أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيد القمنى - فلسفة القيم 5 لا حريات إذن لاقيم















المزيد.....

فلسفة القيم 5 لا حريات إذن لاقيم


سيد القمنى

الحوار المتمدن-العدد: 2496 - 2008 / 12 / 15 - 09:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يذهب الشيخ قرضاوي إلى آيات القرآن الكريم يستخرج لنا القيم الدينية الإلهية ، كما في الآيات الكريمة القائلة : " قد أفلح المؤمنون ، الذين هم في صلاتهم خاشعون ، و الذين هم لفروجهم حافظون ، إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم فإنهم غير ملومين . فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ، و الذين هم لأماناتهم و عهودهم راعون ، و الذين هم على صلواتهم يحافظون ، أولئك هم الوارثون ، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون / 1: 11 / المؤمنون " .
و يعقب فضيلة الدكتور بقوله : " في هذه اللوحة نجد الخشوع في الصلاة و الفعل للزكاة هي معدودة في إطار الشعائر و العبادات جنباً إلى جنب مع الإعراض عن اللغو و حفظ الفروج عن الحرام / ص 92 ، 93 / كتاب ملامح المجتمع المسلم " .
بل و يرى الشيخ أن هذه الأخلاق الإلهية ليست قاصرة على المسلمين فقط فهي صالحة للدنيا كلها ، فيقول : " المرجعية الإسلامية من سماتها أنها عقلانية و دنيوية ، عقلانية مؤمنة ، و دنيوية مربوطة بالأخروية .. هي أخلاقية إنسانية عالمية وسطية ،لأنها ترجع إلى الوحي الإلهي . . و ما يبينه من سنة الرسول . . لأن الإنسان هو الذي يطبق هذه الشريعة و هو الذي يفسرها و يفهمها ، و هي أخلاقية لأنها تعتمد على الأخلاق أساساً ، إنما بعثت لأتمم كمارم الأخلاق ، و هي عالمية لأنها لم تجيئ لجنس دون جنس و لا لإقليم دون إقليم ، و هي وسطية دائماً . . تجدها مثالية و واقعية ربانية و إنسانية ، مادية و روحية ، أرضية و سماوية ، حاضرية و مستقبلية / حلقة الدستور و مرجعية الشريعة / برنامج الشريعة و الحياة / الجزيرة " .
و هكذا فالمسلمين هم من تصفهم الآيات بقولها : " و الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش ، و إذا ما غضبوا هم يغفرون ، و الذين استجابوا لربهم و أقاموا الصلاة و امرهم شورى بينهم و مما رزقناهم ينفقون . و الذين إذا أصابهم البغي هم ينصرون ، و جزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفى و أصلح فأجره على الله إن الله لا يحب الضالين / 63 – 40 الشورى / كتابه ملامح المجتمع المسلم / ص 94 " .
إذن لاشك أن أولى الناس بمعرفة القيم كما عند قرضاوي ، هم السلف الصالح من الصحابة الأطهار ، و رغم ذلك لا نجد بين ما تزدحم به أرفف مكتبتنا التراثية ، عنواناً واحداً باسم القيم ، و لا مبحثاً و لا حدثاً و لا حكاية حكاها السلف الصالح عن القيم .
