أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسين النصير - اليأس الذي بدأ ينخر قوانا














المزيد.....

اليأس الذي بدأ ينخر قوانا


ياسين النصير

الحوار المتمدن-العدد: 2425 - 2008 / 10 / 5 - 09:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لست من أولئك اليائسين أبدا، فقد أجد في ورقة خضراء دالة على غابة، وفي تصريح لرجل دولة أملا على المستقبل، حتى أنني أبني أحيانا مدينة عراقية من تراب. لست يائسا إلى حد الاستخفاف بما يجري ويحدث من تقدم وهدوء، وقد كتبت عن ذلك كثيرا حتى أصبحت متخما بالتفاؤل. ولكني في كل مرة أعود لموضوع مرحلتنا العراقية المعقدة، أجد أن خطأها الكبير انها قد أُطرت بالدين وهي التي يجب أن تؤطر بالحداثة والعلمانية، وكأن ما ناضل العراقيون من أجه طوال سبعين عاما ونيف يصب في خانة العمائم، شيء مقرف هذا الذي يحدث في العراق، بينما العالم من حولنا يتقدم، ذلك لأن إيران النووية لاتريد عمائم أخرى غيرها تطل على حداثة وتقدم القرن الحادي والعشرين، فأغرقت العمائم العراقية وهي المعروفة بتقدميتها أكثر من عمائم إيران، في مستنقع السلفية والتخلف والمليشيات، إيران المجرمة بحق الشعب العراقي ضيعت الفرصة على العراقيين الذين ناضلوا طوال سبعين عاما ليصبح العراق بفضلهم تابعا لولاية الفقيه ومجرد اسم ملحق بذيل إيران السياسي، لاشرف لأي سياسي عراقي يفكر بأن يلغي شخصية العراق ويقزمه لصالح إيران أو اميركا. وللأسف الشديد أن الطائفة السنية التي عرف عنها تقدمية بعض شرائحها انحدرت هي الآخرى للهاوية عندما اصطفت مع القاعدة، لولا همة الصحوة ومباركة الامريكان لها، هذه الطائفة التي كانت صمام أمان للعروبة تحولت هي الأخرى إلى ذيول متراكضة خلف هذا وذاك.
اليوم يحدث ما يشبه الكارثة، وعبثا يأمل العراقيون من أنه سيكون تغييرا في المستقبل، فثمة مشكلات نائمة غطتها التحالفات المؤقتة الهشة وما أن هدأ الوضع قليلا حتى ظهرت أفاعي المنازعات، ولن تنتهي هذه المشكلات ما دامت ابواب الجحيم الإيراني منفتحة على العراق، ما يحدث هو ترميم للعملية السياسية وليس تغييرا لها، فلوبي إيران المجرمة بحق الشعب العراقي وبخاصة ما عملته في البصرة عندما ارسلت إليها مليون قذيفة وصاروخ،وهي الشيعية كما هو حالها، لن يعمل لصالح العراق أبدا، وجند إيران الذين يحاولون العودة لمجالس المحافظات ومجلس النواب هم لا غيرهم من ساهم في تفتيت العراق وجعله دويلات ومنافذ للتهريب والسرقة، أيها العراقيون مللنا الحديث عن مثل هذه المعادلات التي تسعى أمريكا لتدبيجها واشاعتها كي تصبح سيدة الموقف، وسبق وأن قلنا إن أمريكا ستمنح فرصة لإيران لأن تتحكم بأجزاء من المنطقة على حساب مشروع دولي كبير لا يلغي إيران ولا يسند أي توجه وطني عراقي، لسبب واحد لاغيرهو أن إيران أصبحت اليوم دولة قوية، في حين أصبح العراق بفعل غباء امريكا ونشاط عملاء إيران المجرمة دولة ضعيفة.
من هنا على العراقيين أن يبدأوا بأنفسهم وأن لا يتأملوا معونة من جار أو محتل واول خطوة لصحوتهم الوطنية هي أن يرفضوا وبقوة ووضوح قوائم التخلف والموت والمليشيات الإيرانية، وهذه خطوة أولى، وأن يعتمدوا مصلحة العراق ويحكموا ضمائرهم في الانتخابات القادمة، فلا قوائم الطوائف صالحة، ولا قوائم المليشيات صالحة،ولا القوائم التابعة لأي بلد صالحة، ولا القوائم الأمريكية صالحة. وعلينا أن نعي جيدا أن لاصداقة دائمة مع أحد، ولكن الظروف تحتم وجود علاقات ما معها.
الطبخة التي تطبخها الاستخبارات الأمريكية / الإيرانية كبيرة وطويلة واستراتيجية، على العراق وعلى العراقيين أن يشدوا أحزمتهم من جديد، ليس على طريقة ما يسمى المقاومة التافهة التي أخرت العراق ودوره، بل عن طريق تغيير بنية العملية الإنتخابية واستحداث تصورات جديدة تغيّرمن خارطة الانتخابات، وإلا فثمة أربع سنوات قادمة نعيش تحت هيمنة قوى الشرالإيرانية وقوى المصالح الأمريكية،وسنجد قوانين جديدة ستسن وسيلغى فيها الكثير من حقوق المواطنين كما حدث وألغى البرلماني الحبزبوزي حقوق الأقليات العراقية، فهل نقدر أن نحيّد : أمريكا وإيران؟ وبالتالي عملاؤهما المجرمين.
اعتقد أن ذلك ممكنا لو انتبه العراقيون إلى أن ما يحيق بالعراق ليس طارئا ولا وقتيا، فما يحدث أننا نستظل بشخصيات وطنية لاغبار عليها مثل السيد المالكي أو جلال الطالباني ولكن مثل هذه الشخصيات مفردة، وستبقى مفردة وأحزابها راضية قانعة بما ملكت أيمانهم، لأن ممثليها يحكمون، في حين أن المياه تجري من تحت مقاعدهم. هذه الشخصيات الوطنية لم تعكس جوهر تحركها وصوتها الوطني بطريقة المناهج والمشاريع، وستذهب هذه الشخصيات الوطنية مع الأسف لأنها لم تؤسس صوتها بمشروع وطني تقدمي حداثوي، وعندئذ سنأسف لذلك،لانهم بدأوا يأسفون هم ايضا لما عملوه من تجاهل لقوى العراق الوطنية، من هنا على الوطنيين ان يعتمدوا مشروع " مدنيون" ففيه الكثير من نقاط التطور والتصور المستقبلي دون أن يعني ذلك الغاء أو تهميشا لدور القادة المتميزين وأحزابهم من قبيل المالكي والطالباني، فاليأس بدأ يأكلنا من الداخل، وحقيقة اميركا وإيران واحدة وأن اختلفت أوجه عملاتها، كلاهما يمعن في جعلنا نيأس من التحديث والتقدم بوجود قيادات لوبي لهما في الحكم، كي لايصبح الصوت الوطني عاليا وحتى لا يستلم الشعب مقاليده بيده، من هنا على كل العراقيين الشرفاء أن يضعوا أيديهم بيد من يعمل لمصلحة الوطن وينآى بمشروعه عن الطائفية والتبعيتين: الإيرانية والأمريكية.




