أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خليل الشيخة - علم تحليل الشخصية - الشخصية اليقظة















المزيد.....


علم تحليل الشخصية - الشخصية اليقظة


خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 2267 - 2008 / 4 / 30 - 11:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الشخصية اليقظة(1)
الإنسان الصامد
ترجمة : خليل الشيخة(2)
الجزء الأول :
لا يمكن أن يمر شيء أمام هذه الشخصية دون ملاحظته . فهي تتمتع بحاسة انتباه قوية لما يجري حولها، إضافة إلى امتلاكها إرادة صمود متينة تتصدى من خلالها لأحداث الحياة. فهي تملك حاسة تشبه اللاقط الهوائي الذي يمسح كل ما حوله من بشر أو جماد. وهذا يعطيها الإدراك في حجم الخطر من جراء تعاملها مع الآخرين. تتمتع هذه الشخصية بسمع ورؤية مرهفتان، فهي تستشعر الرسائل الممزوجة حولها أو الغاية المخبئة التي ينقلها الآخرين بواسطة الرموز أو الألغاز حيث تفتقر الشخصيات الأخرى لهذه الحاسة. ولهذه الميزات قد تنجح هذه الشخصية في النقد بكل مجالاته (الثقافية والاجتماعية والأدبية)، وباختصار تصبح هذه الشخصية مثل شرطي الحراسة الذي يلاحظ المتغيرات في بيئته.
الصفات الستة العامة في مفتاح الشخصية :
الصفات التالية والسلوك هو بمثابة مدخل لمعرفة هذه الشخصية حيث كلما ازدادت ارتفاع نسبة هذه الصفات كلما تشكلت الشخصية اليقيظة بوضوح أكثر:
1. الاستقلالية :
تتمتع الشخصية اليقظة باستقلالية قوية ، فصاحب هذه الشخصية ليس بحاجة لمساعدة أحد، فيصنع القرار بنفسه دون الحاجة لأحد.
2. الحذر :
هم حذرون في التعامل مع الاخرين، يفضلون معرفة الأشخاص بعمق قبل التعامل معهم أو الثقة بهم.
3. الدفاع عن النفس :
هؤلاء الناس لايترددون في الدفاع عن انفسهم تحت الضغط أو في حال الهجوم من الاخرين.
4. الحساسية للنقد :
يأخذون النقد من الاخرين بشكل جدي ويردون دون الشعور بالخوف أو النتائج.
5 . الادراك والوعي :
هم مستمعون ممتازون ويملكون حدة ذهنية في تحليل الحديث وفي تقيم مستويات عدة من التواصل.
6. الاخلاص :
هم ينظرون إلى الاخلاص بأهمية كبيرة وهم يعملون بشكل دؤوب لاستخلاصه من الاخرين ، وهم دائماً يطلبونه من الاخرين . وهو بالتالي شرطهم لبناء علاقة حميمة أو صداقة متينة.
- النمطيات المسيطرة في الشخصية اليقظة :
العلاقة :
في بوادر العلاقة، هناك سؤال هام يطرح في ذهنية اليقظ إلا وهو من يدير أو يوجه من . فهذه الشخصية حساسة جدا لمظاهر القوة والسلطة حولها. لأنهم يحاولون دائما الحفاظ على استقلاليتهم وحريتهم بشكل من الصعب اخضاعهم للاخرين. بل هم دائما يبحثون عن طرق للهيمنة في العلاقة وليس التبعية. وبالطبع هذا النمط هام في مفتاح الشخصية. ففي العلاقة الزوجية تراهم يحاولون الهيمنة الكلية للحفاظ على الاستقلالية والحرية في القرارات.فهم بطيئون في التعرف على الغرباء حيث تراهم يأخذنون وقت أطول للاطمئنان على سريرة الاخرين.
ورغم حذرهم في التعامل مع الغرباء الا أنهم يتمتعون بشخصية جذابة مسلية للذين يعرفونهم، أو بعد توطيد العلاقة مع الاشخاص حولهم. فهم يدخلون العلاقة بخطوة تلو الاخرى . ومهما قويت العلاقة بينهم وبين الاخرين يظلون يحتفظون بجزء من ذواتهم لأنفسهم.
