أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - الفساد الثقافي2















المزيد.....

الفساد الثقافي2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2548 - 2009 / 2 / 5 - 09:59
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


بدكوا الصحيح ؟
ولا إبن عمه ؟
- لا بدنا الصحيح.
- إذا معاك في الأردن واسطه كبيره , بشتروا منك كُتب, يعني في عندنا فساد ثقافي ,
إن معظم المؤسسات الأردنية التي أذهبُ إليها لبيع كتابي يقولون لي :
الله يجبر عنك ..., شو كتب ؟ما كتب ؟, أي هاي شغله ,؟ شو بدنا بالكتب والقراءة ؟,
وأنا لا أستثني أي مؤسسة حتى أن الجمعيات النسائية في الأردن والإتحاد النسائي وإتحاد المرأة , كلهم رفضوا إقتناء كتابياألأول عن المرأة (2006),و في كل أرجاء المملكة الأردنية الهاشمية , دونما إستثناء؟

طبعا أستثني مؤسسة عبد الحميد شومان , ومقرها في عمان حيثُ أنها إشترت مني بثلاثة أضعاف وزارة الثقافة الأردنية , دعما للبحث العلمي والثقافة الجادة غير المستهترة .
حتى (كلية غرناطه) في إربد حكالي عميد الكليه : ما بدناش الطلاب يقرأوا خليهم هيك أحسن , ولما شاهدت مكتبتهم , قلت في نفسي : أي أنا عندي كتب أكثر منهم . كيف هاي كلية علمية أردنية؟ أي شيء بحير وبياخذ العقل .
حتى الجامعات , الغالبية هكذا .

في سنة 1993م لاحظت الحكومة الفرنسية المثقفةُ ,أن نسبة القراءة قد تدنت إلى ما دون الرقم المعهود عنه عند الشعب الفرنسي , حيثُ لاحظت الحكومة أن نسبة بيع الكتب في سنة 1993م قد تراجعت عن سابق عهدها , وعن مستوى السنوات السابقة , فقرر رئيس الحكومة إجراء حملة واسعة من أجل التشجيع على القراءة .

لهذه الأسباب قامت الحكومة الفرنسية بتنظيم مهرجان أطلق عليه إسم (جنون المطالعة ) , نزل به وزير الثقافة الفرنسي إلى الشوارع والأزقة والميادين ليشجع الناس على القراءة , وكذلك نزل كبار المؤلفين والمبدعين والمثقفين إلى الشوارع في مهرجان جنون المطالعة وجنون القراءة , ففتحوا المكتبات العامة وغير العامة على مصراعيها للناس وللجماهير العريضة وحثوهم على القراءة .

ونحن في الدول العربية نفتح القبور للمثقفين ..ونفتحُ عليهم النار والدخان , ونتسبب لهم بالجلطات القلبية والدماغية , وإذا رأينا إنسانا يقرأ نطلق عليه حملة مجنون , وغير عاقل وكافر .
إن أكبر الإشاعات عن الكتاب العربي وعن القراءة ما أسمعه أنا بأذني وأشاهده بأم عيني : حيث هنالك إشاعة عن أن الذي يقرأ سيجن أو سيصابُ بالخبال .
ما ذكرته عن فرنسا بودلير , وجان جاك روسو , ليس غريبا , ففرنسا بيكاسيو : تنتجُ من الكُتب أكثر مما ينتجُ العربُ الإشاعات عن القراءة والكتابة .
وجمهورية إسرائيل في كل عام تقوم بدعم البحث العلمي بأكثر من كل الجامعات العربية , وهل تعلموا أنها تدعم البحث العلمي ب 3 مليارات دولار, وأن كل 10,00مواطن إسرائيلي يحصلون سنويا على 11 بحثا علميا مُحكما, بينما كل 10,00 عشرة آلاف مواطن عربي يحصلون على ثُلُُثُ بحث علمي محكم .
بينما تستورد الدول العربية أعواد ند وبخور من الهند بقيمة 20ملياردولار سنويا , والإمارات العربية لوحدها تستهلك من البخور بقيمة 6 مليارات لوحدها , تستعمل غالبيتها في السحر والشعوذة وقلة العقل .؟.
وهل تعلم عزيزي القارىء أن هنالك في الدول العربية دور نشر أصحابها لا يقرأون ولا يكتبون , أي أنهم (بصمجية) .؟.
وهنالك رؤساء تحرير صحف عربية طوال 10سنوات لم يقرأوا كتابا واحدا ؟

