أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد جميل - لماذا لا يبعث الله نبيا كل خمسين عام















المزيد.....

لماذا لا يبعث الله نبيا كل خمسين عام


سعد جميل

الحوار المتمدن-العدد: 2453 - 2008 / 11 / 2 - 06:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس فيما سأكتبه اي سخرية انما هو تفكير منطقي لما يجب ان يحدث. لكن قبل ان ابدأ تعليقي على الموضوع سأذكر مثالا بسيطا.
اذا قلنا مثلا ان الامم المتحدة نجحت في إبرام اتفاق سلام بين فصيلين متنازعين في بلد يكثر فيه النزاعات القبلية او الطائفية. وشمل عقد الاتفاقية التي كتبها الامين العام للامم المتحدة بنفسه على عدد من البنود التي يوضح فيها رؤيته لانهاء النزاع والعودة بالبلد الى شاطئ الامان. وشمل كل بند بدوره على نقاط عدة تفصل وتشرح ما جاء في البند كأن يكون كيفية تطبيق ما جاء فيه على ارض الواقع وغيرها من هذه الامور.
ولانشغال الامين العام بمسؤلياته الكثيرة قام بارسال مبعوث خاص به حمله مسؤولية الجلوس مع الاطراف المتنازعة وشرح ما جاء في هذه الاتفاقية. وبالفعل استطاع هذا المبعوث من اقناع جميع الاطراف على التوقيع على الاتفاقية والبدأ بتنفيذها في اقرب وقت ممكن.
وبعد مضي سنوات قليلة من تطبيق هذه الاتفاقية تجدد النزاع من جديد بين الفصائل المختلفة. جاء النزاع هذه المرة على خلفية فهم احدى النقاط الواردة في الاتفاقية. فقد فسرها كل طرف بشكل تخدم مصالحه مما ادى الى تفاقم هذه الازمة. وكعادة مثل هكذا نزاعات فانها تتحول وبسرعة الى نزاع مسلح بين الناس في الشارع. وحقنا لدماء المدنيين والابرياء سارعت الامم المتحدة للتدخل مجددا والعمل على توضيح النقطة الخلافية للاطراف المتنازعة. هذه المرة ايضا نجحت الامم المتحدة وعلى الفور من ارسال مبعوث جديد. واستطاع هذا المبعوث وبايعاز من الامين العام من اضافة نقاط جديدة الى الاتفاقية والغاء نقاط قديمة كانت موضع خلاف وبذلك عادت المياه من جديد الى مجاريها.
ولو لم تتدخل الامم المتحدة على الفور في حل النزاع باعتبارها هي راعية اتفاقية السلام هذه . ولو تبجح امينها العام بقوله ان هذه ليست مشكلتنا وانما مشكلة الاطراف المتنازعة التي فسرت بنود الاتفاقية كلا حسب هواه وسوف لن نتدخل ولن نرسل اي مبعوث. لتسابقت جميع دول العالم لاستنكار ما قاله الامين العام ورد الفعل السلبي من جانب لامم المتحدة. ولشجب جميع رؤساء العالم حتى اعته الدكتاتوريين هذا الفعل, مع ملاحظة ان الدكتاتور لا يستنكر او يشجب هذا الفعل حبا منه في صنع السلام بين الاطراف المتنازعة وانما لتسجيل موقف سياسي معين ضد طرف اخر.

وبالعودة الى الموضوع الرئيسي نجد ان الله قد بعث بعدد كبير من الانبياء خلال الفين عام تقريبا, وهنا اقصد من ابراهيم الى محمد. فمنهم انبياء رئيسيين والكثير منهم انبياء ثانويين. فكرة ارسال انبياء في اوقات نسبيا متقاربة هي فكرة جيدة بحد ذاتها لابلاغ الناس باخر المستجدات فيما يتعلق بالاوامر الالهية. هذا اذا اتفقنا على ان جميع الانبياء مرسلين من اله واحد، لكن هذا ليس موضوعنا هنا.
الملفت للنظر هنا ان الله لم يرسل اي نبي بعد محمد والى الان وهي فترة طويلة نسبيا والحاجة الى نبي جديد كانت دائما ومازالت ملحة وللاسباب التالية:

بارساله لانبياء عدة ادعى كلا منهم انه يملك الحقيقة وان كتابه هو الاصح شتت الله ذهن الانسان الذي يؤمن به ما بين هذا النبي وذاك. وبذلك اصبح من الضروري ان يرسل الله مبعوثا او رسولا او نبيا جديدا ليبلغ الناس عن الدين الصحيح حتى يعتنقوه. وقد يحتاج الامر لاكثر من مبعوث او رسول لاتمام العملية وتصحيح المسار وتدارك الموقف حقنا للدماء التي تسيل كل يوم من جراء تكفير اصحاب الديانات بعضهم لبعض. فالله هو الذي اخطأ منذ البداية بارساله لانبياء نقض احدهم الاخر بدل ان يكمل بعضهم بعضا. وبالتالي تقع عليه مسؤلية تصحيح الخطأ باعتباره هو راعي فكرة الايمان بوجود الله وكل ما يتعلق بهذا الامر. فاذا كان الامين العام في المثال اعلاه تدخل بسرعة من اجل انهاء الصراع افليس بالاحرى على الله ان يتدخل بطريقة افضل من طريقة مخلوقاته.

