أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - راديو القدس والخطاب الوحدوي المقاوم














المزيد.....

راديو القدس والخطاب الوحدوي المقاوم


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 2431 - 2008 / 10 / 11 - 02:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


إذاعة القدس من غزة التي انطلق أثيرها التجريبي قبل أربعة أعوام على الأقل، ضربت نموذجاً للإعلام الفلسطيني الحزبي المقاوم الناجح فلم تنجر يوما لأي سجال إعلامي .. ورغم كونها محسوبة على فصيل فلسطيني كما هي غالبية الوسائل الإعلامية الفلسطينية وحتى الإعلاميين أنفسهم الذين يعملون في تلك الوسائل المحسوبة في غالب الأمر، بما فيها الوكالات الصحفية وعلى اختلاف أنواعها، وهي سمة إعلام دول العالم الثالث بشكل عام، لكنها في نفس الوقت بالإشارة إلى "إذاعة القدس" تبقى إذاعة تتمتع بصفات مختلفة عن الوسائل الإعلامية الأخرى، أهمها المهنية والمصداقية والموضوعية، وبطبيعة الخطاب الإعلامي برمته، وهو الذي لمسته من خلال متابعتي الدائمة لها ولبرامجها المختلفة التي تسعى للوسطية وعدم الميل لطرف على حساب الآخر، بجوانبها السياسية والدينية والاجتماعية والأخلاقية، وإن دل فإنه يدل على مدى الاتزان الذي يعود لعنصرين أساسيين "الدافع الديني، والدافع الوطني"، وكذلك الميثاق المهني والقانوني الذي يحتم على الأطقم الإعلامية الالتزام بها وبآداب وشرف المهنة، وقياساً بما تقدمه من برامج متعددة تلقى اهتمام لدى الشارع الفلسطيني، لا سيما على صعيد الوحدة ولم الشمل الفلسطيني المجزأ بفعل الانقسام الفلسطيني المحتدم، وبرامج أخرى تهتم في شؤون الأسرى، والقضايا والتحليلات السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية وبرامج التربية والترفيه والنشيد الثوري الهادف .....
لقد حاولت إسرائيل مرات عديدة تدمير الإعلام الفلسطيني الذي يسعى جاهداً إلى دحض وكشف زيف الاحتلال وجرائمه التي يرتكبها صباح مساء بحق الشعب الفلسطيني المحتل، وقد سجل الإعلام الفلسطيني أروع صفحات عزٍ في هذا الجانب "إعلام الثورة"، لاسيما في مواجهته للدعاية الصهيونية المغرضة داخلياً وخارجياً، والتي تستهدف التأثير واستمالة عقول ووجدان الرأي العام المحلي والدولي، خاصة الحملات الإعلامية والشائعات "البروجندا" والترويج لثقافة الطمس للتاريخ الفلسطيني والنضالي ومعالمه الإسلامية والحضارية والوطنية والقومية والسياسية، والتراثية، لذلك لم تتوانى قوات الاحتلال الإسرائيلي لحظة واحدة عن محاربة الإعلام الفلسطيني الذي عانى طوال السنين الماضية وحتى اللحظة من قمع وملاحقة ذاق خلالها الويلات، وقد كان إغلاق الاحتلال وتقويضه لدور الإعلاميين في محافظات الضفة لا سيما استهدافه لمقر إذاعة القدس في محافظة جنين ومصادرة كامل الأجهزة والمعدات وتدمير محتوياتها المتبقية وإغلاقها، واعتقال مديرها وملاحقة كادرها الإعلامي، كما صنعت مسبقاً في تدمير مقر إذاعة فلسطين، إنما يأتي في سياق محاربة الحريات الإعلامية وصلت إلى حد التصفية الجسدية للشهيد الزميل فضل شناعة، وهو بلا شك يتزامن مع الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مدن الضفة الغربية على كافة الصعد، ... لكن المثير للاشمئزاز هنا هو التناقض المرفوض في المشهد الفلسطيني إذ تمارس إسرائيل أعمال القمع والتشويش والحجب على الأثير الفلسطيني، بهدف إخراس صوته، بينما يمارس الفلسطينيون على بعضهم أعمال القرصنة والمنع والترهيب البوليسي والمصادرة للحريات الإعلامية، وتراجع دور النشاط الإعلامي الفلسطيني بما فيها الوكالات، بفعل التجاذبات السياسية واستمرار مسلسل خنق الصحافة بشكل عام على حساب الاحتياجات التي تتطلبها مرحلة إعادة بناء ما دمرته الآلة الإسرائيلية، ووضعها بين مطرقة الحكومة والسياسيين والحزبيين والتيارات المسلحة وميليشياتها، رغم ما أبداه "الإعلام الفلسطيني" من دور مؤثر ومشهود، بتوظيفه كل إمكاناته وطاقاته لخدمة المقاومة والثورة والثوار والفدائيين لاسيما في تغطيته الإعلامية لاجتياحات المتتالية للمدن الفلسطينية خلال انتفاضة الأقصى.
إن المشهد الإعلامي الفلسطيني مزري نتيجة إغلاق عدد لا بأس به من الإذاعات المحلية وسلب ممتلكاتها ومنعها، وأهمها : "إذاعة فلسطين وتلفزيونها، وصوت الشباب، والحرية، وصوت العمال"، وتقويض نشاط الآخرين، نتيجة الأزمة الأمنية المحلية وهيمنة مجموعات الضغط والقوى المسلحة على شكل الخطاب الإعلامي، وانكشافه وتسييسه فأفرز واقع إعلامي انحيازي منفلت وفوضوي يسير جنباً مع لغة الرصاص والفلتان الأمني القائم الذي ألحق الأذى بصورة الشعب الفلسطيني المناضل أمام العالم، في ترسيخه للغة العنف والتحريض و التخوين و التكفير و استنزاف الجهود في الرد و الرد المضاد وعمليات القمع والقتل والقهر والكبت والتي تحولت إلى سلاح سياسي متصاعد سَعد منها الاحتلال.
وأخيراً لربما نستنتج أن لإذاعة القدس دور متميز عن باقي الوسائل الإعلامية الأخرى، رغم طبيعة الواقع المحرج بالنسبة لها، لكنها تبقى ملتزمة وفق معايير وميثاق وضعته لنفسها أهمها : "العمل من أجل وحدة الأراضي الفلسطينية، والالتزام بمبادئ وأخلاقيات المهنة، واحترام الرأي والإيمان بروح الديمقراطية، وحرية التعددية السياسية والفكرية، وتنمية الحس الوطني الثوري وترسيخ مقوماته، والعمل، على أداء رسالتها بإخلاص من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وقيم المجتمع وفضائله؛ والابتعاد عن كل الخطابات التي تهدم وتشرذم المجتمع، وتزكي التعصب الحزبي فيه، أو التي تشجع على رفض الآخر أو ما يجنب الموضوعية والمصداقية"، ... لذلك نتمنى أن تبقى إذاعة القدس على هذا النهج الإعلامي الثوري السليم والراقي من أجل فلسطين القضية والأرض والشعب وبفصائل المقاومة، المتماسكة لحماية مشروعنا الوطني الفلسطيني .
وكل عام وأنتم وبخير
كاتب وباحث
ماجستير دراسات شرق أوسط



