أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - قفاصة بلد الناس النزيهين!!














المزيد.....

قفاصة بلد الناس النزيهين!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 2410 - 2008 / 9 / 20 - 01:06
المحور: كتابات ساخرة
    


بوركينا فاسو وتعني بلغة شعبها بلد الناس النزيهين(الطاهرين),دولة صغيرة في غرب افريقيا,وهي دولة داخلية ليس لها منفذ بحري ويعتمد اقتصادها بصورة أساسية على الزراعة والرعي,وهي موطن ذبابة(تسي تسي)الشهيرة ذات الباع الطويل في مصادرة حياة الناس..وقد غادرها الاستعمار الفرنسي في العام 1960 لتصبح دولة مستقلة تحمل اسم( جمهورية فولتا العليا),وفي العام 1984 شاءت ارادة رئيسها وحاكمها توماس سانكارا أن يغير اسمها الى بوركينا فاسو(بلد الناس النزيهين الطاهرين).
لم أكن أعرف قبل مضي أكثر من عام شيئاً عن هذه الدولة الى أن أصبح لدي (ايميل) على شبكة الانترنيت الذي من خلاله صرت استقبل عشرات الرسائل لا من الاصدقاء الذين أرغب بالتواصل معهم لكن من مصرف يحمل اسم عاصمة هذه الدولة يخبرني أن أحد أقاربي قد قضى نحبه مع أفراد عائلته بحادث تحطم طائرة تاركاً ثروة كبيرة من المال..وحيث لم يجدوا له قريباً سواي فأنهم يطلبون مني أن أتعاون معهم وتزويدهم بمعلومات من أجل تحويل هذه الثروة الى حسابي!!
حين استلمت الرسالة الاولى تجاهلت عدم وجود قريب لي في بلد أجنبي,وتجاهلت حقيقة أن ليس من أقربائي أصلاً من هو غني اللهم الا غنى النفس..فصدقت أو أقنعت نفسي بالتصديق خصوصاً أن الرسالة تستعجلني بارسال المعلومات كي لا يتم مصادرة أموال قريبي رحمة الله عليه!
ولكوني ذا طبع كسول وكثير الارتياب ولا أملك حساباً في أي مصرف(من لا يملك المال لا يملك حساباً في مصرف) فقد تمهلت قليلاً لتصلني رسالة أخرى ومن ذات الدولة والمدينة تخبرني بأن أحد أقربائي قد قضى نحبه مع أفراد عائلته في حادث غرق سفينة ولم يجدوا له قريباً يمكنه التمتع بثروته سواي..وقبل أن استوعب الرسالة الثانية عاجلتني الثالثة تنبؤني أن قريباً لي مع أفراد عائلته قد ماتوا في أحداث الحادي عشر من سبتمبر تاركاً ثروة عظيمة!!
بعدها انهالت الرسائل بصورة يومية وكلها تتحدث عن وراثتي لملايين الدولارات الأميركية المودعة في مصارف عاصمة بلد الناس النزيهين(واجادوجو) لحساب أقاربي الذين ماتوا كلهم في حوادث مع كافة أفراد عوائلهم..وبحساب بسيط تبين لي أن عشيرتي كلها أو معظمها قد لقيت حتفها في بلاد الله الواسعة ولم يبق منها سواي أرث أموالها وثروتها واسمها!!
ليس هذا فقط فأن بعض الرسائل تأتي من أشخاص يقولون فيها أنهم على وشك الموت لمعاناتهم من مرض عضال وأنهم يرغبون أن يساعدهم أحد ما في توزيع ثروتهم(ملايين الدولارات الأميركية) بين المحتاجين وأنهم لم يجدوا سواي من هو أهل لذلك,وليس علي سوى أن أرسل لهم أسم بلدي ومدينتي واسمي كاملاً و...رقم حسابي في المصارف!فضلا عن أن بعض الرسائل التي تأتيني تدعي فوزي بمسابقة(لوتو)..لكن هذه الرسائل لم أكن أعيرها اهتماماً لأن من يملك مثلي هذه الملايين من الدولارات لا يلتفت الى بضعة آلاف منها أو بضعة مئات من اليورو.
لا أعلم لماذا يصرون وبالحاح على ارسال هذه الرسائل على الرغم من أني لم أرد يوما عليها اللهم الا واحدة منها أزعجني أن المصرف يريد أن يقتطع 60% من ثروة قريبي ويعطيني 40% فقط منها فاستنكرت ذلك وعنفته على صلافته وجشعه وطمعه في أموالي!!فأخبرني أن قوانين المصرف هي كذلك,الأمر الذي دعاني الى ايقاف التعامل مع هذا المصرف وتقديم شكوى الى محكمة العدل الدولية لتفصل بيننا!!
لو أنني قمت بحساب مجمل المبالغ التي ورثتها عن أقربائي(رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جنانه) لوجدتها تفوق ثروة قارون ولربما فاقت ميزانية بلدان أفريقيا بمجملها وليس ميزانية بلد الناس النزيهين وحدها..
لعل الرئيس توماس سانكارا حين غير اسمها من جمهورية فولتا العليا الى بوركينا فاسو كان يقصد ايجاد مصدر آخر للدخل غير الزراعة والرعي هو التعامل ب(نزاهة) مع شعوب البلدان الاخرى خصوصاً من لهم أقرباء أغنياء مثلي,أو ربما أن الفقر الشديد الذي يعيشه أبناء هذا البلد دفعهم الى ابتكار هذه الوسيلة العصرية للتقفيص على الفقراء الذين يتعلقون بسراب الأماني والاوهام في الوصول الى الثراء ولهذا تجد أن كل الرسائل تلح في طلب رقم الحساب المصرفي من أجل الاستيلاء على أموال المسكين الحالم بالثراء غير القانع بما يملك من مال شحيح أودعه في المصرف تحسباً من عاديات الزمن فاذا به يجد بدل الثراء وملايين الدولارات حسابه(مصفر) فيمسح يده بالحائط! الحمد لله الذي لم يجعلني من الذين يملكون حساباً في مصرف أو بنك حيث لا مال يزيد عن الحاجة بل أن الحاجة تزيد دوماً على المال وفي هذا عزاء كبير لي ولأمثالي.



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن مضى..لكنه لا ينتهي*
- لست (مهند)..كما أنكِ لستِ (نور)!!


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - قفاصة بلد الناس النزيهين!!