وقد يقول قائل ان الدين الفلاني هو الصحيح ويجب على الجميع ان يتبعوه. وردي على هذا هو اي طائفة من هذا الدين الصحيح يجب على الناس ان تتبع. ففي كل دين هناك طوائف متعددة وفي داخل كل طائفة يوجد ملل كثيرة. وسبب وجود هذه الطوائف والملل هو ان هناك نقاط عقائدية عديدة تقبل اكثر من تفسير. فالانسان لديه عقل مفكر فلابد له ان يخرج بافكار مختلفة عند قرائته لامور عقائدية. فهذه ليست رياضيات فيها اما صح او خطأ اي لا يوجد شئ وسط في الرياضيات يقبل التؤيل . الكرة اذا هي في ملعب الله فأما كان عليه ان يبعث بدين وكتاب لايقبل التؤيل او ان يكمل عمله بشكل صحيح ويبعث رسولا جديدا كلما شعر بأن هناك مجموعة قامت بتفسير الكتاب بشكل مخالف لما اراده الله لهم. فالله بالاخير يريد الخير للجميع وعدم الوقوع في الضلالة حسب ما اظن فليس من الصعب عليه وهو الذي بعث بانبياء عدة من قبل ان يبعث بنبي جديد يرشد الناس الى الطريق الصحيح.
ومن يقول ان الله فعلا اتم عمله واحكمه وما على الناس الا اتباع الدين الصحيح او التفسير الصحيح والا دخلوا جهنم. وانه لاداعي لان يتدخل الله مرة اخرى فهو يريد ان يرى من هم الذين لايعبدونه بالشكل الصحيح حتى يحاسبهم يوم القيامة ويقول لهم بعثت لكم الدين الحق والنبي الحقيقي ولم تتبعوه بل فسرتم الدين على هواكم وبالتالي مكانكم هو النار. فانا اقول ان هذا المنطق كان ينطوي على انسان قبل الف او الفي عام اما في وقتنا الحاضر وخاصة في البلاد التي تحترم عقل الانسان وحقوقه فأن هذا المنطق مستهجن ولا يرقى لكونه منطق انسان متحظر فما بالك بمنطق الله.

الحاجة الى نبي او حتى انبياء جدد له اهمية كبرى من اجل التواصل المستمر بين الله وعباده ناهيك عن اولائك الذين لم يسمعوا لحد الان عن الله خالقهم ولا حتى عن الديانات السماوية. فالجميع له الحق في التواصل ومعرفة الله وطرح اسئلتهم واستفساراتهم وإلا كيف سيثبتوا في ايمانهم. فالشخص الذي من الملة والطائفة والدين الفلاني كيف له ان يعرف ان كان على صح ام خطأ. فهنا تكمن اهمية حصوله على المعلومة الصحيحة من المصدر الرئيسي . ففي البلاد المتقدمة يقوم المدير في اي شركة بالاجتماع مع الموظفين بشكل دوري ومنتظم وبغض النظر اذا كان هناك مستجدات في الشركة او لا من اجل اتاحة الفرصة لمن له سؤال او استفسار. ويقوم المدير بعد الاجتماع بكتابة ما تم مناقشته في الاجتماع وارساله بالبريد الالكتروني الى جميع الموظفين حتى يظمن ان الجميع استلموا المعلومة الصحيحة حتى من تغيب منهم عن الاجتماع.

ان اهمية ارسال انبياء جدد تكمن في تعريف الناس على الدين الصحيح حتى لايظلوا طريقهم وايضا من اجل التواصل المستمر لما له من اهمية بالغة في قلوب المؤمنين. ولاننا نعيش في زمن تتسارع فيه خطى التقدم والتطور. فانا اجد انه من المناسب ان يظهر لنا نبي جديد من عند الله كل خمسين عام مثلا. وبالتالي تكون له فرصة اوفر في الاجابة على التساؤلات المتزايدة الموجودة في اذهان الناس. ومن يعتقد ان العملية صعبة او غير جائزة فهو مخطئ لانه لايصعب شئ على الله. الامر يحتاج منه فقط ان يجد شخصا صالحا امينا قادرا على تحمل هذه المسؤلية ومن ثم يسلمه الرسالة او الكتاب او حتى على شكل “hard disk” لما لا فهو اسهل في الطبع والنشر وايضا في الدراسة والبحث.






#سعد_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا خلق الانسان الله 2/2
- لماذا خلق الانسان الله 1


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد جميل - لماذا لا يبعث الله نبيا كل خمسين عام