إن مشايخ زماننا يحكون لنا حكايات و حواديت في موطن الجد ، و كان المفترض ألا يحكي لنا المشايخ كلاماً نظرياً توهمياً عن القيم ، إنما أن يستخرج لنا من أحداث تاريخنا ، خاصة أن المفاهيم قد تغيرت دلالاتها منذ ذلك الزمان و زماننا اليوم ، فما عاد معنى الوفاء بالعهد و لا المساواة و لا الحق يحمل ذات الدلالات القديمة . و مشايخنا يسقطون الدلالات المعاصرة على مفاهيم قديمة تتعلق بزمنها و مكانها وحدهما . أو ليقول لنا مشايخنا إذن ماذا فعل الصحابة ، و كيف قيموا الأشياء المادية ، و كيف قيموا المعاني الدافعة للسلوك ، بدلاً من أخذهم كلام ديكارت و روسو و فولتير ، عند المشايخ 700 ألف حديث المفروض أن كلهم قيم لو كانوا صادقين ، فأين هي هذه القيم ؟
تعالوا نفترض مع مشايخنا أنه ضمن القيم الإلهية الإسلامية تقع قيمة المساواة و الحرية ، و قررنا اختبار هذا القول بالرجوع إلى التراث الإسلامي ذاته ، هناك لن تجد ما تعنيه دلالة مصطلح المساواة اليوم ، فقد أعطى الإسلام للمهاجرين ميزة على الأنصار ، و أعطى كليهما ميزة على بقية العرب ، و أعطى للعرب المسلمين ميزة على مسلمي البلاد المفتوحة ( الموالي ) ، و اعطى للرجل ميزة على المرأة ، و اعطى للسادة ميزة على العبيد ، و أعطى جميع المسلمين ميزة على أهل الذمة ، و أعطى أهل بدر ميزة على بقية المسلمين فغفر لهم ما تقدم من ذنبهم و ما تأخر ، و كل رتبة من هذه الرتب تترتب عليها حقوقاً و واجبات غير بقية الرتب ، و هوبدلالات مفهوم المساواة اليوم ، سيكون هو انعدام المساواة نفسه ، و لا تجد عند عرب الجزيرة قبل الفتوحات شيئاً اسمه العلم غير علم واحد هو علم الأنساب ، و هو علم عدم المساواة ، حتى أن النبي نفسه ( ص ) ولأنه كان يخاطب ناس زمانه على قدر عقولهم ، كان ينصح شاعره حسان بن ثابت قبل أن يقدم على هجاء الناس، أن يلجأ إلى أبي بكر الصديق لأنه عالم بأنساب الناس ، ليعلم أين يخوض و يتحرى أين يحاذر . ولا تجد أى صدى لحديث : لافضل لعربى على أعجمى ، لأن الفقة الذى يدرسة أبناؤنا بمصر والسعودية يؤكد على وجوب فسخ زواج الحرة المسلمة بالعبد المسلم ، وزواج العفيفة بالفاجر ، والعربية بالأعجمى ، لأن ذلك عار يلحق المسلمين جميعا / روض المربع بشرح زاد المستنقع / ص 384 .
لهذا فإن تفضيل الإسلام بجعله سابقاً لكشف القيم يسيئ إليه ، و الأكرم أن نقول أن تلك كانت طرائق زمنه و طرائق العيش فيه و نظمه المجتمعية القبلية ،وأنها لا تشينه ، فلا هي جميلة و لا هي قبيحة بقدر ما تعبر عن واقع مجتمعها حينذاك و أنها كانت تناسب هذا المجتمع تحديداً ، و إن صلحت له فهي مما لا يصلح بالمرة لزماننا . و مثل المساواة أيضاً مفهوم الحرية الذي لا يوجد في ديننا بالمرة و بالمطلق ، و لا في مجال لأى حديث عن الحرية مع تشريعات تشرع الرق و نكاح ملك اليمين . و لو قلنا أن تلك التراتبية الطبقية الموغلة في طبقيتها هي المعيار القيمي الإلهي ، فهو ما يعني أنها كانت أدني بدرجات من المعيار الإنساني الذي اكتشفته دول حضارات المتوسط ، و بخاصة اليونان و الروم الذين سبقوا إلى تأسيس القيم الإكسيولوجية في التاريخ ، ثم أدنى من قيم زماننا بمراحل أبعد . و من ثم لا يبقى بيدنا سوى نسبة مثل هذه المفاهيم لزمانها بدلالات زمانها ، و دون إقحامها في زماننا حتى لا نهين الدين و نضل السبيل نحو الرشاد .
