في الحاجة الى الاضراب العام؟ حول انسحاب CDT من مجلس المستشاريين

محمد المساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2263 - 2008 / 4 / 26 - 10:10
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

شكل انسحاب الكونفدرالية الديموقراطية للشغل من مجلس المستشارين,والتلويح بالدعوة الى الاضراب العام موضوع تجاذب سياسي كبير,وكوزا ينضح بأسئلة لم تجد اجوبتها.فما الذي تغير في كل هذه المدة التي ظل فيها الاموي ينادي بالسلم الاجتماعي مراعاة لمصالح الوطن؟ فهل استفاقا هو ورفاقه من مفعول تنويم اقراص, النقابة المواطنة/المقاولة المواطنة/الديموقراطية التشاركية... جعلهم يهتدون الى هكذا قرار,ام ان وراء الاكمة ما وراءها,كمناظلين نعلن انتصارنا لخط الطبقة العاملة الذي هو بالضرورة خط الماركسية الثورية,لايمكن لنا الرجم بالغيب,لكن ايضا لا يمكن لنا ان ندع الامور هكذا ونحتكم لمنطق الصدفة,اذ كل شيء يسير وفق حسابات الصراع الطبقي,فليس في الماركسية حيز منذور للصدف الا في ادمغة مراجعي الماركسية والمتمسكين بجوهرها الحي فقط؟؟؟؟؟ (كذا)
اذن ما الذي تغير بين الامس و اليوم حتى يجعل الاموي يقدم على هذه الخطوة/الزلزال,منطقيا لاشيء تغير,فالبؤس والاستغلال الطبقي وتنصل حكومة الباطرونا من تعهداتها هي امور مألوفة في ادبيات الصراع,وليست هي امور جديدة,بل الجديد هو هذا الاحتقان الشعبي الكبير الذي ينذر بانفجار قد يعصف بمصالح الكثيرين,لذلك لابد ان تلتجأ الطبقة السائدة الى وصفات وقائية تحسبا لأي نهوض جماهيري,وهذه الوصفات قد تلتجأ من اجلها حتى الى المشعوذين والدجالين ودكاكين الطب الشعبي,فهذه المياه الاسنة التي قالت الكونفدرالية انها تريد تحريكها هي في الحقيقة مياه الباطرونا ومصاصي دماء الكادحين,فالمهمة التي فوظت للاموي هي التحرك من اجل التحكم في اي تحرك شعبي محتمل بعد ان انفلتت او كادت ان تنفلت الامور من ايدي اجهزة التنسقيات الوطنية لمناهظة الاسعار خصوصا بعد المؤتمر الاخير التي حاولت من خلالها اجزاب التجمع اليساري (تيد) السيطرة على الوضع من خلال اسلوب الانزال والمناورات الخسيسة,لكن محاولاتها باءت بالفشل,فجاءت الخطوة الثانية,خطوة الانسحاب من مجلس المستشارين والتلويح بالاضراب العام,ونعلم ان مكونات التجمع اليساري هي نفسها في قيادة CDT ,وهذه الخطوة هي محاولة استعادة مكانة مفقودة قد تتيح لها امكانية التحكم في هذا الغضب الشعبي الذي يهدد السلم الاجتماعي العزيز جدا على قلوب قيادي CDT .
اذا كان الامر هكذا فكيف يمكن لنا التعامل؟ وما هو الموقف السديد؟ نحن كثورين لا يمكن لنا الا ان نساند مثل هذه المبادرات لكن دون السقوط في التبعية المطلقة,فالدعوة الى الاضراب العام هو مطلب شعبي وضرورة نضالية انية يجب التحرك من اجل انجاحه بكل حزم ويقظة,ضدا على كل المحاولات التي قد تستغل بعضا من اريج تاريخها من اجل التحكم فيه.فليس لنا الا ان نصفق لمبادرة CDT دون الافراط في التفائل والاستعداد الدائم للوقوف في وجه كل المناورات,وايضا دون الاتكال والانتظار ,فالدعوة الى الاضراب العام هو اخر شريان يمكن للجماهير التنفس من خلاله لذلك فمسألة صيانته هو مسألة حياة او موت,وعلى كل المناضلين الثوريين التجند بحزم من اجل التحرك والانغراس وسط الجماهير,ونبذ كل الادعاءات العصبوية التي تصف الجماهير بالجهل والفوضوية,رغم الصفعات التي وجهتها النساء الكادحات في دوار بكارة وفي قرى الاطلس وكل هوامش الوطن لهؤلاء العصبويين الا انهم مازالو يحلفون باغلظ الايمان ان الجماهير ما يعوزها هي دولة "الحق والقانون" اولا ومن بعد ذلك ستأتي المهمات الاخرى,لذلك فكل مجهودهم منذور للعمل الحقوقي والجمعوي الذي سيؤدي الى الدولة التي يحلمونها,لذلك فليس غريب ان نجد احدى وقفات الجمعية المغربية لحقوق الانسان-طنجة, تهجم عليها بعض النساء الكادحات لرفع شعارات ضد ارتفاع الاسعار وضد شركة امانديس الاستعمارية معبرات بكل قتالية عن تذمرهن من الواقع المعيشي المزري,وفي الوقت الذي عبر فيه "مناضلي" الجمعية عن تبرمهم من هذا الاقتحام الهمجي لعذرية الوقفة الحقوقية؟؟
عودا على بدء فلنصرخ بصوت واحد:
-من اجل التعبئة للاضراب العام باعتباره الصيغة النضالية الاكثر راهنية.
-من اجل الانغراس وسط الجماهير العمالية,الطبقة الثورية الوحيدة في عصر تعفن نظام الملكية الخاصة لوسائل الانتاج
-اي بكل اختصار من اجل حزب عمالي حقيقي يتبنى ايديولوجية الطبقة العاملة في التغير,حزب عمالي متخلص من الادران العصبوية والوسطية الرجعية "قوادة" الامريالية المتعفنة.
فهل نحن نحلم؟وهل نحن طوباويين اكثر من الطوبا,ممكن قد نكون طوباويين لاننا نراهن على الطبقة العاملة,ونراهن على ممارسة الصراع الطبقي من اجل الاجهاز عن نظام الملكية الخاصة,لكن اكيد ان الطوباوية كل الطوباوية هي من يدافع عن انسنة العولمة,وعمن عالم اخر ممكن وعن وعن... في الوقت الذي تسير الامبريالية بالانسانية الى مصاف البربرية,ونعم نقولها ان العالم الممكن الوحيد هو عالم الملكية الجماعية لوسائل الانتاج اما ما سواه فلن يكون الا اندحارا للبشرية ككل وليس للطبقة العاملة فقط.هنا يكمن الفرق بين الطوباوية والاشتراكية العلمية.

#محمد_المساوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات