أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف دسوقي علي - الفن والقيم الجمالية بين المثالية والمادية















المزيد.....

الفن والقيم الجمالية بين المثالية والمادية


أشرف دسوقي علي

الحوار المتمدن-العدد: 2313 - 2008 / 6 / 15 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


استعراض لكتاب الدكتور رمضان الصباغ" الفن والقيم الجمالية بين المثالية والمادية
..................................................................................
..................................................................................
لطالما شكل الفن عنصرا هاما وحيويا في حياة الانسان , وذلك منذ بدأ الخليقة , حيث مارس الانسان الفن بشتي صوره , متخذا أشكالا كثيرة , من تعبد , وطقوس , احتفاليات , معبرا عن ذاته , حيث اكتشف قيمة الفن الجوهرية , وما تضيفه الي الانسان الفرد والي الجماعة , فسعي من يومها الي تطوير هذا الفن حتي وصل به الي قمة النضج, وربما بكر هذا النضج لدي بعض الامم, في تأخر عند بعضها الاخر , وربما تخلف عند بعض ثالث ! , ويعد الفن أحد أهم المحكات التي يقاس بها تقدم المجتمع , حيث لا ينشأ الفن في فراغ , بل هو نتاج المجتمع بكل تفاعلاته واشتباكاته وصراعاته الدينيه والفكريه والمجتمعية والسياسية , وتعد الحرية أهم ضمانة لنو وتقدم الفنون والتي بدونها يتخلف الفن وبالتالي المجتمع , حيث سيطرة قوي واتجاهات وأفكار بالية من شأنها ازدرائه بل وانهياره, ولقد مورست علي الفن ضغوطات عديدة , منها ضغوطات فلسفية ودينية ومجتمعية ...الخ.
بل الاعجب من ذلك أن بعض عرابي الفن أنفسهم رسموا ووضعوا القيود علي أنفسهم , وكانهم استكثروا بعض نفحات الحرية التي تهب عليهم من ان لاخر , مع ايماني الشيد بالالتزام والمسؤلية المبنيه علي معرفتي بخطورة الفن واثاره ان ترك العبث واللااتزام , فالفن مسؤلية أولا .ويبحث الكتاب الذي بين ايدينا هذه الجزئية ويؤمن باطلاق يد المبد دون قيود أو حدود و حيث سقف الحرية مفتوح تماما , ويتكون الكتاب من فصول ستة , تتعرض للقيم الجماليةالمثالية لدي كانط
والقيم الجمالية المثالية لدي هيجل , وعرض لانواع الفنو المختلفة ومدارسها الرمزية والكلاسيكية والرومانتيكية , كما يتعرض الكتاب للقيم الجمالية والمادية والنزعة السوسيولوجية لدي بليخانوف و كما يعرض للفن بنزعتيه و الفن والمنفعة , والفن للفن , وجدلية الشكل والمضمون وصولا الي القيم المادية والتحرر الانساني عند تروتسكي, ودراسة ونقد المستقبلية وصراع التواصل /الانقطاع مع التراث , وكذلك يتعرض للمدرسة الكلية الروسية والبروليتاريا والفن الاشتراكي والواقعية في الفن ومدي مجابهتها للحداثة , ويستعرض رمضان الصباغ كل ذلك بشكل يكاد يكون محايد مع تفهمنا لميول الكاتب وتفضيلاته بالطبع , يعرض الكتاب قصة الصراع المرير بين الفن وقوي ظلامية مختلفة , وقدرته عي مجابهة الاحتواء منذ أفلاطون وأرسطو وتوما الاكويني وكانط وهيجل وسنتيانا وبليخانوف وحتي يومنا هذا , فلقد كان أفلاطون سلبيا تجاه الشعراء والفنانين , رغم شاعرية كتاباته وعظمة ابداعه , كما يري تولستوي أن الفن يصبح ساميا وعظيما حينما يعبر عن النظرة المسيحية وذوق الفلاحين البسطاء " الموجيك "!!, هكذا يلتق تولستوي مع قوي كثيرة تعتبر الفن خادما لشئ خارجه !أي أن الفن خادم للدين والمجتمع أو لافراد أو فئات معينة , اذا فعل ذلك فيكون فنا عظيما !! وعلي النقيض كان عمانويل كانط الذي ارتئي أن الفن غاية في ذاته , وقدم دراسات مستفيضة في الجمال مهدت الي استاطيقا القبح!أما هيجل , فتجاوز شكلية كانط فقدم نوعا من المثالية الموضوعية , فركز علي المضمون مقابل الشكل ,ورفض خدمة الفن لاي نسق خارجه سواء كان دينيا أو سياسيا أ او اجتماعيا , الا أن هيجل نفسه توصل _في النهاية _ الي رثاء الفن وتشييعه الي مثواه الاخير !, ويأتي بليخانوف المنظر الماركسي القديرمتأثرا باراء كانط , الجمالية , وان اختلف معه علي عدة أصعدة , وربط بين الفن والمضمون وأهمية الطبقات الاجتماعية متبعا خطي هيجل وماركس ,مرجحا الرؤية الاجتماعية علي الجماليات وذلك تناغما مع نظرته الطبقيةللفن .
