أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصباح الحق - تأكيد أسطورة دور التعليم الديني في نشر الإرهاب















المزيد.....

تأكيد أسطورة دور التعليم الديني في نشر الإرهاب


مصباح الحق

الحوار المتمدن-العدد: 2245 - 2008 / 4 / 8 - 10:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتب الأستاذ شاكر النابلسي مقالاً تحت عنوان "أسطورة التعليم الديني في نشر الإرهاب"، ومع جل تقديري لمعلوماته الغنية واطلاعه الواسع والثري على التاريخ والتراث وتحاليله السياسية الصائبة في معظم الأحيان، ولأن "الحقائق التي نسكت عنها تغدو سامة" كما قال الفيلسوف نيتشه، ولأن " النقد أساس التقدم ونقد الدين أساس كل النقد" كما قال كارل مارس؛ فإنني ألتمس من الأستاذ النابلسي أن يتحمل تعقيبي على مقاله منعاً للالتفاف على الواقع، حيث أرى أن المقال يشكل خطراً فكرياً وتشويهاً للحقائق وتزيفاً للأمور والمسلمات وتجميلاً لما لا يُجمل.

يقول الأستاذ شاكر النابلسي ) شاعت بعد كارثة 11/9/2001 مقولة وجود دور كبير للتعليم الديني المتشدد في زيادة ورفع وتيرة الإرهاب في الشرق الأوسط والعالم كله. وانصبت الأبحاث والتقارير على المناهج الدينية المتشددة في دول الخليج خاصة. واعتُبرت هذه المناهج وسيلة لغسل أدمغة التلامذة والطلبة يومياً بالهوس بالماضي، وبعداء المرأة، وغير المسلم، والعقل، والحداثة.( انتهى. وهذا فعلا ما حدث ويحدث لأن )التعليم الديني المتشدد يقوم بالترويض، أي بالتطويع النفسي للتلميذ والطالب ليتصرفا وفق ما ينتظره مروضهما منهما، بتحويلهما إلى ببغاء، يقول ما قيل له. وهذا متعارض مع دور التعليم الحداثي، كما تصوره فيلسوف "الأنوار" الفرنسي كوندورسيهCONDORCET وهو تكوين شعب صعب الإنقياد، أي تربى على التفكير بنفسه، والنقاش المتعارض، ومقارعة البرهان بالبرهان، والفكر النقدي الذي يُسائل الأطروحات والمقترحات عن شرعيتها العقلانية.( ولا أرى أي سبب يجعلنا نعتقد بعكس ما جاء، فالكل يعلم بأن الأديان لا تقود إلى العلم بل إلى )التلقين، أي الإغتصاب النفسي، وتحفيظ النصوص الدينية، الذي يعيق العقل عن التفكير الشخصي فيها. فالحفظ يستبعد الفحص النقدي والموضوعي العلمي. ويصبح تأثيره أقرب ما يكون إلى تأثير الإعلام الموجَّه، يتشربه اللاشعور كعادة ذهنية تلقائية، كمُسلّمة مستغنية عن البرهان.( وحتى الآن أقتبس عبارات السيد النابلسي لنصل معاً إلى الجانب الذي ضربه بعرض الحائط وهو مقارعة البرهان بالبرهان والفكر النقدي، وهنا يحضرني الكاتب شاكر النابلسي كمثل حي، فهو لم يتنازل عن برجه العاجي للرد بموضوعية على المفكر الدكتور كامل النجار في مقاله (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=119881) والذي ذكره برميه بضعة حجارة في مستنقع الدين، وكذلك المفكر الليبرالي صلاح الدين محسن في رده على مقال آخر لنفس الكاتب (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=128844) يدعوه فيه الابتعاد عن تسييس الدين.

وفي كلا المثالين، سيجد القارئ الكريم بأن الكاتب الأستاذ النابلسي يحاول جاهداً تمرير أفكار تجانب الواقعية وتجحف بالتاريخ والحقائق بطريقة تخلو من "الفحص النقدي والموضوعي". فالأستاذ يذكر في مقاله المعني أن مناصري المقولة السابقة "العلاكين" يركزون على حقيقة لا غبار عليها وهي أن (التعليم الديني المتشدد يرعى التعصب بما هو خوف هستيري من إدخال النسبية على الحقائق التراثية، وتشبث عُصابي باليقين المطلق والمغلق، عن كل نقاش وتجريم وتكفير للرأي المخالف)، وهذا فعلاً ما شهده التاريخ عبر كافة مراحله ومن جميع الديانات قاطبة، والأمثلة تحتاج لمجلدات، وتنويهاً نذكر أوامر الله لبني إسرائيل لاحتلال كنعان وانتشار الفكرة كإيمان راسخ لا يتزعزع عند اليهود، والغزوات المحمدية وحروب الردة والاجتياح الاستيطاني-الديني الإسلامي لشعوب الجوار وغيرها، والحروب الصليبية. كل تلك المجازر ارتكبت باسم الغائب الحاضر؛ فكيف لنا بجرة قلم أن نمحو آثار الدين السلبية في كل ما حدث ويحدث وسيحدث، طالما أن الدين مغلق الأفق والتفكير ولا يتسامح مع المخالف ويأمر بتصفيته؟!


