أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وجيه أبو ظريفة - اسرائيل تبحث عن مفاوضات دائمه لا حل دائم














المزيد.....

اسرائيل تبحث عن مفاوضات دائمه لا حل دائم


وجيه أبو ظريفة

الحوار المتمدن-العدد: 2249 - 2008 / 4 / 12 - 06:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


عدة اشهر مرت علي مؤتمر انابولس للسلام في الشرق الاوسط حيث اجتمع العالم تقريبا تحت رعاية الولايات المتحدة الامريكية والرئيس بوش ليشهد علي الالتزام الفلسطيني الاسرائيلي بالانطلاق قدما في عملية السلام والبدء في مفاوضات جاده وحقيقيه تهدف الي تنفيذ رؤيه الرئيس بوش في اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة الي جانب دولة اسرائيل انطلاقا من تنفيذ الاطراف لالتزاماتهما في خطة خارطة الطريق وبغض النظر عن كل الملاحظات والانتقادات لخطة خارطة الطريق ولرؤية الرئيس بوش الا انه وحتي مع هذا التراجع الهام من قبل الفلسطينيين بالقبول بالرؤية الامريكية للحل الا انه اصطدم بسياسات اسرائيل العدوانية والاستيطانية لدرجة انه مر شهر كامل دون ان تبدأ المفاوضات الحقيقية بل ما بدا فعلا مجرد لقاءات كما عرفها المشاركين فيها انها استطلاعية او استكشافية او لسبر الاغوار ترافق معها عدوان اسرائيلي شامل وحملة واسعة من الاغتيالات والاعتقالات وزيادة في عمليات الاستيطان وتهويد القدس والتسريع في بناء جدار الفصل العنصري وتشديد الحصار وهذا يدفع للتساؤل المنطقي ماذا تريد اسرائيل فعلا ؟
منذ انتهاء مفاوضات كامب ديفيد 2 بين الرئيس الشهيد ياسر عرفات وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي ان ذاك ايهو باراك في اغسطس من العام 2000 بدات الاستراتيجية الاسرائيليه تجاه التسويه في الشرق الاوسط تاخذ منحى جديد يعتمد اساسا علي ان الفلسطيين قيادة وشعبا لا يملكون الاراداه او القدرة علي تقديم تنازلات تتلائم مع رغبات اسرائيل ورؤيتها للحل الدائم معهم خاصة فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية للصراع واهمها القدس واللاجئين والحدود فلا يقبل الفلسطينيون اي تنازل عن القدس العربية كعاصمة للدولة الفلسطينية ولا يمكن ان يكون حلا دائما دون الالتزام الاسرائيلي بالانسحاب الي حدود الرابع من حزيران عام 1967 وان كامل الارض الفلسطينية المحتلة عام 67 هي اراض محتلة يجب الالتزام المطلق بالنسحاب منها وهذا يعني الانسحاب من القدس الشرقية وتفكيك المستوطنات القائمة في الضفة الغربية بما فيها المستوطنات الكبري فيها مثل غفعات زئيف وارئيل وخاصة الكتل الستيطانية المسماة بسوار القدس اضافة للمرتفعات الغربية للضفة الغربية واخلاء غور الاردن ، اضافة الي حل مشكلة اللاجئين الفلسطينين طبقا للقرار 194 الذي يدعو الي عودة اللاجئين الفلسطيين الي مدنهم وقراهم التي شردوا منها بالقوة
وهنا يكمن التناقض في فهم الطرفين للتسوية فالفلسطينيون كما اسلفنا يريدون الوصول الي اتفاقا دائما يؤدي الي اعطائهم الحد الادني من حقوقهم التي تكفل لهم العيش بكرامة كشعب ودولة مستقرة كاملة السيادة وحلا يؤدي الي انهاء الظلم التاريخي الواقع عليهم منذ بدء الصراع الفلسطيني الصهيوني علي الارض والبدء في علاقة جديدة تعتمد علي التعايش والاستقرار والتنمية والتطور
