حرية منفلتة

نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 03:09
المحور: الصحافة والاعلام
    

الحرية لدي بعض العراقيين مفردة عامة وفضفاضة فبعضهم يربط بين الحرية وبين الانفلات والتجاوز وعدم احترام القانون وهذا ما نشاهده عندما يتجاوز اصحاب المركبات في الشوارع على الجزرة الوسطية او عند القدوم بالاتجاه المعاكس فيقوم بعضهم لتبرير تصرفهم الخاطئ هذا بالقول: "بأننا نعيش زمن الحرية والديمقراطية".. وهو امر بعيد جدا عما تحمله مفردة الحرية من قيم ومثل عليا اولها عدم الاعتداء على حقوق الاخرين او التجاوز على الحق العام والممتلكات العامة.. وان حرية الانسان تبدأ من احترام حرية الاخرين.. وشتان بين الحرية وبين الاعتداء.. بين مراعاة مشاعر وحقوق الاخرين وبين تجاوزها وضرب كل الاعراف والتقاليد والحقوق بعرض الحائط.
ومن هذه المنطلق نقف امام حالة تعرضت فيها الحرية لنوع من التشويه والتحريف.. فقبل ايام في منطقة الكرادة ببغداد كان هناك فريق عمل تلفزيوني يقوم بتصوير بعض الاطفال المتجمهرين هناك وهم يتكلمون امام الكامرا باشياء قد لايوافق عليها ذووهم او تسبب حرجا لعوائلهم او قد تشكل خطرا على حياتهم.. حيث بادر والد احد الاطفال بالهجوم على المصور وطلب منه اعطاءه الشريط امام رفض المصور وكل منهما يدعي انه تعدى او اخترق على حرية الاخر..
فوالد الطفل يقول انه من غير الصحيح وغير المبرر ان يقوم اي كان وان كان صحفيا او اعلاميا بتصوير الاطفال دون اخذ موافقة اولياء امورهم.. ومن حقه اذا حدث هذا ان يقاضيه امام المحاكم لانه خرق حريته وخصوصيته.. والمصور من جانبه يقول ان تصرف الوالد يتنافى واجواء حرية الاعلام لانه يصور في مكان عام ولم يقوم بالتصوير قسرا بل ان الاطفال هم من تجمهروا حوله وبدأوا بالحديث عن اشياء عامة لاتمس احدا بسوء.
وكاد الامر ان يتطور لولا تدخل بعض القوات الامنية العراقية وفك النزاع وكلا الطرفين يضع اللوم على الاخر امام صمتنا وحيرتنا نحن شهود العيان على هذه الواقعة.
ان استغلال البشع لمفردة الحرية ليس بأمر جديد فقد قال جان جاك روسو احد قادة الثورة الفرنسية "آه ايتها الحرية.. كم ترتكب من فظائع تحت اسمك ايتها الحرية".

#نجاح_العلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات