أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - تعقيب علي د. حيدر ابراهيم علي















المزيد.....

تعقيب علي د. حيدر ابراهيم علي


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 09:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تعقيب علي د. حيدر ابراهيم علي
حول مقاله: الصحوة الماركسية: ماركس لم يزر السودان ابدا
كتب د. حيدر ابراهيم علي في صحيفة (الصحافة) الصادرة بتاريخ: 5/1/2009م مقالا بالعنوان اعلاه، وبعد الاطلاع علي المقال، أود أن ابدي عليه الملاحظات الآتية:
1- غير صحيح ما أورده الكاتب أن مؤتمر الحزب تأخر (لأسباب غير معلومة أو غير مقبولة ومعقولة)، فقد أوضح الحزب ذلك في صحيفة الميدان الصادرة بتاريخ: الثلاثاء: 30/12/2008م، وهي أسباب معقولة وموضوعية، هذا فضلا عن أن المؤتمر ليس مكان المناقشة والتي جرت بشكل واسع في مؤتمرات قواعد الحزب، بل يرسم السياسات والخلاصات والوجهة العامة للحزب ويجيز مشروعي البرنامج والدستور الجديدين،وينتخب اللجنة المركزية الجديدة أي هو خلاصة وتتويج لمناقشة فتحها الحزب الشيوعي السوداني منذ اغسطس 1991م وتم تلخيصها في خمس كتيبات وتم نشرها، اضافة الي نشر مشاريع التقرير السياسي و البرنامج والدستور للرأي العام المحلي والعالمي، وشارك معنا الكثيرون من القوي الوطنية والديمقراطية في المناقشة علي صفحات الصحف ومنابر الحزب في ندوة الاربعاء الاسبوعية بالمركز العام، واستمع الحزب لوجهات النظر المختلفة من المتخصصين، واستفاد منها كثيرا، وبالتالي أري ان الحزب الشيوعي وسع من دائرة المناقشة، فكيف يكون( جزء اصيل من أسباب الأزمة السودانية) وكيف يكون قد (احتكر بامتياز الريادة وقضية التقدم والتغيير) كما يقول الكاتب؟!!!، ولماذا نقلل من جهد القوي الأخري في المساهمة، ونحمل الحزب الشيوعي اكثر مما يحتمل في احتكار التقدم والحداثة؟!!!، فحركة التقدم والحداثة، كما يعلم د. حيدر، بدأت قبل ظهور الحزب الشيوعي ومع فجر الحركة الوطنية في عشرينيات القرن الماضي، واسهم الحزب الشيوعي فيها بقدر ماساهم الاخرون، وقد تحدثت عن ذلك بتفصيل في كتاب انجزته بعنوان(تقويم نقدي لتجربة الحزب الشيوعي السوداني، دار عزة 2008م). فالحزب الشيوعي ليس وصيا علي حركة التقدم والحداثة ولايحتكرها.
2- لجأ الكاتب الي أساليب غير موضوعية ولاتساعد في النقاش مثل عبارات(الشيخوخة والتردد والبيروقراطية)( وفي الليلة الظلماء يفتقد القمر) (ولم يعد القمر يضئ لنفسه ويحل مشكلاته الداخلية، ناهيك عن أن يمتد للوطن اجمع)، واذا كانت هذه الصورة حقيقية فما الذي يزعج د. حيدر؟ ولماذا يرهق نفسه في كتابة هذا المقال؟!! ولماذا يرهق نفسه في الهجوم علي الشيوعية والماركسية بهذه الطريقة غير الموضوعية؟؟!!
أما الحديث عن الطوطم(الشيوعي) فهو حديث لا معني له، لأن مفهوم الشيوعية يرتبط بمرحلة متقدمة في تطور التشكيلات الاقتصادية – الاجتماعية رسم ماركس وانجلز ملامحها العامة ولم يخوضا في تفاصيلها باعتبار أن العلم في المستقبل هو الكفيل بالاجابة، وتتلخص هذه الملامح العامة في : ان المرحلة الشيوعية تمثل بداية التاريخ الانساني الخالي من كل اشكال الاستغلال الطبقي والعنصري والديني والجنسي والقومي، وتتوفر فيها للانسان احتياجاته الاساسية في: التعليم والصحة والضمانات الاجتماعية مثل حق الامومة والطفولة والشيخوخة، ويزول فيها قانون القيمة الخاص بحركة السلع في المجتمع الرأسمالي، ويتحقق فيها تطور الفرد الحر باعتباره الشرط لتطور المجموع الحر، وتضمحل فيها الدولة كجهاز للقمع وتصبح قريبة من الناس وفي خدمتهم...الخ.
واذا كان الأمر كذلك فما علاقة ذلك (بالطوطم)( والصنمية)؟؟؟!!!!
3- أما الحديث عن الصحوة الماركسية فهو حديث مردود، فالماركسية اصلا لم تمت حتي تتم صحوة لها، رغم مااصابها من داء الجمود في الفترة الستالينية، وكما قال الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا بعد انهيار التجربة الاشتراكية ان (الذي مات ليس الماركسية، بل التصور الستاليني الجامد لها ، اما ماركس الفيلسوف المفكر العميق فهو حي بيننا)، وكما كان يقول الفيلسوف الفرنسي سارتر( الماركسية لن تموت أو تزول لأن الظروف التي اوجدتها ما زالت قائمة، فالماركسية قامت علي نقد المجتمع الرأسمالي، وطالما ظل المجتمع الرأسمالي قائما بكل بشاعته وركائزه، فان مشروعية النقد تكون قائمة، وبالتالي فان الماركسية ستظل جذوتها متقدة)، ويعلم د. حيدر التطور الهائل الذي حدث في الفكر الماركسي مثل مساهمات: لينين وغرامشي ولوكاتش، وبول باران وسمير امين، والتحام الماركسية بالنضال العملي من أجل توفير احتياجات الناس الاساسية فيما يسمي بلاهوت التحرير في امريكا اللاتينية، ونقد استغلال الدين لخدمة مصالح طبقية ودنيوية، فهدف الماركسية اساسا قام علي دراسة الواقع من اجل فهمه وتغييره وليس تفسيره فقط، ولم يكن هدفها المحاربة الفوضوية للاديان، وقد انتقد انجلز في مؤلفه(انتي دوهرينغ) تصور الاستاذ الجامعي الاشتراكي (دوهرينغ) الفوضوي في النظرة الي الدين، وأشار انجلز الي ضرورة أن تطرح الدولة الاشتراكية حرية العقيدة والضمير، اما ماركس في كتاباته الأخيرة فقد كان يركز علي أن هدف الاشتراكية العلمية أو الشيوعية ليس محاربة الاديان، بل الهدف تحرير الانسان، وليس هدف الاشتراكية احلال الالحاد محل الدين، أو احلال دين محل دين، هذا فضلا ان الحزب الشيوعي السوداني ليس منتديا فلسفيا، بل حزب يضم كل يقبل برنامجه ودستوره الذي ينص علي احترام معتقدات الناس، أي ان الالحاد ليس شرطا من شروط العضوية للحزب،وهذه أشياء يعلمها د. حيدر جيدا كمثقف ومع ذلك لجأ في محاربته للماركسية والشيوعيين لاستخدام سلاح الدين عندما أشار في مقاله( أن مايقلق هو القول بأن الماركسية لاتتعارض مع الدين) كما جاء في كتابات تاج السر عثمان، ود. صدقي كبلو، وسليمان حامد والاستاذ كمال الجزولي، وبالتالي، فان د. حيدر انحدر في عدائه للحزب الشيوعي الي استخدام سلاح صدئ تجاوزه الزمن وتخلي عنه حتي الاعداء التقليديين، بعد تجربة قوانين سبتمبر 1983 ونظام الانقاذ، وهو استغلال الدين في محاربة الحزب الشيوعي السوداني.
4- مقال حيدر انتقائي في معالجته لنقد الحزب الشيوعي لسلبياته رغم فضيلة النقد الذاتي بهدف اصلاح الخطأ في نشاطه، وكان هذا ديدن الحزب الشيوعي منذ تأسيسه، اي استخدام المنهج العلمي النقدي والذي لايعرف الرضي عن النفس من اجل الاقتراب من الواقع ودراسته بهدف استيعابه وتغييره، حتي تم ترسيخ هذا المنهج في وثيقة المؤتمر الرابع(الماركسية وقضايا الثورة السودانية). ومنهج وثيقة المؤتمر الرابع لاعلاقة له بما أشار اليه د. حيدر بأن الحزب الشيوعي (حاول سودنة الماركسية والباسها عراقي وسروال ومركوب، والاهم من ذلك في يدها ابريق وسبحة، اذ حاول أن تكون متدينة ومؤمنة) وهو حديث غريب لاعلاقة له بالماركسية ، كما يقول الكاتب( فقد أقام الحزب الشيوعي السوداني تماهيا بين الشيوعية والماركسية، فصارت التحليلات الاقتصادية تسمي تفسيرا ماركسيا رغم انها غير مغطية نظريا وفكريا بأي أسس من الفلسفة أو النظرية الماركسية عدا مراحل التاريخ الخمس للتطور المجتمعي البشري، يضاف الي ذلك التنظيم اللينيني الستاليني)، وهذا القول لامعني له اذ ما معني( التماهي بين الشيوعية والماركسية؟؟)، وماهو فهم د. حيدر للماركسية؟؟، فاي انسان مبتدي في دراسة الماركسية يعلم: أن جوهرها دراسة الواقع ونقد الاوضاع الاقتصادية الرأسمالية الجائرة التي تكرس الاستغلال والتوزيع غير العادل للثروة وكل اشكال الاضطهاد الطبقي والاثني والقومي والجنسي. اما ماأشار اليه د. حيدر حول اللوحة الخماسية لتطور المجتمعات البشرية فهذا فهم خاطئ لا علاقة له بماركس الذي كان يركز علي خصوصية ودراسة كل مجتمع بطريقة مستقلة وعدم تعميم اللوحة الخماسية الخاصة بالتاريخ الاوربي لكل المجتمعات البشرية، حتي أن ماركس أشار في مؤلفه(مقدمة في نقد الاقتصاد السياسي) الي نمط سادس يختلف عن اللوحة الخماسية اطلق عليه نمط الانتاج الآسيوي مثال(الهند، الصين، مصر.)، وقد تحدثت عن ذلك بتفصيل في دراسة انجزتها عن(الستالينية وتجربة الحزب الشيوعي السوداني)، ويمكن أن يرجع لها د. حيدر في موقع الميدان علي الانترنت أو موقع تاج السر عثمان في الحوار المتمدن). اضافة لدراسات انجزها تاج السر عثمان عن خصوصية وسمات تكوينات ماقبل الرأسمالية في السودان والتي صدرت في مؤلفات مثل: تاريخ النوبة الاجتماعي 2003، لمحات من تاريخ سلطنة الفونج الاجتماعي 2004م، تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي 2005م، التاريخ الاجتماعي لفترة الحكم التركي 2006م، اضافة لدراسات اخري انجزها ماركسيون سودانيون، فجوهر الماركسية دراسة المجتمع السوداني بذهن مفتوح من اجل استيعاب واقعه وخصائصه وتغييره.
وخلاصة ما اورده د. حيدر بأنه هجوم غير مؤسس منهجيا وعلميا علي الحزب الشيوعي، واذا كان هناك من فائدة لما يسمي(بالصحوة الماركسية) فقد كشفت مدي التصور الخاطئ لد. حيدر للماركسية ولتجربة الحزب الشيوعي السوداني ،كما كشفت مدي نظرته السلبية المسبقة للحزب الشيوعي، وانطبق عليه قول الشاعر المتنبئ :
ومن يك ذا فم مر مريض
يجد مرا به الماء الزلالا.
هذا فضلا أن الحزب الشيوعي السوداني منذ تأسيسه عام 1946م، عاش اكثر من 50 عاما في ظروف عمل سري لم تكن مساعدة علي تطوره النظري والفكري، وتوسيع نفوذه السياسي والجماهيري والديمقراطية داخله، ذلك ان الديمقراطية لاتزدهر في جو تصادر فيه الحريات الديمقراطية.
مع تحياتي وتقديري للصديق د. حيدر ابراهيم علي، وخلاف الرأي لايفسد للود قضية.





#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكري الرابعة لتوقيع اتقافية نيفاشا
- التركيب الاجتماعي لفترة النوبة المسيحية في السودان(500م- 150 ...
- قضايا ومشاكل العمل القيادي في وثائق الحزب الشيوعي السوداني
- ضرورة تقويم تجربة مشاركة التجمع في السلطة التشريعية والتنفيذ ...
- تطور الحزب الشيوعي السوداني الفكري والسياسي بعد انقلاب 22/يو ...
- تعقيب علي د. مجدي الجزولي حول مقاله بعنوان:نحو مناقشة (شيوعي ...
- المنطلقات الفكرية والنظرية لاسم الحزب
- تطور أشكال التنظيم في السودان
- موقع الماركسية في خريطة الفكر السوداني
- تهنئة بالعيد السابع لانطلاق موقع الحوار المتمدن
- تكوينات ما قبل الرأسمالية في السودان(2) (السلطنة الزرقاء نمو ...
- الماركسية ومفهوم الحل التلقائي لقضية المرأة
- الأزمة المالية: نقطة تحول حرجة في عصر امبريالية العولمة
- مصادر تاريخ الحزب الشيوعي السوداني
- الحزب الشيوعي السوداني وقضية المرأة(3)
- الحزب الشيوعي السوداني وقضية المرأة(2)
- الحزب الشيوعي السوداني وقضية المرأة(1)
- اتفاقية نيفاشا : الحصاد ومسار التنفيذ
- صفحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني
- قراءة نقدية في كتاب لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - تعقيب علي د. حيدر ابراهيم علي