أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بدر عبدالملك - سؤال التحدي والمواجهة في المملكة السعودية















المزيد.....



سؤال التحدي والمواجهة في المملكة السعودية


بدر عبدالملك

الحوار المتمدن-العدد: 732 - 2004 / 2 / 2 - 04:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


يتابع المراقبون والمهتمون بالشأن السعودي، خاصة في موضوع المواجهة والتصعيد الذي تواجهه المملكة العربية السعودية من طرفين، الاول الضغوطات المستمرة من الولايات المتحدة الامريكية، والتي سياساتها واهدافها بعيدة المدى لكل المشروع الديمقراطي في الشرق الاوسط، وتحتل المملكة حيزا هاما من ذلك السيناريو، خاصة وان الساسة في البيت الابيض يعتقدون بان ما اصابهم من احداث 11 سبتمبر تتحمل جزءا من تبعاته البلاد الاسلامية بصورة مباشرة او على الاقل بصورة غير مباشرة، فليس مصادفة ان يكون خمسة عشر من التسعة عشرة شخصا الذين فجروا البرجين، هم مواطنون سعوديون، وان ذلك بالضرورة نتاج من نتاجات التربية والتوجهات الدينية المتشددة، والتي تغذى منها تنظيم بن لادن وكل النظيمات والتجمعات الدينية والتعليمية، والذي بات محل نقد شديد من مراكز البحوث والساسة والنخب في الولايات المتحدة ازاء كل الحكومات الامريكية خلال خمسة عقود، وبانها متهمة بالتواطؤ ببيع مواطني الولايات المتحدة من اجل النفط والمصالح.
وكان هذا التراكم التاريخي لما بعد مرحلة افغانستان وانتهاء الحرب الباردة يرتد بصورة معاكسة على الحلفاء والاصدقاء. ما انتجته تلك الحقائق منذ تفجيرات الخبر والمتواليات من تفجيرات صغيرة ومتوسطة الحجم، لم تكن الا مؤشرات الاحتقان والمواجهة بين الاطراف المتشددة ومن ابرزها تنظيم القاعدة مع النظام السياسي في المملكة. وشهدنا عملية تزايد المواجهات الاعلامية والسياسية تنمو وتتصاعد بعد احداث تنزانيا ونيروبي والدخول في مواجهات مع حركة طالبان بسبب ايواء بن لادن لديها. ثم جاءت تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر لتزيل كل المساحيق والمجاملات والصداقات التاريخية القديمة. جاء زمن الرياح الجديدة ومسألة اعادة تركيب الشرق الاوسط الجديد بمشروع الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان. وتأتي المملكة كأحد الاعمدة الاساسية في مشروع التغيير، وهنا وضعت السياسة السعودية الخارجية من جهة والداخلية من جهة اكبر تحت المجهر، وتحت المدافع والضغوطات الامريكية، اذ حان الوقت بعملية الاسراع والتغيير في المنهج والطريقة، وبضرورة تنشيف وتمشيط المصادر والتشدد الداخلي، وقد كانت للمراكز الخيرية والدعوية تلك دورا فعالا، سواء بدت في الواجهة خيرية الطابع او ضمن مشروع ايديولوجي بعيد المدى، وتدور في دائرة تلك الخلفيات والمستودعات من فناء تلك الامكنة السرية، ولهذا كانت اصابع الهوية السعودية ملمحا محددا لذلك الزخم الغزير والمؤثر والمستمر في ساحات المواجهة العالمية لتنظيم القاعدة. ولم تكن خبرة حرب افغانستان وتجربتها مع الجيش السوفيتي بعيدة عن ذلك، فقد عادت بعد انتهاء الحرب في افغانستان طوابير عريضة تحمل في طياتها مشروعا اسلامويا جديدا تمحور في بناء انظمة سياسية جديدة على الطراز الايراني في العالم السني، واذا ما اخفقت التجربة في العقد الاول من القرن المنصرم في الجزائر والسودان واليمن ومصر، فان تبعات ذلك المشروع ونتائجه ما زالت خيوطه قائمة بدرجات مختلفة في اماكن عدة، فالصيغة السودانية والجزائرية شهدت انقساماتها وتراجعاتها، مثلما يشهد ربيع اليمن بين جماعة عبدالله الاحمر والحزب الحاكم خريفا ربما ليست نتائجه مفرحة على المدى الطويل، فها نحن نقرأ كل يوم حجم التحقيقات والمطاردات والمضايقات والتصفيات مع احباء الامس. وبالقدر نفسه الذي فشلت فيه مشاريع الاسلام السياسي المعتمد على العنف في الاردن ومصر وتونس والمغرب، نجدها في باكستان والمملكة العربية السعودية وافغانستان ظلت في مياهها الراكدة وكهوفها المغبرة تتحرك من تحت رماد هادئ وجذوات نيران مشتعلة، بدت