أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله صالح - في ذكرى تأسيسه السبعين الحزب الشيوعي العراقي ، بعضٌ من سياساته وشعاراته !















المزيد.....

في ذكرى تأسيسه السبعين الحزب الشيوعي العراقي ، بعضٌ من سياساته وشعاراته !


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 785 - 2004 / 3 / 26 - 10:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يحتفل اعضاء ومؤيدوا الحزب الشيوعي العراقي بعد أيام بذكرى تأسيسه السبعين . يعتز هذا الحزب ، وكعادة جميع الأحزاب، بسنوات نضاله الطويلة وهذه مسألة طبيعية، إلا أنها تختلف مع الحزب المذكور، كونه يدعي بأنه، "حزب الطبقة العاملة العراقية ". السؤال المطروح الذي يراود كل من يريد أن يحكم بأنصاف على تاريخ هذا الحزب وسنوات نضاله هو التالي: مالذي حققه هذا الحزب للطبقة العاملة العراقية؟، فنضال سبعين سنة لم يؤدي بهذا الحزب إلى استلام السلطة لتحقيق شعاراته التي نادى وناضل ولا يزال، كما يدعي، من أجلها، في مسيرة السبعين سنة الماضية تعرض هذا الحزب، وكنتيجة طبيعية لسياساته، الى جملة من الانتكاسات، لكنه ومع كل الانتكاسات التي تعرض لها خلال هذه السنين الطويلة، ومع بقاء شعاراته كما هي، لا يزال يفتخر بماضيه!.
إن عمر التواجد السياسي لأي حزب يقاس بمدى نضاله من اجل الوصول أو الاقتراب من الوصول إلى أهدافه السياسية بما فيها استلام السلطة، فهل كان الحزب الشيوعي حقاً من نمط هذه الأحزاب ؟ أم يبقى ينتظر الظروف كي تأتي؟ وكيف السبيل للنضال من أجل إيجاد مثل تلك الظروف؟.
يتذرع الحزب الشيوعي العراقي دائماً، وبالأخص في مسألة استلام السلطة أو السعي لاستلامها وكما حدث في انقلاب عبد الكريم قاسم تموز عام 958 حين كان الحزب في أوج قوته وجماهيريته، بحجة عدم توفر الظروف الذاتية والموضوعية وهي حجة قديمة قِدَم الحزب الشيوعي العراقي و تبرير طالما تمسك به الحزب لإقناع صفوفه بالبقاء على الحالة التي هو فيها، أو للرد على خصومه السياسيين.
إن المتابع لسياسة ومنهج الحزب الشيوعي العراقي ومنذ عهود، يرى بأن سياساته كانت ترسم وفقاً لمقتضيات مصالح " الأحزاب الشقيقة " وذات النفوذ في حينه، إضافة إلى تحالفات مع القوى السياسية المحلية الأخرى، ومن هنا كان يحدد شعاراته السياسية وتوجهاته بشأن الكثير من المسائل المتعلقة بأوضاع المجتمع العراقي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هذه التحالفات كانت ولا تزال تعتبر ركيزة أساسية من ركائز سياساته، وهي بالضرورة تتغير حسب تغير أركان هذه التحالفات وتوازن القوى والظروف التي يمر بها الحزب، فمنذ أن تبنى الحزب الشيوعي العراقي شعار ( وطن حر وشعب سعيد ) ولحد الآن وهي فترة ليست بقصيرة لنضال حزب سياسي، لازال العراق يفتقر إلى أي " وطن حر" ولم يكن الشعب العراقي سعيداً بالمفهوم الإنساني للسعادة والحرية، بل ظل يعاني من الاستبداد والظلم على يد الحكومات القومية العربية المتعاقبة والتي كان الحزب المذكور شريكاً ولو ضعيفاً في بعض منها. إن هذا الشعار ظل وهماً دون أن يدفع بقيادة هذا الحزب إلى إعادة النظر فيه وصياغته وفق الظروف ( الذاتية والموضوعية ) التي يتحدث عنها الحزب باستمرار.
يدرك هذا الحزب، وهو ملم دون شك بقضايا الماركسية رغم بعده عنها، يدرك جيداً بأن ليس للعمال وطن، وانهم لا يقدسون أرضا أو قيماً هي في الأساس برجوازية بحتة، كوحدة الأرض أو اللغة أو المصير وما إلى ذلك، بل إن نضال الطبقة العاملة، والشريحة الشيوعية فيها بالأخص، يتركز في الأساس حول إلغاء الملكية الخاصة وإلغاء العمل المأجور وبناء المجتمع الاشتراكي تمهيداً لترسيخ وبناء دعائم المجتمع الشيوعي .
ان التركة الثقيلة للافكار والسياسات البعيدة عن والمغايرة لمصالح الطبقة العاملة التي تبناها الحزب الشيوعي العراقي وأمثاله من الأحزاب الشيوعية، باسم الشيوعية والدفاع عن مصالح الطبقة العاملة لازالت تشكل عبئاً على الشيوعيين العماليين، وهو ما يستغله الاعداء الطبقيين للطبقة العاملة باستمرار رغم ان مفكريهم وساستهم يدركون جيداً ماهية تلك الاحزاب ، الا انهم اتخذوها وسيلة من وسائل صراعهم.
من المسائل الأخرى التي يطرحها هذا الحزب هو طريقته في التعامل مع المسألة القومية وشعاراته بهذا الصدد وطرق حله لها.
بداية أود تذكير القارئ بان" المسألة الكردية " في العراق ولعقود طويلة من الزمن، ظلت ولا تزال إحدى أهم العقبات أمام وحدة نضال الطبقة العاملة العراقية حيث استغلتها الأحزاب القومية العربية والكردية للإبقاء على وجودها وتمرير سياساتها ومحاولة تعميق الهوة بين الطبقة العاملة العراقية من خلال تصنيفها على أساس قومي. إن بقاء هذه المسألة دون حل جذري نهائي أثر سلباً على النضال الطبقي ولايمكن للأحزاب القومية، وبطبيعتها الطبقية وكما اثبت التاريخ، أن تحل هذه المسالة جذرياً، بل وبالعكس تسعى جاهدة لإبقائها دون حل كونها توفر أرضية لنضالها " القومي ". بالإضافة إلى ذلك، لم تطرح الأحزاب الأخرى، " غير القومية " كالحزب الشيوعي العراقي مثلاً، شعارات واقعية لحل الأزمة ، بل ظلت تدور في فلك شعارات الأحزاب القومية مع قليل من التغير في صياغة الجمل والعبارات. ان حسم المسألة القومية وذلك بانهاء الظلم القومي والى الابد هو مهمة الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي العمالي، ومن هذا المنطلق يطرح الحزب الشيوعي العمالي العراقي شعاره الداعي لاقامة دولة علمانية غير قومية وغير دينية في العراق ويضع هذا المطلب ضمن أولويات نضاله. أما في حالة قيام دولة قومية أو اسلامية في العراق، فان الهدف هو استقلال كردستان عن العراق والذي سيؤدي بدوره إلى سحب البساط من تحت أقدام الأحزاب القومية ، ويزيل هذه العقبة التاريخية أمام نضال الطبقة العاملة، ولا يمكن تفسير معاداة الأحزاب القومية للشعار المذكور سوى من هذا المنظار.
يقول السيد عبدالرزاق الصافي، وهو من القادة المعروفين في الحزب الشيوعي العراقي، في مقابلة اجرتها معه مجلة رفراندوم في عددها الثاني الصادر في نيسان عام /2000 : رفعت جريدة "كفاح الشعب " وهي أول جريدة مركزية لحزبنا الشيوعي العراقي عام 1935 شعار " استقلال كردستان " بين شعارات الحزب الاخرى .... ودعا حزبنا الى تعزيز الأخوة العربية - الكردية ، ورفع شعار " على صخرة الاتحاد العربي الكردي يتحطم الاستعمار والرجعيية " .
هذا الاستقلال وكسائر شعارات الحزب لم يتحقق ولحدالآن، ولم يتحطم الاستعمار "على صخرة الاخوة العربية الكردية "، وأين هو "الحكم الذاتي الحقيقي" ؟ وسوف لن يكون بالطبع للفدرالية التي يؤيدها الآن ، كي لا يخرج عن نطاق اجماع مجلس الحكم ، حظوظاً أكثر من سابقاتها.
إن تأكيد السيد الصافي على شعار ( على صخرة الاخوة العربية الكردية .......) لهو اعتراف واضح وصريح من قبل الحزب الشيوعي العراقي بتقسيم البشر على أساس انتماءاتهم القومية، لا بل وتقديس لهذا الانتماء، إن وجود القوميتين الكردية والعربية في العراق أمر واقع، ولكن صياغة شعار سياسي لـ " أخوة " بينهما على أساس قومي، ومن قبل حزب يدعي الشيوعية، أمر غريب. فالتآخي القومي ، حتى وان كان على طريقة هذا الحزب ،لا يتحقق سوى بين قوميات متساوية من كل الوجوه، لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات وليس هناك فوارق أو تمييز بينها، فالعراق كان ومازال " جزء من الوطن العربي " والقومية العربية مازالت هي " الرئيسية "، في ظروف كهذه ستبقى " الاخوة " وهم حالها حال بقية الأوهام. ان شعار " الاخوة " هذا هو نفسه الذي تطرحه الأحزاب القومية على سبيل الدعاية فقط، وما تسعى إليه على أرض الواقع هو جعل العز والمفاخرة القومية وسيلة لتعبئة الجماهير من أجل شحنها بالافكار الشوفينية الرجعية ومن أجل تأجيج مشاعرها ، ووفقاً لذلك تناضل من أجل تثبيته في بنود الدستور الدائم لدولها .
يضيف السيد عبدالرزاق الصافي في نفس المقابلة حول قيام دولة علمانية في كردستان ( من يضمن أن لا يتقاتل الحزبان الكرديان الرئيسيان في الدولة المستقلة العلمانية غير القومية )، ما يثير الاستغراب هنا هو قناعة الأستاذ الصافي بأزلية هذين الحزبين وبقاءهما في كل الظروف والأحوال ، ولا أدري لماذا لا يتصور مجتمعاً دون سلطة هذين الحزبين. إن مجتمعاً تصل به الحالة إلى فرض مطلب على المجتمع الدولي بإجراء استفتاء عام للانفصال عن الدولة المركزية، في حالة وجود حكومة قومية أو دينية في المركز طبعاً، هو مجتمع وصل إلى درجة عالية من الوعي الثوري تجعله يرفض بقاء السلطة الميليشية لهذه الأحزاب.
إن تعريف الانسان بحسب انتماءه القومي أو الديني أو العرقي، هي وسيلة من وسائل الإبقاء على الأوضاع الحالية للبشرية برمتها، حيث تحاول الدول والحكومات البرجوازية جعل هذه الانتماءات وسيلة من وسائل ترابط الناس وهي بدورها تؤدي، في أوج تطورها، إلى خلق المشاعر الشوفينية التي تؤثر مباشرة على نضال العمال الطبقي ووحدتهم .
إن تصورات هذا الحزب وما يطرحه من منهاج لحل القضية الكردية لا يبدو أكثر راديكالية مما تطرحه الأحزاب القومية نفسها وهو منهج لا زال الحزب الشيوعي يتمسك به ويعرضه كمطلب على الحكومات المتعاقبة على السلطة مع مراعاة ( الظروف الذاتية والموضوعية ) ودون أن يشم المواطن من هذه الطروحات رائحة تشير إلى نية الحزب المذكور استلام السلطة أو اعتبار نفسه حزب السلطة السياسية، فهو وكما كان في السابق، لا يطمح سوى بالبقاء خارج دائرة السلطة والاكتفاء بالقيام بدور الوسيط خلال النزاعات المستمرة بين أطراف المعارضة العراقية سابقاً ومجلس الحكم حالياً، تلك الأطراف التي يأمل منها هذا الحزب أن تبني " عراقاً ديمقراطيا فدرالياً موحداً أرضاً وشعباً " !، ينعم في ضله هذا الحزب ، وفي أفضل الاحوال، بتولي بعض المناصب الحكومية أو الوزارية، وذلك في حالة تحالفه مع أحزاب السلطة، فأين الطبقة العاملة العراقية من كل هذا ؟



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا يَنحرف طريق نضال الجماهير ، تعقيباً على أحداث قامشلي
- الفدرالية مشكلة أم حل !
- تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية للمواطنين في ظل التهديد بالح ...
- سفن المعارضة البرجوازية العراقية بانتظار الرياح الامريكية !


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله صالح - في ذكرى تأسيسه السبعين الحزب الشيوعي العراقي ، بعضٌ من سياساته وشعاراته !