و إذا كانت القيم دينية إلهية ، فهل كانت قابلة للنسخ كأوامر بآيات ناسخة ؟ يعني هل تم نسخ قيم التسامح في الزمن المكي ، بقيم القتال في الزمن المدني ، بعد أن نسخت آيات السيف كل آيات حرية الاعتقاد و التسامح ؟ حسبما تقول لنا علوم القرآن ؟
إذن صيانة للدين من عبث مشايخ آخر الزمان ، علينا أن نقدم اعترافاً هادئاً متواضعاً ، أن ديننا ليس هو كمال الأزمنة و الأمكنة التي ذهبت و التي لم تأت بعد ، إنما كان ديناً عاقلاً رصينا متوافقا مع ظرفة التاريخى ، يخاطب ناس زمنه على قدر عقولهم و عاداتهم و تقاليدهم و نظمهم و معارفهم ، و أن نسلم بأن الإنسان هو الوحيد المخير بين المخلوقات ، لذلك هو الوحيد المؤهل لصيانة القيم ، لأنها معياره للإختيار و المفاضلة و وسيلته و أداته ، أن يختار القراءة في المصحف أوأن يختار مشاهدة هيفاء وهبي تتغنج ، و قيم الإنسان هي التي توجهه لاختيار أحدهما : زياره الحسين أو زيارة الملاهي الليلية ، و الحرية هي الأساس الوحيد لقيام إرادة الإختيار ما بين الماء و الخمر ، من هنا و حتى نقول بوجود قيم حقيقة لا أوامر مفروضة ، يجب أن يكون الخمر و الماء في السوق ، عندها يمكن القول أننا أصحاب قيم عندما نختار ، و حيث لا توجد سوى سلعة واحدة ، و لا توجد حرية اختيار ، لا يصح الحديث عن قيم ، لأن المجتمع حينها يصبح كالحشرات و هي كائنات اجتماعية تسلك بموجب جبر طبيعي لذلك ليس لديها شئ اسمه القيم ، رغم أن النحل ينتج عسلاً و العقرب ينتج سماً، فإن الإنسان هو الوحيد القادر على الفرز بينهما ، لذلك نجد الإنسان المجبر على أداء سلوك بعينه هو مجرد حشرة أوهو ليس أكثر من حصان بلجام . والحصان لايملك قيما ، ومع اللجام لايملك تصرفة ولا قرارة ، القيمة تكون عند الممسك باللجام ، الذى يوجه الحصان . ألا ترون جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تسوق الناس إلى الصلاة بالعصى ؟ يسوقونهم إلى المسجد كمن يسوق الخراف إلى الزريبة ، بينما الملائكة مسيرة للتعبد وحدة وغير مخيرة فى فعلها ونحن لسنا بملائكة ، وعندما تكون القيم مفروضة لا نكون فد أصبحنا ملائكة ، ولا نكون بقينا بشراً ، إنما أصبحنا حيوانات للراعى ، وأدنى بالنسبة لة من العبد بالنسبة للسيد ، فلماذا لايستسشعر السيادة ويقرعنا بالعصا ؟.
عند تمييز الإنسان عن الحيوان وضع الفلاسفة تعريفات للإنسان ، فقيل في المبتدأ أن الإنسان حيوان ناطق ، حتى اكتشف الإنسان أن لبعض الحيوانات لغات خاصة للتفاهم فيما بينها ، فقيل أن الإنسان حيوان عاقل ، أى يستخدم عقله في الفهم و المعرفة ، حتى تأكد أن العقل قسمة بين الحيوانات ، و من ثم جاءت الفلسفة الماركسية لتعرف الإنسان بأنه حيوان صانع ، لأنه الوحيد بين الحيوانات الذي يستطيع أن يصنع شيئاً لم يكن موجود من قبل ، حتى قيل اليوم أن الإنسان حيوان قيمي ، فهو و الحيوان يشتركان في كل التفاصيل الفسيولوجية ، لكن الإنسان من بين كل المخلوقات هو الذي يتميز بأنه يصنع لنفسه و لمجتمعه قيماً ، و يصنع لهذه القيم قوانين تحميها فيتنازل بإرادته عن إشباع بعض رغباته مقابل العيش في الجماعة آمناً .
فالحرية لا مناص عنها عندما نتحدث عن القيم ، لأن الحرية هي ما يتيح لي القدرة على التقييم و المعايرة و المفاضلة و الاختيار ، و حيث لا توجد حريات ، لا توجد قيم .
و القيم الاخلاقية بالتحديد و بالتخصيص هي سلوك غيري ، يضع الغير نصب عينيه عند أى سلوك ، و عادة ما تكون في صالح الغير و لا تنفع فاعلها و عادة ما تضره ، و رغم ذلك يفعلها الإنسان لذاتها دون أن يتوقع منها نفعاً شخصياً . فعندما يكون التاجر أميناً و صادقاً فهو يخسر أرباحاً أكثر لو ألتوى و كذب ، و إلتزام الزوج بالوفاء للزوجة يحرمه من متع متنوعة ، و عندما يحسن الإنسان بماله و جهده للفقراء ، فهو يخسر أمواله ، و الامتناع عن السرقة هو حرمان من المال المفترض أن يُسرق ، بينما الزوجة التي لا تخون زوجها خوف القتل او الطلاق او الجحيم هي لا تملك أية قيم ، هي خائفة ليس أكثر ، و اللص الذي لا يستطيع أن يسرق في السعودية لم يصبح شريفاً و ليس صاحب قيمة أخلاقية ، بقدر ما هو خائف من قطع يده . و الذي يحسن للناس علانية ليس لديه قيمة أخلاقية لأنه مجرد منافق ، و الأم التي ترعى ولدها كي يطيعها و يرعاها في كبرها هي مجرد مرابية تداين ولدها بدين تريد استرداده .
هذا بينما الفعل المندرج تحت معنى القيم غالباً ما يرتد على صاحبه ، و هو ما وعاه المثل العامي المصري : " خير تعمل ، شر تلقى " ، لكنه هو نفسه و رغم علمه بذلك الذي قال : " إعمل الخير و ارميه البحر " . لأن الإلتزام بقيم الأخلاق يعود على المجتمع كله بالأمن و السلام و السعادة . ( النماذج المضروبة في الفقرة السابقة لكاتب مجهول على النت ) .
و إذا كان فقهاء زماننا يطلبون لنا عادات و تقاليد زمن الإسلام الأول ، فإن ذلك يستلزم أولاً وجود الحكومة الإسلامية الأولى أو شبيهها ، و ثانيها وجود مجتمع القرن السابع الميلادي بنظمة وعاداتة وتقاليدة وبدائيتة ، و كلة غير موجود اليوم ، و من ثم فإن أحكامه و عاداته و تقاليده لم تعد موجودة ، و لا شك أن قيم مجتمع يركب الدواب لابد أن تختلف عن مجتمع يركب سيارة كاديلاك أو غيرها من أحدث الطرز ، و قائد الطائرة الذي يتعامل مع الطائرة معاملة البقرة المقرونة ( المربوطة من قرونها ) بدعائة فى الميكروفون عند الإقلاع : " الحمد لله الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون" ، أى ما كنا بقادرين على تلجيمها وإمساكها من قرونها دون تسخيرها لنا من قبل ربنا ،(إن المشكلة النفسية أنك تتابع بهلع أخطر لحظة للطيران ... ويقول لنا الطيار .. إنا لمنقلبون !!! ) ، مع إن المصرى فى مثلة الشعبى يقول : ( الملافظ سعد ) ، طيارنا عندما يقول هذا يكون كالعربجي يقود طائرة ، و علية فإن طيارينا لا يطيرون بنا بثقافة الطائرة ( الحضارة و العلم ) ، إنما بثقافة العربجي ، لذلك أنا شخصياً لا أحجز للسفر على أى شركة طيران عربية .... و ياروح ما بعدك روح !!! .
و عادة ما يربكك مشايخنا في القول بالنقيضين في آن واحد ، فهم يحدثوننا عن العفة الجنسية و الطهارة الجسدية ، و مع ذلك يقرون حتى اليوم بملك اليمين ، و لا يحيلونها إلى زمانها توقيراً لهذا الدين ، و لا تفهم معنى العفة الجنسية و عفة الفروج ، مع مبدأ استباحة الفروج في حال القتال ، أو فى حال الشراء أو فى حال إعطائها الأجر، و قد تم استباحة مسلمين صحابة أجلاء لفروج صحابيات و بنات صحابة في أكثر من موقعة مخزية في أكثر من فتنة بداخل الحرمين ، تمترس كل أطرافها المتصارعين وراء الدين و القرآن و الحديث ،و اعتبر غيره مرتداً ، وبعدها أصبح هذا رافضى وذاك من النواصب وهذا باطنى وذاك خارجى . هذا ناهيك عن استباحة فروج غير المسلمات في حروب الفتوحات و اللائي كن بمئات الألوف .