افغانستان للعالم هي المحك الجديد خلال العقد الاخير واصبحت حركة طالبان الحلم الاسلامي لمشروع قابل للتحقق في وقت فشل الافغان العرب تحقيق نظامهم الواسع بالصورة المطلوبة. وانتعش حلم هذا التيار مع انهيار الاتحاد السوفيتي، وكانت فرصة الولايات المتحدة استخدام الورقة الاسلامية كتكملة للمشروع الافغاني في آسيا الوسطى والشرق الاوسط وقد كان خزانه البشري ومموله المالي الدول الاسلامية، والحليف التاريخي للولايات المتحدة وكان المثلث السعودي التركي الباكستاني معنيا بمواصلة دوره بالوكالة جنبا الى جنب مع الولايات المتحدة التي كانت منشغلة بثلاث امور اساسية اولا تفكيك الاتحاد السوفيتي بجمهورياته في الشطر الاوربي وجمهورياته في الشطر الآسيوي، ثانيا تفكيك القفقاس واعادة تركبيه بطريقة تتسق والمسار الجديد للنظام العالمي الجديد. ثالثا تفكيك البلقان واعادة تركيبه على اساس عرقي وثقافي جديد، فبدا الغرب مدافعا امينا عن الاسلام في مواجهة المعقل الاخير في اوربا الشيوعية. وتكفلت الدول الاسلامية ومنظماتها المدعومة بالتدريب والتمويل والتسهيلات، في الوقت الذي يتفرغ فيه البيت الابيض لروسيا الاتحادية ودول الكومنولث، بحيث لا تفلت اسلحة الدمار الشامل والوثائق والخطط ولا حتى العلماء، الى دول صديقة تقليدية لبلدان تميزت بكونها انظمة شمولية وعلى طراز مصغر ومشوه من الانظمة الايديولوجية الكبرى في حقبة الامبراطورية الاشتراكية السوفيتية. لهذا وضعت منذ سنوات مبكرة دول مثل ايران وسوريا وليبيا وكوريا وكوبا والعراق في قائمة الدول المصدرة والمشجعة للارهاب. في حينها الامور لم تبلغ درجة الحصار والتصنيفات وانتزاع القراراعت الدولية فيما عدا كوبا وكوريا الشمالية وتلتهم ايران كمصنفات ضمن الحصار بدرجات تليهم الدول الاخرى بمستويات مختلفة. تعاقبت قرارات الحصار خلال العقد الاخير وشملت العراق بعد غزوها للكويت. وفي الوقت الذي كانت تدك الولايات المتحدة علانية حكومة ميلوسوفيتش في بلغراد، كانت تحت الطاولة تساوم الروس بعدم دعم يوغسلافيا مقابل رفع الولايات المتحدة يدها عن العراق والشيشان. في وقت يدرك الروس ان الاتراك كانوا بالنيابة يمثلون الولايات المتحدة والعالم الاسلامي في اسيا الوسطى وبعض دول القوقاز ذات الاغلبية او الاقلية الاسلامية، ايا كان، المهم الوكالة ظلت بيد الجوار التركي حتى وان تصارع الجميع في افغانستان. كما تولت باكستان دعم المنظمات الاسلامية في كشمير، والمنظمات الاسلامية في افغانستان ودول الجوار في آسيا وجنوب شرق آسيا، وكانت بيشاور والحدود الباكستانية - الافغانية ومكاتبها ومنظماتها بمثابة المركز الاسلامي الاقليمي نحو تلك المناطق، فمن رئة باكستان وعمقها الديمغرافي، كانت تنطلق رياح »التبشير« ودعوات الجهاد في اندونيسيا وتايلاند والصين وفيتنام وماليزيا والفليبين، وكانت الجالية الباكستانية المنتشرة هناك هي الغطاء الاسلامي للمجموعات العربية، بل وكانت الجالية الباكستانية المسلمة في عموم العالم خزانا جيدا تستظل به وتستخدمه جماعات القاعدة، مثلما وجدت تلك الجماعات الاسلامية في القاعدة النموذج والرمز للاسلام السياسي الجديد، وانتشر هذا التيار في فترة الحرب الافغانية ضد السوفيت، واستقوى ابان خروجها وانهيار الاتحاد السوفيتي وصعود حكومة طالبان.

لم يخرج تنظيم القاعدة من فراغ سياسي ولم يولد من ظروف سياسية مجهولة، ولم يكن يتحرك بمعزل عن دعم سياسات وصراعات اقليمية ودولية. وتشكلت الصورة الحقيقية تلك فوق المسرح الافغاني منذ فترة 1994 حتى احداث سبتمبر لتبدأ مرحلة، بامكاننا ان نطلق عليها نهاية حرب باردة وولادة حرب ساخنة، اذ كانت الاولى معركتها مختلفة برغم انها تمتلك دولها اسلحة نووية، واكثر جبروتا وقوة وتنظيما، ولكنها ظلت بجيوش نظامية وبحروب بالوكالة محدودة وبالإمكان احتواؤها واحتواء اعمدتها، لهذا كان مفهوم خلق الازمات وادارتها امراً سهلاً باعتبار ان الدول والسياسات تتعامل مع منظومة سياسية دولية بملامح محددة، غير ان الحرب الساخنة حاليا مع تنظيم بسمات عالمية.
