أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عزيز المراكشي - النهج الديموقراطي من المأساة الى الملهاة















المزيد.....

النهج الديموقراطي من المأساة الى الملهاة


عزيز المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 2394 - 2008 / 9 / 4 - 02:03
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


إلى الرفيق ع الحق شباضة في الذكرى 19 لاستشهاده، من يكرمك يتبع خطاك.
منذ تفكك الإتحاد السوفياتي أواخر الثمانينات وتصاعد هجوم الإمبريالية على مقدرات الشعوب، تحت عنوان "النظام العالمي الجديد" ثم نظام العولمة المتوحشة كطور من أطوار الرأسمالية الإمبريالية. مع احتداد هذا الصراع كونيا وانعكاساته على المستوى القطري، باعتباره مدمج قسريا في إطار خضوعه وتبعيته المطلقة كنمط انتاج رأسمالي كولونيالي؛ تحت كثافة هذا الهجوم بديهي أن يصاب لفيف من اليسار المغربي بحالة من التيهان واليتم السياسي والإديولوجي، فشكلت النقاشات البئيسة التي عاشها ما سمي "باليسار الجديد" أوائل التسعينات الردة بكل معانيها الفظيعة. فتحت شعار: "المراجعة النقدية" قامت بتوجيه سهام الغدر على الجانب المضيئ والثوري من تاريخ (ح.م.ل.م). وإذا كانت أغلب عناصر هذا اليسار الهجين واضحة في اختياراتها وولائها، ومنبرية لتسخير "خبرتها" لما يؤبد مصالح العدو الطبقي؛ فإن حزب "النهج الديمقراطي" كإحدى إفرازات "اليسار الجديد" استطاع بغموض ومراوغة لغته السياسية ومخاتلة خطابه الاديولوجي، أن يخدع عناصر من اليسار الجذري بل وأن يقع هو نفسه ضحية لأوهامه.
كتب ماركس: "يقول هيغل فيما قال ان جميع الأحداث والشخصيات العظيمة في تاريخ العالم تظهر، إذا جاز القول، مرتين. وقد نسي أن يضيف: المرة الأولى كمأساة والمرة الثانية كمسخرة". (الثامن عشر من برومير –لويس بونابارت، الصفحة: 10). ينطبق التوصيف الأخير على "النهج الديمقراطي" مادام بعض عناصره المؤسسة له عاشوا جانبا من تجربة إلى الأمام، حيث طابع المأساة ليست سوى تكثيف للعذابات والمعاناة التي عاشها المناضلون؛ فيما تأسيس الحزب في الحاضر على شاكلته الحالية منذ 1995 هو في حد ذاته مسخرة وتجليا للملهاة. وهو ما يعكسه تبنيهم الشكلي لعبارات الماركسية لطمس وتشويه وابتذال الماركسية اللينينية بالخروج عن تعاليمها في العمق والماهية، وتمسخ النظرية الثورية للطبقة العاملة إلى اديولوجية اصلاحية تتعايش مع الوضع السياسي المسيطر. وهم لا يلجؤون إلى ذلك بشكل سافر، بل يعمدون إلى الديماغوجية والمراوغة بالحديث عن مساوئ "الجمود العقائدي" وعن مزايا "الثورة البوليفارية" في أمريكا اللاتينية وغير ذلك، كأن الثورة الإجتماعية في وطننا تبقى عالقة أبد الآبدين. بينما استقراء لواقع ممارستهم السياسية والاديولوجية يفضح تعاملهم مع الماركسية –كأني بهم في عداء مع اللينينية!- بشكل انتقائي براجماتي وفق ما يخدم تاكتيكاتهم الإنتهازية، التي شيئا فشيئا تصبح هي هي الإستراتيجية غير المعلنة. وأما العبارات "الماركسية" التي يلتحفون بها، لا تهدف في كثير من الحالات إلا إلى تغطية الخط السياسي والاديولوجي البرجوازي الصغير الذي ينزاحون إليه.



