أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ضمد كاظم وسمي - عالم المرأة














المزيد.....

عالم المرأة


ضمد كاظم وسمي

الحوار المتمدن-العدد: 2321 - 2008 / 6 / 23 - 09:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مقاربة

ليس من اليسر على أي كان أن يصول في عالم المرأة ويجول .. ولعل الخطب كان يهون لو توقف الأمر عند حد فهم هذا العالم بما هو متماه مع عالم الرجل أو متمم له أو هامشيته قياساً الى مركزية الثاني تاريخياً .. والأمض من ذلك هو ما يجري من إعادة لإنتاج سنن الأولين في توصيف تراتبية العلاقة بالمرأة مثل ثنائيات الذكورة / الأنوثة ، الشارع / البيت ، المجتمع / الفرد ، كلها تندرج تحت يافطة حجاب المرأة المسلمة في عملية تستهدف الفصل الجازم بين عالمي الرجل والمرأة ، بين المجتمع والأسرة ، بين الظاهر – ذكوري ؛ والباطن – انوثي - . بطبيعة الحال أن سنة الأولين ليست أسطورة سخيفة بالية .. كما يحسب بعض المتنطعين .. وإنما الجمود عليها والنوم بين أكنافها وعبادتها بصفتها أفقاً نهائياً لتحديد عالم المرأة .. يعد من الأساطير السخيفة المريبة !! فالمؤمنون بسنن الأولين ينظرون نظرة ريبة الى عالم المراة .. رغم أن هذه النظرة تستبطن في لججها شيئاً من القداسة الغامضة .. لأن هؤلاء يرون أن الإنسانية جمعاء ساقطة منذ آدم بفعل فقدانها جنة عدن .. ويحملون المراة بما هي اغواء وأحابيل مسؤولية السقوط .. وإن التاريخ قد شهد ومضات انهت اغواء المرأة وقطعت أحابيلها وبالتالي أعادت القداسة لها .. ولابد من أحياء تلك الومضات لإعادة التوازن الى الإنسانية .. لاسيما وإنهم يعتقدون أن الحضارة الحديثة منحرفة غرقى بالشهوات والخبث وهذه النظرة بالتأكيد تنطلق من إنحطاط الشرق وعوالمه التقليدية الدوغمائية في عهد الإزدهار الغربي وعوالمة الحداثية .
لعالم المرأة ثنائيته الرمز / الواقع ، ولعل القول بمثل هذه الرمزية يكون ضرباً من التخرص الفلسفي .. لكنه في أي حال يستدعي أسراراً جمالية مدهشة .. كذا الأمر مع الجسد الأنثوي الذي لا يتطلب تقديم حقائق جديدة .. بقدرما يتطلب – الفعل التاريخي الحديث - تقديم مفاتيح فهم اكثر تميزاً ودينامية وتأملاً من المفاتيح العتيقة .. لإستنطاق تلك المفاهيم وإستيلادها أخرى جديدة .. اكثر فهماً للواقع وإستنهاضاً له .. وليس من السهولة بمكان أن يكون ذلك لأن الحداثة العربية لم تغادر بعد المرحلة الجنينية رغم ما ينوف على القرنين من الزمن على تدشينها ، إذ لم يزل حبلها السري لم يبتر بعد !!! .
إن الفكر التقليدي يقوم دائماً بوظيفة إعادة التوازن للمجتمع من خلال شرائع حديدية .. فهو إذ يرى في الرجل الجماعة والشارع والعمل والظاهر ، فإنه يرى في المرأة الفرد والبيت والعزلة .. وهو اذ يشدد على بيتوتة المرأة .. فإنما يريدها غير قابلة للإنتهاك وبالتالي يضفي بعض القداسة عليها بهذا المفهوم .. (( والمرأة تجسد كذلك بطريقة ما فكرة الباطنية بالنظر الى بعض جوانب طبيعتها ووظيفتها )) .. والحجاب / البيت بحسب الفهم الديني التقليدي يذكر (( بالسجن المقدس للطبيعة الشهوية التي تبعد الإنسان عن الله )) .. لذلك إبتكر القديس بولص حجاباً تعتمره (( راهبات المحبة )) .. وهو يرمي الى عزلهن في الدير .. تخليصاً لهن من (( الطبيعة الشهوية )) .. وتذكيراً لهن بعدم الإبتعاد عن الله .. وبالتالي إضفاء شيء من القداسة عليهن .. ولكنه نسى أو تناسى إنه بفعلته تلك إنما ساقهن الى جهنم بعد أن حيد أجسادهن الآيروسية .
هذه الضبابية والغموضية المشربة ببعض القداسة قد نلحظها في إبتسامة المونوليزا .. فهي ساحرة حد الأعماء لكنها لذيذة حد الجنون .. فالمرأة لها أن تضرب كضرب العقرب فتشل الرجل لكنها (( حلوة اللسبة )) .. وهذا ينسحب على العلاقة الآيروسية السرانية في حقيقتها .. الإعلانية في إطارها .. وحتى في هذا الإطار فالمرأة لها دور الباطن والعمق والرجل له دور الظاهر والسطحي .. وان تجسد العلاقة الآيروسية يحقق للرجل (( النيرفانا )) .. عندما يلمع النور في الظلمات .. في رمزية روحية صوفية غنوصية .. تحول عالم المراة الى نور .. والعوالم الأخرى الى ظلمات .. في وقت تعجز فيه تلك العوالم الظلامية عن أن تفهم مقاصد البريق الذي ياخذ بالألباب .



#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختلاف بين التنميط العولمي والاقصاء القومي
- العولمة النيوليبرالية
- الحداثة .. واشكالية الخصوصية
- اورهان باموك : ظل الذكريات وتكامل الحضارات
- نقد العقل العربي / النخب الفاعلة والاحادية الفكرية
- السياسة الامريكية وتقسيم العراق
- نقد الفكر العربي/المشروع النهضوي اعادة تشكيل الوعي العربي


المزيد.....




- المؤتمر الدولي الخامس عشر لحوار الأديان يناقش أهمية الأسرة و ...
- فرنسا.. القضاء يلغي أمر ترحيل امرأة جزائرية عائدة من سوريا
- ارتاحي من زن العيال طول النهار .. تردد قناه طيور الجنة 2024 ...
- مطالب بضرورة حماية الأسرة في مؤتمر الدوحة لحوار الأديان
- متحف مخصص للنساء فقط يتحول إلى مرحاض لـ -إبعاد الرجال-
- المرأة الجديدة تبحث عن باحثة بدوام جزئي لبرنامج النساء والعم ...
- إعادة بناء وجه امرأة من -النياندرتال- عاشت قبل 75 ألف عام في ...
- يركّز على قضايا الأسرة.. انطلاق فعاليات مؤتمر الدوحة لحوار ا ...
- فرنسا: ناشطات نسويات يلطخن لوحة -أصل الكون- بطلاء أحمر أثناء ...
- تدمير رفح…معبر غزة الوحيد نحو النجاة


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ضمد كاظم وسمي - عالم المرأة