. ماذا نرى؟ نرى صوراً لبلد فقير مدمر بحرب خفية. تخلط يشيم أستا أوغلو الصور الجميلة لكردستان. . مدير التصوير هو ججيك بيترجكي، الذي عمل مع المخرج البولندي المشهور كيسلوفسكي، والذي صور مشاهد مرعبة للقرى والتي انحبكت مع الأرشيف الفيديوي لنشرات الأخبار للدبابات التي تقوم بواجب الدوريات في شوارع المدن التركية. في طريقه الى الشرق يُوقف محمد قرب حسان كييف، مدينة تركية مشهورة جداً قُدِّر لها أن تختفي تحت مياه أحد السدود. وفي النهاية عندما يصل محمد الى " زوردج " المكان الذي يتمنى أن يدفن فيه صديقه برزان لا يجد القرية، وإنما يرى بعض الخرائب التي ترتفع بشكل مخيف من مياه بحيرة لا متناهية. لقد اختفى الأقليم كله تحت الماء ومعه كل ذاكرة الرجل البطولي برزان وشيرفان الفتاة التي كان يتوق لها حينما كان يعيش في أحياء أستانبول الفقيرة. لقد مُحي الماضي. يفرغ محمد بصمت تابوت صديقه ويراقبه وهو يهبط تحت أمواج البحيرة. ولدت يشيم أستا أوغلو عام 1960 في مدينة " كارز " في منطقة أغلب سكانها من الكرد، ليس بعيداً من الحدود التركية مع أرمينيا، ثم ذهبت للدراسة في جامعة ترابزون التي تقع على البحر الأسود. وبعد أن درست الهندسة المعمارية وعملت مهندسة معمارية لمدة عشر سنوات، قررت أن تصنع أفلاماً سينمائية. في عام 1984 أخرجت فيلماً قصيراً مدته 15 دقيقة عنوانه " للإمساك باللحظة " يحكي قصة علاقة فتاة مع أبيها وأمها المتسلطة في أثناء عطلة نهاية الأسبوع. وقد أثمرت جهودها بالحصول على جائزة والتي كانت تتضمن الاستعمال المجاني لكامير 16 ملم وثلاثة صناديق تحتوي على الأفلام السالبة. بهذ الجائزة أنتجت فيلمها القصير الثاني " الوهم الكبير " عام 1986 وهو يدور حول أحلام صبيين عمرهما ثماني سنوات. وقد عرض الفيلم في مهرجان الأطفال السينمائي في شيكاغو وألمانيا. صورت يشيم أستا أوغلو فيلمين قصيرين آخرين وهما " لحن ثنائي " 1990، و " الفندق " 1992 قبل أن تصور فيلمها الطويل الأول " الأثر " 1994الذي يحكي قصة شرطي كان جلاداً ثم قام بعملية جراحية لكي يبدأ حياة جديدة. تقول يشيم أستا أوغلو " أحب أن أصور أفلاماً قصيرة " فحينما تصنع أفلاماً قصيرة تشعر بالحرية، أما في الأفلام الطويلة فإنك تنشغل بالمشكلات المادية. يشيم أستا أوغلو تثمن الحرية كثيراً. وقد أدارت لعدة سنوات مقهى " ترابيز " في بي أوغلو في أستانبول من أجل تأمين هاجس العيش. وقد أكدت حبها للحرية مرة ثانية في فيلم " رحلة الى الشمس " والذي ظل الى حد بعيد أفضل أفلامها. تفادياً للمليودراما فقد عرضت الحياة البائسة لمحمد. برزان وكل الذين يشبهونه هم مهاجرون فقراء من غرب وشرق تركيا والذين احتشدوا في أستانبول، مدينة أحلامهم، ليروا فقط أحلامهم بحياة أفضل قد تبددت. لقد أنفقت يشيم أستا أوغلو سنوات من عمرها وهي تتجول حول أستانبول لذلك فقد عرفت المدينة أكثر من الآخرين. هي تعرف الأحياء الفقيرة ومقالب النفايات اضافة الى العديد من المناطق الفخمة في العاصمة. توِّج فيلم " رحلة الى الشمس " بجائزة " المَلاك الأزرق " لأفضل فيلم أوروبي في مهرجان برلين في فبراير الماضي و جائزة " أفضل فيلم " و " أفضل مخرج " في مهرجان أستانبول في أبريل، كما فلتَ من العين الحادة للرقابة في تركيا ونتيجة لذلك صار بالامكان مشاهدته هناك. ومن المفارقة أنه على الرغم من حصول الفيلم على موافقة الرقابة، ولكن يبدو أن الموزعين الأتراك خائفون من عرض الفيلم، خصوصاً بعد تصاعد النزعة القومية التركية التي أعقبت قرار الإعدام الذي صدر بحق أوجلان. وعلى الرغم من أن زوار مهرجان أستانبول السينمائي يقفون طوابيراً من أجل مشاهدة الفيلم الذي وُصف بأنه أكبر حدث في المهرجان كله إلا أن العديد من أفضل النقاد المعروفين قد فشلوا بشكل دائم في مراجعة الفيلم نقدياً.