لقد غدت الماركسية اللينينية باعتبارها النظرية العلمية الثورية الوحيدة والسلاح الأمضى للطبقة العاملة، بحكم محوريتها في حركة الصراع الطبقي الدائرة رحاه في مجتمعنا، محط استهداف وتصويب من مختلف الرجعيات بسلاح القمع والسجون من العدو الطبقي في حرب مفتوحة على كل الخيارات. وفي خضم هذا التناقض الحاد لا تكتفي الطبقة الحاكمة بالعنف العاري بل يوازيه وبشكل أعنف القمع الاديولوجي، الذي يتخذ عدة أشكال وأساليب بحسب تموجات الصراع الطبقي. إذ قلما يبدو العنف الاديولوجي البرجوازي مكشوفا ومباشرا بل غالبا ما يتوارى خلف تعبيرات مختلفة، ولعل الأخطر منها والأكثر ضرارا عندما يلجأ العدو لتوظيف فئات من البرجوازية الصغيرة، وخاصة منها شرائحها المتعلمة –بوعي منها أو بدونه فالأمر سيان- عندما تتبنى ولو لفظيا الماركسية، ومن ثم المزايدة بها على متبنيها الحقيقيين. هنا خطورة الوظيفة السياسية والاديولوجية التي ينهض بها "النهج الديمقراطي"، باعتباره الوعاء الطبقي المعبر عن شرائح متثوري البرجوازية الصغيرة. بل، وبدون مبالغة، هنا إلتقاؤه الموضوعي مع العدو الطبقي في العداء واستهداف خط الماركسية اللينينية.



لا تنحصر إصلاحية "النهج الديمقراطي" في شل الأداء النضالي للإطارات الجماهيرية التي يسيطر على أجهزتها، وتحويلها إلى أندية مغلقة للترف الفكري في إطار تزجية الوقت مع حلفائه في التجمع الذي ينتحل صفة "اليسار". كما هو حاصل في (ج.م.ح.إ) و(ج.و.ح.ش.م.م) حيث قيادة الإطارين خرساء وجامدة عن الفعل بالرغم من الإعتقالات التي استهدفت عددا من المناضلين، وهو ما يعبر عن مأزق الإصلاحية ولواحقها مهما تشاطرت بالشعارات مادام الواقع هو المحك لإختبار صدقها وسلامتها. بل إن هذه الإصلاحية تصبح أكثر وقاحة في البيان العام الصادر عن مؤتمره الوطني الأخير (يوليوز 2008)، إذ لا ذكر لطبيعة النظام اللاوطنية، حتى مطلب "المجلس التأسيسي" تحرج عن ذكره ليستبدله بجملة عائمة وأخف نبرة: "وضع دستور ديمقراطي من طرف الشعب...".



بناء على ما سبق وغيره مما قد نكشفه ونحلله مستقبلا، أصبح من الضرورة التاريخية القيام –وبلا هوادة- بالنقد النظري والعملي لما يشكله "النهج الديمقراطي" من حالة انحرافية وتحريفية في تاريخ اليسار المغربي. وبالتالي إقامة الحد الفاصل المعرفي –الطبقي بين الممارسة السياسية والاديولوية للنهج التحريفي كفصيل سياسي للبرجوازية الصغيرة، وبين الممارسة السياسية والاديولجية للطبقة النقيض –الطبقة العاملة ذات المصلحة والأكثر وفاء لإنجاز مهام الثورة الإجتماعية. في أفق بناء أداتها الثورية: الحزب الشيوعي للظفر بالسلطة وبناء مجتمع المنتجين الأحرار، تحت راية ديكتاتورية البروليتاريا.



المجد والخلود لشهدائنا الأفداذ

النصر لثورتنا الأبية

الخزي والعار للخونة والمنبطحين



سبارتاكوس المغربي

موقع الراشيدية

02/09/2008


-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- النهج الديمقراطي

مأزق وجود وأزمة هوية



بإسدال الستار على مؤتمره الوطني يكون حزب "النهج الديمقراطي" قد استكمل دورته الخلدونية، لتبدأ لحظة انحداره وتآكله. فهذا الحزب البرجوازي الصغير يحمل في أحشائه تناقضات داخلية لا حصر لعددها، منها ما يعود الى ولادته المشوهة التي أملتها ظروف الولادة القيصرية في 1995 قبل أن يستكمل نموه الطبيعي، في اطار تسابقه واصطراعه حينها مع منافسيه (الحركة من أجل الديمقراطية والديمقراطيون المستقلون). فكان ميلاده هذا اعلان عن أزمته المزمنة. أما تناقضه الثاني فيتجلى في محاولته السطو واحتكار نضال منظمة الى الأمام دون أن يكون في مستوى مهامها الثورية، فالمؤسسون المعروفون من عيار أبراهام السرفاتي وعبد الله زعزاع وعبد اللطيف اللعبي وآخرون تعرض دورهم للتشويه والطمس، بغض النظر عن تموقعهم اليوم، وتم تسخير الأهداف الثورية لمنظمة ثورية لتتحول الى واجهة façad تلمع اصلاحية مبتذلة. فبينما تم تشويه مبدأ بناء الأداة السياسية للطبقة العاملة في خضم احتدام الصراع الطبقي وفاء لشعار (الحزب الثوري ينشأ تحت نيران العدو)، تم أيضا نفي واستبعاد ديكتاتورية البروليتاريا الى أرشيف الاستيداع التاريخي كأنها ليست من المهام المطروحة على كل ثوري، يقول الرفيق ستالين في هذا الصدد (ان مفهوم دكتاتورية البروليتاريا هو مفهوم الدولة، فدكتاتورية البروليتاريا تتضمن بصورة الزامية مفهوم العنف. –حول مسائل اللينينية – الصفحة 196). ونفس الشيئ أيضا تعرض له مبدأ بناء اقامة الجمهورية الديمقراطية الشعبية تحت راية الطور الأول أو الأسفل من الشيوعية. في المقابل تمة الاستدارة يمينا "بالانفتاح" على شعارات اصلاحية أغلبها مسترزق ومقرصن من برامج تنظيمات سبقته الى ذلك، ك "تغيير الدستور" و"المجلس التأسيسي" و"النضال الديمقراطي"... وهو مايعبر في جانب منه عن العقم البرنامجي.



