أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد عصيد - الوطنية المغربية و الطابو التاريخي














المزيد.....

الوطنية المغربية و الطابو التاريخي


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 2487 - 2008 / 12 / 6 - 06:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تحدّدت معالم "الوطنية" المغربية نظريا و سياسيا في السياق الحديث مع مطلع الثلاثينات من القرن الماضي على يد منظري الحركة الوطنية الذين ينحدر معظمهم من العائلات الأندلسية، و اتخذ الإنتماء إلى المغرب لأول مرّة طابعا إيديولوجيا يعتمد مرجعية ثقافية و سياسية شرقية (القومية العربية)، و يضع المكوّن الأمازيغي الأصلي على الهامش معتبرا إياه أداة لمؤامرة أجنبية بعد صدور "الظهير" الإستعماري 16 ماي 1930، الذي حاول بموجبه الفرنسيون ترسيم القوانين العرفية الأمازيغية التي كانت معتمدة في المناطق ذات العوائد الأمازيغية، و التي كانت السلطة المركزية لسلاطين المغرب تتجاهلها و ترفض الإعتراف بها باعتبارها قوانين "بلاد السيبة" أي البلاد المتمرّدة.
ترتب عن ذلك نتائج خطيرة جعلت المغرب المفترض و الذهني يأخذ بالتدريج مكان المغرب الواقعي مغرب الناس و التاريخ، كانت أهداف النخبة الأندلسية واضحة، استعادة "الفردوس المفقود" بحضارته العربية لكن على أرض المغرب التي سماها المؤرخون العرب عبر التاريخ "بلاد البربر"، و كانت الأمازيغية ثقافة الأغلبية الساحقة من المغاربة عائقا أمام هذا الحلم، مما يفسّر الرعب الذي أصاب النخب الأرستقراطية المدينية من الظهير المذكور الذي كان سيحوّل ثقافة القبائل من العرف التقليدي إلى القانون الرسمي المعترف به، و بهذا يتجلّى الوعي المبكّر لهذه النخب برهانات الدولة المركزية القادمة التي تقوم هويتها على التأحيد و صنع و بناء الكيان الجديد. في الوقت الذي حالت فيه ظروف الإحتلال الأجنبي للأرض المغربية دون انبثاق هذا الوعي لدى القبائل الأمازيغية التي وجّهت منذ مطلع القرن العشرين كل قواها لمواجهة المخزن من جهة و التغلغل الأجنبي في الأرض المغربية من جهة أخرى، و هو ما يفسر توقيع عقد الحماية من طرف السلطان و تسليط المدفعية الفرنسية على القبائل في إطار ما سمي بـ"التهدئة".
و كان طبيعيا أن يقوم المغرب المستقل بعد ذلك بترسيم إيديولوجيا النخب المدينية في التعليم و الإدارة و كافة المرافق، و أن يضع الأمازيغية ضمن طابوهات الإستقلال. و لكي يتم تسويغ هذا الإقصاء كان لابدّ من تحريف التاريخ و ترسيم رواية مؤدلجة للأحداث، أصبحت شرعية السلطة و شرعية بعض الأحزاب قائمة عليها، مما جعل أي تصحيح للتاريخ يعدّ تهديدا للنظام العام، و اليوم و بعد أن أحدث الملك محمد السادس معهدا خاصا بإعادة قراءة التاريخ و كتابته، يبدو أن هناك شبه اعتراف رسمي بوجود مشكل ما في تاريخ المغرب، غير أنه لا أحد يعرف الحدود التي يضعها النظام لهذه العملية التصحيحية، و ما إذا كان التصحيح الذي سينجز كافيا لإعادة الدفء إلى الشعور الوطني الذي قتلته الإيديولوجيات المستوردة.





#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتحار امرأة
- الجذور الفكرية لإيديولوجيا التعريب المطلق
- نظرية المؤامرة في السجال العمومي
- الأمازيغية في مفترق الطرق أسئلة الحصيلة و الآفاق
- الشذوذ الجنسي و الشذوذ الديني
- ما بعد النموذج اليعقوبي للدولة الوطنية
- أصابت امرأة و أخطأ الشيخ
- في ضرورة الإصلاح الديني
- العلمانيون و الإسلاميون: قوة الحق و قوة العدد
- معنى القيم الكونية
- الأخلاق و الحريات بين المنظور الإنساني و التحريض الديني(2)
- الأخلاق الدينية و لعبة الأقنعة
- الأخلاق و الحريات بين المنظور الحقوقي و التحريض الديني
- -إسلام- الجالية
- لكم دينكم ! إلى فضيلة الدكتور أحمد الريسوني
- سلطات الملك بين الظرفي و الإستراتيجي
- -فتنة الحنابلة- بين الأمس و اليوم
- الأمازيغية و التعديل الدستوري بالمغرب
- حكومة حزب الاستقلال ( بالمغرب ) ، هل يعيد التاريخ نفسه ؟
- صورة الإسلام بين محاضرة البابا وأفعال المسلمين


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد عصيد - الوطنية المغربية و الطابو التاريخي