* " المحرر الفني " مجلة الشرق الأوسط، عدد أكتوبر، 1999. ننشر هذه المقالة المترجمة لمناسبة مشاركة المخرجة السينمائية التركية يشيم أستا أوغلو في الدورة الثامنة والثلاثين لمهرجان روتردام السينمائي الدولي والتي سوف يعرض لها أكثر من فيلم بينها " رحلة الى الشمس " موضوع مقالتنا المترجمة. كما أنها ستسهم في لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة " VPRO " والتي تبلغ قيمة كل جائزة من جزائزها الثلاث " 15.000 " جنيه إسترليني وهي كبرى جوائز المهرجان.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في فيلمه الروائي الجديد - خريف - أوزجان ألبير يرصد قمع المنا ...
- تشتّت الرؤية الاخراجية لعمرو سلامة: - زي النهاردة - فيلم يتر ...
- الفيلم الوثائقي- طفل الحرب - لكريم شروبورغ محاولة لنبذ العنف ...
- فيلم - بورات - للاري تشارلس . . . من السخرية الوثائقية المُر ...
- أهمية القصة السينمائية في صناعة الفيلم الناجح
- في فيلمه الروائي الجديد - الحقل البرّي - ميخائيل كالاتوزيشفي ...
- الشاعرة الأسكتلندية جين هادفيلد تفوز بجائزة ت. أس. إليوت للش ...
- الفنان البريطاني رون مُوِيك يصعق المشاهدين ويهُّز مشاعرهم
- المُستفَّزة . . فيلم بريطاني يعيد النظر في قضية العنف المنزل ...
- في شريط - بدي شوف - لجوانا حاجي وخليل جريج: هل رأت أيقونة ال ...
- في فيلمها الأخير - صندوق باندورا - يشيم أستا أوغلو تستجلي ثل ...
- المخرجة التركية يسيم أستا أوغلو في - رحلتها الى الشمس -
- رشيد مشهراوي في فيلم -عيد ميلاد ليلى-: نقد لواقع الحال الفلس ...
- قوة الرمز واستثمار الدلالة التعبيرية في فيلم - فايروس - لجما ...
- أين يقف المفكر حسين الهنداوي. . . أ عَلى ضفاف الفلسفة أم في ...
- من ضفاف الفلسفة الى مجراها العميق: قراءة نقدية في ثنائية الأ ...
- المثقف وفن الاستذكارات في أمسية ثقافية في لندن
- - القصة العراقية المعاصرة - في أنطولوجيا جديدة للدكتور شاكر ...
- فيلم - ثلاثة قرود - لنوري بيلجي جيلان وترحيل الدلالة من الحق ...
- المخرج قيس الزبيدي يجمع بين السينما والتشكيل والعرض المسرحي


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - يشيم أستا أوغلو و - رحلة الى الشمس -