أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - زيارات الأهل لأبنائهم الأسرى في السجون الاسرائيلية مسلسل ذل وهوان















المزيد.....

زيارات الأهل لأبنائهم الأسرى في السجون الاسرائيلية مسلسل ذل وهوان


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 10:57
المحور: القضية الفلسطينية
    



.........بقدر ما تشكل زيارة الأهل للأسير مصدراً للفرح والسعادة الغامرتين(للطرفين الأسير والأهل)،،حيث أن هذه الزيارات لها أكثر من قيمة ومعنى عند الطرفين،فهي للأسير وسيلة للاطمئنان والوقوف على أوضاع وأحوال الأسرة والعائلة والأحبة والوطن، وكذلك فهي وسيلته الوحيدة للتواصل والتفاعل مع العالم الخارجي،حيث يضع الأسير الأهل في صورة أوضاعه وأوضاع أخوته ورفاقه الأسرى،وشروط وظروف اعتقالهم،أما بالنسبة للأهل والعائلة ،فتكمن قيمة وأهمية هذه الزيارة لهم، وتصبح لها قيمة تاريخية،يوزع بتحققها وتمامها الأسير والأهل الحلويات داخل السجن وخارجه، عندما يكون الأسير ممنوعاً من الزيارة، فالعديد من الأسرى طالهم المنع من الزيارة لسنوات تحت حجج وذرائع الأمن،والأهل يكونوا في لهفة وشوق لمشاهدة ابنهم الأسير والوقوف على أحواله وأوضاعه،بعد فترة الغياب الطويلة تلك، والمنع من الزيارة ليس قصراً على الأسير وحده،بل هناك الكثير من العائلات منعت من زيارة أبنائها الأسرى تحت نفس الحجج والذرائع"الأمن المزعوم"، وما يثير الضحك والسخرية،أن هذا الأمن يطال أناس من الأهل جاوزا السبعينات من أعمارهم، حتى أن العديد منهم غادروا هذه الدنيا دون أن تكتحل عيونهم بمشاهدة أبنائهم الأسرى، ومن جهة أخرى لكم أن تتصورا مدى فاشية وحقد وقذارة الاحتلال، وما يولده عند الإنسان الفلسطيني من قهر وحقد ،فأنا أعرف أباء وأمهات ،تقدموا بطلبات من أجل الحصول على تصاريح لزيارة أبنائهم الأسرى،ويأتيهم الرد بعدما تم فحص طلبك رفض،لأن أجهزتنا الأمنية تقول عليك أن تبرر ما يثبت أن الأسير ابنك، فهل هناك ما هو أسوء وأحقر من هذا القانون القراقوشي؟، ومسلسل الذل والمعاناة والمهانة،ليس قصراً أو وقفاً عند هذا الحد ، ففي أحيان كثيرة وبعدما يهيأ الأهل ويعدوا أنفسهم للزيارة،حيث يصحوا من ساعات الفجر الأولى ليوم الزيارة، لكي يقطعوا مسافات طويلة والعديد من الحواجز العسكرية، من أجل الوصول إلى نقطة التجمع،التي سينطلق منها باص الصليب الأحمر إلى السجن المنوي زيارته، وعند وصولهم هناك يعودون أدراجهم بخفي حنين، بسبب أن الجيش الذي سيرافق الباص لم يحضر أو لم يبلغ بمرافقة باص أهالي الأسرى،وفي مناسبات أخرى يقطع الأهالي مئات الكليو مترات ،من اجل الوصول للسجن المنوي زيارته، وهناك تكون الصدمة، حيث يبلغهم السجان بتلذذ وحقد،أن الأسرى المنوي زيارتهم غير موجودين في المعتقل،وانه تم نقلهم وترحيلهم إلى سجون أخرى، وطبعاً هذا في الكثير من المرات، لا يكون إلا بعد جولة من التفتيش في أجساد الزائرين،تطال كل سم فيها، والاحتلال إمعانا في إذلال وقهر الأسرى والأهالي، يقوم بوضع أو نقل أسرى من سكان الشمال أو الداخل الفلسطيني(عرب الداخل) وحتى سكان الجولان المحتل، الى أقصى سجون الجنوب(نفحة والنقب وريمون )، بسبب أن الأسرى المقموعين أو المرحلين ،لهم نشاط ودور بارز في التصدي لإدارات السجون في هجماتها على الحركة الأسيرة،لسحب منجزاتها ومكتسباتها،آو فرض شروط وإجراءات قمعية جديدة عليها، وفي العديد من المرات لطول وبعد المسافة ،فإن العديد من العائلات تسافر قبل موعد الزيارة،للمبيت عند الأقارب أو الأصدقاء أو عائلات أسرى قريبة من السجن المنوي زيارته، ورغم كل ذلك ففي العديد من المرات، ورغم كل المعاناة والذل والقهر، لم تتمكن عائلات من زيارة أبنائها الأسرى،لأن إدارة السجن المفرطة في الحقد والعنصرية، وتجاوز كل المعايير والقيم الإنسانية، تقدم على نقل الأسير في نفس ليلة أو صباح يوم الزيارة إلى معتقل آخر، ومسلسل الذل والقهر والمعاناة هذا ليس قصراً على الأهل وحدهم، فهناك أسرى والذي حرموا من الزيارة لفترات طويلة،عندما يسمح لهم في الزيارة،ويبدؤوا بممارسة طقوسهم وتحضيراتهم لهذه الزيارة من حلاقة الذقن والرأس وكوي ملابس الزيارة، يصابون بالصدمة وخيبة الأمل، عندما يأتي السجان في المساء ،وقبل صباحية يوم الزيارة،أو في صباحية يوم الزيارة نفسها،ليبلغهم بالنقل والترحيل إلى سجن آخر،أو يتم منع الأسير من الزيارة لأتفه الأسباب، وبتخطيط مسبق من إدارة السجن، بالقول أن لون القميص أو البنطلون الذي سيخرج به الأسير للزيارة، لا يتطابق والمعايير المحددة من قبلها، أو يجري تعمد تفتيش الأسير جسدياً بطريقة استفزازية،أو إجباره على التعري وخلع ملابسه، وكل ذلك بقصد منعه من الزيارة، أو القيام بعملية قمع شاملة للأسرى، وهذه حدث أكثر من مرة، وحتى في بعض الأحيان يتم استفزاز الأسرى من قبل السجانين وأهانتهم،هم وأهاليهم وهم على شبك الزيارة، مما يؤدي إلى إلغاء الزيارات بأكملها للسجن، ومسلسل المعاناة هذا يتواصل، حيث أن إدارات السجون، بعد وصول أهالي الأسرى الى ساحة المعتقل ،تتركهم تحت حر أشعة الشمس اللاهبة وزمهرير برد الشتاء القارص لساعات طويلة وفي أغلب الأحيان في العراء لساعات قبل أن، تبدأ عمليات التسجيل للزيارة، وتقوم بممارسة ساديتها وطقوسها، من خلال أن لم يكن بمنع العديد منهم للزيارة، فبمنعهم من إدخال احتياجات الأسرى من الملابس والكتب المصرح والموافق على إدخالها،او بعدم السماح للأطفال ما دون سن الرابعة بالتسليم على أهاليهم والدخول عندهم على شبك الزيارة وهذا يتحكم به مزاجية السجانين وإدارة السجن.
أن مسلسل الذل والمعاناة هذا غيض من فيض، لما تمارسه إدارات السجون بحق الأسرى الفلسطينيين،عبر عقابهم هم وأهاليهم بالحرمان من الزيارة، وهذا المنهج الرسمي يقصد به كسر إرادة المناضلين الفلسطينيين والضغط على أهاليهم، من أجل أن يضغطوا على أبنائهم ويردعونهم عن مواصلة الكفاح والمقاومة، فحتى بعد انتهاء الزيارة،لا يسمح للأهالي الذين أنهوا زيارة أسراهم بالمغادرة،فعليهم الانتظار،حتى تنتهي كل الزيارات، ومن ثم يرافق الجيش باصات الزيارة مجدداً، والعائلات تغادر بيوتها من أجل زيارة أبنائها في ساعات الفجر الأولى من يوم الزيارة، ولتعود إلى بيوتها في ساعات الفجر الأولى من اليوم التالي،وتصورا الحال الذي سيكون عليه حال الأطفال والرضع وكبار السن والمرضى،من معاناة وألم والعديد من الزائرين أدخلوا إلى المستشفيات من بعد رحلة المعاناة هذه، وأكثر من حالة توفيت في طريق ذهابها أو عودتها من زيارة أبنائها في سجون الاحتلال.
إن وضع حد لمعاناة أهالي الأسرى وعائلاتهم والأسرى أنفسهم، لن تتحقق بدون العمل الجدي من اجل تأمين الإفراج عنهم وإطلاق سراحهم،بعيداً عن ما يسمى بحسن النوايا الإسرائيلية،التي ثبت بالملموس أنها تحتاج إلى عشرات السنين،لكي يتحرر أسرانا من خلالها من سجون الاحتلال وبشروط مذلة ومهينة وتنازلات سياسية.




