أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جلال عامر - من ذاكرة الفساد -أول الهاربين














المزيد.....

من ذاكرة الفساد -أول الهاربين


جلال عامر

الحوار المتمدن-العدد: 704 - 2004 / 1 / 5 - 07:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


(1) كان "عثمان أحمد عثمان" يزهو دائما  أنه بدأ حياته العملية بمبلغ ثلاثون جنيها بني بها أمبراطوريته وشركاته... ولنا أن نصدقه فقد أشتري وطنا بأقل من ذلك... فقد تقاضي ثمانون جنيها فقط نظير إصلاح وترميم وتجديد بيت"أنور السادات" في الهرم فكانت بداية الصداقة التي تطورت وإنقلبت مصاهره وهو ماجعل "أنور السادات" يعينه في عام 1973 وزيرا للتعمير فبدأ دون كلل يدير الوزاره بعقلية المقاول دون بعد سياسي أو إجتماعي ففجر أزمة الإسكان التي لازلنا نعاني منها حتي الآن... ثم تمددت سطوته حتي سيطر تماما علي الحياة الإقتصادية في مصر طوال حياة صديقه وصهره "أنور السادات" أي أنه جامل "أنور السادات" في فيللا... فجامله السادات في وطن... كان "عثمان أحمد عثمان" هو أول من أسس جمعية الهاربين بأموال مصر... فمن تحت عباءته خرج أولهم وأشهرهم "توفيق عبد الحي" وآخرون منهم "هدي عبد المنعم"... بل إنه هو الذي قدم "رشاد عثمان" في إحدي الأمسيات إلي "أنور السادات" حين طلب الرئيس من رشاد أن يخلي باله من الإسكندرية ويجعلها أحسن من بيروت (وإللي يعادينا يطق يموت)... في هذا الوقت الحزين من عمر مصر كان عثمان هو الذي يعين الوزراء ورؤساء تحرير الصحف ويحدد أيضا الرابح والخاسر في لعبة السوق... كان الطالب الفاشل "توفيق عبد الحي" مندوبا للاعلانات في جريدة "الطلاب" وكانت جريدة لا تقبل الحال المايل لذلك كانت تنتقد بشدة "أنور السادات" و"عثمان" وسياسة الإنفشاخ ذاتها... فكر "عثمان" أن يضرب جريدة "الطلاب" بمندوب الإعلانات "توفيق عبد الحي"... فأسس له جريدة بإسم "صوت الطلاب" لاهم لها سوي مدح "أنور السادات" و"عثمان"... أغدق "عثمان" المال علي "توفيق" وجريدته حتي أختفت الجريدة الأصلية تحت وطأة الأزمات الخانقة وبقيت الجريدة المزيفة تنافق السادات وعثمان حتي ملها الناس وأنصرفوا عنها فأغلقت أبوابها... فأصدر له عثمان جريدة من أموال وزارة التعمير بإسم "التعمير" وكان يتم توزيعها بالأمر... همس "عثمان" في أذن السادات بتعبير "التنمية الشعبية" وعلي حس هذا الإصلاح أقيمت شركة "أريك" وأقيم لها مجانا 152 منفذا للبيع في أهم الأماكن وكان معظمها – مع الأسف – مخالفا للقانون والغريب أن "عثمان" و"عبد الحي" اللذان أقتنصا الملايين بسبب هذه النفحه الساداتية لم يدفعا في هذه الشركة إلا خمسة آلاف جنيه... كان "السادات" قد قتل وتلاشي نفوذ "عثمان" عندما أوقفت الجمارك شحنات الدجاج التي توزعها شركة"أريك" وتبين أنها حتي لا تصلح سماداً للتربه ( نعم نص التقرير علي أنها لا تصلح سمادا للتربه أو طعاما للكلاب)... حتي هذا الوقت كانت التنمية الشعبية المهلبية قد أدخلت 105 شحنه دجاج ضخمة من محارقها في الخارج إلي بطون المصريين... وتبين أن أفضل الشحنات كانت منتهية الصلاحية من سبع سنوات... وتبين أن "توفيق عبد الحي" نهب ملايين البنوك بضمانات وهميه وأنه حتي لم يسدد للدولة جنيها واحداً كضرائب... ورغم ذلك فقد وجد "توفيق عبد الحي" من ينبهه أن أمرا من النيابة سيصدر بالقبض عليه... فهرب الرجل إلي اليونان ليكون باكورة طابور الهاربين وهو الطابور الذي بدأ به ولم ينته للآن... كان من بين البنوك التي نهبها "عبد الحي" بنك المهندس الذي يشرف عليه "عثمان" ورغم ذلك قال "عثمان" للصحف:- "فلوسنا وإحنا أحرار فيها"... المضحك أن المحامي العام لنيابة الأموال العامة الذي كان مسئولا عن التحقيق في فساد "توفيق عبد الحي" هو المستشار "ماهر الجندي" المحبوس الآن في قضايا فساد والذي كان محافظا للغربية ثم محافظا للجيزة... بالمناسبة المستشار "الجندي" أستبعد من التحقيقات الوزراء الذين تورطوا وتواطؤ مع "توفيق عبد الحي" علي سبيل المثال وجيه شندي وزير السياحة الأسبق والمهندس سالم محمدين سداد الدين وزير الصناعة الأسبق, وفي اليونان أستمر "توفيق عبد الحي" في الفساد وعقد الصفقات المشبوهه وهو ما عرضه للحبس والمساءلة القانونية أكثر من مره, ثم أصيب "عثمان أحمد عثمان" بالزهايمر وقبل أن يتوفى رفع عليه أحد أبنائه قضية حجر, ثم توفى الرجل الذى كان ملكاً غير متوج على مصر طوال فترة السبعينيات وفقد بذلك "توفيق عبد الحى" أحد أكبر مسانديه... لكن "توفيق عبد الحى" يعيش الآن بفلوسنا آمنا مطمئنا خاصة بعد أن رفضت اليونان تسليمه إلي مصر وعندما سأله أحدهم عن السر في نفوذه وكانا يتحدثان في المطعم الذي أفتتحه "توفيق عبد الحي" في اليونان... أشار "توفيق" إلي أحد الزبائن الذين يتناولون الطعام في مطعمه وقال:- "هل تعرف من الجالس أمامك؟"... قال الرجل:- "لا"... قال توفيق عبد الحي:- "هذا مستر "كابسيس" وزير الأمن الداخلي وهو صديقي وزبوني أيضا....... ولا يزال النهب مستمرا.
ج . ع 



#جلال_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرجنا من عنق الزجاجه لندخل في ودن الفنجان
- حديث الأرقام
- علقه للسيد الوزير
- صواريخ أرض/ بنك
- مذكرات غلبان
- شخصيات تبحث عن مؤلف -مرشح الحزب
- شخصيات تبحث عن مؤلف -ريكا طاطا
- الوزير في هاواى
- صبية النار
- حدث في رمضان
- بلاش تعمل فيها حمقه
- برنامج صايم من غير سحور
- برنامج أنهار الخير
- التقيه النشطه
- أنا وحضرتك و لامواخذه عمر الشريف
- عرضحال دمغة
- بانوراما... بانودراما... بانوا على حقيقتكم
- خان وأخواتها
- الجيل السوبر أبطال حرب أكتوبر
- في الإسكندرية شرفاء وشريفات أيضاً


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جلال عامر - من ذاكرة الفساد -أول الهاربين