#محمد_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواطنو غزة : المعابر شبه مغلقة وقطاعات عديدة متوقفة
- أعيدوا للإعلام الفلسطيني هيبته المسلوبة...!
- أغلقوا وزارة الأنفاق في قطاع غزة
- الانقسام السياسي الفلسطيني وحسم الشرعية
- شكراً للرئيس عباس ومبروك لفلسطين والشعب ولأسرانا
- التعليم في غزة بدون زي ولا دفاتر ولا معلمين ..!
- مؤتمر فتح السادس آمال وتحديات
- على أعتاب حرب وهجرة يهودية إلى فلسطين..!
- من المسئول عن تفجيرات غزة..؟
- هزات أرضية أم هي تفجيرات نووية ..
- غنائم تجتاز المعابر....!
- في غزة المواطنون يلجئون للاستجمام في برك الري بدل البحر
- إسرائيل تحاصر منزل النائب دحلان..!
- ثمن التهدئة ..!؟
- هل تصمد التهدئة ..؟
- مصانع غزة شق عرب وآلات تآكلت من الصدأ
- دراسة: التبعية الإعلامية في دول الشرق الأوسط
- احذروا : سفاح يتجول في طرق غزة..!
- أنقذوا أهل غزة من تكنولوجيا (السيرج) ..!
- لماذا ستفشل التهدئة المتوقعة مع حماس..! كتب : محمد داود


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - راديو القدس والخطاب الوحدوي المقاوم