أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - حبيب صالح والمدعي العام السوري والارجنتيني















المزيد.....

حبيب صالح والمدعي العام السوري والارجنتيني


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 2367 - 2008 / 8 / 8 - 03:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كل مرة يعبّر فيها مواطن معارض عن رأيه، ويمارس فيها حريته كاتباً أو متكلماً وفي ظل حالة إعلان قانون طوارئ قرابة خمسة وأربعين عاماً متواصلة، يواجه هذا المواطن الآبق من قبل الجهات الرسمية بتهمٍ أقلها توهين نفسية الأمة وإضعاف عزمها وأكثرها التخوين والارتباط والعمالة للأجنبي، وما بين الأكثر والأقل من التهم يبرر النظام الأمني لنفسه ضرب المعارضة تحت الحزام بالاعتقالات الواسعة والمستمرة والزجّ بها في سجونه تأكيداً أن مُعارضَه فسادُه ثابت، وتآمره مُثبت وخيانته أثبت وإن كان من الصالحين، وعدته في ذلك مجهزة من أجهزة أمن تعتقل، ومدعي عام لاأرجنتيني يتهم، وقاضي يحكم وإعلام يؤكد سلامة الإجراءات، ومثقفون وقادة أحزاب وثوريون إسلاميون وعلمانيون وليبراليون ومشايخ يباركون مايجري دعماً للمقاومة والممانعة ولمنازلة أعداء الله والأمة.
يتأكد ماقدمناه في محاكمة كل معارض سواء كان مجموعة كما في المجلس الوطني لائتلاف إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي أو فرداً كما كان مع الدكتور عارف دليلة أو ميشيل كيلو وكثيرون غيرهم، وآخرهم وليس أخيرهم ومنذ يومين فقط الكاتب حبيب صالح الذي اعتقل في أيلول/سبتمبر قبيل يومين من عملية ضرب برجي نيويورك عام 2001 في سياق الاعتقالات التي طالت رموز ما سمي حينها بربيع دمشق حيث قضى حكما بالسجن ثلاث سنوات ليخرج بعدها في عام 2004 . أعيد اعتقاله بعد ثمانية أشهر من إطلاق سراحه(فترة راحة أو عطلة) بتهمة نشر أخبار كاذبة في مقالات له معارضة على الشبكة العنكبوتية وليحكم بالسجن ثلاث سنوات أخرى. وللمرة التالية أعيد اعتقاله في أيار/مايو 2008 بعد ثمانية أشهر من إطلاق سراحه كالمرة الثانية وانقطعت أخباره كاملاً لمدة ثلاثة شهور تقريباً، ليتأكد أهله من جديد أنه حي يرزق وقد ظهر أمام قاضي التحقيق محالاً من المدعي العام بتهمة إضعاف الشعور القومي وإثارة الحرب الأهلية والاقتتال الطائفي، وهي تهم معادة ومكرورة.
اللافت فيما وجّه للكاتب المعارض من تهم بليغة على ذمم منظمات حقوقية تتابع أمر أمثال هؤلاء الآبقين في نظر السلطة قد تفضي به إلى تأبيدة وقد تكون الإعدام، والأمر بجملته حقيقةً ليس أكثر من مقالات يكتبها مواطن مسكون بحب وطن يتآكل ويحترق بفعل قوى الاستبداد والفساد وحيتان التشبيح والنهب في إطار إيمانه بحرية التعبير عن رأيه وقناعته حباً وإخلاصاً لوطن يزوي. وهو ما يؤكد أن الجهة الحاكمة والممسكة بكل مرافق الدولة ومفاصلها قرابة أربعين عاماً، مابين والد وما ولد، مازالت تؤكد في ممارستها أنها في ريب من سلامة بنائها الذي بنت، وشكٍ بأنه مازال ضعيفاً فاقداً للمناعة فرغم عقوده الأربعة لايحتمل لمسة ولا حتى كلمة من نقدٍ أو تصويب خشية فرط الأمة وخوف إضعافها. كما يؤكد أن الجهات الرسمية رغم مذهبها الخاص والعياذ بالله في تفسير مايقوله أي كاتب معارض على طريقتها الأمنية حيث يحسَبون بالنتيجة مقالة المفكر والكاتب و كل ممارسة لحريته من رأي أو فكر أو نصيحة صيحةً عليهم ومن ثمّ يعتبرونها تكسيراً وتوهيناً وإضعافاً لنفسية أمة صامدة ومقاومة، لكنها في الوقت نفسه تتعامى عن عمليات القمع والتعذيب وتصفية المعارضين، ولصوصية النهابين والقراصنة من الهوامير والحيتان، وكأن ليس فيه شيئاً مذكوراً من التوهين والإضعاف للوطن والأمة وإنما هو طعام وشراب ولقاحات تقوي جسد الأمة وتزيد عزمها.
ومايدعو للتساؤل والاستغراب حقيقةً أن كل هالمكسرين والموهنين والمضعّفين والمروّجين والمرتبطين سبحان ربي لانسمع عنهم ولانجدهم ولايتجمعون إلا في بلاد القمع والاستبداد والفساد، وأن التهم التي توجه إليهم من المدعي العام غير الأرجنتيني تكاد تتطابق نصوصها إلا من تغيير ببعض الكلمات بين معتقل وآخر، وكأن ملف السيد المدعي العام جاهز والتهمة معروفة ومحضرة وتنتظر وصول المتهم.
