أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - -جرافة القدس-: عملية أم حادث وتصفية؟














المزيد.....

-جرافة القدس-: عملية أم حادث وتصفية؟


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2341 - 2008 / 7 / 13 - 12:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ أن وقع حادث الجرافة في القدس المحتلة، يوم الأربعاء الماضي، الذي اصطدمت فيه جرافة كان يقودها الشاب حسام دويات، بسيارات وحافلات وأدى إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين، والسائق نفسه، ظهرت سلسلة من علامات السؤال، على الرغم مما ادعته سلطات الاحتلال وكأن الأمر "عملية عدائية"، نفذها "مخرب فلسطيني"، وجاء "أبطال الأمن" ليصفوا المنفذ.
وكمن شاهد الحادث بالبث المباشر لحظة وقوعه، عبر شاشات التلفزة الإسرائيلية ذاتها، كانت تحدث تحركات غريبة لا يمكن تفسيرها، فلدقائق طويلة كان شرطي احتلال يتعارك مع السائق حسام في حجرة القيادة على متن الجرافة.
ولكن الجرافة استمرت في حركتها، كذلك فقد كان في المكان عدد من عناصر الاحتلال، وقالت وسائل إعلام إن إحدى الشرطيات أطلقت النار على الشاب حسام، فشلت حركته، ولكن الرصاصتين لم تقتلاه.
ثم صعد إلى حجرة السائق مستوطن متدين، بعد أن "خطف مسدس أحد أفراد الشرطة" حسب الرواية، وأطلق النار ثلاث مرات على رأس حسام ليقتله "ويتأكد من قتله"، وفي نفس اللحظة تحول المستوطن الذي تبين أنه تلقى تعاليمه الدينية في واحدة من أشرس مستوطنات الضفة الغربية، "كريات أربع"، إلى "بطل قومي"، وحتى أنه "ملأ" الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس "بالفخر والاعتزاز"، كما يقول بيرس نفسه.
ومن هنا تبدأ تظهر علامات السؤال حول خلفية الحادث، ومن دون المس بالشاب حسام وكرامته، إلا أننا مضطرون لاستخدام ما أوردته عائلته من معطيات أمام جميع وسائل الإعلام، لإلقاء ضوء على معطيات من شأنها أن تُظهر لنا الحادث برواية أخرى أكثر واقعية.
فللأسف الشديد، وكما يتضح فإن الشاب حسام كان مبتليا بتعاطي المخدرات، وكما يبدو، أيضا، فإنه لم يُقلع عن هذه العادة حتى آخر يوم في حياته، وتبين أن له ماضيا جنائيا، وقبع في السجون على مخالفات جنائية، ولم يذكر أحد أنه أقلع في الفترة الأخيرة عن هذه العادة، كما أنه لم يتقرب لأطر سياسية كهذه أو تلك، حسب عائلته.
وهذا الأمر يؤكده شقيقه عصام، ومحامي العائلة شمعون قوقوش، وحتى صديقة حسام اليهودية السابقة، التي عاشت معه لمدة ست سنوات، حتى العام 2001، وجميعهم قالوا إنه كان يرفض العمليات التفجيرية، ويسأل دائما "من المستفيد؟"، وهذا ما دعا صحافيين إسرائيليين لطرح علامة سؤال حول ما جرى، ولكن في نهاية المطاف فإن الأجواء العنصرية المتنامية لا تترك مجالا للنقاش الواقعي في هذه القضية.
ويقول زملاء حسام دويات في مكان العمل المحاذي لمكان الحادث، إنه في ذلك اليوم كان يتصرف بشكل عادي، وأكل وشرب مع زملائه ولم يُبد أي حركة غريبة لديه.
وكما يظهر فإن الرواية التي يطرحها شقيقه عصام فيها كثير من المنطق، وهو أن حسام قد يكون تورط بداية في حادث طرق عادي، فتوتر وبدأ يتحرك بسرعة، وزاد الطين بلة تجمهر عناصر الأمن وكل ما حدث بعد ذلك.