ان المأزق الذي يخنق ويشل النهج التحريفي ليس مأزقا طارئا أو عارضا يمكن تجاوزه بمؤتمر يجمع المشعودون الاجتماعيون من كل شاكلة وطراز، بل المأزق بنيوي مرتبط في احدى تعبيراته بهيكليته التنظيمية القائمة على أساس شرائح البرجوازية الصغيرة. التي انسدت أمامها أي امكانية لارتقائها الاجتماعي ووهم تسلقها الطبقي مهما صور لها وعيها الاديولوجي الزائف، لأنها ملجومة بعلاقات الانتاج السائدة في ظل نمط انتاج رأسمالي كولونيالي. فالتركيبة الاجتماعية الهجينة للنهج تجعله في وضع المندحر في الحاضر والمرعوب من المستقبل، كما ترسم لأفقه السياسي سقفا لا يمكنه أن يتخطاه. وقد تعززت وضعيته الهامشية هذه مع انتفاضة الطلبة الماركسيون اللينينيون في اطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بموقع مراكش، وأيضا الانتفاضة الشعبية لآيت باعمران، حيث اكتفى فيها بدور المراقب الأجنبي والكونترول controleur الذي يدون الخروقات ويعدها عدا. فلم يعد في متناوله والحالة هذه الا أن يلوك نفس الشعارات ويستعيد مضغ عنتريات هي كل أمجاده، بعد خيانته لمبادئ الثورة وارتهانه بمشروع اصلاحي يتسم بالانعزالية عن نضالات الجماهير الشعبية. وعندما يستحضر "الثورة" كلفظ للاستهلاك يريدها مهذبة ولبقة، يكون فيها لأصحاب ربطات العنق الأنيقة دور القيادة فيها، أما وسيلتهم فهي الوعظ الانشائي الذي تعكسه جريدتهم. ولا لوم على من حسم خياره الرجوازي الصغير، شرط أن يتحلى بالشجاعة للافصاح عن ذلك.



تقول بداهة التاريخ أنه لا يكفي أن يعلن حزب سياسي أنه ماركسي حتى يكون كذلك، كما يشهد تاريخ ثورات الشعوب أن الأحزاب البرجوازية الصغيرة هي غالبا ما تستعير الماركسية كقناع. والنهج التحريفي لا يخرج عن هذا النطاق الذي يشوش على قوى الثورة الحقيقية، وينسف زخمها النضالي ويسترزق على حساب تضحياتها، كما ساهم في تلميع هذا النظام اللاوطني واللاديمقراطي واللاشعبي مقدما له ترياقا سياسيا في عز تفسخه. من هنا أصبح ضرورة فتح جبهة جديدة للنضال والتصدي بلا هوادة لنزوعاته المانشيفية المتسمة بالخطورة على مستقبل انغراس وتجذر النظرية الماركسية اللينينية في مجتمعنا، وكل ماهو مطلوب منا اتجاه حزب يحمل في جيناته السياسية عناصر موته المحتوم، هو أن نتقي عدواه الاصلاحية ونساهم في تأجيج الحركة المحورية للصراع الطبقي. وصولا لحل التناقض بين الرأسمال والعمل في ظل الاشتراكية كأفق ثوري للبروليتاريا، والانتقال من ملكوت الضرورة الى ملكوت الحرية.



المجد والخلود لشهدائنا الثوريين

الخزي والعار لمن بدل وخان



#عزيز_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول مقال:لماذا الماوية في للمغرب لصاحبه خ.ط.ز


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عزيز المراكشي - النهج الديموقراطي من المأساة الى الملهاة