بمركز مجهول وقيادة سرية غير معروفة ـ باستثناء بن لادن والظواهري ـ وهما قيادات رمزية وروحية اكثر من كونهما قيادات فاعلة وميدانية، كما ان وجود خلايا عنقودية لا تعرف اهدافها سياسيا وتعمل ربما بصورة لامركزية، وقد يسبب ذلك التركيب وضعا تنظيميا مشوهاً ومشوشاً، اذ في هذه الحالة بامكان جماعة شابة اتخاذ قرارات سياسية متوترة نتيجة وضعها التنظيمي المأزوم، نتيجة الاعترافات والضربات والملاحقات والاعتقالات، وشعورها المتزايد بفقدان جماهيريتها وانعزالها وانحسار الشارع السياسي العام عنها، اذا ما قارنته بزمن وردي عامر بالخصب والبحبوحة في كل شيء. خاصة الثروة التي باتت انابيبها مقفلة وسدت بوجهها الابواب، بل وتطارد مصادرها كل يوم. واذا ما كانت الحرب الساخنة صعبة من جوانب معينة، كجانب تحديد قوتها بسرعة ومكان تواجدها، وزمن مباغتتها وانكماشها وتمددها ومفاجآتها وعدد أفرادها، فإنها من الجانب الآخر سهلة لكونها لا تمتلك قدرة سياسية على التصعيد السياسي والعسكري، والوصول الى ذروة القوة بحيث تصبح قادرة على اسقاط حكومات، حتى وان كانت حومات صغيرة وضعيفة ومحدودة، فما بالكم بقوة دولة بحجم الولايات المتحدة، فتلك أنظمة تستفيد من هذه الاحداث وتحولها لصالحها في حروب سياسية وأوراق ضغط تجاه دول عدة ضمن استراتيجية محددة الملامح كما هي حاليا تفعل مع بلدان عدة حليفة لها لعقود مضت، مثل باكستان وتركيا والمملكة العربية السعودية.
ما يحدث في المملكة اليوم هو نتاج من نتاجات التراكم الثقافي والسياسي والتعليمي والمنهاجي في حياة المجتمع السعودي، لهذا تتصارع القوى الراغبة في التحديث في المملكة مع قوى الظلام الماضوية والمجمدة، التي تجد نفسها تسبح في مياه راكدة، وتتحرك في برك تتبخر منها المياه، وتنزع منها الأوراق الرابحة وتحاصر في مكامنها ومنافذها ومراكز قوتها بمستوياتها الثلاثة، العليا، والمتوسطة في الهرم الاجتماعي، واخيرا في قاعدة المثلث في شعبيتها المتراجعة يوما بعد يوم، محاولة تذكير العالم بوجودها المحبط من خلال العمليات الانتحارية العاجزة عن اصطياد أهداف حقيقية، فتصبح المجمعات السكنية والمدنية للاجانب والعرب والغربيين، أهدافاً سهلة، فلا يمكن لنظام سياسي ان يضع حارسا عند كل باب، ويجهز الدنيا بمعدات الرصد المتطورة، بحيث يهتز جرس الانذار المبكر عند سرير الطفل بالاستشعار عن بعد، كلما اقترب منه هدف متحرك وجسم انتحاري ملغم بالمتفجرات. واذا ما وجدنا مؤشرات التراجع للعنف والارهاب في الجزائر والسودان واليمن والشيشان، فإن العراق وافغانستان والمملكة العربية السعودية ستظل لشهور عدة تعاني من عمليات عنيفة ومواجهات شرسة، وستكون فيما بعد ـ باكستان ـ مرشحة لمثل هذا التطور حالما تهدأ جبهة افغانستان، مفتاح الازمة في كشمير أهم عامل يحدد تراجع أو تصاعد العنف والمواجهة مع الحكومة المركزية والمعارضة الاسلامية وصداماتها الدموية. والتربة الباكستانية من انضج الامكنة لمثل ذلك المناخ الدموي. وبما ان قدرات الاجهزة الامنية السعودية تحقق نجاحات ملموسة، فإن من الجانب الآخر نلمس صعوبة تمشيط وقطع جذور تنظيم القاعدة أو حتى بروز مجموعات مشابهة أو على شاكلتها وتلتقي معها في مشروع العداء والمواجهة للنظام. وتتسع دائرة مصاعب النظام من الناحية الامنية في المملكة السعودية بسبب عدة عوامل، مثل الاتساع الجغرافي للمملكة وحدودها القريبة لدول الجوار، بل وحتى لتعدد الممرات المائية نحو القارة الافريقية، اذ تسهل العبور للبشر، كهروب وملاذ وتسهل تهريب وتخزين الاسلحة. وفي مثل هذه الاجواء ينشط تجار السلاح في الدول المجاورة، بل وحتى داخل البلاد، اذ تشكل كسلعة مرغوبة لدى الجماعات المسلحة. ونلاحظ انه كلما تم مداهمة أو مطاردة مجموعات ارهابية، يتم الكشف عن كميات من الاسلحة المتنوعة والوثائق والامكانيات المالية الوفيرة. ولم تكن قادرة على تحقيق هذا التخزين والتمويل بهذه الكثافة، ان لم يكن لدى الجماعات تصور منذ وقت مبكر بضرورة الاهتمام بتخزين السلاح والمعدات طالما هناك توجهات مبيتة مسبقا نحو العنف والمواجهة. وربما ازداد ذلك الشعور لدى الجماعات »الافغان العرب« منذ عودتهم من افغانستان، اذ تنامى شعور العمل المسلح في المملكة وغيرها، بهذه الصيغة الموسعة مع فترة تواجد جيوش التحالف أثناء تحرير الكويت.