- كشفهم للبواعث الخفية عند الناس:
الشخصية اليقظة حذرة بشكل دائم للبواعث الخفية في العلاقة. فاذا حاول الاخرون السخرية منهم بطريقة ملغَزة سيلاحظون ذلك ويفهموه على أنه تهجم. وبما أنهم يتمتعون بقراءة عدة رسائل سماعية على مستويات متنوعة ، فهم يدركون إذا خبئت اي من هذه الرسائل تحت الرمال للضرر بهم. ولذلك فقد يكونوا أي شيء باستثناء السذاجة .
عندما يزداد التطرف في الشخصية، أي كثرة الحذر واليقظة تصبح تفسيراتها سيئة في الاخرين فيأخذون في الحديث تحليلات احيانا غير واقعية. وهذا يدفعهم للشك والربية بكل أفعال الناس وحتى المقربين منهم مما يسهم في تقويض وتدمير علاقتهم مع الاخرين . ويلعب عامل السن دورا هاما وخاصة التقدم بالعمر، حيث تصبح هذه الشخصية أكثر شكا وريبة في الناس.
- الحقوق الفردية المكتسبة :
لاشك أن المجتمع بحاجة إلى مثل هذه الشخصية، لأن صاحبها يستشعر الممارسات الخاطئة في العادات والتقاليد والهيئات الادارية وفي توجهاتها المخفية ضد العاملين لديها . تراهم دائما وراء أهداف هامة في عالم متغير.
قد تشاهدهم يتزعمون الحقوق المدنية أو درء الظلم عن الضعفاء ودائبوا النظر إلى الحرية الانسانية. هم عبارة عن الصافرة التي تنطلق لتحذر الناس من الممارسات الخاطئة التي يفعلها الاقوياء في المجتمع. وهم يملكون الحجة لما يعتقدون به مما يثير إعجاب الناس حولهم وتجمعهم تحت لوائهم . وكلما كثرة الهجمات عليهم كلما قوية ظهورهم. وهم في محاولة دائمة لبناء عالم أفضل من خلال الكشف عن ممارستنا المغلوطة وهذا مايجعلهم مثاليون في دعواتهم.
الشخصية اليقظة عندما تصل حد التطرف تسوق العامة إلى الشك في الفئات الاخرى والطوائف المختلفة مما يجعلهم رسل للكره والفتنة في المجتمع. ويكون الشخص قد وقع في براثن الميول المرضية للشخصية البرانوية.
- الحامي للأسرة :
تعمل هذه الشخصية على حماية الأسرة إلا إنهم يشجعون الربية في الابناء . وعندما يبدأ الأولاد في النضج ويعلنون تمردهم واستقلالهم في البيت، يفهم الاب من هذا السلوك تهديدا لسطوته مما يجعله يلجأ إلى احكام السطوة على الاسرة. ورغم أن عواطف الاب قد تبدو لأولاده باردة إلا أنه في الداخل يكون شعلة من الحب والعطاء وجلب كل مايسعدهم.
- الضغوط النفسية :
الوقت الطويل الذي تستغرقه الشخصية للتعرف على الناس سببه محاولة تقيم العلاقة ومعرفة من سيكون صاحب القرار أو المسيطر. وعندما تفلت منه هذه السيطرة في العلاقة تبدأ الضغوط النفسية بالتكاثر. ويصطحب هذا الشعور فقدان الامل في الاخرين حيث تبدأ العلاقات تتحطم في حياته ويلوم فيها الناس على سوء المعاملة والخيانة وخاصة في العلاقة الزوجية . وبذلك يعلنون للشريك بأنه من الأفضل أن يذهب كل في طريقه لأن العلاقة بينهم آيلة للسقوط. وهم لاينظرون إلا إلى اخطاء الجانب الاخر ولاستجيبون عند تذكيرهم باخطاءهم لأن التكرار في ذلك يعدونه هجوم على شخصهم ولذلك يأخذون صفة المدافع. ولاتنفع معهم في ذلك الوقت التسويات. فهم يفتخرون باستقلايتهم وصمودهم حتى يتنازل الجانب الاخر وينصاع للأمر أو تكون النتيجة الترك والانفصال، حيث يلجأ اليقظ إلى الانغماس في العمل ومشاغل الحياة حتى ينسى كل ماتبقى من العلاقة السابقة.
- التكافئ الزوجي :
الشخصية اليقظة تكون ناجحة في العلاقة الزوجية إذا لم تتعرض للسيطرة من القرين. فهم يبحثون عن المرأة التي لاتشكل تهديداً لشخصيتهم أو لاتتمتع بشخصية قوية مسيطرة. فالعلاقة مع امرإة ذات شخصية "واثقية"(3) أو "عدائية"(4) ستؤول إلى الفشل. ولذلك يحتاجون إلى شخصية ذات اتساق في السلوك ومزاج اعتيادي ومن هذه الشخصيات التي تنجح العلاقة معها هي الشخصية " التكريسية " أو الشخصية المتفانية" أو "الحساسة". إضافة لذلك قد تكون "الشخصية الواقعية" مشابهة في درجات العمل والنشاط والاخلاص. والشخصية التي لايمكن الاستمرار معها هي الشخصية الدرامية أو الزئبقية لأنه من الصعب التنبؤ بسلوك شخصيات المشاعر والعواطف إضافة إلى احتياجاتهم الكثيرة في العلاقة والغيرة الدائمة ، مما يقيد صاحب الشخصية اليقظة وهذا غير مسموح به اطلاقا. من الممكن أن يتفق مع الشخصية "الجدية" لأنهم يضعون انفسهم ضد العالم ويحبون العمل. ويشارك الشخصية "الارتياحية" بـانهما لايحبان أن يسيطر عليهما أحد، وينظران للسلطة العليا سواء الادارية أو السياسية بالريبة. ولكن الارتياحي هو صاحب شخصية تأخير وتأجيل ومن هنا يأتي الاختلاف مع الشخصية اليقظة لأنها تسعى إلى انهاء العمل بأسرع وقت. وبالطبع لايمكن للشخصية "المخاطرية" أن تنجح بأية علاقة مع اليقظ.
- ميزة السيطرة :
الشخصية اليقظة التي فيها ميول "جدية" أو "واعية" ليس من السهل التعامل معها. فالعمل عندهم هام وطموحهم عال. وكما قلنا فالشخصية اليقظة حساسة لطابع السيطرة والسلطة ولذلك هم لايحبون الذين يمالئون السلطة أو الادارة أو الاشخاص الذين يكنون ولاء اعمى لأرباب العمل، وهذا مايجعلهم في صراع دائم مع إدارة العمل أو السلطة الفوقية. فهم هنا يشبهون الشخصية " الواعية" خاصة عندما يعطون عملا فرديا فينجزوه على أكمل وجه لأنهم لايحبذون العمل ضمن الجماعات.
- النجاح في العمل :
ينجح اليقظ في العمل عندما تكون طبيعة العمل بعيدة عن عين الادارة أو ذات طبيعة حرة. فقد يبدع في مجال النقد، أو اكتشاف الاعطال والاخطاء في الممارسات، أو الصحافة أو البحث.
أما إذا عمل في مجال المباحث فلديه القدرة على أن يكتشف الرسائل الغير مرئية التي يخفيها المجرم من خلال نظراته وكلماته ، وقد يفلح في العمل في مجال الطب النفسي. باختصار الاشخاص الذين ترتفع عندهم نسبة اليقظة يفضلون العمل مع الكمبيوتر والآلآت عوضا عن العمل مع الناس لأنهم يتمتعون بميزة التركيز مثل الشخصية الواعية.
- العالم الحقيقي :
الأفراد ذوات الشخصية اليقظة لديهم معرفة دقيقة بذواتهم. ولديهم حاسة دقيقة بما يجري في الخارج من صح أو خظأ تنتجه دواخلهم كمعيار لهم. فهم لايحبون من أحد توجيه النقد لهم ويكرهون من الأخرين استغلالهم. يبتعدون عن مواقف المفاجآت أو التعرض للخطر . لكن إذا تعرضوا للخظر تراهم يحسبون الحسابات الدقيقة والصحيحة للخلاص.
- الانسان المثالي :
يسعى صاحب هذه الشخصية بشكل دائم من بناء عالم أفضل فيه عدالة وحرية فردية، ولذلك يرون أخطاءنا التي نحيا بها ولاندركها. كأنهم في محاولة دائمة للإرتقاء بالعرق البشري إلى حالة أفضل مما هو عليه. ولذلك يعانون من الشعور في الخيبة لعدم الاستجابة لهم من الاخرين .