إنك عزيزي القارىء في الدول العربية أينما أسندت رأسك لتشاهد رجلا أو إمرأة مخبولة وتسأل عن سبب حاله فسرعان ما تسمع عنه أول إشاعة من أنه :
كان ذكيا !!
أو:
كان : كثير القراءة !!
أو كان : يحبُ المخترعات والمكتشفات .
وكل هذه الإشاعات تجعلك تلقي عن صدرك الكتاب أو الجريدة إذا كنت مستلقيا على ظهرك وتقرأ كتابا أو مجلة أو جريدة , لأنك ستخشى على نفسك الجنون أو الموت أو أن تدهسك سيارة مسؤول عربي قضاءا وقدرا .
إن ما تترجمه إسبانيا كل عام من الكتب الأجنبية إلى اللغة الإسبانية هو أكثرُ مما ترجم في البلدان العربية منذ أن تأسست دار الحكمة أيام الخليفة المأمون إلى آخر زعيم عربي يجلس الآن على مقعده الحريري بجانب جواريه وغلمانه !!
إن الدعاية المضللة عن الكتاب العربي ليست منطقية , فالذين يقولون ليس لدينا وقت للقراءة فهذا كذب , لأنهم يلغبون الورق(الشدة) والنرد , في المقاهي والبيوت ساعات طويلة .
وإذا قال العرب لا تتوفر لدينا الفرصة المالية لشراء كتاب فهذا أيضا كذب وتزوير : لأنهم يحملون كل يوم أجهزة موبايلات بأضعاف أسعار أغلى كتاب عربي .
وعلى فكرة الكتاب العربي هو أرخص كتاب في العالم , فثمنه لا يتجاوز ما يشعله أقل مُدخن من سجائر في كل يوم .
وعلى مستوى دخلي أنا العبد الفقير للرأسمالية , أستطيع أن أشتري في كل يوم كتاب , وهنالك صاحبُ مكتبة في مدينتي مدينة إربد يعرفُ حاجتي للكتب وكلما تأخرتُ عليه يجمع ُ لي كل ما هو مُختص بالفكر العربي والديانات والماركسية والإشتراكية .
وإذا قال المواطن العربي: لا أملك الوقت , فهو كاذب , وإذا قال لا أملك المال فهو أيضا كاذب .
وهل تعلموا ما هو أكثر كتاب عربي بيعا :؟؟
ربما ستفاجؤون إذا عرفتم أن كتاب تفسير الأحلام وكل ما يتعلقُ بالأحلام , هو الأكثرُ بيعا في المكتبات , وأنا شخصيا ألاحظ ُ أينما وقفت في أي مكتبة في الأردن لأسترق النظر للكتب فإنني أسمع هذا السوآل :
-وين صاحب المكتبه؟
- تفضل .
- عندك كتاب تفسير الأحلام ؟
وهذا السوآل يتردد أكثر من 2 مرتين أو ثلاثة في كل ساعة .
ولقد روى لي مرة الروائي الأردني الكبير هاشم غرايبه هذه الرواية :
- سألتني كاتبة المانية : كم طبعت من نسخ .
-أي نسخ ؟
- مجموعتك الكاملة .
- آه مجموعتي الكاملة .... يعني حوالي ...ما يقربُ...عن...عن...ما لا يزيد عن 1000 ألف نسخة .
- كم ؟؟؟!! 1000نسخة ؟
-آه 1000شو مالك ؟
- أنا الأرشيف الذي أحتفظ به في منزلي من كل رواية أكتبها هو ضعف هذا الرقم .
قال عندها أحسست بالخجل .
فعلا هذا الرقم يدل على أن مجموعتها وكأنها مجموعة شركات عالمية ,ههه.
وهل تعلموا أن بعض الدول العربية لديها قائمة محضورات بأسماء عناوين لأكثر من 5000عنوان محضورة المشاركة في معارض الكتاب , وهذه المحضورات تضم أيضا ليس العناوين وإنما أسماء بعض المؤلفين , وهذا يعني حضر مؤلفاتهم التي ألفوها والتي لم يؤلفوها بعد .

وسمعتُ مرة من صاحب دار نشر هذه القصة :
إتصلت دار نشر عربية بدار نشر أجنبية وطلبت دار النشر العربية من دار النشر الأجنبية السماح لها بترجمة كتاب صادر عنها فسألت دار النشر الأجنبية عن كمية النسخ التي تريد طباعتها :
-حوالي 1500 نُسخة .
-أوكي ..إطبعوا وما بدناش منكم أي حقوق نشر , لأن النسبة قليلة جدا , بمقابل ما طبعنا من هذا الكتاب في أول طبعة له نفذت في أقل من 5 شهور , وكانت النسبة أكثر من 100ألف نسخة .
إن هذه الأرقام تجعلنا نخجل من أنفسنا ومن مهرجانات القراءة .
فيا حبذا لو نحصل على مهرجان القراءة للجميع .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي وظيفة المخابرات في بعض الدول العربية ؟
- ما معنى أن تكون مثقفا أو مُثقفة ؟
- حين يصبح الأب أُما
- من هو المثقفُ؟
- أسطورة العشائرالممتدة الأردنية
- نشرة جوية يقدمها لكم : جهاد العلاونه
- وجه الشبه بين زوجتي والحكومة الأردنية 1
- 2600طريقة عربية للقمع والكراهية
- هزالة المتعلمين العرب وغير المتعلمين
- إمبراطورية الأميين
- قال يسار عربي قال!!!
- الحضارة هي القتل3
- الحضارة هي القتل 1
- نهاية الحضارة الإسلامية
- لماذا يشتمونني؟
- لماذا يريدون إبادة جمهورية إسرائيل ؟
- من ينظمُ المظاهرات في العواصم العربية ؟
- لماذا يخرج المواطن العربي للمظاهرات ؟
- تساؤلات حول السيرة النبوية
- ما هي الموآمرة التي تحدث عنها جلالة الملك عبد الله الثاني ؟


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - الفساد الثقافي2