وبما ان المملكة محاطة بدول الجوار كاليمن والعراق، وتضاريس وطبوغرافيا وعرة، صحراوية وجبلية، لهذا لا ينبغي علينا الاندهاش من امكانية تسرب الاسلحة بهذه الغزارة، ولدولة لديها قوة شرائية وسيولة متفورة ببركة التبرعات الخيرية من أهل الخير!! كما ان تجار السلاح في دولة كإسرائيل لا يمكنها ان تهمل بلدا كالمملكة السعودية دون التفكير في عملية تهريب الاسلحة وفي سوق مربحة يسيل لها لعاب المجرمين. واذا ما عرفنا ان صناعة الاسلحة البدائية في ظل التطورات العملية أصبح الجيل الشاب بإمكانه تصنيعها محلياً اذا ما توافرت عناصر التركيب والمواد الخام، خاصة وان تدريب الاشخاص وانتقالهم عملية أسهل من عملية تهريب الاسلحة في ظروف معينة كالظروف الأمنية المتشددة. وتواجه المملكة بأطرافها الحدودية الممتدة مشاكل عدة في المراقبة والرصد بسبب خبرة وعلاقة المتطرفين والارهابيين بتلك القبائل والسكان، الذين يسهل توظيفهم واستخدامهم مقابل عمولات مغرية.

يتذكر جميعنا عام 1990 كيف ترك الجيش العراقي اثناء انسحابه من الكويت كميات كبيرة من قطع من السلاح في الشوارع، فكانت كالفطر في الميادين الكويتية وساحاتها، فوجد الناس فيها ضالتهم فتناولوها واخفوها ودفنوها كنوع من الحماية الذاتية في حالة عودة جيش الغزو من جديد، مثلما وجدت عناصر سياسية بتوجهات اصولية فرصة ذهبية لاخفاء اكبر قدر منها للايام القادمة المجهولة. واذا ما توفرت نوايا العنف لدى مجموعة سياسية، فان من البديهي ان يتمركز اهتمامها في عملية انتشال السلاح بسرعة وتخزينه في اماكن سرية مضمونة. واذا ما عرفنا ان علاقات الارتباط والتواصل بين الاسلام السياسي في الكويت متجذرةً وعميقة، فإن الامداد المالي ليس وحده المتوفر والممكن حدوثه، بل وايضاً تمويل وتهريب السلاح ايضاً. ويدخل عامل آخر يسهل تلك العملية هو الترابط القبلي والعائلي بين تلك المجموعات، التي توفر غطاء جيداً لتحرك واخفاء السلاح والمجموعات الهاربة لحظة مطاردتها. لهذا وجدنا في الماضي مثل تلك العلاقات، وسنجد في المستقبل معلومات تعكس تلك الحقيقة المغطاة تحت اتربة الصحاري والجبال والكهوف الممتدة والمتناثرة.
