أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي خليل - رد على د. منير مجاهد: تصحيح المفاهيم المغلوطة















المزيد.....

رد على د. منير مجاهد: تصحيح المفاهيم المغلوطة


مجدي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2403 - 2008 / 9 / 13 - 02:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ عدة سنوات كتب أحد الإسلاميين بحثا عنى بعنوان " الرهان على الأجنبي من الجنرال يعقوب إلى مجدي خليل" نشره في مجلة تصدرها الجماعات الإسلامية، وأعاد نشر جزء منه في صحيفة العربي الناصري.وكان البحث المطول عبارة عن مقتطفات من بعض مقالاتي بالإضافة إلى إدعاءات مختلقة، وعندما قرأت رد الدكتور محمد منير مجاهد على ما كتبت تذكرت هذا البحث. ويؤسفني أن الدكتور مجاهد تجاوز هذه المرة الاختلاف في وجهات النظر، الذي احترمه واقدره، إلى الإدعاءات وكرر، ربما بدون قصد، نفس الاكليشهات النمطية التي يرددها المتطرفون عن النشطاء الأقباط في الداخل والخارج مثل إسرائيل وأمريكا والتدخل الأجنبي والطائفية والكتلة الواحدة....

في العادة لا أرد على مثل هذا الكلام الذي تكرر عشرات وربما مئات المرات ضدي وضد غيري إلا في حالات نادرة ، ولكن تقديرا للدكتور محمد منير مجاهد ومعرفتي بالرزاز الذي يتطاير على المصريين من المناخ السيئ الذي تعيشه مصر ويطول الأغلبية الساحقة فيؤدى إلى لخبطة العقول وحبسها في اسطوانات مشروخة يعاد إنتاجها صباحا ومساء عن الذات وعن الآخر وعن الخارج.

وها هو ردى على بعض ما جاء بمقالته مع احتفاظي بالتقدير والمودة وآملا في تصحيح المفاهيم المغلوطة المتداولة:

1- الادعاء الأول أنني اربط الأقباط بإسرائيل، وإنني أصور الأقباط كمستفيدين من الصلح مع إسرائيل. ولا اعرف من أين أتى بهذا الكلام المختلق جملة وتفصيلا وأنا الحريص على عدم الاقتراب من هذا الملف ليس لأنني مقتنع بالهستيريا التي تسيطر على عقول معظم النخب، ولكن ببساطة حتى أتجنب وجع الدماغ والاتهامات الجاهزة السخيفة التي طالت أغلب المفكرين،ومعظمهم مسلمين، الذين تناولوا هذا الملف من منطلق وطني عاقل ورشيد.

نعم أنا اعتقد كما كتبت أن جزء كبيرا من التدهور الذي تعيشه مصر حاليا ناتج عن توظيف قضية فلسطين من قضية حقوق شعب لصالح دعم الاستبداد وإطالة عمر الأنظمة الفاسدة ونشر ثقافة الهوس والكراهية وإلهاء الشعوب وتحويل اتجاه الغضب الشعبي بعيدا عن توظيفه في تغيير الداخل...فما علاقة ذلك بالأقباط؟

2- الادعاء الثاني أنني أتحدث عن الأقباط ككتلة واحدة صماء، وهذا استنتاج غير صحيح. نحن نتكلم عن التيار الرئيسي فيما يتعلق بالقضايا الأساسية. فعندما نقول أن قضية فلسطين هي قضية تحرر وطني أو قضية السود بأمريكا هي قضية تمييز وقضية الأكراد قضية تأكيد الهوية والحكم الذاتي وقضية الأقباط قضية مواطنة منقوصة، هل معنى هذا إننا نجهل الاختلافات بين الفلسطينيين والأكراد والتي وصلت للحروب الدامية؟ ولكن مع هذا هناك إجماع فلسطيني على أن قضيتهم قضية تحرر وطني. وأنا أدرك تماما الاختلافات بل والخلافات المتعددة بين الأقباط والتي وصلت لخيانة البعض منهم وعملهم مع أجهزة الأمن ومع الحكومة ضد مصالح شعبهم (القبطي والمصري). ولكن التيار الرئيسي والذي يعبر عنه بلفظ الأقباط متفق على قضية المواطنة المنقوصة والخصوصية القبطية والدينية والأصل المصري والعديد من الأمور الأخرى. والأكليشيه المتكرر في الصحافة المصرية حول أن الأقباط في الداخل أو الخارج ليسوا كتلة واحدة صماء حق يراد به باطل غرضه الأساسي الإيحاء بأن الأقباط مختلفون ومنقسمون حول القضايا الأساسية وهذا غير صحيح.

كل القضايا الكبيرة العادلة تفرز شرعية محلية ودولية وأخلاقية وهذا يعبر عنه التيار الرئيسي من أصحاب هذه القضية ومن يخرج عن هذا الخط يفقد تمثيله للقضية، وهذا ينطبق على قضية الأقباط مثل غيرها من القضايا.

3- الادعاء الثالث الذي ساقه الدكتور مجاهد هو أنني أروج للتدخل الأجنبي في شئون مصر، وهذه أيضا أحد أدوات الإرهاب التي تقذفها الدولة المصرية وأجهزتها في وجه النشطاء الدوليين مسلمين وأقباط، وأتذكر جدلا طويلا استمر لعدة أسابيع سنة 2000 على صفحات جريدة القدس العربي اللندنية بيني وبين الأكاديمي الإسلامي بشير موسى نافع حول هذا الموضوع وفشل وقتها في الرد على معظم ما كتبته، وكتب كلاما مطاطا مبهما مرسلا رغم إنه أكاديمي في إحدى الجامعات البريطانية. ومن وقتها كتبت أكثر من 30 مقالة وبحث عن موضوع التدخل الأجنبي والفروق بينه وبين التدخل الدولي، وعن الوساطات التأثيرية بين الدول، وعن الضغوط المشروعة، وعن الفروق بين التدخل الأجنبي والتأثير الدولي المشروع ولا استطيع أن أعيد كل ذلك في هذه المساحة المحدودة.

نقطة الانطلاق في طرحي أن هناك التزامات دولية على مصر ترتبت عن الاتفاقيات الدولية والإقليمية والثنائية التي وقعت عليها والتي بموجب الدستور المصري أصبح الكثير منها بمثابة قوانين محلية، وهذه الاتفاقيات ليست للزينة، وإذا كانت مصر تتجاهل مواد دستورها فلا يجوز أن تتجاهل هذه الاتفاقيات لوجود طرف ثاني نستطيع أن نتحدث معه ونذكره بهذه الالتزامات التي وقعتها مصر، ولا يستثنى من ذلك ما وقعته مصر من اتفاقيات ثنائية ملزمة مثلا مع الاتحاد الأوروبي. فالمصري هو مواطن مصري ومواطن دولي في نفس الوقت. فهناك جنسية مصرية تعطيه حقوقا دستورية وقانونية وتفرض عليه التزامات دستورية وقانونية، وهو أيضا مواطن عالمي افتراضي له حقوق وعليه التزامات دولية وكلها نابعة من هذه المواثيق والاتفاقيات الدولية سواء الأممية أو الإقليمية أو الثنائية.

الإسلاميون والقوميون والاشتراكيون التقى معظمهم على أرضية واحدة من العداء لأمريكا والغرب والعولمة (وبالطبع إسرائيل)، وأنا لا اختلف مع هذا فقط ولكنى اعتبره كارثة على مصر وكارثة على مستقبلها ويصب في النهاية في مساندة الأنظمة الفاسدة المستبدة ودعم الاستبداد عموما. لهذا لم يكن مستغربا أن يهب الكثير منهم للدفاع عن سفاح مثل عمر البشير، الذي تسبب في قتل مئات الآلاف من شعبه، بحجة ازدواجية معايير العدالة الدولية، وهى حجة بائسة تصب في حماية الطغاة والمجرمين، ومن قبل دافعوا عن سفاح آخر هو صدام حسين، ومسلكهم هذا يصب في تقويض العدالة الدولية بزعم الدفاع عن عدالة مثالية لم نقرأ عنها يوما عبر التاريخ، أضف إلى ذلك أن المظالم الإنسانية تخلق مشروعية دولية للحديث عنها في المجال الدولي وللرأي العام الدولي ، وخاصة في حالة انسداد آفاق الحل محليا، عموما برغم هذا التخويف والإرهاب الفكري ، فأكثر من 90 بالمائة من الشكاوى ضد مصر دوليا جاءت من شخصيات مصرية مسلمة ومن منظمات يديرها مسلمون مصريون.