#ياسين_النصير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكد حلوة بغداد ..مو
- الصورة مبهرة لكن الضوء يهتز
- ملفات عن مبدعي المسرح العراقي
- إنهم يغتالون المواهب الكبيرة
- لا تتركوا المالكي وحده أيها العراقيون
- أحزاب الإسلام السياسي ونغمة الوطنية النشاز
- هل بدأ ت مرحلة الأحتواء العربي لإيران؟
- غياب فلسفة الدولة العراقية
- لمن تتوجه حركة -مدنيون-؟
- دور الإعلام في نداء قوى اليسار الديمقراطي
- لينهض اليسار العراقي ولكن دون تهميش للإسلاميين المعتدلين
- كيف ينتفض أهلنا في الجنوب
- اميركا والثقافة العراقية
- سيناريوهات العيد السياسية في العراق
- شاعر الأحاسيس
- موت شاعر
- إدانة تقسيم العراق واجب وطني، ولكن أدينوا قبل ذلك...
- التكنوقراطي، التكنو طائفي، التكنو رادن في رؤية الرجل الصغير
- قراءة في رحلة المنشي البغدادي إلى بلاد الكرد عام 1821:::القس ...
- قراءة في رحلة المنشي البغدادي إلى بلاد الكرد عام 1821


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسين النصير - اليأس الذي بدأ ينخر قوانا