- العواطف والسيطرة على الذات :
هذه الشخصية ليست من فئة المشاعر والعواطف. وهذا ليس معناه أنها لاتملك مشاعر دافئة في الداخل بل هي غالبا ما تخفي هذه المشاعر لأنها تسيطر على مشاعرها وردود أفعالها بسبب العمل برأسها وليس بقلبها. ولذلك تبقى مشاعر هؤلاء الأشخاص بعيدة عن البوح كلما ابتعدت شخصيتهم عن الميول الدرامية أو الزئبقية. هم ليسوا اشخاص الكلام الاستهلاكي مثل " أحبك" لأن الكلام العاطفي صعب عليهم. وقد تنتابهم الغيرة من فترة لأخرى لكنهم لايبوحون بها. وقد يكون البعض منهم ذو شخصية مرحة أو ساخرة وهذا كرد فعل على واقع لايستجيب.
- الطرق المثلى للتعامل مع الشخصية اليقظة :
1) هم بحاجة إلى احترام الاخرين وتأتي قراراتهم مستقلة ، وعندما تحترمهم ستفوز بصداقتهم وحبهم .
2) لاترغم هذا الشخص على البوح بمشاعره أو عواطفه لأنهم يفضلون إخفاء مشاهرهم عن الاخرين لكنهم يعبرون عن الحب بطريقة مختلفة مثل الاهتمام العملي بالاخرين وليس بالكلمات.
3) هم بطيئون بالتعارف على الاخرين لكن ماإن يثقون بك حتى تكون أفضل الاصدقاء لديهم.
4) لا تحاول أو تحاولي التنافس مع صاحب هذه الشخصية أو السعي للسيطرة عليه لأنه بحاجة ماسة للشعور بالاستقلال والحرية، لكن في حال جرى التنافس في السيطرة سينسحب عنك ويترك.
5) توقع دفاعه أو الصدام معه إذا نقدته، فهي حالة طبيعية عند هذا النوع من البشر. وإذا بدأ بالدفاع لاتقاطعه، لأن الطريقة المثلى هو أن توضح مشاعرك حيال المشكلة أو حياله. فمن السهل أن يقابل الشجار بمثله والهجوم بالهجوم ولذلك من الأفضل الاستماع إليه والتعامل معه بالحسنى.
6) هو يحتاج من القرين أن يكون اجتماعيا ويبني العلاقات الخارجية، لأن اليقظ يفضل هذا السلوك بسبب عدم ميوله للعلاقات الاجتماعية والتواصل السهل مع الاخرين.
7) لاتمازحي أو تمازح صاحب هذه الشخصية خاصة في خصوصياته أو سلوكه، لأنهم يعتبرون ذلك تهجم عليهم .
8) إذا رأيت صاحب هذه الشخصية غيورا وقلقا على إخلاصك لاتأخذي ذلك كأمر تافه لكن برهني له حبك واخلاصك من خلال علاقتك.
9) إذا جرح هذا الشخص سيظل ذلك في ذاكرته طوال العمر. ولذلك لاتحاولي تبخيسه.

الجزء الثاني :
- الميول المرضية عند الشخصية اليقظة.
- الشخصية ذات الاضطراب البرونوي أو (الشكي) :(Paranoid Personality Disorder )
إذا حدث اضطراب عند هذه الشخصية فإنه سيصاب بإضطراب الشخصية البرونووية وهو نوع من الشك القاتل في كل شيء. هؤلاء المضطربين يضعون أنفسهم في مواجهة العالم ويتصورون أن العالم الخارجي عدائي بكل مافيه ، لكن يجب هنا التفريق بين "الشخصية البرونووية المضطربة" والمريض البرونوي الذي يعاني من مرض العظمة أو التخيلات.
حسب دليل اطباء علم النفس الامركيين (د،س،م) فإنه تسيطر على الاشخاص من هذا النوع هواجس من الشك في غايات الاخرين "الحاقدة" وقد تبدأ هذه الاعراض في سن مبكر من الشباب وقد تتمحور في عدة أشكال. ولكي يدخل المصاب تحت هذا المسمى يجب أن يتوفر فيه على الأقل أربعة من التصنيفات التالية:
1 . الشك دون دليل واضح على أن الاخرين يحاولون الايقاع به أو استغلاله أو خداعه.
