أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبأ سليم حميد البراك - مافرّقه الوطن جمعتهُ الغربة!!!














المزيد.....

مافرّقه الوطن جمعتهُ الغربة!!!


نبأ سليم حميد البراك

الحوار المتمدن-العدد: 2256 - 2008 / 4 / 19 - 06:32
المحور: المجتمع المدني
    


عمان المدينة التي صار العراقييون يعرفون طرقاتها اكثر مما يعرفون طرقات بغداد وذلك لكثرة ترددهم عليها، فخلال السنوات الأربع الأخيرة كثير من العراقيين نام فيها أكثر مما نام في بيته في بغداد.
ولمن لايعرف عمان جيدا سأصفها له وأقول هي مدينة شحيحة المياه، مكتضة بالسيارات والبشر ،أشجارها عمارات وحجر ، قلما لمحت عيني طيرا في سمائها لأن الطيور تبني أعشاشها على الشجر. مدينة تنبت على أرضها العمارات بلمح البصر! تجارة صار لها زبائن كثر وعلى الخصوص بعد غزو العراق في 2003 حين تدفق عليها مئات الآلاف من العراقيين .
سأقص عليكم ماحدث لي في عمان في زيارتي الأخيرة الى هذه المدينة، ليس للبقاء فيها ولكن لأنني كنت ملزمة بهذه الزيارة. كنت أريد الحصول على تأشيرة سفر من السفارة النمساوية في عمان ليس لأنني أهوى السياحة والتمتع بليالي الأنس في فينا ولكن لأنه يتوجب على العراقي حمل هذه التأشيرة على جوازه لمجرد توقف الطائرة التي تقله ساعات قليلة على أراضي النمسا! وبما أني عراقية و أروم السفر الى كندا لحضور ولادة حفيدي الأول أذن يتوجب الحرص على كل الأجراءات والتحوط لها قبل أقلاع الطائرة.
أستيقضت باكرا وتناولت افطارا خفيفا وأستقليت سيارة أجرة وطلبت من السائق أن يتوجه بي الى منطقة جبل عمان حيث يوجد مقر السفارة النمساوية. جبل عمان منطقة راقية فللها جميلة وشوارعها مشجرة ولكن زال مجدها عندما هجرتها معظم السفارات وأنتقلت الى أحياء عمان الجديدة مثل عبدون. وصلت مبكرة وكانت أبواب السفارة مقفلة ولن تسمح لأي مراجع بالدخول قبل الساعة التاسعة صباحا. أنا لايوجد عندي مكان آخر ألتجأ اليه لقضاء الوقت ففضلت الانتظار على الرصيف أمام مبني السفارة. الوقت كان يمر بطيئا و كنت أنظر الى ساعتي بين الفينة والفينة وأتمتم أنا أكره الأنتظار ولا أطيقه فكيف اذا كانت الغربة والقلق يسكنان قلبي وينافسان الانتظار على ازعاجي!
وفيما أنا ساهمة أقلب الأفكار في رأسي أخترق طبلة أذني صوت جميل. أنتبهت الى أنني لست وحيدة في هذا المكان، هل تخيلت أنني سمعته أم أنه حقيقة موجود! أنه معي غريب في هذا المكان، أنه حبيبي الذي ألفته وألفني منذ سنين الطفولة وشقاوة الولدنة، أعرفه ويعرفني عندما كنت أسمع له وهو يسمع لي، عندما كنت أطارده فيهرب مني بعيدا، يعرفني عندما كنت أتسلق سياج حديقة بيتنا لأطل على عشه وأرى ماذا يفعل وكيف ينام ! ولكن أين هو الآن، وكيف أتى الى هنا ! وما الذي حمله من العراق مئات الكيلومترات و جاء به الى عمان؟ أسئلة كثيرة انهمرت علي رأسي بسرعة البرق فأنستني انتظاري وقلقي، عيوني تجول في المكان تبحث عنه! الصوت الجميل والحبيب جائني مرة ثانية من فوق رأسي من أعلى الشجرة القديمة التي كنت أقف تحتها، رفعت رأسي فرأيته أنه البلبل العراقي ذو الخدود البيضاء. رميته بنظرة وسألته لماذا أنت هنا؟ فأجابني بانكسار لا عيشة لي في بغداد، أصوات المفخخات والانفجارات وأزيز الحوامات طمست غنائي، كنت خائفا ومفزوعا طوال اليوم ، جعت نهارا وحرموني النوم ليلا فقررت الهرب والنفاذ بريشي. وأنا أستمع له لم أشعر أن دموعي صارت تنهمر على خدي و لم أنتبه الى عيون الناس المتجمعين قرب السفارة وهي ترقبني ولم أسمع صوت موظف السفارة الذي كان يكلمني عبر سماعة الباب ويدعوني الى الدخول!
عيوني الدامعة عانقت عيونه الدامعتين وخفق بجناحيه وطار بعيدا دون أن يلتفت وراءه.

ذهبت الى نفس المكان في اليوم الثاني والثالث والرابع.... لعلني ألقاه ثانية ولكنني أضعته لاجئا في عمان كما أضاع العراق 750000 لاجيء عراقي في عمان!



#نبأ_سليم_حميد_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمنيات شابة عراقية لم تستطع تحقيقها....
- شاخ الربيع في بلادي.....
- الثامن من آذار ، عيد المرأة...
- الموج قادم وصمتكم لاينقذ الموقف!
- لنحدث التغير
- لن نتنازل عن عراقيتنا لكائن من يكون


المزيد.....




- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبأ سليم حميد البراك - مافرّقه الوطن جمعتهُ الغربة!!!