أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق إطيمش - إنتخابات المحافظات....النتائج والعبر القسم الأول















المزيد.....

إنتخابات المحافظات....النتائج والعبر القسم الأول


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2551 - 2009 / 2 / 8 - 10:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد إنتهاء الحملة الإنتخابية وإجراء الإنتخابات فعلاً والتعرف على النتائج ألأولية لهذه الإنتخابات والتي اعلنتها المفوضية المستقلة يوم الخامس من الشهر الجاري ، بعد ذلك كله تجمع لدى مراقب كل هذه الأحداث كم هائل من الأفكار والآراء والإستنتاجات التي لابد من مناقشتها مناقشة علمية هادئة بعيدة عن الإنفعالات وعن تأثيرات الربح والخسارة وما يرافقهما من طروحات تصب في ذلك التوجه الذي يمثله الرابح أو الخاسر.
إن أول العبر المستخلصة من هذه الظاهرة الديمقراطية التي تتعامل معها كثير من دول العالم التي تنهج الأسلوب الديمقراطي الحق في تداول السلطة ، هو مسيرتها في وطننا ، الذي لا يزال يحبو على هذا الدرب ، بشكل يمكن أن نقول عنه جيداً حاز على التقييم الإيجابي من قبل كثير من المراقبيين الدوليين الذي رافقوا سير هذه الإنتخابات . إن مقارنة بسيطة لهذه الإنتخابات مع الإنتخابات البرلمانية الأخيرة يرينا بوضوح إختلاف سير هذه الإنتخابات بشكل إيجابي أكثر سواءً من الناحية التنظيمية أو من ناحية المشاركة التي تكاد تكون قد شملت جميع المناطق التي كانت موضوع هذا الحدث ، بالرغم من قلة المشاركة الفعلية للناخبين والتي بلغت 51% كمعدل عام ، حيث تعتبر هذه النسبة قليلة نوعاً ما إذا ما أُريد توظيفها لتعزيز التوجه الديمقراطي الذي بدأه العراق الجديد . والمرجو أن تكون هذه النسبة القليلة مؤشراً وحافزاً في نفس الوقت على العمل الجاد والمستمر على ترسيخ مفاهيم العمل الديمقراطي لدى بنات وأبناء شعبنا وجعل الإنتخابات إحدى المواضيع التثقيفية العامة التي ينبغي تبنيها من قبل القوى المؤمنة بالديمقراطية فعلاً والعاملة على إستمرار ترسيخ هذا المفهوم على الساحة السياسية العراقية الجديدة. إذ ان المشاركة القليلة هذه لا تخلو من ردة فعل ترتبط بما تحقق لحد الآن ، والذي لا ينسجم والطموحات التي كان ينتظرها الإنسان العراقي في العراق الجديد الذي إنتشرت فيه مفاهيم الفساد الإداري والمحاصصات الحزبية والتمحور العشائري والمناطقي والطائفي أكثر من إنتشار العدل الإجتماعي والتطور الإقتصادي والتقدم الثقافي والعلمي والإنفتاح الحضاري والتواصل مع مسيرة عالم القرن الحادي والعشرين .
كما ان العامل الإيجابي الآخر الذي توفر في هذه الإنتخابات مقارنة مع سابقتها هو توفر الأمن بنسبة أعلى كثيراً مما كان سائداً في الأجواء التي جرت فيها الإنتخابات السابقة . لقد كان من الممكن أن يشكل هذا العامل توافداً اكبر على صناديق الإقتراع ، إلا أن ما جرى هو العكس . لقد كانت روح التحدي للإرهاب والتي أظهرها الشعب العراقي بكل فئاته التي شاركت في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة واضحة ومميزة في ظرف كانت فيه مخاطر مفخخات عصابات الإرهاب وانتهاكات مليشيات بعض الأحزاب تشكل السمة العامة للواقع الأمني العراقي والذي كان يرافق المواطنين في كل تحركاتهم وسكناتهم ، في بيوتهم وفي محلات عملهم ، في أسواقهم وفي مدارسهم وجامعاتهم . إن إنحسار مد الإرهاب الذي عملت على تحقيقه الحكومة الحالية والتي ساندها الشعب في خطواتها هذه ، شكل عاملاً هاماً آخراً في نجاح هذه الإنتخابات .
وكما تشير التقارير الأولية لسير عمل المفوضية المستقلة للإنتخابات التي رعت هذه العملية منذ البداية وحتى نهايتها بإعلان النتائج ، فإن التقييم الإيجابي العام لهذا العمل يكاد يكون هو السائد بين معظم الأوساط التي تناولت تقييم هذا العمل . إنه ولا شك عمل لا يخلو من العراقيل الكثيرة التي لها مسبباتها أيضاً والمتعلقة بالوضع العراقي العام سواءً من ناحية تسجيل الناخبين أو تهيئة المراكز الإنتخابية وتوزيعها على المناطق المشمولة بالإنتخابات ، أو بإعداد وتدريب وتوظيف الأشخاص بالعدد الكافي المطلوب لإنجاز هذه المهمة الصعبة والمعقدة التي ترافق الواقع العراقي ، أو بتوفير الأجواء الأمنية التي تشجع المواطن على المشاركة. كل ذلك قد يكون سبباً لبعض الهفوات والأخطاء التي رافقت عمل هذه المؤسسة والتي أشارت إليها بعض الكيانات السياسية او حتى بعض المراقبين المحلين والدوليين . إلا أن التقييم العام ، حسب المعلومات المتوفرة في الوقت الحاضر ، يظل إيجابياً ، كما وتظل الرغبة إلى تطويره نحو الأحسن في المستقبل قائمة ما دامت الرغبة الحقيقية لممارسة الإنتخابات الديمقراطية كظاهرة في مناخ العراق السياسي الجديد قائمة أيضاً لدى المجتمع العراقي .
وما يتعلق بالإنتخابات المحلية ألأخيرة ومجرياتها أيضاً فإن الخروقات التي سُجلت لحد الآن هي أقل بكثير من الخروقات التي رافقت الإنتخابات البرلمانية السابقة . وهنا ينبغي علينا التفريق بين خروقات قد تكون بسيطة لا تشكل أثراً سلبياً واضحاً على مجمل العملية سواءً من ناحية مسيرة هذه العملية أو من خلال النتائج المترتبة عليها . إن مثل هذه الخروقات والتي قد تكون مرتبطة بعدم تطور الوعي الديمقراطي لدى الكثير من الناس الذين خرجوا تواً من ممارسات البعثفاشية المقيتة ونظامها الدكتاتوري الأسود، ستزول إما بمرور الزمن أو من خلال تطوير عمل المفوضية ، كمؤسسة دائمية مستقلة ، والذي سيجمع هذا الكم الهائل من الخبر والتجارب التي ستساهم بالتطور الإيجابي المفضي إلى تلافي مثل هذه الخروقات في المستقبل . وبين الخروقات التي تعد إنتهاكاً للمارسة الديمقراطية وتجاوزاً على القانون والتي تنذر بالخطر لتشكل عائقاً أساسياً أمام مجمل التطور الديمقراطي إذا ما كُتب لمثل هذه الخروقات النجاح حالياً ، أي مرورها دون عقوبات واضحة ومؤثرة تفرضها المفوضية وبالتالي الحكومة ، وإذا ما اصبحت نهجاً وتقليداً في الإنتخابات المقبلة . وأهم هذه الخروقات ما يردده الشارع العراقي من وجود كيانات سياسية إستخدمت الأموال لرشوة الناخبين وشراء أصواتهم مستغلة بذلك إما جهل البسطاء بماهية ومغبة هذا الأمر أو حاجة البعض للمال فعلاً . والمقزز بالأمر فعلاً هو أن تلجأ بعض هذه الكيانات التي تدعي تمسكها بالدين الإسلامي لإستغلال هذا الدين من خلال إستعمال وسيلة ( حلف اليمين ) على بائع الصوت وإجباره على ان يعطي صوته للكيان الذي دفع له . إن مرور هذا النهج دون عقاب ودون إعلان هذا الإستغلال الفاحش للدين وتعرية ممارسيه امام الشعب ، قد يشكل خطورة ليصبح نهجاً دائمياً لا يخدم التطور الديمقراطي بأي حال من الأحوال ، ولا يصب في مجرى التنافس الحر الخالي من المؤثرات مهما كان نوعها ومصدرها .
ومن المفيد جداً إستنباط الخبر والتجارب من نجاح هذه الإنتخابات لتطويرها في المستقبل وذلك من خلال وضع اسس عمل متطورة أكثر تنسجم والتطور الديمقراطي على المستوى العالمي ، خاصة فيما يتعلق بالكيانات التي أصبحت ، لكثرتها ، مصدر قلق وتشويش للمواطنين ، خاصة أولئك الذين لا خبرة سياسية لديهم والذين قد تغرهم بعض الشعارات التي يطرحها هذا الكيان أو ذاك دون أن تتوفر لديه الإمكانيات الحقة للوفاء بالتزاماته هذه التي نشرها جزافاً بين الناس مدعياً صفة الكيان السياسي التي لا تتوفر فيه فعلاً .
إن التقييم الإيجابي العام لإنتخابات مجالس المحافظات يجب ان لا يلهينا عن معالجة النواقص التي تخللتها والتي يجب ان تُعالَج فوراً لتهيئة أجواء أفضل للإنتخابات البرلمانية القادمة في نهاية هذا العام .
إن اهم هذه النواقص والسلبيات هو فقدان الآلاف من الناخبين لحقهم الإنتخابي وذلك بسبب التخبط الذي رافق عمليات تسجيل الناخبين وبسبب عدم بذل الجهود الكافية لحث الناخبين ، قبل الإنتخابات بمدة كافية ، على التأكد من وجود أسماءهم ضمن القوائم الإنتخابية في مناطق سكنهم . كما ان ظاهرة النقص في إستمارات الإنتخاب الذي شكت منه بعض المراكز الإنتخابية ، ظاهرة لا ينبغي لها ان تتكرر في المستقبل .
هذا فيما يخص العملية الإنتخابية ومجرياتها . أما ما يخص النتائج التي تبلورت عنها هذه الإنتخابات وحيثياتها ، فذلك سيكون موضوع حديثنا في القسم الثاني .
الدكتور صادق إطيمش