#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر الوطني الشعبي المقدسي/ بانتظار|فرمان-الرئيس
- أسرى القدس والثمانية وأربعين
- من ذاكرة الأسر28
- من ذاكرة الأسر 27
- ليفني تأمرفنطيع من قطر حتى رام الله
- في داخل السجن سجون
- من ذاكرة الأسر 26
- بين-البوسطة-و -المعبار-
- في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني
- متى يتوقف هؤلاء المساطيل والمهابيل عن الإتاء ؟
- عن الوزراء والنواب الأسرى والمختطفين في سجون الاحتلال
- عن مسرحية التنازلات الممجوجة والتفاؤل بالحل هذا العام
- ديك تشيني ...رايس....ايران والقمة العربية في دمشق
- الحاخامات والتحريض العنصري ضد العرب الفلسطينيين
- حجيج حرب هذا أم ماذا ؟
- من ذاكرة الأسر 25
- الرئيس عباس ينعم غلى روحي فتوح بنوط-نوكيا- ووسام -أورنج- من ...
- القدس ما بعد عملية القدس
- من ذاكرة الأسر 24
- في الذكرى السنوية الثانية لاعتقال سعدات ورفاقه


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - زيارات الأهل لأبنائهم الأسرى في السجون الاسرائيلية مسلسل ذل وهوان