و إذا كان فقهاء زماننا يصرون على الإبقاء على فقه كامل هائل للرقيق يدرسه أولادنا و بناتنا في مدارسنا الدينية حتى اليوم ، و الإبقاء على فقه الجهاد و الذي يشتمل السبايا و الرقيق كغنائم طيبة حلال ، و يريدون اليوم تطبيق هذه الشريعة ، فلماذا لا يصارحون المسلمين بما يخفى عنهم في شئون دينهم بشفافية و وضوح ، و يطالبون لهم بحقوقهم الشرعية في ملك اليمين ، و وجوب إعادة فتح أسواق الرقيق مرة أخرى ، حتى يمكن تفعيل الشريعة ؟
ثم أن قيمة عدم الزنا لاشك قيمة محترمة ، و حفظ الفرج قيمة محترمة بالتأكيد ، لكن الخلاف هنا سيكون حول تعريف معنى الزنا . فالإسلام يعطي المسلم الحق في الزواج بأربع ، و يمكنه تطليقهن و الزواج بغيرهن مادام قادراً على الإنفاق ، و هو ما فعله الصحابة فتزوج الراشدون حتى تسع نسوة ، و جمعوا ملك اليمين دون تحديد ، و كان الحسن بن على منكاحاً لم يلمه أحد على زيجاته التي بلغت حوالي المئتي زيجة ، وهو من هو ؟ ! هوالحفيد النبوى العالم بشرع اللة والأشبة بجدة كما قال عنة النبى ( ص ) ، ومع كل هذة الإباحة لن يرتكب القادر ماليا جريمة الزنا ، من سيقع فى الجريمة هو الفقير الذى لايملك مهرا ولاثمن جارية ، و هو ما يعني لنا اليوم بعد تغير الأزمان أن نساء المجتمع المسلم سيكونن من نصيب الأغنياء وحدهم القادرين على الزيجات العديدة و شراء الغواني من سوق الرقيق ، و هو أيضاً ما يعني حرمان الفقراء من اشباع حاجتهم الطبيعية في ظل المزايدة علي النساء ، و هو ما يشكل بمعنى من المعاني طبقية من نوع شديد الخصوصية و شديد القسوة على المجتمع كله ، الذي لابد في هذه الحال أن يضع حلولاً لهذه المشكلة حتى لاتنتشر فية الذيلة وجرائم الخطف والاغتصاب ، عن طريق دعم الحكومة الإسلامية المرتقبة للفقراء ، و رحم الله أخي فرج فودة عندما قال بضرورة إضافة بند إلى بنود بطاقة التموين الخضراء ( دعم كلي ) ، فيضاف إلى بنود الزيت و الشاي و السكر و السمن ، بند بعدد من النسوان كملك يمين ، حتى لا يحدث تفكك مجتمعي و حتى لا تنتشر الرذيلة تحت ستار تطبيق الشريعة .
نعم لاشك أن الآيات الكريمة عندما تصف المؤمنين بأنهم إذا ما غضبوا هم يغفرون ، فإنها تضع مبدأ رفيعاً و إنسانياً ، لكن هل طبق المسلمون ذلك فعلاً ؟ أو هل طبق صحابة الرسول هذه القيمة العظيمة حتى يحذو المسلمون حذوهم ؟
أبو بكر الصديق خير عارف بالدين ، عندما رفضت قبائل العرب الإعتراف ببيعته و منعوا الزكاة تعبيراً عن هذا الرفض ووزعوها في مضاربهم على فقراء من ذوي قرباتهم حسب الأمر الإسلامي ، أمر أبو بكر بقتالهم و ذبحهم و أسرهم و سبى نسائهم ، فقتلوا منهم مقتلة عظمى فى مذبحة تاريخية كبرى لم يسلم منها الشيوخ و لا العجائز و لا الأطفال ، و هي حقائق يعلمها مشايخنا و تسجلها كتبنا التراتبية بكل فخر و اعتزاز و لا يخلو منها مصدراً من مصادرنا حديثا أو فقها أوتفسيراً أو سيرة أو تأريخا .
