أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فالح مكطوف - ضحايا غزة: ضحايا للصراع بين ما يسمى بمحوري(الاعتدال والتطرف)














المزيد.....

ضحايا غزة: ضحايا للصراع بين ما يسمى بمحوري(الاعتدال والتطرف)


فالح مكطوف

الحوار المتمدن-العدد: 2524 - 2009 / 1 / 12 - 06:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الاعتدال والتطرف ايديولوجية حديثة وبديلة للتسوية، اوللمساومة، بديلة للحل النهائي وترتيب الديمقراطية وحقوق الانسان في الشرق الاوسط، وفقا ــ بطبيعة الحال ــ لما تراه امريكا ومريديها، بغض النظر عن كيفية تحقيق الحلول النهائية، ولا باس ان كانت مغمسة بقتل الاطفال والنساء والشيوخ ومغمسة بالدماء او افعال التهجير والانتهاك الصارخ لحقوق الانسان، وهذه الايديولوجية تاتي كرديف للافكار البالية التي طبل لها الاعلام الغربي وزمر، والتي سرعان ما ظهرت لتختفي بذات السرعة، مثل صراع الحضارات، ونهاية التاريخ، حينما توهم منظري الامبريالية، سعيا منهم لايجاد بديل، بان الغرب قد انتصر وان العدالة الاجتماعية والمساواة سوف تاتي بها الولايات المتحدة بعد انهيار منظومة راسمالية الدولة السائدة في الاتحاد السوفيتي السابق وحلفائه في ما كان يعرف بـ (العالم الاشتراكي)، وتاتي فكرة مثل فكرة (الاعتدال والتطرف) لتكون ايضا على مقاس المنطقة وتسوق للاستهلاك الاقليمي حتى تبدو في النهاية مثارا للخلاف بين الرفض والقبول، ان هذه التسمية الجديدة هي من التسميات التي اعتاد الإعلام العربي الرسمي ــ ولاسيما بعد الهجوم على غزه ــ السعي وراءها للترويج، في نهاية المطاف، لما صنفته الدعاية الاعلامية الأمريكية
وان الجماهير في فلسطين وفي العالم العربي تدرك تماما بانه لا وجود واقعي لهذه التسميات وهي مجرد خداع ايديولوجي لوضع حد فاصل بين طرفين ليس لهما صلة بالجماهير وقد اتخذا من التسلط ومعادات الجماهير وسيلة لوجودهما وبالتالي فهي معادل موضوعي لازمة الفكر الواقعي المستعاض عنه بافكار يمكن تمريررها والتعامل معها بالنسبة للاطراف التي تتبناها، فهي تعني للاعتدال تمرير مشاريع امريكا في المنطقة، بينما تعني للتطرف الوقوف ضد هذه المشاريع.
ان مفهوم الاعتدال والتطرف يتمحور بطبيعة الحال حول الاسلام السياسي بشقيه(المتطرف والمعتدل) وليس لامريكا أي مشكلة من الاسلام السياسي متطرفا او معتدلا شرط عدم تقاطعه مع مصالحها وهنا تحاول امريكا مزاوجة الاعتدال بالنسبة للاسلام السياسي بالاعتدال وفقا للنظرة القومية التي يمثلها مصر الى حد ما في حين يلتحم الاسلام السياسي المتشدد مع النظرة القومية المتشددة التي ثمثلها سوريا، وحول موقف امريكا المساند للتشدد والتطرف فان التاريخ يشهد كيف وقفت مع القاعدة في افغانستان ضد الاتحاد السوفيتي، وبشكل عام فالاسلام السياسي هو الحليف القوي لامريكا في العديد من الدول، وبالتالي فان المصلحة بالنسبة لمريدي الاعتدال او التطرف تكمن في ايجاد ارضية واقعية ومؤيدين على صعيد الداخل الفلسطيني والعربي والاقليمي.