ولا ينبغي ان نندهش في دولة ثرية كالمملكة ان يجد الغرباء في تربتها خصوبة لتهريب المخدرات والكحول والاسلحة طالما ان الارباح خيالية. وهناك منظمات دولية متخصصة في التهريب لاسواق تجدها مثالية من حيث، سهولتها وخصوبتها وربحيتها. وفي عصر العولمة تصبح الجرائم والمجرمين اكثر سهولة في التنقل. وتصبح الاسابيع المقدسة لديهم هي فترة زيارة العمرة والحج، فمن خللها يسهل النفاذ وبحجج لا يمكن منعها. لهذا نجد جنسيات اسلامية من دول فقيرة آسيوية وافريقية وعربية، تتسرب نحو التسول بسبب هذا التراخي والتسيب الامني، ثم يتم ترحيلها بعد تفاقم الجرائم والمشاكل، بل واكثر من ذلك انخراط بعضهم في الاعمال الارهابية، باعتبارهم مسلمون مجاهدون، جاءوا للجزيرة الطاهرة والمقدسة التي دنست بالكفار، مثل هؤلاء الاجانب، الطلب منهم في الاماكن الدينية والقادمين للحج، جميعهم ونتيجة بؤسهم الاجتماعي تثيرهم نزعة التحريض ضد الفساد والانحلال وبيع ارض المسلمين للغرباء عليها ومن خارج دينها. وهناك خطابات عديدة يستخدمها الارهابيون كدعاة للمساواة بين المسلمين بتقديم بن لادن نموذجاً للمسلم الثري المدافع عن فقراء المسلمين في العالم، بل ولا ينتقدون الاغنياء لكونهم مصدراً للتبرع بقدر ما يهاجمون الانظمة والحكام، وهو سلوك براغماتي دون شك حتى وان كان ضحاياهم من المدنيين الابرياء. وتثير سلوكيات تنظيم القاعدة وتوجهاتهم الاخيرة عدة اسئلة، وهي اسئلة نابعة من ظروف ومستجدات سياسية معقدة يواجهها التنظيم بعد احداث سبتمبر وسقوط نظام طالبان، فقد باتت صعوبة الانتقال والتحرك لدى افراد التنظيم اصعب من المرحلة السابقة، هذا الحصار الامني والسياسي لهم في بلدانهم انتزع منهم التسهيلات المتوفرة في السابق، حيث سهلت لهم الانظمة الذهاب اولا الى افغانستان لمحاربة السوفيت والشيوعية، ثم سهلت لهم الذهاب لتكملة المشروع في البلقان وآسيا الوسطى والقوقاس، وفي ادنى مستوى لم تهتم بتنقلاتهم وسفرهم وعدتهم، لكونهم ذهبوا لنشر الدعوة الاسلامية ووقفوا لمؤزارة اخوانهم المسلمين في تلك البلدان. هذه المرحلة قد انتهت من عمر حركة تنظيم القاعدة، فقد هربوا نحو الجبال وماعادت لديهم الامكانيات في استقبال اعداد اخرى، اذ ليس لديهم الامكنة الكافية لاخفاء الهاربين في ظل مراقبة مكثفة من السلطات المحلية، ولا الاموال الكافية ولا المواقع الجغرافية، لهذا ينبغي الذهاب الى مناطق جديدة، وربما اكثر أهمية للجهاد، فكانت العراق ساحة جديدة لامتصاص الواقع المتأزم، مثلما تم التركيز على المملكة كاحدى المناطق الحيوية لنشاطهم خاصة بعد احداث الرياض، اذ اكتشف تنظيم القاعدة ان النظام السعودي في المملكة، بدأ يحاربهم بصورة مكثفة في الخارج والداخل، واتضحت تلك المؤثرات في محاصرة حركتهم واعتقالهم والتحقيق مع رموزهم ونشطائهم وتطويق دائرة الموارد المالية. من هنا كان من الضروري ان يحول عناصر القاعدة من الشباب الجدد في توجيه ضرباتهم الداخلية طلما لا توجد اماكن خارجية من السهل الذهاب اليها كالفترة السابقة، وان يتحولوا الى نموذج داخلي للمواجهة طالما انهم معرضون للاعتقال الطويل والمحاكمات القاسية نتيجة تورطهم. واذا ما كانت العناصر المقاتلة والانتحارية السابقة تدربت في معسكرات قتالية في افغانستان والمناطق الحدودية الباكستانية - الافغانية ومعسكرات التدريب في كشمير وغابات استوائية عدة في شرق آسيا وغيرها من الامكنة، فان الانتحاريين الجدد في عمليات الرياض في شهر مايو وعمليات مكة والرياض في شهر نوفمبر تلقوا تدريبهم على حمل السلاح في الصحاري والجبال والوديان السعودية، باطرافها البعيدة. نتذكرهم في مناطقنا كيف يرتدون الاحذية الرياضية وهم ذاهبون في رحلات خارج المدن بسيارات الميني باص المغطاة بقطع القماش بحجة التستر والحشمة والحفاظ على القداسة العائلية من عيون الفضوليين والاباحيين، في وقت كان الغطاء المتدين عبر تلك الوسائل المضللة طريقة للتدريب العسكري.