4- الادعاء الرابع الذي ساقه الدكتور منير مجاهد ضدي هو أنني طائفي. ولا اعرف معنى كلمة طائفي هذه في قاموسه وقاموس غيره. هل مارتن لوثر كنج الذي دافع عن حقوق السود وساهم في تغيير وجه أمريكا طائفي؟ أم هو مناضل من آجل الحريات، كما تعرفه أمريكا كلها الآن وتخصص يوم إجازة قومية باسمه؟،هل كان مارتن لوثر كنج يعمل ضد الأغلبية البيضاء أم يحاول إصلاح الوطن كله لصالح الجميع بما فيهم الأقلية السوداء حتى ولو كان منطلقا من مقاومة المظالم التي يتعرض لها السود من النظام والأغلبية معا؟

وهل الطائفية تنطبق على القبطي الذي يدافع عن حقوق الأقلية التي ينتمي إليها، وعدم الطائفية أن يدافع المسلم فقط عن حقوق الأقباط. إن اتهام كل قبطي يدافع عن الأقباط بمنطق وقوة يتهم بالطائفية وبإعلاء الانتماء الطائفي عن الوطني هدفه إخراس الأصوات القبطية التي تدافع عن حقوقها، الغريب أن الدكتور منير مجاهد ينقل عنى أن حل مشاكل الأقباط لا يتم إلا في إطار دولة ديمقراطية حرة، أي أن تحرير مصر شرط أساسي لتحرير الأقباط ودعوتي للأقباط للعمل على كافة المحاور المصرية والدولية من آجل هذا التحرير للوطن المصري، ولكنه فجأة يترك كل ذلك من رؤية وطنية شاملة ويعود فقط للمدخل الدولي، وهو هنا يقف ضد أداة هامة لمحاربة المظالم والتمييز الديني والفساد والاستبداد السياسي.

لقد تناقشت مع البعض الذين يروجون كلمة طائفي على كل ناشط قبطي يدافع عن حقوق المواطنة وكان استنتاجي أن هذا المصطلح الغرض منه أيضا إرهاب الأقباط للتوقف عن الدفاع عن حقوقهم بأنفسهم، الم يوجه السادات نفس الاتهام لعشرات الأقباط ومنهم العالم الكبير رشدي سعيد والناشط البارز ميلاد حنا وحبسهم بزعم طائفيتهم فهل رشدي سعيد طائفي؟ وهل ميلاد حنا طائفي؟ وبالمناسبة أغلب هذه المصطلحات القبيحة خرجت في عصر الرئيس المؤمن محمد أنور السادات وتكرست في عهد الرئيس المزمن محمد حسنى مبارك، ومقاومة هذه المفاهيم المغلوطة جزء أساسي من مقاومة التمييز الديني.، وحتى لو عرفنا طائفي بتخصيص الوقت والجهد بالكامل لقضية طائفية بمعزل عن الإطار العام للدولة من أجل تفكيك المجتمع إلى طوائف تمهيدا لتقسيمه، فلا اعرف قبطي واحد يطالب بهذا التقسيم أو يطرح هذا الطرح إلا ثلاثة أشخاص مهووسين كتبت عنهم في كتابي أقباط المهجر منذ عشر سنوات.

إنني أنطلق في الدفاع عن حقوق الأقباط من منطلق سياسي وليس طائفي، حقوقي محلى ودولي وليس مجرد استعطافي، ومن هذا المنطلق فالأقباط يصنفون كأقلية دينية، وما يقع عليهم هو تمييز فادح، تحول إلى اضطهاد، وأن إصلاح مصر ودمقرطتها شرط ضروري لسيادة المواطنة، وأن المداخل كلها المحلية والدولية مشروعة لتحقيق ذلك. وإننا لا يجب أن نعيش بمعزل عن العالم، وأن الحقوق الدولية للمواطن المصري هي جزء أساسي ولا تنفصل عن حقوقه الوطنية... ومن شاء أن يصنف ذلك نهجا طائفيا فهو حر... والعنصريون هم الذين قتلوا مارتن لوثر كنج وارهبوا غيره، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح.

