أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمان حلاّوي - دروس في العلمانية 2 (الايدولوجيا الدينية والصراع الطبقي)














المزيد.....

دروس في العلمانية 2 (الايدولوجيا الدينية والصراع الطبقي)


جمان حلاّوي

الحوار المتمدن-العدد: 2570 - 2009 / 2 / 27 - 09:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تناولت في الدرس الأول مفهوم الايدولوجيا الدينية ونشوء فكرة الدين لدى الإنسان ، وكيف تحول هذا المفهوم من كونه فعل تهدئة للنفس المضطربة أمام هياج الطبيعة غير المستقرة وهجمات الوحوش الكاسرة ، وأداة مقاومة وسبيل للبقاء في مشاعية الحقب الغابرة إلى مفهوم استلابي واستعبادي بحلول الزراعة وظهور مالكي الاقطاعات الزراعية وما يحتاج ذلك من أيدي عاملة كثيرة بكثرة تنوع المهام الزراعية من حراثة ونثر البذور أو شتلها ، وري وحصاد وتسويق وإنتاج بضائع مستخلصة من الزراعة كالزيوت والأقمشة .. الخ
فكان الدين متمثلا بإيديولوجية الطبقة المتنفـّذة المسيطرة على أدوات الإنتاج، وكان هراوة بيدها لقمع أي تحرك ثوري رافض لهذا الاستغلال ،
والتاريخ الحقيقي هو نضال الشعوب وصراعها الطبقي حيث يفتتح( البيان الشيوعي) والذي كتبه ماركس وانجلس ( إن تاريخ كل مجتمع إلى يومنا هذا لم يكن سوى تاريخ نضال بين الطبقات ) ، فكان ظهور البرجوازية الثورية وقتها المولودة من رحم الإقطاع بعد أن تحول الإنتاج الزراعي من وسيلة للغذاء والشبع إلى مواد أولية للصناعة كالغزل وإنتاج الزيوت و
الوقود الزيتي ،
فتحولت هذه الحرف من موطنها الريفي الإقطاعي إلى المدينة فالعمل هذا يتطلب إلى ارض صناعية خالية من الأراضي الزراعية، لكنها كانت تحت رحمة الإقطاع المورد لها والمهيمن عليها كونه يمتلك المادة الأولية وهي في نفس الوقت أداة إنتاج للمعامل المستحدثة كغزل القطن والصوف وتخمير البذور والعنب لإنتاج الخمور ،
فكانت هناك طبقة استغلت من قبل الإقطاع وهم أصحاب الحرف هذه وأصحاب المصانع الصغيرة المساقة بعصا الإقطاعي فكانت طبقة برجوازية نشأت من الإقطاع فمن حرفيي القرون الوسطى نشأت عناصر المدن الأولى ، ومن هؤلاء السكان المدنيين خرجت العناصر الأولى للبرجوازية وتناثرت في المدن لكنها استمرت مرتبطة بالإنتاج الإقطاعي المهيمن مما حدا بها إلى الانتفاض بعد أن قوى عودها واستطاعت أن تهزم السيطرة الإقطاعية بزيادة الإنتاج على حساب زيادة ساعات العمل التي وصلت إلى 14 ساعة في اليوم و7 يوم في الأسبوع وتحت ظروف قاسية فا شترت موارد الريف وإنتاجه وتحولت إلى طبقة مهيمنة تمتلك زمام المدن وتديرها كمجالس برلمانية وسلطة تنفيذية فبيدها القوة الاقتصادية وبيدها السلطة وجاء اكتشاف أميركا والطريق البحري حول شواطئ إفريقيا الذي قدم للبرجوازية ميدانا جديدا للعمل ، وفتح أسواق الهند والصين والتبادل مع المستعمرات، وتعدد وسائل التبادل ، وتدفق البضائع بوجه عام ، كل هذه العوامل دفعت التجارة والملاحة والصناعة إلى الأمام بقوة وأمنت بذلك نموا سريعا للبرجوازية النامية في المجتمع الإقطاعي الآخذ في الانحلال واضحي الريف مهزوما وتحت سيطرتها ، و باستغلال العمالة الفقيرة التي لا تمتلك سوى جسدها وجهدها العضلي متمثلة بالعمال والشغيلة كما ذكرت أعلاه كانت عواملا" لهزيمة الإقطاع متحولة إلى طبقة قامعة للإنسان فاقدة لثوريتها ولتخرج من رحمها طبقة تحاول النهوض للدفاع عن حقوقها وجهدها المسلوب مع تغريب الإنتاج من جهدها العضلي إلى جيب الرأسمالي , لذا وكما يوضح البيان الشيوعي أن المجتمع البرجوازي الذي نشأ على أنقاض المجتمع الإقطاعي لم يقض على التناحر بين الطبقات ، بل أقام طبقات جديدة واوجد ظروفا جديدة للاضطهاد وإشكالا جديدة للنضال ، إلا أن ما يميز عصر البرجوازية هو انه جعل التناحر الطبقي أكثر بساطة فالمجتمع اخذ في الانقسام أكثر فأكثر إلى معسكرين فسيحين متعارضين ؛ إلى طبقتين كبيرتين ، العداء بينهما مباشر وهما البرجوازية والبروليتاريا عكس العهد الإقطاعي الذي نجد المجتمع فيه على مراتب ودرجات متفاوتة ، ففي روما القديمة نجد النبلاء ، ثم الفرسان ، ثم العامة ، ثم الأرقاء . وفي القرون الوسطى نجد الإقطاعيين الأسياد ، ثم الإقطاعيين الأتباع ، ثم المعلمين ، ثم الصناع ، ثم الاقنان ، ونجد تقريبا داخل كل طبقة من هذه الطبقات مراتب ودرجات خاصة
وكانت السلطة الدينية هي السلطة الرسمية لدى الإقطاعي تشرّع جرائمه وتدعم مطامعه وتنهي من يثور بوجهه كما سحقت ثورات الفلاحين في أوروبا وعلى يد جند الكنيسة متهمين إياهم بالهرطقة ، أو ثورات الشرق كثورة الزنج والقرامطة والصفارين والزط وغيرها والذي حاربها وقوضها الخليفة متمثلا بالملك كسلطة دنيوية وخليفة الله على الأرض كسلطة دينية , ولم نسمع يوما أو قرأنا في كتاب ما إن السلطة الدينية وقفت مع المسحوقين في وجه السلطة المتنفذة أبدا"، إذ كانت السلطة الدينية دوما الواجهة الشرعية المشرعنة لجرائم وسرقات السلطة وواجهة مادية حقيقية للقمع باسم ممثل السلطة الدينية كالبابا أو سلطة الخليفة الدينية في قمع كل من يهز عرش السلطة حيث يذكرنا التاريخ بمحاكم التفتيش سيئة الصيت التابعة الكنيسة في أوروبا القرون الوسطى ، واستعباد الزنوج بعد اختطافهم من قراهم الساحلية في أفريقيا ،
والسبب في ذلك يعود إلى فقدان المفهوم الديني إلى مصداقيته بعد ظهور مبدأ الاستغلال الجماعي للطبقات المسحوقة في المجتمع المدني الناشئ حديثا من الترحال البدوي البربري ، فالدين كآيدولوجيا لا يتناول الإنسان أصلا" كمحور للحياة والوجود بل يتناول القوة الغيبية التي يراد بالإنسان إطاعتها وهي بالتالي كالإقطاعي تهدد الإنسان إن لم يطع وترحمه إن أطاع .. وبما أن الإقطاعي هو من يمثل هذه القوة الغيبية لذا كان لابد لأن يطاع وان لم يطع كان سوطه على جسد المتمرد عقابا سماويا" ،
من هذا المبدأ كان الدين بإيديولوجيته السلطوية الغيبية حليفا" للسلطة المادية القمعية المتربعة على عرش المجتمعات والأمم .