2 . تملأ عقله هواجس مشحونة بالربية وبالطبع دون منطق واضح بأن المقربون والاصدقاء يحيكون له المؤامرات.
3. عدم البوح بدواخله من مشاعر أو أفكار لاعتقاده أن هؤلاء الآخرين سيستعملون هذه المعلومات ضده.
4. يقرأ من خلال أفعال الاخرين أو أقوالهم شكلا من التهديد أو التبخيس لشخصه.
5. هو غير متسامح وبشكل دائم يحمل الضغينة للآخرين وخاصة من يتعقد بـانهم يوجهون له إهانة أو إستخفاف.
6. قد يفسر كلام الاخرين معه على أنه هجوم على شخصه أو انتقاصا من كرامته وقد يتفاعل بعنف بهجزم معاكس وهم قد لايقصدون ذلك.
7. يتهم الاخرين بالخيانة وعدم الولاء له وخاصة القرين دون دلائل واضحة أو منطقية.
ويجب الملاحظة هنا بأن هذه الاعراض مستقلة عن نوبات الفصام التي ترافقها البرنوية أو إضطرابات في المزاج وذلك من خلال إستعمال نوع من الأدوية المسببة لذلك.
- الأعداء :
يقضي هؤلاء النوع من البشر حياتهم في الشك والريبة في مقاصد الاخرين وعدم الثقة بأحد لآنهم بكل بساطة ينظرون للأخرين على أنهم أعداء يحاولون النيل منهم. وهذا يمنعهم من التعاون والتواصل مع الناس بشكل صحي حيث يراقبون أي تغير من حولهم بحساسية مفرطة مما يجعلهم جافِ المعشر وباردِ اللقاء وهذا مايجعلهم يعانون من مشاكل اسروية مع الزوجة والاولاد أو مع الزملاء في مكان العمل وبشكل خاص مع المدراء ومن هم في مراتب أعلى منهم في العمل. وبذلك يبنون صداقة مع من هم أسفل منهم مكانة في السلم الاجتماعي لأن هؤلاء الناس لايشكلون تهديدا لهم، وخاصة الفراشين أو من يشابههم. وقد يرفض البعض منهم حتى الزواج لأنه لايثق بأية مخلوق.
- الذنب دائماً على الآخرين :
معظم هؤلاء الناس يتكتمون على مشاعرهم الداخلية أمام الاخرين كي لاتستغل، ولذلك يبدون شكلا
ثابتا من المعاملة كي لايشك الاخرين بما يجول في خواطرهم. ومن هذا المنطلق فهم دائبو البحث عن مسببات أو مبررات لإتهام الاشخاص حولهم بعدم الولاء أو الاخلاص وكي يبرهوا على شكوكهم يختلقون الشجارات. ومن الصعب أو قل المستحيل أن يعترفون بذنبهم أو خطئهم. ويتكلمون عن القدر السيء . وغالبا ماينتهي هؤلاء الناس والمقربين منهم إلى المحاكم أو الشرطة لآنهم يضخمون الاشياء التافة ويبنون عليها قضايا كبيرة.
- التكتم على المشاعر وعدم التصريح بها :
من منطلق الحفاظ على الثقة بأنفسهم يتكتمون على مشاعرهم وعواطفهم لأنهم يشعرون في دواخلهم بالضعف والعجز والنقص ولذلك يبحثون عن هفوات عند الاخرين كي يبرهنو على ضعفهم وعجزهم وهذا ليس إلا نوع من الاسقاط عندهم.
ويتشابه هذا السلوك بالشخص المصاب بالنرجسية الذي يظن أن العالم يدور من حوله فقط. وإن حدث وتزعم هؤلاء مجموعات بشرية ستكون مهمتهم الوعظ على كره كل إنسان من خارج معتقاداتهم والحث على الحقد على الناس الذين لاينتمون إلى مجموعاتهم.
- كيف تساعد الشخص المصاب :
العادة لايرى هؤلاء الاشخاص بأنهم مرضى أو بحاجة للذهاب إلى الطبيب . ولايستجبون إلا عندما تبدأ بنيتهم النفسية بالتحلل مثل الاصابة بالهلوسات والايهامات . وإذا بدأت مشاكله تتفاقم مع اسرته يعتقد أنه على صح وهم جميعا على خطأ . ولابد من معرفة أن هؤلاء الاشخاص قادرون على الحياة لوحدهم لكنهم ينحون بسلوكهم إلى عزلة مطبقة. ومن شدة هذه العزلة قد يلاحظون ابتعادهم عن الناس واختلافهم عن الاخرين مما يسبب لهم ذلك ضغوطات نفسية . عندها قد يسعون للعلاج العيادي ، وتكون وظيفة الطبيب النفسي هي مساعدته على التواصل مع الاخرين وبناء الثقة بينه وبين البيئة حوله. وهذا ليس بالامر السهل على المحلل بل ستأخذه أسابيع وشهور لردم الثقة المفقودة عند المريض.المعالجة السلوكية قد تساعد على تعليم المريض على أن يكون أقل حساسية للنقد وتشجيعه على التواصل الاجتماعي . والمعالجة الادراكية تساعد المريض على التخلص من جملة حفظها ويكررها بشكل دائم وهي " إذا لم أكن حريصا على نفسي من الناس فهم سيتغلونني ويستعملون كل معلومة يعرفوها ضدي. الطبيب يعرَف المريض على نقاط ضعفه. الدواء هنا غير مطلوب إلى عند الحالات التي تبدأ الشخصية بالتحلل والفصام.
- الاخطار – والاستعدادات – التأثير أو رود الفعل :
رغم أنهم قد يطورون احساس وهمي في الاعتقاد بأن الناس يتناقلون الاحاديث عنهم بواسطة الوشوشة لكن هؤلاء لايعانون من هلوسات وتوهمات كما عند المريض الفصامي .ولايغرب عن بالنا أن بعض الباحثين يعتقدون أن حتى هذه السلوكيات تنتج من خلال جينات وراثية. ويعتقدون أيضا أن هذه الشخصية قد تتواجد في بيئة يعاني بعض الاقارب فيها من أعراض السكيزوفرينيا . هؤلاء المرضى معرضين للوقوع في هوة الاكتئاب وفوبيا الازدحام والخروج. بعض الدراسات اوضحت أن الشخصية البرونوية المضطربة تتمحور في الاسر من خلال الوراثة . ولذلك قد نرى أحيانا عائلة بكاملها تعاني من هذه الاضطرابات وتتميز بالعناد وعدم الثقة في الاخرين والشك في العالم الخارجي ولذلك معظمهم يكونون محط سخرية وتعليقات من الناس لما يبدونه من جمود وخشونة في المعاملة.
- التعامل مع الشخص البرونويد :
أنه لفي غاية الصعوبة التعامل مع الشخص البرونويد وإذا لم تكَن له حب هائل لاتستطيع التعامل معه. لأنه لايسمح لأحد بنقده لأن النقد يسبب له خدش في المشاعر . ولايمكن أن تسخر من شكوكه أو حتى الصدام معه في حال المجادلة.الأفضل أن تقنعه في الذهاب إلى عيادة الطبيب النفسي .
1. اسم الشخصية هو : Vigilant Style Personality
2. المصدر : New Personality Self-Portrait –John M. Oldham, MD and Lois B. Morris-
3. Batman Books 1995 - Page (157-174) ………
4. .Self-Confident Style
5. Aggressive Style



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من العم توم الى باراك اوباما
- قراءة في كتاب (الرقيق) – ميندي نزار *
- إصدار كتاب إنطباعات الزمن الفائت
- ماوراء أعياد الربيع....سانت باتريك - النيروز - الفصح
- قراءة في رواية -عمارة يعقوبيان- لعلاء الاسواني
- تركيز الثروة العالمية بين أفراد
- تركها زوجها وفر مع صاحبته الامريكية
- الذات العربية والكيان الاسرائيلي
- قراءة في مجموعة (الكلاب) من الكاتبة ريما فتوح
- مشكلات التنمية في الوطن العربي
- الثقافة العربية ومرحلة الضياع
- الأصولية والغطاء الديني
- الابعاد الفنية للشخصية السياسية عند شارلي شابلن
- المجتمع والثورة
- الانسان والتاريخ
- السيطرة الاقتصادية في المجتمع الامريكي
- العنصرية ضد الزنوج في الولايات المتحدة
- الفكر الثوري
- معانات الطابة العرب في امريكا
- أنور رجا والصافرات


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خليل الشيخة - علم تحليل الشخصية - الشخصية اليقظة