أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق الحاج - تهدئة أم تهيئة..!!















المزيد.....

تهدئة أم تهيئة..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2222 - 2008 / 3 / 16 - 11:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


بغض النظر عن التصريحات النارية الاستهلاكية من حماس وإسرائيل..فا لاستراحة بين الشوطين قد بدأت فعليا تهيئة لأمر ما...!!
ولن تنطلي علي لاءات الأد ونين أولمرت وباراك النافية.. أو تأكيدات العم هنية- الذي وحشنا بجد بعد طول غياب -على عدم اللهاث وراء هدنة، وقد تعودنا من الرجل وأقرانه مع كل الاحترام على تصريحات عدم اللهاث من قبل خاصة نحو مصالحة عباس..!!
أنا أصدق فقط ما أراه واسمعه وأحسه..
مضى أسبوعان تقريبا وحماس تجلس"مشبكة يديها " كتلميذ مؤدب في المقعد الأمامي داخل الصف السياسي الدولي وتلتزم عمليا بتهدئة غير معلنة مع الأعداء "أبناء القردة والخنازير "..!!
منذ أسبوعين ..لا صواريخ ولا نفير ولا نداءات ..وبالمقابل لا قصف طائرات ولا اغتيالات ولا اجتياحات ..!! وكأن هناك شيء ما يطبخ وتعلن عنه الرائحة بقوة..!!
طبخة العريش يشارك في إعدادها العمة مصر والخالة قطروالجدة السعودية وطنط امريكا والموزة إسرائيل والأرملة سلطة رام الله والضرة الحكومة المقالة .و...و...
والمقادير محددة بدقة مع البهارات اللازمة وعلى نار هادئة حتى لا تشيط الطبخة الدولية لأن ذلك يعني فتح أبواب جهنم على غزة وعسقلان في أن..!!
إسرائيل وعباس وحماس باتوا مقتنعين بفائدة التهدئة ..
فإسرائيل تبتلع مؤقتا وبصعوبة شديدة اهانة المدرسة الدينية في القدس وتريدها هدنة مؤقتة وبشروطها أملا في الإفراج عن شاليط وتوقف سقوط الصواريخ على سديروت وعسقلان لتخفيف ضغط الجبهة الداخلية على حكومة باراك -أولمرت ..واستغلال الوقت الإضافي لحشد تجهيزات عسكرية ناجعة لمواجهة حزب الله العدو الأخطر في الشمال..!!
أما حماس فهي بحاجة لتهدئة أطول نسبيا لحماية الرؤوس من الاغتيال بتهدئة اللعب ولالتقاط الأنفاس بعد ماراثون قاس وصعب في جباليا نزفت فيه أكثر من خمسين من قادتها الميدانيين وكوادرها..وكذلك فربما تمهد هذه التهدئة لقبول عضوية حماس في منتدى التفاوض الايرواسرائيكي أسوة بعباس أو بديلا عنه..!!
أما عباس فيريدها تهدئة دائمة تجعل الجو ملائما لمفاوضات رومانسية نهائية تفضي إلى دولة ولو في حاكورة ..!!
الحقيقة أن إسرائيل وعباس وحماس رغم التناقض بين مطامحهم إلا أنهم يتفقون في عدة نقاط أهمها
*ذكاء التعامل مع مقتضيات الواقع بطرق خفية عن طريق طرف ثالث توصلا الى تفاهمات ضمنية..!!
*النرجسية السياسية التي تحافظ على بالدرجة الأولى على مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة "من خلال التكتكة بين خطابين مختلفين ظاهريا أحدهما إعلامي علني داخلي والأخر تفاوضي سري خارجي..!!
واللي زعلان من هذا التحليل عليه فقط تذكر الأسماء التالية تصاعديا أو تنازليا
أبو قريع..يوسي بيلن.. أحمديوسف..ومن لا تسعفه ذاكرته فليردد ورائي وبصوت عال اتفاق أوسلو.. وثيقةجنيف..تفاهمات لندن..!!
الكل في الساحة الشرق أوسطية يلعب حسب قدراته ومهاراته..
الفرق في طرق اللعب بين مدرسة عباس ومدرسة حماس ومدرسة إسرائيل هو أن الأولى تلعب على المكشوف..!! بينما تلعب الثانية والثالثة على الملفوف ..!!
ومع ذلك أتمنى ان تلتقي المدرستان الفلسطينيتان على طريقة لعب واحدة –رحمة بنا- تتناسب وإنجاح المبادرة اليمنية كمخرج ملائم من النزاع الأخوي العبثي والمخزي ..!!

على أي حال فان هذه الهدنة أو التهدئة أو التهيئة.. سموها ما شئتم تثبت أن هناك فرق كبير بين الأناشيد المحشوة بالشعارات والخطب الربانية أو الوطنية العصماء وبين براجماتية الممارسات على أرض الواقع..!!
منخفض جوي سياسي بارد مر بنا في الأيام القليلة الماضية..
اشتقنا فيه فعلا إلى أن نتدفأ وننتعش بسماع تصريحات مشعل النارية و صوت الزهار المجلجل و حماسيات الحية ودهاء صيام ولاءات أبو زهري واندفاع المصري وبلاغة سامي حمدان وطلاقة محمد نزال ..!!
وبالمناسبة ففي كل فصيل فلسطيني تقريبا اكتفاء ذاتي من الخطباء المفوهين والسحرة والمناكفين..لزوم الشغل الإعلامي الاستهلاكي..!!
في اعتقادي.. لن يدوم الاشتياق طويلا .. وسنعود إلى سماع الأخبار العاجلة من فضائية الأقصى المرابطة حول زفاف المزيد من أبنائنا إلى الحور العين ..وتوزيع الحلوى..!!
بينما يستمر الحصار الخانق وربما بشكل أشد في حين تخفت بالتدريج بقية الأصوات الهادرة المتوعدة..!!
لن تشفع لنا تفاهاتنا ونزاعاتنا واجتهاداتنا الأحادية المريضة والحاقدة..!!
فإسرائيل عودتنا دائما أن تكون المبادرة بإعدام التهدئة كما تعدم أبناءنا في الزمان والمكان الذي تشاء دون اعتبار لقيم أو تفاهمات، وما فعلته أخيرا في بيت لحم خير دليل ..!!
العم هنية في خطاب النصر الذي وزع فيه الأوسمة والتحايا يمنة ويسرة قال: ان الضفة وغزة جسد واحد وأنا أتساءل وببراءة:
لماذا لم تطلق حماس في حينه صاروخا واحدا يخزي العين تحية لشهداء كنيسة المهد ان لم تكن تلهث وراء الهدنة كما تدعي..؟!!
العم هنية من حقه أن يحتفل بالانتصار الذي يعتقد وفي حرب الايام الستة التي يظن..
ومن حقي كمواطن أن أتساءل أيضا..أي انتصار..؟!! ..هل حررنا عسقلان..؟!! هل طهرنا سيدروت..؟!! هل فككنا الحصار..؟!!هل فتحنا المعابر..؟!! هل قتلنا 120جندي إسرائيلي..مقابل شهيدين أو ثلاثة منا..؟!!
ثم..
أليس مبكرا الحديث عن انتصار في بداية مسلسل عدواني همجي لا يعلم نهايته إلا الله..؟!!
أنا والله نفسي أفرح كما فرح هنية والمريدون ولكني لا أستطيع خداع نفسي بانتصار كلف شعبنا ثمنا باهظا في ستة أيام..!!
تماما كما لا استطيع خداع نفسي والآخرين بمقولة أن المفاوضات العباسية ستفضي في نهاية العام وبالظروف الراهنة إلى دولة فلسطينية..!!
ان خطاب حماس الايدولوجي يقع في نفس خطأ الخطاب القومي الوطني من حيث إغراق الحقائق الموجعة في بحر من الشعارات الرنانة..!!
ولو كنت مكان عباس الآن لأعلنت استقالتي على الملأ أو أوقفت المفاوضات على الأقل دون مناورة حتى تعتذر إسرائيل صراحة عما قامت به في بيت لحم من مس وبشكل مباشر بتفاهمات أنا بوليس و بكرامتي كرئيس سلطة ..!!
أما لو كنت صاحب القرار في حماس لهرولت لاهثا - وهذا ليس عيبا- باتجاه صنعاء من أجل عودة الروح الفلسطينية الحقيقية في مواجهة التحديات المصيرية القادمة..!!
بدلا من الفرح الهستيري بما نشرته صحيفة أمريكية عن خطط ووثائق دعم أمريكا لدحلان من أجل القضاء على حماس.. وأنا على ثقة من أن ما نشر ليس اكتشافا جديدا بل هو بعض حقيقي من كل قذر لم ينشر..ولكنه لا يبرر لحماس ما فعلت ولا يمنحها صك البراءة من جريمة وطنية ارتكبت.
ان التراشق المقيت والتحريض المسموم وتبادل الاتهامات واستغلال المعاناة بجب أن يتوقف بين الشقيقين كرامة لدم أطفالنا..وعليهما أن يرتقيا إلى مستوى الحدث والمسئوليات وإلا فلن يمضي وقت طويل حتى تكتشف حماس و عباس معا أنهما بخلافهما واختلافهما الحجري لا يزالان مجرد فريستين ضعيفتين أمام مخالب الذئب الاسرائيكي المتحفز لوليمة أكبر تضم حزب الله وسوريا وإيران..!!
والله يستر..





#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوف..مشعل..أوف..!!
- دحرجة من أسفل الى أعلى..!!
- خمسة في واحد..!!
- مواجهة..وبكل هدوء..!!
- بوليتيكه.. ولا أبو تريكه..!!
- غربت شمس..لتشرق أخرى..!!
- هم التحار ونحن البضاعة..!!
- أخي فلتصالح..!!
- لماذا كل هذا..؟!!
- ليلة القبض على 43 ..!!
- محاولة للهضم..!!
- خروف ..وتخاريف..!!
- ومن المقاومة ما قتل..!!
- اعدام غزة..!!
- أنا بوليس.. وأخواتها..!!
- كذابين الزفة..!!
- أصفر..برتقالي ..أسود..!!
- فيا ض أم غيا ض..!!
- عاجل : من باب الحارة الى -أبو العبد - هنية..!!
- سطومسلح ..على ثوب أمي..!!


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق الحاج - تهدئة أم تهيئة..!!