#جمان_حلاّوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس في العلمانية
- البصرة وغزّة
- الدين الإلهي أم العلمانية هي النور المبين والحصن المتين
- في ذكرى سقوط الهمجية وولادة الحوار المتمدن
- تأبين روزخون
- ماهيّة ( الثقافة الإسلامية )
- فتوى اللحيدان
- ثلاثي الانحطاط البشري
- ممارسة الطقوس .. عبادة , أم مازوخية التراكم القمعي
- مليكة مزان والربّ ( ظاهرة شعرية اسمها مليكة مزان )
- ليس هناك مفهوم حياتي غير الكذب ، والدعارة ( الإمارات والممال ...
- مسرحية ( أغتصاب )
- الفن وصراع الأضداد
- ثنائية التفكير والسلوك البشري ( إبليس أو الشيطان مثالا- )
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة - عاصمة الزنج ) / الجزء الثاني ع ...
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة- عاصمة الزنج ) / الجزء الحادي عش ...
- ( ألدولة ) في المفهوم الماركسي
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة - عاصمة الزنج ) / الجزء العاشر
- ليلة مع الأمازيغية ..--قراءة لقصيدة من ينقذ الرب من هكذا عاه ...
- سيناريو فلم ( سقوط المختارة - عاصمة الزنج ) / الجزء التاسع


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمان حلاّوي - دروس في العلمانية 2 (الايدولوجيا الدينية والصراع الطبقي)