واسرائيل تريد ان تنفذ رؤيتها الخاصة بها للتسوية مع الفلسطينين المنطلقة اصلا من المفهوم الاسرائيلي للامن اي ان السلام في خدمة الامن وبالتالي فان اي اتفاقات او معاهدات بين اسرائيل او اي من الاطراف العربية تنطلق اساسا من حاجة اسرائيل للامن وليس حاجتها للسلام اي المبدا الاساسي الامن مقابل السلام وهذا قد يشمل بعض التنازلات الجغرافية او السياسية التي قد تمنح للاخرين ولكن في السياق العام للفهم الاسرائيلي للامن ،فالمفهوم الاسرائيلي للامن ينطلق من الفهم الاسرائيلي للوجود علي هذة الارض اي الرؤية الصهيونية لاقامة الدولة اليهودية علي ارض فلسطين وهذا هو المفهوم الذي يحمل تناقضا اساسيا مع السلام القائم علي –العدل- فالفكرة الصهيونية تعتمد اساسا علي امتلاك اليهود لكل الارض الفلسطينية باعتبارها ارض الميعاد وتقدس القدس كقبلة لليهود وكمكان لاعادة بناء الهيكل وتعتبر ان هذه ارض بلا شعب فلا يوجد فلسطينيين يملكون حقوقا سياسية او تاريخية تمنحهم حقا في الوجود علي هذه الارض فما بالك لو انهم يملكون جزا من الارض اي يقيمون دولة ذات سياده علي اراض 67 بما فيها القدس عاصمة للدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين الي فلسطين التاريخية وحتي لو كانت هذه العودة الي اراضي الدولة الفلسطينية اي الضفه والقطاع
ان هذا المفهوم الفلسطيني والعربي للتسوية الملائمة للبدء في مرحلة قد تكون بدية للمصالحة التاريخية يصطدم بالمفهوم الاسرائيلي للتسوية مما يجعل الوصول الية صعبا ان لم يكن مستحيلا خاصة ضمن المعطيات الحالية لميزان القوي لدي الطرفين وللحالة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط كمنطقه حاضنة للصراع تتاثر به وتؤثر فيه ، وهذا مما يجعل المفاوضات المستقبلية علي قضايا الحل الدائم صعبة ومعقدة ان لم تكن عبثية خاصة في ظل تنامي اندفاع المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين لدرجة اصبح اولمرت وباراك هما مركز يسار اسرائيل وتلاشت اي اصوات لليسار الاسرائيلي الحقيقي الداعي الي السلام العادل والتعايش بين الشعبين في هذه الارض ، هذه الحكومه التي تعمل كل ما يمكن ان يؤدي الي تدمير اي امكانية للتوصل الي اتفاق للحل الدائم فاستمرارها بسياسات فرض الامر الواقع عبر الاستيطان وتهويد القدس وقتل الشعب الفلسطيني يعني انها لا تبحث عن السلام بل انها تنفذ رؤيه مشتركة للسلام بين حزب كاديما برئاسة اولمرت وحزب العمل برئاسة باراك هذه الرؤيه التي تتطابق مع رؤية نتنياهو والليكود وغيره من الاحزاب اليمينية الاكثر تطرفا
ان اداء الحكومة الاسرائيليه يعني انها والشعب الاسرائيلي لا يريدون دفع ثمنا للسلام خاصه عندما يكون هذا الثمن ارض وحقوق سياسية وسياده للفلسطينيين فاسرائيل تبحث عن مفاوضات دائمة لا حل دائم

مختص في الشؤون الإسرائيلية
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني



#وجيه_أبو_ظريفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستيطان ومعركة ما بعد الخطابة
- وحدة اليسار ضرورة موضوعية ومطلب شعبي


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وجيه أبو ظريفة - اسرائيل تبحث عن مفاوضات دائمه لا حل دائم