و ماذا حدث عندما سمع أهل مدينة ( أُليس ) جنوبي الفرات بما حدث لغيرهم على يد الغزو العربي ، فقرروا المقاومة صيانة للأموال و الأعراض ؟ ، و هو ما أغضب خالد بن الوليد ، فأقسم بالله أن يجري نهرهم بدمائهم ، و أمر بسد مياه النهر ، ثم أمر جيشه بأسر أهل أليس لا قتلهم ، حتى يفي بقسمه لله ، فجمع منهم سبعين ألف أسير، و أمر بذبحهم في مجري النهر الجاف ، و استمر الذبح ثلاثة أيام يأتون مصفدين بالحبال إرسالاً ( أي جماعات ) ليذبحوا في مجرى النهر كي يجري بدمائهم ، وحتى يبر خالد بقسمه لربه .
أين يا مولانا يمكن وضع هذه الدراما المرعبة من قيمة العفو عند المقدرة و الغفران عند الغضب ؟ و ماذا عن قمع يحى شقيق أبو عبداللة السفاح لثورة مدينة طميسة ، و عدد المدنيين الهائل الذي أخمده ، و لم يستطيع أن ينام حتى تم إٍسكات كل الأصوات من حوله ، سواء أصوات الثكالى بقتلهم أو أصوات الجرحي بتعجيل موتهم .(لايخلو مصدر من مصادر السير والنأريخ الإسلامى يخلو من ذكر تفاصيل هذة الوقائع ) .
هل هذا ما يعرضه علينا مولانا عند الغضب ؟ أم كان أبو بكر و خالد و غيرهم من أبطال الفتوحات يفعلون ما هو ضد قيم الإسلام ؟ إما هذا و إما ذاك و يجب أن يختار مشايخنا : إما الاعتراف بحقيقة ما حدث و تسميته بإسمه حتى نصدقهم و نحترمهم ، أو أن يظلوا على حالهم الهارب طوال الوقت من المناقشة العقلانية ، و هو طريق و سكة بدأناها مع الصحوة الإسلامية ، إسمها سكة اللى يروح مايرجعش .
و يبقى ان نتابع البحث وراء القيم المعروضة علينا من أهل الدين ، لمناقشة دروبها و تفاصيلها ، للتيقن مما يعرضه علينا مشايخنا ما بين سكة السلامة و سكة الندامة .







#سيد_القمنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة القيم 4 - نحو تأسيس ثقافة للقيم التحريم بالأمر والنهى ...
- سلسلة فلسفة القيم 3 من هو صاحب القيم ؟ اللة أم الإنسان ..... ...
- سلسلة فلسفة القيم - فلسفة القيم إبداع إنسانى لا إلهى
- سلسلة فلسفة القيم - قيمنا ... و قيمهم ؟ !
- الشك فى تاريخنا المقدس هو أول الصواب
- فلسفة القيم (3) دعوة مفتوحة لمناظرة قرضاوى
- فلسفة القيم ... نحو إصلاح القيم: ( 1 )
- فلسفة القيم (2)
- خريطة الطريق نحو الإصلاح : ( 8 )
- الإصلاح 6 - قيمة الوفاء بالعهد ( ب – النقض الثاني لصحيفة الم ...
- خريطة الإصلاح 6
- خريطة الإصلاح 5
- خريطة الإصلاح 4
- خريطة الطريق نحو الإصلاح ( تشخيص الحالة : إنقاذ الإسلام من ب ...
- خريطة الطريق نحو الإصلاح ( تشخيص الحالة : إنقاذ الإسلام من ب ...
- خريطة الطريق نحو الإصلاح ( تشخيص الحالة: إنقاذ الإسلام من بر ...
- مستقبل الدولة الدينية- هل فى الإسلام دولة ونظام حكم ؟
- حوار مفتوح . . . مع أبي الفتوح
- الدفوع الشرعية عن المفتى وعطية
- الدولة الوهم


المزيد.....




- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيد القمنى - فلسفة القيم 5 لا حريات إذن لاقيم