#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذهبوا إلى الإنتخابات جموعاً....ولا تنتخبوا....
- الإخفاق يعني التنحي عن العمل...معادلة سيتبناها الشعب العراقي ...
- ويكافئون على الخراب رواتبا
- الفساد ألإداري : هل ستساهم نتائج ألإنتخابات اللاحقة بعلاج ما ...
- الفساد ألإداري : هل ستساهم نتائج ألإنتخابات اللاحقة بعلاج ما ...
- إنتخب ولا تنتخب / القسم الثاني
- إنتخب ولا تنتخب / القسم الأول
- ماذا....لو....؟
- التجارة بالأصوات الإنتخابية ....تجارة خاسرة
- ألإزدواجية في فكر الإسلام السياسي / القسم الرابع
- ألإزدواجية في فكر ألإسلام السياسي / القسم الثالث
- ألإزدواجية في فكر الإسلام السياسي / القسم الثاني
- الإزدواجية في فكر الإسلام السياسي / القسم ألأول
- الحكيم بالأمس والقزويني اليوم
- لغة القنادر مرة اخرى
- الحوار المتمدن قفزة حضارية رائدة
- لماذا وكيف ومَن أنتخب....؟ 2/2
- لماذا وكيف ومَن أنتخب....؟ 1/2
- مَن إستطاع إليه سبيلا
- فزع ألأنظمة العربية من الإعلام الحر


المزيد.....




- وزير خارجية إسرائيل: مصر هي من عليها إعادة فتح معبر رفح
- إحباط هجوم أوكراني جديد على بيلغورود
- ترامب ينتقد الرسوم الجمركية على واردات صينية ويصفها -بغير ال ...
- السعودية.. كمين أمني للقبض على مقيمين مصريين والكشف عن السبب ...
- فتاة أوبر: واقعة اعتداء جديدة في مصر ومطالبات لشركة أوبر بضم ...
- الجزائر: غرق 5 أطفال في متنزه الصابلات أثناء رحلة مدرسية وال ...
- تشات جي بي تي- 4 أو: برنامج الدردشة الآلي الجديد -ثرثار- ويح ...
- جدل حول أسباب وفاة -جوجو- العابرة جنسيا في سجن للرجال في الع ...
- قناة مغربية تدعي استخدام التلفزيون الجزائري الذكاء الاصطناعي ...
- الفاشر تحت الحصار -يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق إطيمش - إنتخابات المحافظات....النتائج والعبر القسم الأول