بعضهم تعلم مع الوقت فاكتشف ان حذاء رياضي مع ثوب قصير يبدو موضوعا مثيراً للشبهات، اكتشفوا ذلك لاحقا فاخذوا يرتدون بدلات رياضية، خاصة وانهم يطرحون التربية العسكرية الاسلامية كمنهج ديني انطلاقاً من الحديث الشريف »علموا اولادكم الرياضة والسباحة وركوب الخيل« بالاضافة الى تعليمهم، نزع فتيل القنابل واستخدام الرشاشات، واليوم يعلمونهم كيف يربطون المتفجرات بأجسامهم والانطلاق بسيارة مندفعة نحو الهدف، ولا يهم ما هي النتيجة، المهم اننا سنكون شهداء للقضية العادلة!! وفي مواجهة وتحدي مع اعداء الله والحياة! هذا التدافع والخداع الذاتي الذي يبلعه ويستقبله الشباب بحماس وقلة خبرة، ودون تساؤلات عميقة حول النتائج والفوائد وما هي المكتسبات الفعلية للقضية؟ وغيرها من الأسئلة التي لا تتبادر الى ذهن شاب طري العود وطري في التجربة الحياتية. انه وعاء فارغ من السهل ان يتم حشوه بمجموعة من الافكار العاجلة والجمل الرنانة المؤثرة والمهيجة والقريبة للعاطفة، والمتقدة بالانفعالات، والمنتكسة بحياة مريرة يائسة وعبثية. هؤلاء جميعهم، الانتحاريين الجدد لم يخرجوا من المملكة ولا عرفوا بلدان وامكنة اخرى غيرها، ولكنهم تمثلوا افغانستان والشيشان وقوة المثال للمقاتل المسلم في البوسنة وكوسوفو والصومال وفلسطين، دون ان يتمكنوا من التحليل والتشخيص بين حالة واخرى ومكان وآخر. وتقبلوا دفعة واحدة تقمص النموذج »الجهادي« لابن لادن وايمن الظواهري، مثلما تقمص الشاب اليساري الثوري في الستينات والسبعينات نموذج بن بيلا وماوتسي تونغ وهوشي منه وكاسترو وجيفارا، فاصبحوا رموزا وامثلة وايقونات مقدسة تستحق العبادة والتقديس والتشبه. ولم يكن جيفارا ذاته الانتاج تجربة ثورية محدودة تحولت الى حلم رومانسي بطموحات قارية وعالمية كبيرة تفوق ظروفها وحدود امكانياتها وساحات صراعاتها. واذا ما خمدت النيران الثورية، فان الرماد والادخنة ظلت لردح من الزمن في ذاكرة جيل كامل، ما زال الشباب يستلهمها ويغرف من معينها دون وعي عميق بطبيعتها، وان كانت بمثابة جرعات منشطة في مجتمع كسول وخامل من شعارات الثورة الحماسية، فالشباب تستهويهم قصص المغامرة والعنف اكثر من حكايات الخطاب المنطقي والسياسي المقنع والدؤوب والصبور، والذي يحتاج الى نفس طويل، والشباب هم اعداء لفلسفة النفس الطويل، فهم لا يرون بعيداً وينتظرون ثمار حركتهم وفعلهم في الحال، واذا ما فشلوا اصيبوا بانتكاسة ورد فعل اكثر الماً وارتداداً، قد يقودهم لليأس والعمل الانتحاري.

هكذا بدا الانتحاريون الجدد من الشباب في السعودية يشعرون بأن قائدهم محاصر، وهم اصبحوا مهيضو الجناح، طرقهم مسدودة ومستقبلهم مجهول وحركتهم محاصرة واسئلتهم بلا اجابات ومشهدهم السياسي العالمي يعبر عن تراجعه في كل منطقة، وتحول خيار العنف امام خيار الديمقراطية والحوار السياسي الى خيار هش وضعيف ومحدود التأثير. مثل هؤلاء الشباب تقبلوا فكرة الانتحار لأنه الطريق الاسهل من الوقوع في ايدي السجانين وحياة السجن التي لا احد منهم يرى فيها مستقبلا لحياته، بعد ان قرر الانخراط في تنظيم القاعدة او تنظيم على شاكلته. هؤلاء الشباب الى وقت قريب كانوا يرون في كبار وهيئه كبار العلماء في السعودية مثالهم الاعلى، غير انهم اصدروا بيانا ضدهم في 14 – 5 - 2003. معتبرين فيه ان التفجيرات التي وقعت في مدينة الرياض، امر محرم لا يقره دين الاسلام، وبما ان البيان صادر من قوى وتيار وجهة نظره دينية وليست، (علمانية) فان الحيرة تزداد في الوسط الاسلامي، وبالضرورة مثل تلك البيانات تبعث على حوار متوتر وساخن يقود بعضهم نحو المتاهة ويدفع ببعضهم نحو التبصر والحكمة والعقل. وقد سبق وان كتبنا مقالة في جريدة الايام بعنوان (تمشيط بغداد.. وتمشيط الرياض.. مستوحاة من نتائج احداث مايو في الرياض، غير ان الحدث تطور واتخذ ابعادا جديدة شملت اعتقالات عدة ومداهمة رجال الامن في ‮51‬/‮6‬/‮3002‬ لمجموعة