العجيب في نبأ مدعينا العام أن لاأحد ينبس بكلمة عن ادعاءاته وممارساته من كتاب المقاومة والممانعة ومثقفي السلطة ومشايخها عاملين ومتطوعين، مما يجعلنا نتساءل لماذا لايكون أمثال هكذا مدعي عام في المحكمة الجنائية الدولية ونجنّب العالم الدربكة الأخيرة التي سببّها قبل ثلاثة أسابيع مدعيها الأرجنتيني والمعترضون عليه دولاً وأفراداً على مطالبته باعتقال الرئيس السوداني بتهم جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية من تعذيب واغتصاب وقتل، فإلى متى تصرّ الأمم المتحدة ومجلس أمنها العتيد على المضي عكس السير. قد نختلف مع قرار المدعي العام أوكامبو ابتداءً لأنه أرجنتيني، فلو كان عربياً لسكتنا عليه ومشيناها له دون صخب أو ضوضاء، فلا تليق بنا أن يكون أرجنتيناً ومن خارج بني قومنا ويطلب اعتقال واحد منا ومن زعمائنا ومن السودان أيضاً، فلا نامت أعين الجبناء.
الغريب أن غضبة المحتجّين على القرار الأوكامبوي انصبت على الطعن فيه شخصياً وعلى صلاحياته ولم نسمع أحداً منهم يطمئننا ويصحح في أرقام الموت والتهجير ويبرّد قلوبنا عن صحة ماقيل من عدمه شهادةً ليوم الدين في الاتهام بأن أكثر من 300 ألف سوداني لاقوا مصرعهم فيما تمّ تهجير أكثر من مليونين ونصف من أماكنهم.
قد يكون في قرار لويس بن مورينو الأرجنتيني مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية مافيه، ولن نجادل أحداً من المناضلين ولن نناظر أحداً من المجاهدين، ولكن ماذا عن المحكمة الدولية لو أخذت الطريق من أقصره وجاءت لنا بمدعي عام سوري من اللي ببالي أو لبناني (ع.ع) من اللي بخاطر اللبنانيين، ممن يعتبرون مقالة كاتب أو حديث معارض أبلغ من البندقية والرشاش ويطالبون بإنزال أقصى العقوبات بمواطن حبيب وصالح كل سلاحه لسان وقلم، فماذا تراهم فاعلون بمتهم عن مصرع وتهجير عشر معشار الأرقام التي أشار إليها بن مورينو أوكامبو..!!!
مفارقات غير مفهومة، قامت فيها قيامتنا على المدعي الأرجنتيني وقد تحرك بأرقام مرعبة من جرائم القتل والإبادة يطالب فيها باعتقال، ونترك فيها (س.س) السوري أو (ع.ع) اللبناني وقد أرجفته مقالة أو هشهشته رسالة لمعارض نشرها على الانترنت فاعتَقل وسَجن وقَهر، وانتهاءً طالب بفرض أقصى العقوبات عليه ليكون لمن بعده آية وعبرةً للمعتبرين.
حبيب صالح ومن معك من كرام المعارضين وأفاضلهم نساءً ورجالاً..!! لأنك لستَ الفاسدَ ولاالمفسد، ولستَ اللصَ ولا النهّاب، تطمح إلى حياةٍ حرةٍ كريمةٍ بعيدةٍ عن القمع والاستبداد والقرصنة، فأنت في قلوب الأحرار والشرفاء من مواطنيك ومحبيك. قلوب قامعيك باتت هواءً، تخاف مقالاً يكتب تعبيراً عن رأي، ونصيحةً تُقَال تسديداً وتصويباً وترشيداً. إنهم يرون مقالاتكم وكتاباتكم أعاصيرَ تتهدد كراسيهم، فيُحوِّلون وهنهم وضعفهم بمكناتهم الإعلامية وقدراتهم الأمنية ومدعيهم العامّين غير الأرجنتينين تهماً لكم بتوهين الأمة وإضعاف عزيمتها، لتَوَهُمهم أنهم الأمة وأنهم قدرها وعزيمتها.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تظاهرة اللبنانين وجواب المعلم المهضوم
- أسرى العرب في سجون العرب
- خمسة – أربعة = ألف ومئتان
- دعوة لإنقاذ اسم سيدتنا البتول
- سائق وجرافة وطريق حل
- اتفاق الدوحة وما بعده والنظرة المؤامراتية
- اعتصام في مخيم الهول السوري
- غُراب الصحيفة السورية
- النظام السوري بين اللواء السليب والجولان المحتل
- هل لنا أن نترحم على الباشا السفاح..!!؟
- جمهورية تشيلي العربية..!!
- الناس والحمير بين راكبٍ ومركوب
- قمة دمشق ليست كغيرها من القمم
- الشرق الأوسط على صفيح ساخن
- يافقراء سورية اتحدوا
- خطاب التحدي والمنازلة والذاكرة المثقوبة
- أبراج حزب الله
- مقتل مغنية..!! هل يفتتح حرب النجوم..!؟
- أفاضل إعلان دمشق وتوهين نفسية الأمة
- سورية مثل هولندا..!!!


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - حبيب صالح والمدعي العام السوري والارجنتيني