ولهذا فإن هناك حاجة إلى عدم الإسراع بالحكم بأن الحادث كان "عملية" ضد الاحتلال، لأننا قد نكون أمام جريمة قتل شاب فلسطيني تورط في حادث طرق ليتطور بالشكل الذي رأيناه، بخاصة وأن الاحتلال يرفض التحقيق في حقيقة ما جرى، لتدفع عائلة الشاب الشهيد ثمنا باهظا يكلفها بيتها ومواطنتها في مدينتها.
أضف إلى هذا أن عملية غريبة من هذا النوع، قد تكون لها انعكاسات على فرص تشغيل العمال الفلسطينيين، مما سيزيد من البؤس الاقتصادي الاجتماعي الذي يعيشه الفلسطينيون المقدسيون.
ولكن هذا الحادث بما حمل من نتائج مأساوية، لا نستطيع تجاهلها من منطلقاتنا الإنسانية، كشف مرة أخرى عن الحقد الشرس الكامن في نفس ساسة إسرائيل وجمهورهم، الذين قرروا منذ اللحظة الأولى أنها "عملية إرهابية" وفق قاموسهم، و"احتفلوا" بقتله، رغم انه كان بالإمكان تكبيله واعتقاله، كما ظهر في المشاهد الحيّة والمباشرة، وكما يبدو لكي لا يسمعوا منه روايته للحادث.
ومن المفارقات، أو من قبيل الصدفة، أن هذا الحادث وقع بعد أسبوعين من قرار النيابة الإسرائيلية تقديم لوائح اتهام ضد12 شابا من مدينة شفاعمرو، ثاني مدن فلسطينيي 48، في قضية موت الإرهابي نتان زادة، الذي ارتكب مجزرة في مدينتهم قبل ثلاث سنوات، راح ضحيتها أربعة من أبناء المدينة وجرح العشرات، وقد مات خلال التدافع وهو يحاول ملء بندقيته بالذخيرة ليواصل القتل، وحصد أرواح أكثر ما يمكن من عرب، فقط لكونهم عربا.
وكل الدلائل أثبتت أن الإرهابي نتان زادة صعد في حينه إلى الحافلة من مدينة يهودية بقصد تنفيذ المجزرة في شفاعمرو، واعترفت والدته بأنها حذرت قيادة جيش الاحتلال من خطورة ابنها وما يخطط له، إلا أن الجيش سمح له بالبقاء في صفوفه ولم يصادر سلاحه، وتركه طليقا.
ورغم بشاعة المجزرة التي لا لبس فيها وبنوايا منفذها وهويته، إلا أن المؤسسة الإسرائيلية ومعها وسائل الإعلام، ومن ثم الشارع الإسرائيلي بغالبيته الساحقة، اعتبروا ذلك الإرهابي ضحية "لجريمة قتل نفذتها مجموعة"، لم "يمنحوه فرصة" قتل أكثر ما يمكن من عرب.
وهذا نموذج حي لمعادلة المنطق الإسرائيلي العنصري الشرس، واثبات دموي آخر لحقيقة أن إسرائيل دولة عنصرية نموذجية.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل وإيران والنفط
- إسرائيل ومسامير جحا
- العنصرية والقضاء الإسرائيلي
- الشارع الإسرائيلي -يتخلى- عن الجولان
- التبعثر السياسي الإسرائيلي يستفحل
- إسرائيل و-ديمقراطية الفساد-
- الحراك التفاوضي وشلل أولمرت
- حكومة أولمرت -بسبع أرواح-!
- مصير أولمرت ومصير المفاوضات
- باراك وسياسة الأرض المحروقة
- أولمرت وسورية
- الجائع يناضل من أجل الخبز فقط
- بيرس من النووي إلى النانوية
- القدس ويافا وأخواتهما
- الإرهاب وإسرائيل
- معضلة باراك و-العمل- المزدوجة
- أولمرت واستيطان القدس
- أولمرت وباراك والحرب على غزة
- قاموس إسرائيلي عنصري
- تراجع اعداد اليهود في العالم وازديادهم في اسرائيل


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - -جرافة القدس-: عملية أم حادث وتصفية؟