من الارهابيين في شقة بعمارة العطاس بحي الخالدية في مكة المكرمة، وعكست تلك العملية مدى خطورة توجهات الجماعة نتيجة حجم الاسلحة التي بحوزتهم ومقاومتهم اثناء الحصار والمطاردة. ومن خلال تتبع ورصد ما يدور في المملكة خلال الاشهر الماضية نجد عملية تكثيف وملاحقة مستمرة ميدانية وسكانية واحصائية للارهابيين عن طريق الجرد السكاني والمدني، فقبل فترة شهور قليلة دعت وزارة الداخلية السعودية المواطنين السعوديين الى الابلاغ عمن يتغيبون او ينقطعون عن اسرهم لتتدخل الجهات المختصة بالوزارة كي لا يدخل المتغيبون فيه، منزلقات اجرامية، هكذا وصفهم البيان، فقد دعت الوزارة في بيان رسمي بثته وكالة الانباء السعودية للمواطنين الى الابلاغ فورا عمن يتغيب او ينقطع من ابنائهم او اقاربهم حتى تقوم الجهات المختصة بالوزارة بمساعدة اسرته في البحث عنه واعادته إليها قبل ان يحصل له أي مكروه، ويواصل البيان تذكير رعاياه، ان ذلك يأتي من حرص الحكومة السعودية على رعاية مواطنيها وحماية ابنائها من أي تغرير يمارس عليهم من جهات مشبوهة تسعى لدفعهم الى منزلقات اجرامية تحرفهم عما تربوا عليه من قيم ومبادئ اسلامية سمحة. وخصصت الوزارة رقما هاتفيا مجانيا لهذا الغرض، حيث بات مناشدة الاهل والمواطنين التعاون وسلامة المجتمع وحمايته فهو هدف لحماية البلاد في نهاية المطاف. هذا الخطاب الرسمي، يعكس حالة المواجهة والتحدي التي تسود مجتمع المملكة في الشهور القليلة الماضية، خاصة بعد احداث الرياض التي ذكرتهم باحداث الخبر، فاستيقظ شبح بن لادن في البيت السعودية ومؤسساته المدنية المهددة بالفاجعة والخطر. ولا نعرف لماذا يتفاجأ العالم والانظمة والدول من سلوك السفارات تجاه تحذير رعاياها، خاصة في عالمنا العربي، حيث تتوهم الانظمة ان ذلك اساءة الى العلاقات او التقليل من الاستقرار والتشكيك بالقدرة الامنية؟! لماذا لا نتعلم نحن بأن الولايات المتحدة بكل جبروتها واجهزتها الامنية لم تستطع حماية امنها من انهيار البرجين في سبتمبر، وقد كان لذلك الحدث تأثيرات عميقة وجذرية على الفلسفة والمنهج الامني في الولايات المتحدة، بلغت درجة من الرعي والفوبيا، بعد ان كانت تتبج لرعاياها بأنها دولة عظمى، حيث فشلت في حماية رعايها. لهذا تتخذ السفارات الغربية وتحديدا الولايات المتحدة بصورة مضاعفة اجراءات متشددة، كلما حللت موضوعات ومعلومات تتجمع لديها من مصادرها، ونتيجة تحليل البيانات والمعلومات تصل الاجهزة الامنية الى استنتاج ان تلك المنطقة معرضة للهجوم، فيتحرك الجهاز في نشر التعليمات واتخاذ القرارات بسرعة، واذا ما تم بالفعل مكروه لا يجد الخصوم والمؤسسات والكتل ومراكز القوى ذرائع سياسية صالحة لورقة الانتخابات والتلاعب بمشاعر وتوجهات المواطنين في ايام التصويت واختيار المترشحين في الولايات. دافع الضرائب والناخب الامريكي وصانعو القرار والكونجرس وغيرها من المؤسسات يحسب لها حساب، (الحقل والبيدر) كما يقولون وليس كما هو في بلدان نامية ونائمة!! ولو راجعنا ذاكرتنا في الصحافة بتاريخ ‮62‬ اكتوبر من الشهر المنصرم (‮3002‬) لوجدنا خبرا واضح المعالم يقول، امريكا وبريطانيا واستراليا تحذر من هجمات ارهابية بالسعودية (جريدة الاتحاد الظبيانية) وكان الخبر بتحذير المواطنين من هجمات ارهابية وشيكة، وتشير الخارجية البريطانية بقولها، نعتقد ان ارهابيين قد يكونون في المراحل الاخيرة من التخطيط لهجمات. وكان التحذير السابق قد ذكر ان الهجمات ضد الغربيين مرجحة وقالت استراليا ايضا ان لديها معلومات جديدة عن احتمال قرب تنفيذ ارهابيين هجمات جديدة في السعودية. وجاء التحذير البريطاني والاسترالي والامريكي عقب اعلان السعودية بأنها القت القبض على حوالي 600 ‮‬ في حملة على المتطرفين منذ وقوع هجوم في الرياض في شهر مايو. نستدل من الاخبار المنشورة وتحليلها بأن للجهات الغربية وسفاراتها مصادرها الامنية ومصادرها