أما ما أكد عليه الباحثون فكرتين, هما المحاكاة وانتاج شئ من لاشئ , وبذلك لم يكن الفن البدائي فنا بهذا المعني بل كان اقرب الي " الحرف اليدوية " و فكلمة فن اليونانية بمعادلها الاتيني arsلا تشير الي الفنون الجميلة كما نفهما ونعرفها اليوم fine arts انما تشير الي الحرفة craft, or science .ولقد تراوحت تعريفات الفن بين الجليل والجميل والفن للفن أم الفن للمنفعة ..وهنا يتسائل "جاريت " هل الاشياء الجميلة هي التي تشبع رغباتنا دائما بطريقة من الطرق ولم يتركنا نجيب بل أجاب هو بأن ليس كل الاشياء الجميلة تمنحنا الرضا وأن الاشياء التي تمنحنا الرضا ليس كلها جميلة !وكل مناسب ليس حتما أن يكون جميلا , وبالتالي فالفن منفصل عن القيم الجمالية والدينية ويصبح غاية في ذاته , في حين ربط جورج سانتيانا الفن بالمنفعة مؤخرا , أما بخصوص الجميل والجليل فان الكاتب يطوف بنا مع اراء ادموند بيرك الذي يقول بان الجليل يتصف بعدم التشكل والقوة والضخامة , اما الجميل فهو صغير نسبيا ناعم مشع متماسك بالخطوط المستقيمة , في حين يؤكد هيجل علي أن الجميل الفني أسمس من الجميل الطبيعي !, في استعراض للقيم المضادة أي القيم المادية والسسيولوجية لدي بليخانوف واراء الثوريين الروس , ثم تأكيد تشيرنفسكي علي أن الجمال حقيقة موضوعية وأنه شئ واقعي ومهمة الفن اعدة خلق الجمال ووأن الفن للمنفعة , في حين تحول بوشكين الي مدافع عن الفن للفن بعد تضيق الخناق عليه قائلا :_ ابتعدوا, وانصرفوا ,....هل يشترك الشاعر العظيم في خصلة واحدة معكم ؟!.
كما خرج كثيرون عن المألوف مثل فلوبير, وجوتير وبودلير الذين مجدوا الصف الثاني من الادباء والفنانين ووجدوا أن فناني الصف الاول ماهم الا من ذوي التأخر الذهني !!, كما يستعرض الكتاب اراء ’Marinetiالايطالي الذي أعلن بياتن المستقبلية الاول من خلال الفيجارو الفرنسية 1909والذي دعا من خلاله الي فن قائم علي الحركة والدينامية والتزامن وأن يكون الشعر حدسيا والتبرؤ من العقل وهجر النحو الاتيني ..الخ , كما افتقد لعناصر الحس الانساني وانتقدوا الكنيسة والشيوعية واعتبروها سلفية !!وفرق الشكليون بين لغة الشعر والحياة اليومية ونادوا بالتعدد ونفي الاحادية وكان علي رأسهم ايخنباوم والفن وسيلة و كما اتهم تروتسكي مدرسة شكلوفسكي وياكوبسن وجيرمونسكي بانها اختزلت عملها في مجرد التحليل الوصفي والشبه سكوني للاصول الاشتقاقية والنحوية للاعمال الشعرية وأحرف العلة والصوامت والمقاطع .....كما وقالت البروليتاريا بانالوجود الاجتماعي للانسان هو الذي يدد وعيه والذي بدوره يتحدد عن طريق الطبقة الاجتماعية التي ينتمي اليها حيث رأوا أن الاسلوب هو الطبقة the style is the class كما استعرض الكتاب واقعية ليزروف وصراعها مع الحداثة , والرؤية النتشوية بأن الانسان مسكون بديونيسيوس القوة اللاشخصية للشهوة والجنس الطبيعيتين في الانسان , مع استعراض لتيار مابعد الحداثة .
يمثل كتاب الفن والقيم الجمالية بين المثالية والمادية مرجعا هاما في علم الجمال لاغني عنه اقارئ أو لباحث أو لدارس أكاديمي , ويحمل بؤرة وعي للشاعر والفنان والاديب ...الكتاب برقم ايداع 11837/2000
الناشر احدي الدور الخاصة بالاسكندرية
المؤلف / د. رمضان الصباغ



#أشرف_دسوقي_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابداع والاتباع وبينهما........


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف دسوقي علي - الفن والقيم الجمالية بين المثالية والمادية