أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مالوم ابو رغيف - اسوء امة اخرجت للناس














المزيد.....

اسوء امة اخرجت للناس


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 744 - 2004 / 2 / 14 - 06:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الظاهر ان عدم الحياء اصبح احد صفات تلك الامة التي يطلق عليها العربية ،فهي لا يهتز لها  طرفا  ولا يرف لها جفن ولا تتعرق خجلا وسط هذا الكم الهائل من الفضائح المتوالية .ولعل المتنبي قد عناها عندما انشد :

من يُهن يسهل الهوان عليه ....ما لجرح بميت ايلام

اعتقدت ان هؤلاء من يطلق عليهم اسم  العرب  ، الذين اوجعوا رؤسنا بروايات وقصائد عن ماضيهم التليد وحاضرهم المقاوم  وبطولاتهم الفريدة وكرامتهم العزيزة  وتقاليدهم العريقة  ورفضهم للظلم وللباطل . فصوروا لنا ان الصلاة تنهى عن الفحشاء وعن المنكر وان الشريعة تقطع يد السارق وانها امة ولدت من رحم الحق ، واثبتت انها ابنة بارة وليس عاقة او متنكرة له .تصورت ان هذه الامة الاسلامية التي لا تبقى حصاة في الشارع الا وقذفتها على من طالها اشتباه الزنى وتشبعها الاكف صفعا على خديها  اذا  اسفرت عن وجهها او تجرأت فأمتنعت عن زوجها في الفراش .تصورت ان هذه الامة وشعوبها التي تهب الى الشوارع تصرخ فين الجيش العربي فين وتتضرع الى الله ان يساعدهم للتخلص من  وعاظ السلطان وكتاب البلاط  تصورت انها ستهب منتقمة من الذي خدعها والبس الباطل ملابس الحق وتاجر بها وربح على حسابها واستغفلها واصبح يتاجر بالامها ومعاناتها اعني بهم لصوص الكوبونات النفطية .

كم كنت على خطأ ووهم كبيرين  بل وعلى درجة كبيرة من الغفلة عندما سكني هاجس الخوف من ان  انتقام ال يعرب سيكون رهيبا ،عنيفا ، من ادبائها المرتشين واعضاء برلماناتها المنتفعين ومناظليها المتكسبين واسلاميها المزوريين اعتقدت ان البرلمانات ستوصد ابوابها بوجه اعضائها اللصوص والمطابع سوف ترفض صحفهم والجوامع ستمتلأ بالمحتجين على مردة البترول الظالين وان المشايخ ستطالب بقطع ايادي سراق الخبز من افواه اليتامى والمساكين ،وان اللصوص سوف يغرقون بالبصاق اينما حلوا او ذهبوا ...فكم انا واهم اذن ...

تصورت ان هذه الامة التي احست بالمهانة والذلة عندما شاهدت  كبير انذالها صدام ،بوضعه المذل من على شاشات التلفاز ، ستسرجع هيبتها وكرامتها بالانتقام من حفنة المرتزقة المتسلطين على مصائرها وشؤونها وادبها وقراراتها ..فاذا بالامة ساكتة هامدة لا يسمع لها صوتا ولا يشاهد لها فعلا ..

اعتقدت ان الرئيس اللبناني سيصدر بيانا يوضح فيه ان الامر قد جرى دون علمه ،وان وزير الدفاع السوري سيتبرأ من ولده ،وان امير الامارات سيحرم اولاده من الميراث وان خالد عبد الناصر سينفى من بلاده وان الاحزاب الوطنية ستطالبهم بكشف ثرواتهم وان شعار من اين لك هذا سيكون شعار الجماهير المغفلة ..لم يحدث شيئا من هذا كله ،بل وقفت هذه الشعوب مدافعة عن شطارها وعياريها ،لانها امة قد ألفت الذل واعتادت عليه واستأنست للغفلة  ، اقبلت وبنهم على شراء جرائدهم وصحفهم والاستماع الى اكاذيبهم والاشتراك معهم في اتهام الاخرين الامبرياليين والصهيونيين واعداء الاسلام والدين.

في المانيا وحين حامت الشبهات حول  يورغن مولمان وحملته الانتخابية التي مولها صدام بواسطة الاردني الافاك سعيد دودين ،ما كان من الالماني الى التحليق بطائرته الشراعية والالقاء بنفسه الى الارض من علو شاهق ليلقى حتفه  ، ولم يحزن الالمان ولم يأسفوا عليه . اما صاحبنا العروبي صديق صدام فلا زال يعيش بدون اي حياء او خجل .

وحين اكتشفت الجماهير قبل ان تنخدع بالوهم الديني ،بأن العقاب سيكون عن الله ،نحرت الخليفة عثمان من الوريد الى الوريد لانه استغفلها وبدد ثرواتها . وان غيلان الدمشقى اشترط على عمر ابن عبد العزيز بيع ممتلكات بني امية مناديا هلمو لشراء امتع الخونة .

هذه الامة التي تخرج للباطل وتجتمع عليه في مظاهرات صاخبة للاقتصاص من قصة وليمة لاعشاب البحر لا تخرج للبصاق على من الف لها الاف الرويات والحكايات المظللة المزيفة عن عدل صدام ومقاومة البعث للامبريالية  انها امة ترقص للزيف وتصدق له  

ولان الصوص لا يخافون رد فعل الجماهير ،لا زلوا  يطلون من على شاشات التلفاز بوجوههم الكلحاء االمعدومة الحياء ، ليصورا انهم مقصودون من دوائر الغرب ، لنظالهم ولكفائتهم ولعلمهم ولحلمهم ولحكمتهم ،وانها محاولة للانتقاص والانكضاض على رموز الامة ..فيا للامة التي رموزها لصوص وقطاع طرق ..افلا تستحق هذه الامة ان تكون على ماهي عليه الان  ،اسوء امة اخرجت للناس .



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الانتحار الاستشهادي الاسلامية
- الدين جزء من المشكلة وليس من الحل
- فلسفة العمائم
- تشويه المفاهيم ..العلمانية نموذجا
- المرجعية الدينية والمرجعية السياسية
- اخطار لم تنتبه اليها المرجعية الدينية في دعوتها للانتخابات
- احترام الاسلام والانسان يعني العلمانية
- الفدرالية ،الديمقراطية والعواطف الطائفية والقومية
- خفافيش مجلس الحكم ..ومصباح بريمر


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مالوم ابو رغيف - اسوء امة اخرجت للناس