5- يقول الدكتور مجاهد أنني عندما وضحت أن أهم سبب للتمييز الديني في مصر هو الناشئ عن الاختلاف في الدين إنني فسرت الماء بالماء، ولعله لم يلاحظ أن تفسيري لهذا خلال مقالتي الطويلة بان الدين هو السبب والمصدر معا، فمنذ غزو العرب لمصر كان مصدر التمييز والاضطهاد هو فقه الذمية الذي استمر حتى عام 1855. ومع محاولة بدء تأسيس مصر الحديثة على يد محمد على ودخول الحداثة الأوروبية على يد رواد النهضة المصرية بدأ فقه جديد وهو "فقه المواطنة"، وقبل اكتمال بناء المواطنة تم إجهاض الحداثة، وجاء عصر السادات ليجتر الماضي وليؤسس ما يمكن أن نطلق عليه "فقه الذمية الجديدة"، وبالتالي فأن الدين هو مصدر التمييز وليس السبب فقط، فما نعيشه من تمييز له جذور عقائدية وتراثية وتاريخية، ولهذا قلت إننا نعيش التاريخ مجسما في الحاضر.

وفقه الذمية الجديدة ببساطة يقول بالمواطنة لغير المسلمين في الدولة الإسلامية، ولكنه يقول أن مصدر هذه المواطنة والحقوق هو الدين الإسلامي وليس الجنسية، بما يقوض تماما أسس الدولة الحديثة، علاوة على أن هذه الحقوق منقوصة ولا تمت بصلة لحقوق المواطنة الحقيقية. ونجوم فقه الذمية الجديدة هم يوسف القرضاوي ومحمد سليم العوا وطارق البشرى وفهمي هويدي وراشد الغنوشي وغيرهم. وأنا هنا لا أتحدث عن المتطرفين الذي يهددون ويروجون لاستخدام العنف ضد الأقباط من عمر عبد الرحمن إلى محمد عمارة وزغلول النجار وأبو إسلام احمد، الأمور واضحة يا سيدي وأستطيع أن اكتب مجلدات عن فقه الذمية الجديد ونتائجه الكارثية على الدولة المدنية في مصر، نعم هناك أزمة شاملة تعيشها مصر وتزيد من حدة التمييز الديني، ولكن هذا لا ينفى مصادر هذا التمييز ولا نتائج هذه الأزمة الشاملة، والتي أفرزت بدورها فقه الذمية الجديد، والذي هو فقه ديني في الأساس.

6- يلومني الدكتور مجاهد أنني قلت أن المصريين المسلمين الحاليين ليسوا هم من جاءوا من الجزيرة العربية، ويعلل ذلك بأنني طائفي "ادفع عن نفسي اتهام لم يوجهه أحد لي". مع التجاوز عن كلمة طائفي هذه وكلمات أخرى غير لائقة، فهذا كلام غير صحيح حيث أن محور مقالته السابقة يدور حول أن الأنبا توماس ومن يوافقون مع ما طرحه من أفكار (وذكرني بالاسم) يقسمون مصر إلى مصريين وعرب، وحولوا قضية التمييز الديني إلى قضية تحرر وطني، وأنهم يحدثون قطيعة بين المسلمين والأقباط، لذلك كان واجبا على أن أوضح وجهة نظري في هذا الموضوع وما أؤمن به فعلا، وارد على هذه الاتهامات المجحفة التي طالتني، بل أنني كتبت بوضوح أن قضية هوية مصر ليست قضية قبطية إسلامية وإنما هي قضية مصرية انقسم حولها المصريون وأنني أسير في طريق الأساتذة العظام من رواد النهضة المصرية، وبعد إجهاض الحداثة وظهور فقه الذمية الجديد كان لا بد أن ينتصر فريق عروبة مصر وإسلاميتها على فريق مصريتها. أما القول أن ذلك عملا بالمثل المصري" اللي على راسه بطحة يحسس عليها"، فهذا تفتيش في الضمائر مرفوض، علاوة على أنني لا أخاف مطلقا من أن أعلن رأيي بصراحة وبوضوح... وأنا قلت ما أؤمن به، ويؤسفني أن أقول أن ما يحدث في مصر حاليا هو نتاج أزمة حقيقية شاملة، وأن كثير من الأفكار الرائجة هي من نتاج هذه الأزمة.

