أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - ذوبانات بفعل شموس قديمة














المزيد.....

ذوبانات بفعل شموس قديمة


سلام صادق

الحوار المتمدن-العدد: 734 - 2004 / 2 / 4 - 04:37
المحور: الادب والفن
    


أعبر جلمود الصخر الى القلب
تتراكض السحب ملثمة بالغبار
و( نقطة الوليد) في اقصى سماء
قطعة ارض مهربة
من تحت اقدام الملائكة
لايصلها النهر
ولا ساعي البريد
ـــــــــ
جئت لأحسم أمر صبواتي
وانبش كدس اشواقي العتيقة
دروب الغواية لاتطأ المصير
دون ان تجتاز حفافي الجرح
كنهر يحتمل الاشرعة
ولا تحتمله ثقوب الريح
المعجزة العمياء اضلت طريق عودتها
في ليل البريق
وخلفت لهاثها لي
ليدلني على باب منزلنا
ـــــــــ
حراب الف لجسد المدينة الساهرة
المتثائبة طويلا
لتزفر انبلاج ملامحها
انعكاساتها ليست بحاجةلزجاج وماء
كوعل جريح
تلتمع على جلده بقايا دماء
ـــــــــ
تضيع الاسماء
في ذروة الاوقات الضيقة
  هنالك اراجيح صغيرة صدئة
لكائنات كبيرة غير مرئية الآن
تركة الغابة كانت
انشوطة حب بعلامات استفهام
من تكون رجاء ؟
هل اصابتك الشيخوخة ؟
( انني حين احس بشيخوختي انتحر
ضباب في جبيني
غيوم بيضاء على اللسان
وحل على الفم
عرق ينز من الصدغين
ذوبانات بفعل شموس قديمة
تضيء الوجه الثاني للاشياء
ـــــــــ
صراخ يمتد في شراييني
الاطول مني
الابعد من صوتي
ماذا اصنع الآن بحنيني ؟
ما تصنع الوردة بدمع ليل مالح؟
من يمحضني الاجابة ؟
فالنهر لم يعد صديقي
تابوتا ممددا للكلام الجميل
الوجوه تتقرى الغوث
راكسة في وحل الاعوام
تتجهم او تتكلف الابتسام
وتحيلني الى التصاوير
فأتوسلها ان تبكي من دون دموع
كي اراها بوضوح
ــــــــــ
كلما ازددت ايغالا في دمعي
يقارب قاع النهر وجهي
والصاعقة المعصوبة العينين
حبلت بخبرة الفقاعة
الكواكب تخلفت عن زفاف الضوء
وبقيت عزباء
لاتنفعها رؤيا بمجهر سماوي
يعكر بالرماد ماء الرغبات
ــــــــــ
في دروب النخيل
ترعى بهائم القول
القمامة ملقية على قارعة الحرية
وثمن الماضي فاتورة فارغة
بلا ارقام
وبكائي المعتاد اول كل عام
مازال ينتظرالكأس الاخيرة
ــــــــــ
سنلتقي من وراء زجاج
او من ثلمة في سياج
فعبثا نتملق خشونة العضلات
واحتمالاتنا الاقوى ناعمة كانت
كالافاعي التي تسيب
من نوافذ مغلقة
فاجأناها بالهرب منها
ففاجأتنا بالانسلاخ عن جلودها الحائلة
ـــــــــ
الرياح بجمجمة ثقيلة 
لاتطيق رفع الاجنحة
ولا تصفر في آذان الحيطان
او تداعب صمت الاغصان
لأصيح بها : رأيت هناك ما رأيت
فثمة نرجس ينبت في الاسطبلات
وثمة جوري يميل الى العطش
ــــــــــ
سرت منضبطا كرصيف
فصعدت الشوارع اليّ
عاتبتني عن غفلتي
فتعثرتُ بضباب الاعذار
وحين شارفت الجسر
تعرفت على لون دمي
كان يتماوج نحوي
كطاووس في مرآة صدئة
ــــــــــ
في ليالٍ لاتحبل بالندى
النهر لايلد العقيان
فأقماري افلت فيه
منذ ربع قرن
او اكثر بكثير
والزمن الخاثرسجنته صَدَفة الاعماق
والمتبقي من المطلق كان المحال
كأسطورة لاتطويها اصابع النسيان
ـــــــــ
فرِحا طرتُ
وما رفرف شيء فيّ
سوى ربطة عنقي
فهل سيسهل شنقي منها
 من ناطحة سحاب تزاحم الفضاء
تطوي المسافة في جوفها
لأصل مقطوع الانفاس
لأرض مافتأت تتنفس بالكاد
ـــــــــ
رجل واقف كالخوف
غير منتصر غير مهزوم
ادمنت حنيني منذ سنين
كدورة لاتنتهي
في حلقة مليئة بالوعد والاحلام
 تدوووور  تدوووور
ولا من يسترد توازنه
ليواري جثة الماضي
غير الليل وغيري انا
سليل المصادفات والارصفة
ـــــــــ
رجال ينفخون في غبار الرأس
غيبوبة المتاحف
استثقلوا رياح الفصول
تعبث في شعورهم
فذهبوا الى اقرب حلاق بدائي
زلت الموسى في يده
وتناولت زرقة الوريد في اعناقهم
وبقيت جراحنا دون فطام
تهفو لقماشة بيضاء
ـــــــــ
طفولتي جاءتني تحبو
فوصلتني متأخرة
ساعة كنت اهمّ بالسفر
واهيم بالانداء
كغصن ليل مقطوع
تلاقفته الانواء
شيخوختي كانت تسابقني
تقودني من ارتعاش يدي
نحو محراب للبكاء
غزته رمال الصحراء
ــــــــــ
وبلا شيء عدتُ
فقط بحنين طاعن
لعجوز تستند بقامتها على الهواء
ما تعثرت البتة
وان سقطت مرات
من عصف انينها
علقت غيابي في شجر النارنج
المزروع بيديها المتخشبتين
حتى اضحى تاريخا لي
ولوحشة حامضة في محجريها
وفي طقطقة مفاصلها
التي لاتقوى على اخافة المسافة
ــــــــــــــــــــــــــــ
 
ســـلام صــــادق
     بغداد / ليلة 1-1-2004  



#سلام_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سلوكية اليمين الامريكي المتطرف - سلالة بوش .. وسياسة الحر ...
- احتجاجا على مايجري أراك واضحة كامرأة ليست في مرآة


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام صادق - ذوبانات بفعل شموس قديمة