أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنور يونان - زمن الزحفطون














المزيد.....

زمن الزحفطون


أنور يونان

الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 07:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1 –
يقول البعض: هو "نوع" جديد من البشر... ولد من رحم اللغة في الخمسينات من القرن الماضي.
شاهدهم الأديب اللبناني الراحل سعيد تقي الدين يزحفون على بطونهم نحو أبواب القصر الجمهوري (حين كان لساكن ذلك القصر شأن في لبنان) فنحت لهم، من ذل الزحف وشره البطون، هذه الصورة "الجميلة" المعبرة : زحفطون.
.. مر نصف قرن على رحل سعيد تقي الدين.
نسي القوم، أو كادوا، ذلك الأديب الجميل وسخريته اللاذعة وهو يصف "رجرجة" مؤخرة الزحفطون في المناسبات "الوطنية"، وما أكثرها !..
(لحسن حظه؛ لا يحتاج الزحفطون لكعب عال كي يتقن تلك الرجرجة ويتفنن بتنويعها على نغمات طبالي القصر)
ونسوا كلمة زحفطون.

رغم هذا فقد تناسل هذا "النوع"، كما تتناسل الأرانب، بوتيرة سريعة لم تعرفها فصيلة أخرى من البشر... و"أعمروا" القارة العربية من خليجها إلى محيطها.

2 -
لنعترف، ونحن ننحني بـ"خشوع" أمام أجهزة القمع العربية وسادتها، أن هذه الأجهزة نجحت، نجاحا باهرا، في استنساخ الزحفطون، وأن التحول إلى جنس الزحفطون هذا لم يكن عسيرا على كثير من المواطنين "المغلوبين على أمرهم".
حين لا يكون أمامك من خيار سوى أن تجوع ويجوع أطفالك، أو أن تتحول إلى زحفطون. فليس من الصعب أن تدوس على عنفوانك وكرامتك وتختار "أهون الشرين".
في البلاد التي لا يمكن فيها لذبابة أن تتزوج إلا بعد الحصول على ثلاث موافقات أمنية، يكون الحديث عن الكرامة والعنفوان أقرب إلى المزاح الثقيل.. والسفيه.

3 –
كذلك لم يكن عسيرا، على أنظمة الاستبداد العربية، استنساخ هذا النوع من "البشر" في مؤسساتها الإعلامية.
كي تستمر هذه الأنظمة متربعة على عروشها يتوجب عليها أن تكذب لتخفي الحقائق عن شعوبها. وكما فعل هتلر وستالين؛ أسست وزارات للإعلام مهمتها غسل مخ المواطن. واخترعت، بالترغيب والترهيب، شخصيات "وهمية" لـ: قومي وعروبي ووطني وتقدمي واشتراكي.. الخ. قنـّعت بها وجه الزحفطون؛ لتتصدى للـ "مؤامرة" الصهيونية، الاميركية، الامبريالية .. وتحول أنظار المواطن عما تقوم به مافياتها من سرقة لقوت المواطن وخيرات الوطن .. وكرامة الأمة وعنفوانها.

4 –
إن كنا نفهم هشاشة "المواطنين المغلوبين على أمرهم" وأسباب تحولهم إلى جنس الزحفطون.
ونفهم أن تدافع أنظمة الاستبداد عن نفسها باستنساخ إعلاميين وكتاب وفنانين "مثقفين" من جنس الزحفطون.
فكيف لنا أن نفهم تحول "قاضي قضاة" أو "مفتي ديار" إلى هذا الجنس الخبيث !؟
كيف أمكن للمشاهد "الورع" أن يستمرئ، قبل أسابيع من اليوم، ذلك المشهد "الغير شكل" على شاشات التلفزيون، بمناسبة الاحتفال بمرور 60 عاما على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان!؟
كان مشهدا "رائعا حقا" رأينا فيه "مفتي ديار"، وسمعناه "يخترع" الصفات الديموقراطية "الحميدة" لرئيس دولة مستبد لا يزال يحكم، سعيدا ووحيدا، منذ ما يزيد عن عشرين عاما!
وكيف يمكن لهذا المشاهد "الورع" أن يصدق "قاضي قضاة" حزم أمره، في سبيل حفنة من الدولارات، على "شهادة زور" تشيد بـ"عدالة" نظام يعتقل الرأي ويغتال أبسط حقوق الإنسان المذكورة في الميثاق المحتفى به!؟

5 –
لم يتوقف نسل الزحفطون عن إنجاب هؤلاء الأذلاء؛ من مواطن مغلوب على أمره، إلى "مثقف" منافق، إلى مفتي ديار أو قاضي قضاة يقف على باب السلطان!
أنجب، أيضا، أنظمة حاكمة مستبدة، ومنافقة، "تتزحفط" على عتبات الباب العالي، دون أن تجرؤ على فتح فمها بقول كلمة حق.
بالأمس عين باراك أوباما، الرئيس الأميركي المنتخب، رام ايمانويل رئيسا لموظفي البيت الأبيض.
لو كان رام ايمانويل خدم في الجيش المصري في حرب ضد إسرائيل، لكانت إقالته من هذا المنصب الخطير من الأمور السهلة على إسرائيل، بالضغط الرسمي المعتاد، وإن احتاج الأمر بإقامة اللوبي اليهودي الدعوى على باراك أوباما الذي خرج عن القانون لأن القانون الأميركي لا يجيز لموظفي الدولة ازدواجية الولاء لدولة أخرى، فكيف إن كان الموظف يحتل مثل هذا المنصب الخطير !؟
أما حين يحمل رام ايمانويل الجنسية الإسرائيلية، وهو الذي خدم في الجيش الإسرائيلي، فلا مسؤول واحد، في دولة عربية ما، جرؤ على انتقاد تعيينه في هذا المنصب الذي تمر عبره شؤون الرئاسة، بما فيها السياسة الخارجية تجاه الدول العربية!
ولأن الزحفطون سيد الزمان العربي ، لم يجرؤ أحد من ذلك "اللوبي العربي"، الذي يدعون دعمهم له، على استشارة مكتب محاماة أميركي لدراسة هذا الأمر... فما بالك بتكليف ذلك المكتب برفع دعوى ضد الرئيس المنتخب أوباما بتهمة خرق القوانين الأميركية ؟؟

6 –
القارئة العزيزة، القارئ العزيز؛
في هذا الزمن الرديء، لا يبقى علينا سوى أن نتحسس رؤوسنا ثلاث مرات قبل النوم.
هو زمن الزحفطون !



#أنور_يونان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون ساكسونيا
- أوبابا .. / أوماما
- كوابيس خالتي وضحة


المزيد.....




- رغم إعلان ترامب لوقف إطلاق النار.. شاهد كيف كانت الدفاعات ال ...
- وسط إرباك حول توقيته.. وسائل إعلام من إيران وإسرائيل تُعلن س ...
- ترامب يُعلن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ويوجه -رجاءً- ...
- إسرائيل.. الكشف عن حصيلة قتلى الهجوم الإيراني على بئر السبع ...
- -فُرض على العدو بعد مهاجمة العُديد-.. شاهد كيف وصف التلفزيون ...
- رضا بهلوي من باريس: أنا مستعد لحكم إيران وعلى خامنئي أن يرحل ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- فيما تتصاعد حرب الإبادة في غزة: المهمّات المباشرة لإسناد فلس ...
- حادثة الطفلة غيثة تشعل المغرب.. موجة غضب وتضامن
- ثمرة واحدة قبل النوم تُحسّن جودة نومك بشكل ملحوظ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنور يونان - زمن الزحفطون