المعلوماتية، وطريقتها ومنهج تحليلها حول احتمالات حدوث الاعمال الارهابية. جميع البيانات والاخبار التي تم غربلتها وتمحيصها تؤدي لنتائج محددة تدفع في اتجاه قرار الحذر والتحوط. ونتيجة التوتر السياسي مؤخرا بين السعودية والولايات المتحدة، نجد ان التعاون الامني يشوبه بعض الخلل، فقد نشرت الصحف عنوانا عريضا يقول ان، السعودية ترفض طلبا امريكا لاستجواب معتقلين لديها، وهو كما يلي: »رفضت المملكة العربية السعودية طلبا امريكا للوصول الى عدة معتقلين بينهم سعودي بارتباطه بالمؤامرة بهدف رش غاز سام في ميترو الانفاق في نيويورك. في حين افرجت الفلبين امس عن طيار سعودي لوجود اسمه ضمن اللائحة السوداء. كما فشلت تجربة وقوع هجوم ارهابي في لندن، ويرغب الامريكيون استجواب السعودية للوصول الى نقطة مشروع الاعتداء وان كان له شركاء في الولايات المتحدة. واكدت صحيفة »التايم« الاسبوعية الامريكية ان السعوديين لم يقدموا للامريكيين اي تفاصيل بشأن هذا الرجل. واذا ما تأملنا الخبر من جوانب عدة فان رائحة الاختلافات والخلافات واضحة، فيبدو ان لكل طرف تحفظات تجاه ملفاته الامنية، غير ان عدم التنسيق والتعاون بمستويات عالية وسريعة وبثقة تامة، تكون نتيجتها ربما كارثية من الناحية الامنية. ولكن كيف يتعاون طرفان كانا حلفاء بالامس بدرجة كبيرة يجدون انفسهم اليوم يمران بعلاقات متوترة؟! واستدراكا للتحذيرات الغربية السابقة عن احتمال الهجمات الارهابية، اكتشفت السلطات السعودية انها لم تأخذ على محمل الجد تلك التحذيرات الغربية، بسبب انها لم تحصل على معلومات دقيقة تفيدهم في مثل هذه الامور!! ولم يمر على حادث شرق مدينة مكة في منطقة الشرائع الا ايام قليلة، تلك المدينة المقدسة، حيث عثر رجال الامن على كميات هائلة من المتفجرات والاسلحة والذخيرة، واذا ما كانت تلك الملاحقات قائمة على سلسلة من البرامج والمخطط الكامل لاجتثاث تنظيم القاعدة، فان حادثة مجمع المحيا في الرياض في 9 نوفمبر يأتي ليذكر السلطات السعودية بأن جذور وبقايا خيوط تنظيم القاعدة مازالت حاضرة، وهناك مازال الكثير من الحلقات والعناصر النائمة بقيادتها ومراكزها المستقلة، ولا نستغرب ان جميعها تعمل بطريقة لا مركزية حسب مناطقها وظروفها، غير ان رأس التنظيم الفعلي والميداني داخل البلاد هو الرمز الحقيقي، الذي وحده يتعامل مع الخارج ومن منافذ عدة وبطرق مختلفة، هي طرق زمن الانترنيت، فهو الجهاز الجهنمي والبريد التكنولوجي السري والسريع، خاصة اذا ما نجح افراده في استعمال الايات القرآنية والاحاديث والاقوال الاسلامية المشاعة كشفرة للتواصل والاتصال والتبادل بين الاعضاء في شبكة تنظيمية سرية.



#بدر_عبدالملك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضخيم الصوت ومسألة الأحوال الشخصية
- لمن ينحاز الناخب عند صناديق الاقتراع
- الذين دخلوا قبورهم قبل الأوان
- الإعــــــلام المعاصــــــر وخطاباتــــــــه الغريبـــــــــ ...
- في سبيل ائتلاف واسع للديمقراطيين


المزيد.....




- شاهد أوّل ما فعلته هذه الدببة بعد استيقاظها من سباتها الشتوي ...
- تحليل: بوتين يحقق فوزاً مدوياً.. لكن ما هي الخطوة التالية با ...
- نتنياهو يقول إنه يبذل قصارى جهده لإدخال المزيد من المساعدات ...
- روسيا.. رحلة جوية قياسية لمروحيتين حديثتين في أجواء سيبيريا ...
- البحرية الأمريكية تحذر السفن من رفع العلم الأمريكي جنوب البح ...
- صاروخ -إس – 400- الروسي يدمر راجمة صواريخ تشيكية
- إجلاء سياح نجوا في انهيار ثلجي شرقي روسيا (فيديو)
- الطوارئ الروسية ترسل فرقا إضافية لإنقاذ 13 شخصا محاصرين في م ...
- نيوزيلندا.. طرد امرأتين ??من الطائرة بسبب حجمهن الكبير جدا
- بالفيديو.. فيضان سد في الأردن بسبب غزارة الأمطار


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بدر عبدالملك - سؤال التحدي والمواجهة في المملكة السعودية