بالرغم من ان العديد من الناس ــ فلسطينيا ــ يندرج تحت هذا التصنيف وفقا للانتماء الحزبي الذي ترأسته فتح كمحور للاعتدال الفلسطيني في حين مثلت حماس والجهاد محور التطرف، وحينما نسمع بالاعتدال او التطرف فإننا نفهم من ذلك انظمة عربية وإقليمية وأحزاب ومنظمات مثل ( مصر، السعودية، الأردن،تركيا، باكستان، وأبو مازن، والسنيورة وغيرهم) في حين يعني التطرف ( سوريا، إيران، نصر الله، حماس ، الجهاد) ولكلا الطرفين خطه السياسي المغاير للاخر والحقيقة فان هذا التصنيف امريكي بامتياز.
ويبدو الصراع من اجل ايجاد وترسيخ رؤيا سياسية واستراتيجية بديلة لما تطرحه امريكا في المنطقة، والداخل الفلسطيني ارتضى ان يستقطب ــ ولو اكراها ــ حسب ما يراه كل طرف لتحديد طرق الحل في العلاقة مع اسرائيل ففي الوقت الذي تسعى فيه (فتح) الى الطرق السلمية للحل مع عدو مجرم ترى الاطراف الاخرى ان المقاومة هي الطريق الوحيد للحل لان العدو لايمكن ان يقبل التفاوض دون ان تضيع القضية ولا يحصل الفلسطينيون على ابسط حقوقهم، ووفقا لتناقض وجهات النظر يتم الاستقطاب والتمحور في الداخل والخارج في الوقت الذي يغيب فيه اليسار تماما عن الساحة الفلسطينية بعد تاريخ كبير من المقاومة، واصبح طرفي اليمين هما المعول عليهما في الحل وفقا للاعتدال والتطرف.
ولامريكا خططها في حل القضية الفلسطينية وفقا لمصلحة اسرائيل ولكن بشكل يحفظ ماء وجه محور الاعتدال، الا ان توازن القوى في الداخل الفلسطيني لم يحسم لانه خاضع لذات التصنيف فكل طرف له مؤيدييه في الخارج ويمتلك تاثيره في الداخل حتى يبدو الصراع الداخلي وكانه صراع اقطاب عالمية واقليمية، وكل ما تاخر حل القضية الفلسطينية يجد كل طرف المبررات السياسية لادانة الطرف الثاني باعتباره هو السبب في تاخير ما يسمى بالحل النهائي.
واذا كان الهجوم على غزه قد حصل نتيجة لضوء اخضر من قبل محور الاعتدال ــ وهذا ما بدى عليه الحال في بداية الهجوم وخاصة في موقف النظام المصري والسعودي ــ فان محور التطرف قد حقق انصارا سياسيا على حساب آلاف الضحيا من القتلى والجرحى وقد هزمت المظاهرات في دول عديدة، محور الاعتدال الذي ادرك الهزيمة ليعاود قيادة الامور التي فلتت منه، ابتداء من تدخل تركيا واتهاءا بالموقف المصري وما عرف بالمبادرة المصرية وكذلك موقف وزير الخارجية السعودي في مجلس الامن من اجل اصدار القرار 1860 كل هذا بدافع سياسي وهو من اجل امتلاك المبادرة (الواقعية والقابلة للتنفيذ) وسحب البساط من محور التطرف.
ان اهالي غزه الذين يانون تحت اكبر هجمة اجرامية من قبل مجرمي الحرب في اسرائيل يحق لهم ان يعيشوا وجميع الفلسطينيين في دولة تحقق لهم الرفاه بعيدا عن معادلة (الاعتدال والتطرف) وبغيدا عن مطرقة مجرمي الحرب في اسرائيل وبعيدا عن الصراعات الاقليمية والدولية، لكي لا يكونوا ضحيا هذه النزاعات ولا محل للمزايدات السياسية بين احزاب الاسلام السياسي واحزاب الاعتدال الامريكي .



#فالح_مكطوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الرموز (الثيوقراطية) والتاريخية في انتخاب مجالس المحافظات
- مفهوم (العدو والدولة المعادية) في قانون العقوبات العراقي رقم ...
- حول مشروع توحيد الاتحادات العمالية في العراق
- ملاحظات حول ما نصت عليه التشريعات من التمييز ضد المرأة


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فالح مكطوف - ضحايا غزة: ضحايا للصراع بين ما يسمى بمحوري(الاعتدال والتطرف)