7- من المؤسف أن يكرر د. منير مجاهد خطأه مرة أخرى ويقول أن ما كتبته في مقالتي "أمريكا قوة خيرة" له علاقة بجنسيتي الأمريكية وأنني أتماهى مع وطني الجديد. وهل كان طه حسين يتماهى مع "وطنه الجديد" ضد وطنه القديم عندما كتب في "مستقبل الثقافة في مصر" يقول "من الحق أن الحضارة الأوروبية مادية المظاهر، وقد نجحت من هذه الناحية نجاحا باهرا، فوفقت إلى العلم الحديث، ثم إلى الفنون التطبيقية الحديثة، ثم إلى هذه المخترعات التي غيرت وجه الأرض وحياة الناس. ولكن من أجهل الجهل وأخطأ الخطأ أن يقال: إن هذه الحضارة المادية قد صدرت عن المادة الخالصة. إنها نتيجة للعقل، إنها نتيجة للخيال، إنها نتيجة للروح، نتيجة للروح الحي الذي يتصل بالعقل فيغذيه وينميه ويدفعه إلى التفكير ثم إلى الإنتاج ثم إلى استغلال الإنتاج، لا نتيجة هذا الروح العاكف على نفسه، الفارغ لها، الفاني فيها، الذي تفسده الأثرة عليه أمره فلا ينفع ولا ينتفع ولا يفيد ولا يستفيد".

بل أن طه حسين يدعو المصريين بقوله "نتعلم كما يتعلم الأوروبي،لنشعر كما يشعر الأوروبي، ولنحكم كما يحكم الأوروبي، ثم لنعمل كما يعمل الأوروبي ونصرف الحياة كما يصرفها"، نعم أنا أؤمن بالحضارة الغربية وبعظمتها وبأن أمريكا الآن، رغم أخطاءها السياسية، هي الحارس الرئيسي لهذه الحضارة، وقد كتبت قبل هجرتي بسنوات مقالين بعنوان "دفاعا عن الحضارة الغربية" مساندا الكاتب الكبير احمد عبد المعطى حجازي في المعركة التي دارت بينه وبين الأستاذ فهمي هويدي على صفحات الأهرام حول مستقبل الحضارة الغربية.

وما رأي الدكتور مجاهد في أنني حاورت الدكتور فاروق الباز على قناة الحرة عام 2005 وسألته على الهواء مباشرة، في حالة تعارض المصالح، انتماءك لمن أولا: مصر أم أمريكا؟ فأجاب بوضوح أمريكا. وطبعا نعلم كيف يستقبل فاروق الباز في مصر. وطبعا لم يشتم احد فاروق الباز على ما قاله رغم أن اللقاء شاهده ملايين وعندي نسخة مسجلة منه، ورغم أنني أجبت على هذا السؤال عام 1998 في كتابي "أقباط المهجر" بطريقة وطنية محترمة تختلف طبعا عن ما ذكره فاروق الباز.. وكنت وقتها في أمريكا.

أما عن موضوع تأييدي للحرب على العراق فهذا موقف سياسي لا أنكره، ولكن هل تابعت ما كتبته بعد ذلك، وهل تابعت التقرير الذي نشرته الواشنطن بوست بعد أربعة سنوات على الحرب الأمريكية في العراق واستضافت أربعة من الشرق الأوسط من أكثر مؤيدي الحرب ومنهم كاتب هذه السطور ومعي من الأردن سلامة نعمات ومن الكويت المرحوم احمد الربعي وشفيق ناظم الغبرا ومن لبنان الأستاذ غسان تويني. وقلت أن الشرق الأوسط أصبح كئيبا بعد أربع سنوات من الغزو ،وأن أمريكا فشلت في تصدير الديمقراطية في حين نجحت إيران في تصدير الفاشية الدينية إلى العراق، كنت أؤيد بشدة غزو العراق كمفتاح لنشر الديمقراطية في الشرق وفشلت أمريكا في ذلك ولهذا غيرت موقفي من الغزو،واليك أيضا ما كتبته في إيلاف عن هذا الموضوع.
http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2008/3/316843.htm

8- يعود الدكتور منير مجاهد ليشكك هذه المرة في معهد أمريكي محترم آخر وهو منظمة فريدوم هاوس التي تأسست عام 1941 على يد زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت وهى السيدة ألينور روزفلت مع شخصيات محترمة أخرى، وتهدف المؤسسة إلى تشجيع الديمقراطية على مستوى العالم والدفاع عن سيادة القانون وتشجيع مساءلة الحكومات من قبل مواطنيها ، وتشجيع حرية التعبير واحترام حقوق الأقليات والنساء. وتصدر المنظمة تقارير سنوية محترمة عن الحريات الدينية في العالم، وتقرير عن حرية الصحافة في العالم، وتقرير عن الدول في مفترق الطرق وقد صنفت مصر ضمن هذه الدول التي تمر بمرحلة حاسمة، وتقرير سنوي آخر عن الشعوب في المراحل الانتقالية، هذا بالإضافة إلى تقارير خاصة عن أوضاع النساء والأقليات.. وقد صدر تقرير عن أوضاع النساء في الشرق الأوسط. فإن لم تكن هذه منظمة محترمة فما هي المنظمة المحترمة إذن؟

وللعلم منظمة هيومن رايتس ووتش التي أشرت إليها بإعجاب هي أكثر منظمة في العالم دافعت عن الإرهابيين والمتطرفين من الإسلاميين، وكان رئيس قسم الشرق الأوسط بها لسنوات طويلة قبطي وهو هاني مجلي، وتحت رئاسته تخصصت المنظمة تقريبا في الدفاع عن الإسلاميين في مصر والشرق الأوسط.

9-اختتمت مقالتي السابقة بوصف الدكتور ادوارد واكين للأقباط بالمصريين الحقيقيين والمسيحيين الأصليين. والدكتور إدوارد واكين هو أستاذ للعلوم السياسية بجامعة فوردهام بنيويورك وكتب ذلك في كتابه الصادر بالانجليزية عام 1963 بعنوان "أقلية معزولة" وفسرت اقتباسي بأن هذا لا ينفى الوطنية ولا الأصالة عن غيرهم وإنما هو دفاع نفسي لتشجيع الأقباط على تحمل ما هم فيه من تمييز واضطهاد ولتحيتهم على هذا الصمود في مواجهة هذا الاضطهاد المستمر منذ قرون طويلة.

وأخيرا:يبقى أن الأصل في الحوار هو تقدير الطرف الآخر والحفاظ على مودته، وكذلك تصحيح المفاهيم المغلوطة والمشوهة التي ابتليت بها مصر وأثرت حتى في خيار الناس والتي بدون تصحيحها لن تستقيم محاربة التمييز ونكون كمن ننفخ في قربة مقطوعة.



#مجدي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على منير مجاهد: محنة الهوية المصرية
- هل الكنيسة القبطية تحتاج إلى إصلاح؟
- شروخ فى الجسد المصرى
- هل يمارس رجال الدين الأقباط السياسة؟
- الاتجاهات الثلاثة للإسلامية الدولية
- معضلة التعامل مع التراث الإسلامى
- وهم الديموقراطية الإسلامية؟
- التجارب الدولية فى تمثيل الأقليات والفئات المهمشة
- الدم الفلسطينى خط أخضر
- مواطنون وليسوا جالية
- مستقبل النظام السياسى بعد مبارك
- طارق البشرى: من مفكر وطنى إلى مفكر إسلاموى
- جمعة حزينة أخرى على أقباط مصر
- حقوق المواطنة للأقباط بين سلوك النظام الحاكم وفكر الإسلاميين
- مصر بين الاسلمة والتحول عن الإسلام
- مائة عام من الصراع على هوية ومدنية الدولة المصرية
- دولة لا تحترم عقول أبنائها
- نداء بتعديل المادة الثانية من الدستور المصرى
- الأقباط في الصحافة المصرية
- دعوة للتوقيع على وثيقة إصلاحية


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي خليل - رد على د. منير مجاهد: تصحيح المفاهيم المغلوطة