أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح بدرالدين - في الذكرى الستين لنكبة فلسطين















المزيد.....

في الذكرى الستين لنكبة فلسطين


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2281 - 2008 / 5 / 14 - 11:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس أدل على عمق الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي الدائر منذ أكثر من نصف قرن وتفاقم ما يطلق عليه بأزمة الشرق الأوسط من المشهد المتناقض في الشكل والمضمون والدلالات في تعبيرات طرفي الصراع لدى قراءة وتعريف تاريخ الخامس عشر من أيار لعام ثمانية وأربعين : فاسرائيل تحتفي به كعيد قومي بكل هالات التقديس والتمجيد واليوم المشهود في استقلال الدولة العبرية أما الفلسطينييون فيعتبرونه يوم حزن وحداد وبداية مسلسل الهجرة والتشرد ودرب الآلام بعد أن احتل وطنهم وقسم دون ارادتهم في ظل موازين القوى المحلية والعربية والدولية المختلة في غير مصلحتهم , وقد أوجز كاتب عربي معروف المناسبة بدقة متناهية ومعبرة عندما اعتبرها مقسومة بين تضادين ( واحد يوقد الشموع وآخر يذرف الدموع ) .
شغلت القضية الفلسطينية لمدى ستة عقود ومازالت الحيز الأكبر من مساحة الحياة السياسية في الاهتمامات العربية والاقليمية والدولية ومنذ الطلقة الأولى التي دويت بمبادرة من حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح – في بداية ستينات القرن المنصرم ايذانا بتصاعد وتيرة النضال الفلسطيني الى مرتبة الكفاح المسلح ومن بعد ذلك الارتقاء الى الجبهة السياسية الموحدة لتلتئم فيها غالبية القوى الفاعلة في الساحة الفلسطينية مجسدة في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية كاطار تمثيلي انتزع شرعيته بسرعة فائقة فلسطينيا وعربيا واسلاميا وعالميا وحظي بدعم مادي ومعنوي منقطع النظير كما جلبت القضية الفلسطينية انتباه العالم أجمع الى درجة اقبال الدول والحركات والأطراف والقوى على الافصاح عن مواقفها من الحقوق الفلسطينية مهما كانت وجهتها كما استطاعت تثبيت موقعها كحركة تحرر وطني في الهيئات الدولية ان كانت كعضو مراقب في الجمعية العمومية أو كامل العضوية في العديد من المؤسسات التابعة للآمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وغيرها , ولم تكن هذه القضية بمأمن عن مختلف أنواع المصاعب والتعرجات في تاريخها الحافل بالانجازات والنكسات حيث تواجه خصما قويا له تحالفات واسعة على الصعيد الدولي وتحديدا في الغرب وقواه العظمى اضافة الى جملة من الأخطاء اقترفتها قياداتها مثل معظم قيادات حركات التحرر الوطني في مراحل مختلفة ومن أبرز تلك المحطات التي أنهكت قواها واستنفزت طاقاتها في مرحلة سابقة ما حصل لها في الساحتين الأردنية واللبنانية في أعوام السبعينات ومن تفكك وانقسامات في المرحلة الراهنة .
لقد تحولت القضية الفلسطينية في حقبة انتعاشها ونهوضها خلال سنوات تواجد منظمة التحرير وقيادتها السياسية في الساحة اللبنانية ما يقارب العقدين الى مركز استقطاب لمختلف قوى التحرر والتقدم في المنطقة وبعض مناطق العالم فقد توفرت شروط ايجابية مساعدة في هذه الساحة لتعيد القيادة الفلسطينية اعادة بناء هيكلية منظمة التحرير وتوسع من نشاطها السياسي والاعلامي والدبلوماسي وتمدد نفوذها بين أوساط فلسطينيي الشتات وتنظيم طاقاتهم وتضاعف من تواصلها مع الداخل العربي الفلسطيني وحركات السلام الاسرائيلية واليسار عموما وتعزز من تحالفاتها وعلاقاتها مع دول المعسكر الاشتراكي والدول العربية والعالم الثالث وأوروبا الى جانب بناء تحالف استراتيجي متين مع الحركة الوطنية اللبنانية بقيادة الشهيد كمال جنبلاط الى درجة انجاز وترسيخ تنسيق عسكري وأمني مشترك خلال سنوات الحرب في مواجهة الخصوم المحليين والنظام السوري خاصة بعد حدوث تطابق في المواقف والمصالح بين الجانبين تتعدى الساحة اللبنانية نحو آفاق أرحب تتعلق بمستقبل المنطقة وقضايا التحرر والتقدم , وهنا علينا التذكير بأن بدايات النهوض هذه شهدت وللمرة الأولى تلاقي الحركتين التحرريتين الفلسطينية والكردية وبدء التعارف والحوار الودي الدافىء بيننا من جهة كممثلين لاتجاه رئيسي في الحركة الكردية في سورية وكنت وبكل فخر المعبر عنه وبين قادة الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير وعلى رأسهم الرئيس الراحل ياسر عرفات من الجهة الأخرى ذلك التلاقي الذي عملنا بجهودنا الحثيثة على تحويله وتطويره في ما بعد الى علاقات حوار وتنسيق وتعاون لتشمل معظم أطراف الحركة القومية الكردستانية في العراق وايران وتركيا كخطوة ريادية على طريق مواصلة الحوار في سبيل شرح وتعريف الحقوق الكردية المشروعة وتعزيز التضامن الكردي العربي على قاعدة الاحترام المتبادل .
نجحت منظمة التحرير الفلسطينية في ظل القيادة الفعلية لحركة فتح ورمزها الوطني ياسر عرفات ودعم واسناد معظم الفصائل اليسارية الرئيسية في طرح برنامجها المرحلي الواقعي المؤسس على مبدأ السلام والتفاوض مع اسرائيل حول قبول خيار الدولتين على ضوء قرارات هيئة الأمم المتحدة وارادة المجتمع الدولي ومن أجل تحقيق ذلك خاضت مفاوضات سرية متواصلة مع الجانب الاسرائيلي باشراف دولي وأوروبي على وجه الخصوص لتتمخض عنها اتفاقية – أوسلو – عام 1993 التي أفرزت جملة من الحقائق والتطورات المستجدة منها عودة القيادة الفلسطينية الى الوطن وقيام السلطة الوطنية على جزء من فلسطين التاريخية ولم تكن المبادرة الفلسطينية السلمية هذه والاتفاقية الأخيرة الا احدى نتائج مؤتمر مدريد التصالحي بين اسرائيل والعرب عام 1991والذي عقد بمشاركة عالمية واشراف أممي واعتبر نقلة نوعية وفاصلا بين مرحلتين وبداية لاعتراف عربي تاريخي بدولة اسرائيل باتجاه تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية .
ان أخطر ما تواجهه القضية الفلسطينية في المرحلة الراهنة هو : 1 - التحديات الناجمة عن التعنت الاسرائيلي في قبول حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني وعدم الاستعداد لابرام اتفاقيات الحل النهائي ووضع العراقيل أمام الحل السلمي بل مضيها في مواصلة سياسة الحصار والتجويع ضد المناطق الفلسطينية اضافة الى اتباع نهج العنف والحروب والاغتيالات وضرب البنية التحتية الفلسطينية الاقتصادية منها والبشرية والمعيشية , 2 – التحديات الناتجة عن انقلاب حركة حماس العسكري على الشرعية في قطاع غزة وفصل منطقة نفوذها عن ادارة السلطة الوطنية ورئيسها المنتخب كتهديد جدي لأسس الوحدة الوطنية والاستهتار بشرعية منظمة التحرير الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني والخروج على برنامجها والتزاماتها أمام شعب فلسطين والعالم والمضي في نهج العنف وتحويل القضية الفلسطينية بما هي قضية تحررية لشعب يطمح في تحقيق هويته القومية الذاتية الى مسألة صراع ديني حضاري بتوجه شمولي استئصالي دموي مستجيبة بذلك ومكملة في الوقت ذاته أهداف وتكتيكات اليمين الاسرائيلي المتطرف المعادي للسلام وملحقة الأذى بالنضال الفلسطيني وفي المقدمة تراجع التأييد والتعاطف السابقين من جانب قوى الحرية والديموقراطية في العالم وبشكل خاص بعد أن انخرطت حركة حماس كأداة في محور الممانعة الاقليمية دمشق – طهران وتوابعه من الأصوليين الاسلاميين في لبنان والعراق والمعروف باستبداديته ومعاداته للديموقراطية على الصعيدين المحلي والاقليمي وقد كان مشهد السيد خالد مشعل زعيم حركة حماس مستفزا لشعبه أولا ولكل قوى التحرر والتقدم والديموقراطية في سوريا والبلدان العربية الصديقة للقضية الفلسطينية تاليا عندما أطل عبر وسائل اعلام نظام الاستبداد في دمشق عشية انقلاب توأمه ورفيقه الآيديولوجي وزميله الممانع سيد – النصر الالهي – على الشرعية في بيروت تماما كما فعلها هو في غزة متبجحا بغطرسة كلامية بالبطولات الوهمية موزعا الاتهامات والتهديدات يمنة ويسرة لكل من يخالفه الرأي دولا عظمى وحكومات عربية وأمم متحدة وقوى وتيارات وطنية فلسطينية .
أمام هذه التحديات المصيرية تحاول قوى الشعب الفلسطيني الوطنية والديموقراطية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير والملتزمة ببرنامجها وسلطته الوطنية الشرعية ورئيسها المنتخب الخروج من الأزمة الداخلية بتصفية آثار ونتائج انقلاب حماس وعودتها الى دار الطاعة والامتثال للشرعية وانقاذ ما يمكن انقاذه من براثن الاستيطان وعملية قضم الأراضي الفلسطينية عبر الحوار باشراف المجتمع الدولي والوسائل الكفاحية الشرعية الأخرى من أجل لحفاظ أولا على ماتحقق وانتزاع حقها في تقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة الى جانب دولة اسرائيل حسب القرارات الدولية والتزامات الادارة الأمريكية وأوروبا .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنبلاط يدق ناقوس الخطر
- تكويعة - الممانعة - بين الاستراتيجية والتكتيك
- بمناسبة الأول من أيار : الطبقة العاملة والمعارضة السورية غيا ...
- ومازال الناطق الرسمي السوري - ينفي - ...
- أي - أمن قومي ووطني - أمن النظام أم أمن الشعب ؟
- يا أكراد سورية .. قمة دمشق بانتظاركم
- عندما هب كرد سوريا في وجه الاستبداد
- البرلمانييون العرب في كردستان
- بمناسبة عيد المرأة العالمي كفى استضعاف المرأة فهي الأقوى
- - كول - .. واشكر
- ثنائية الديني والقومي في استقلال كوسوفا
- محاولة في فهم أبعاد مقتل – مغنية - بدمشق
- قضايا الخلاف في المعارضة السورية- 4 -
- - فيدرالييو -هولير و- كونفيدرالييو- بغداد
- قضايا الخلاف في المعارضة السورية - 3 -
- المعارضة السورية ودول - الاعتدال - العربي
- عاصمتنا رهينة ثقافة الاستبداد
- قضايا الخلاف في المعارضة السورية - 2 -
- زيارة بوش في مرمى سهام - الممانعات -
- فلنرفع علم صلاح الدين


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح بدرالدين - في الذكرى الستين لنكبة فلسطين