كما أعجز عن فهم ما يقصد به الكاتب النابلسي عندما يحتج على مقولة أنه (لا يوجد في نظر المتعصب إلا رأيان مانويان: أحدهما صحيح مطلقاً، والآخر خاطئ مطلقاً. كما يُرسخ التعليم الديني المتشدد العداء للمرأة، والعداء لغير المسلم "الكافر". وإبقاء "الكافر"، شعورياً أو لا شعورياً ذمياً أبدياً، محروماً من حقوق المواطنة. وباختصار هذا التعليم يجعل الأجيال الصاعدة تتشرب، أن العقل غير جدير بالثقة. وأن الثبات لا التطور هو سُنّة الله في خلقه.) انتهى وبدون تعليق حيث وفر الكاتب عناء الرد بسرده حقائق عن أن عناصر الفقر والجهل والأمية ليست وحدها الدافع وراء الإرهاب "الديني" بل التعمق بالدين هو المحراب الأول والأخير، حيث تكرم الكاتب النابلسي بذكر أسماء "لامعة" في الإرهاب الإسلامي ومنها الشيخ عمر عبد الرحمن والشيخ محمد الغزالي وحسن الترابي [المعرض لحد الردة الآن!] وراشد الغنوشي، وطبعاً القائمة يبدو لا نهاية لها.

وبعد ذكر الكاتب النابلسي لخلفية هؤلاء العمامات، يعنون مقاله بما يوحي ببراءة الدين من تلك الأعمال الإرهابية، وهنا أذكره بمقالة (العرب بين اسلام القرآن واسلام الفقهاء) والمنشور في موقع الحوار المتمدن بتاريخ 18 / 4 / 2006م وكانت له الدعوة لإلغاء الفقه الاسلامي ونبذ الاحاديث التي عبر عنها بـ (السند والعنعنة)، ومن ثم يعود لمحاولة لملمة الوضع بلمسات مؤدلجة لبناء دولة إسلامية الجوهر وعلمانية الطابع- وهذا ضرب من المحال- رامياً بأسباب الإرهاب وراء حدود الدين!!!!!!!!!!

ولتكريس فكرة براءة الدين من الإرهاب، يسرد لنا الكاتب النابلسي (بتحفظ شديد) ما توصله إليه بيتر بيرجن وسواتي بانيد بأن معظم (منفذي تلك العمليات وهي على التوالي تفجير مركز التجارة العالمي في 1993، والإعتداءات على السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا في 1998 وهجمات 11 سبتمبر ثم تفجيرات بالي سنة 2002) كانوا من الحاصلين على مستوى تعليمي جامعي بتخصص هندسي على الأغلب ومن جامعات غربية. ويؤكد في آخر مقاله على براءة الدين من الإرهاب بذكره لدراسة (مولها البنك الدولي ونشرت مؤخرا المزيد من الشكوك حول التأثير الفعلي للمدارس الدينية في باكستان، وهو البلد الذي يعتقد أن المدارس الدينية تلعب فيه دورا كبيرا في تأجيج المشاعر المعادية للولايات المتحدة، وقد كشفت هذه الدراسة أن عدد الطلبة المنتسبين إلى المدارس الدينية لا يتعدى 1؟، وذلك عكس ما أظهر تقرير لجنة التحقيق في أحداث 11 سبتمبر بالإضافة إلى صحف عديدة من أن 10؟ من الطلبة في باكستان يدرسون في تلك المدارس. وإذا كانت هذه النسبة صحيحة فإن ذلك يعني أن عدد الطلبة الأمريكيين الذين يفضل آباؤهم تدريسهم في المنازل هم أكثر من عدد الطلبة الباكستانيين الذين يرسلهم آباؤهم إلى المدارس الدينية) انتهى. ماذا أقول؟ هل يحاول الكاتب أن يوصل فكرة أن الإرهاب يولد من فراغ؟ ألا يعتبر ذلك تجنياً على كل ما دمغه التاريخ بخاتم الإرهاب الديني؟ هل من شخص واحد لديه الشك بإرهابية باكستان عن بكر أبيها؟ هل سمعنا عن مشكلة كشمير والدوافع الحقيقية من ورائها؟ هل تمرير الرسائل بهذه الطريقة هي امتداد لدهاء معاوية المتوارث جينياً؟

إن جميع الديانات تلغي دور العقل وتكرس التعصب والكراهية، وتعد الإنسان بحياة أخرى يتحارب للوصول إليها، والشهادات العلمية التي قد يحصل عليها المرء لا تعكس بالضرورة جوفه الفكري المكلس بالأفكار التي غرسها محيطه فيه بكرة وعشية. عندما نعلم عن هؤلاء الإرهابيين بأنهم درسوا في الغرب، يتبادر إلى ذهننا ما قاله ربهم لهم وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم (الأنفال 60). هنا يوصي العظيم خبط عشواء باعتبار غير المسلم عدوه، وهل رباط الخيل غير الذهاب إلى الغرب لمعرفة سبل التحرك والمناورة بغطاء الدراسة؟ فلا شهادة دراسية تحل مكان ضغينة الإله الأرعن.

وخير ما استدل به هو مقال رائع للغاية خطه الأستاذ النابلسي الموسوم (للجنس والموت في إنتحار الإرهابيين) حيث قال فيه (...أن معظم هؤلاء الانتحاريين محرومون جنسياً. ويريدون تعويض هذا الحرمان بالانتحار لكي ينعموا بحسناوات الآخرة وبنات الجنة الفائقات الحسن، اللائي وُعدوا بها. فقد روي عن بعضهم أنه قبل أن يُقدم على الانتحار وتفجير نفسه، يربط عضوه الذكري بقطعة قماش سميكة ليظل محفوظاً، ولكي يستعين به بقوة لدى الحور العين في الجنة.) يا ترى من وعد هؤلاء الشبان بحور العين في الجنة وحرمهم الحياة الفعلية وأقصاهم عن جادة العطاء والتكافل والتكامل؟ يقول الحديث (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)، وكلام الليل يمحوه النهار.



#مصباح_الحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقحنا وصأصأتم
- حراس الله
- وفاء سلطان....... الوعي للجميع


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصباح الحق - تأكيد أسطورة دور التعليم الديني في نشر الإرهاب