أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نايف سلوم - الجامعة في العصر المعلوماتي















المزيد.....



الجامعة في العصر المعلوماتي


نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري

(Nayf Saloom)


الحوار المتمدن-العدد: 685 - 2003 / 12 / 17 - 05:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سنتحدث عن أسرار جاك دير يدا التي هي: "التهكم أو الكائن خارج الشرط،، وتفكك التاريخانية ومعها تفكك الالتزام"! وهي الأسرار التي كان ألقاها عبر نص محاضرة له في القاهرة في شباط  2000 أثناء زيارته الأخيرة لمصر. وكانت " أخبار الأدب"  قد غطت الزيارة وكرست ملفاً كاملاً عن الفيلسوف الفرنسي (الجزائري الأصل) الضيف أثناء زيارته تلك. وقد نشرت مجلة الكر مل  نص المحاضرة في العدد 65 خريف 2000  تحت عنوان " وكأن نهاية العمل كانت في أصل العالم."

هذه قراءة يتوجب أن تكون نقدية لكي تحقق عملاً ديمقراطياً أولاً، ولتعبر عن الالتزام الذي يشير إلى ثبات المكان وثبات اليقين . ويتوجب أن تكون ديمقراطية لتواجه نقـدياً الموقف العولمي (الكوزموبوليتي) المتحلل من المهام القومية- الديمقراطية للشـــعوب المتخلفة .

 قد تبدو هذه القراءة غريبة إلى حد ما، بسبب انشغالها بالإستراتيجية اللـغوية لـ جاك دير يدا وبالمعادل التاريخي لهذه الإستراتيجية. حيث نشير هنا إلى الحرف المركب "وكأن" الذي يبـدأ دير يدا مقالته به عند حديثه عن الجامعة ودورها الجديد المفترض. وكأن هنا تقارب "كأن" العربية. لكن دير يدا هنا يعود بنا إلى ما قبل المواضعة اللغوية، إلى ما قبل ظهور النقود كمعادل عام ويطرح علينا سلعتين أو شيئين ويقول: هذا الشيء ، وهو يشير إليه، وكأنه الشيء الآخر. دعونا ، إذاً، نبدأ قراءتنا.

جاء في "مغني اللبيب" لـ ابن هشام الأنصاري بخصوص "كأنّ" قوله: "كأن حرف مركب عند أكثرهم... قال الزجّاج وابن جنّي: ما بعد الكاف جرّ بها.  قال ابن جن : وهـي  حرف لا يتعلق بشيء ، لمفارقته الموضع الذي تتعلق فيه بالاستقرار ، ولا يقدر له عامل غيره  لتمام الكلام بدونه ، ولا هو زائد لإفادته التشبيه " [ص252].

قال الأكثر ون: لا موضع لــ أن وما بعدها ، لأن الكاف وأنّ بالتركيب صارا كلمة واحدة.." يقول ابن هشام : " وذكر لـ كأن أربعة معان:

1- أحدها: وهو الغالب عليها، والمتفق عليه- التشبيه، [مثال ذلك] :                       

 وبلد مغبرة أرجاؤه      كأنّ لون أرضه سماؤه . وهذا من عكس التشبيه؛ لأن القصد تشبيه السماء- وقد ثار الغبار عليها- بلون الأرض. والمتعارف عليه في الفكر الأسطوري ومنه الديني تشبيه الأدنى بالأعلى ، والأرضي بالسماوي ، لكن الغبار خلط السماء بالأرض  بعد فتقها بالخلق . ألم يظهر الحلاج لنا وكأنه إبليس باختلاط أمره وسوء ظنه ، وتمرغه بالتراب [راجع كتابنا ما بعد الحداثة].

 والتشبيه المقلوب مما يستملح عند علماء البلاغة إن اشتمل على نكتة لطيفة" أو تهكم . ولا ننسى أن "كأنّ" حرف يتشبّه بالفعل ! كالجـــامعة حينما تتشبّه بـ البروليتاريا الحديثة في سبيلها لصنع حركة تاريخية مستقلّة .

2- والثاني الشك والظن . حيث يشك دير يدا بقدرة الجامعة على الحركة المستقلّة تشبّهاً بـ البروليتاريا ، فيجتاز حقل النقد إلى حقل التفكيك الذي بعض عناصره الشك والظــن والتشبيه المقلوب .

3- التحقيق ، حيث تتحول كأن إلى إنّ مشددة ، إنية أو ذاتية: فوجود الشيء إنيته حسب الفارابي. وهذا خارج اهتمامنا هنا.

4- التقريب . مثال ذلك ، كأني بك تنحطّ ... الأصل كأني أبصرك تنحطّ أيـــها البورجوازي . وأعجب لعدم فلاحك. تقول الآية: "ويـ كأنّه لا يفلح الكافرون"[القصص/82 ]          

أي أعجب لعدم فلاح الكافرين .[مغني اللبيب ص254 ] وهذا تهكم تجاه الكافرين . والتهكم والانحطاط مفهومان ضروريان لمقاربة التفكيك الدير يدي . التهكم كقطيعة مــع الأصل ومع التراث، كالولادة من دون أب (كالمسيح)، هو لب التفكيك . الذي يقوم على أساس انحطاط عالمي للطبقة البورجوازية ، أو ما يمكن أن نسميه أفول مشروعــــها الاجتماعي السياسيــــي وانفصال الديمقراطية عن الليبرالية- البورجوازية واتجاهها  (الديمقراطية)  نحو المشروع البروليتاري.

إذا كانت "كأن" تشير إلى الشك والظن وعدم اليقين ، فإنها تحيلنا إلى ابن جنّي ورأيه بها، والذي مفاده أنها حرف غير متعلق بشيء لمفارقته الموضع ، فهي غير متعلقة بمبتدأ ولا بفعل ، أي أنها خارج المكان . تماماً كالجامعة التي تطير في العالم المعلوماتي . أي أن الجامعة لا ترتبط بأصل؛ فهي ليست معهداً دينياً لإعادة إنتاج الأصول فقهياً عبر النقل والتحقيق كالأزهر ، مثلاً. ولا ترتبط بفعل تاريخي كـ البروليتاريا ومشروعها الممكن؛ مشروع تجاوز البورجوازية كطبقة عالمية .

إن تفضيلنا لرأي ابن جني بخصوص  "كأنّ " يشـــير إلى أن الحرف "كأن" يحيلنا إلى الشك والظن وعدم الثبات وعدم اليقين ، وغياب المخّيم وإلى التشبيه المقلوب، وإلى الحدس حسب الفارابي حيث يقول في "كتاب الألفاظ المستعملة في المنطق" : "ومنها [الحروف] إذا ما قرن بالشيء دل على أنه قد حدس حدساً ، مثل قولنا كأن .." ص46 . هي تحيلنا إذاً إلى أن الجامعة، حسب ظن دير يدا، خارج المكان في العالم المعلوماتي. جامعة وكأنها مستقلة تماماً عن الصراع الاجتماعي. لكن إذا "طارت الجامعة" فأين تحطّ؟   بالطبع أنتم متفقون معي سلفاً إلى أن الجامعة لا تستطيع الطيران إلى مالا نهاية، وأنها لا بدّ أن تصطدم بقبة سماء الإمبريالية الرأسمالية كفضاء إيديولوجي ليبرالي وكسلطة رأس مال وتجـــارة. ولسوف تظهر الجامعة في آخر طيرانها أداة إيديولوجية في خدمة رأس المال وعالمــه التجاري السائد. الجامعة تطير وتهجر مكانها الفعلي إلى عالم افتراضي- معلومـاتي، أي تهجر حقلها المحلي وقضاياه الديمقراطية القومية فـ تتعولم و"تتحرر" لتكون ملكة جمال في خدمة التجارة العالمية. حيث تتقاذفها ريح العالم المعولم- الافتراضي. أو عالم المعلـومة والاتصال العابر للسيادة والمكان. وكأن الجامعة "الطائرة" تستعير دور المثقف المعولم أو المعوم عولمياً ، ذلك الذي فقد مكانه الديمقراطي وموقعه في مشروع التحديث الديمقراطي – القومي، فطار هو الآخر إلى سماء التجارة العالمية.

"كأن" هذه في عملها الظني تشبه العمل الحر؛ العمل الأدبي أو الفني في حيازتها على الخيال، وتذكر بأصل المواضعة اللغوية ، وربما تشير إلى الضجر من هذه المواضعة (الاتفاق). وكأنها تشبه أحد جانبي عمل الأستاذ الجامعي. هذا الأخير مهني ومربّي، مهني من أجل قوته أو معاشه. هنا عمله مأجور، ومربي فهو "فنان" لكن للأسف في كنـف البورجوازية ودولتها، بحيث يخرج من حقل العمل الحر أو العمل "الفني" ليدخل كموقع و وظيفة في دائرة المثقف الاعتباطي، ذلك الذي يعيد إنتاج الأوهام الليبــرالية لرأس المال، وأوهام التحرر التقنوي (نسبة للتقنية).

يظهر لنا عمل أستاذ الجامعة وكأنه طير يطير بجناحين:الأول، عمله المأجور الذي يحيل إلى المكان والزمان، أي إلى الفعل الديمقراطي والتاريخ. لأن الأستاذ الجامعي مثله هنا مثل أي عامل أجير في وطنه وقومه. والثاني، الوظيفة التربوية- الإيديولوجية، ونحن في سياق الحديث عن العلوم الإنسانية. الأستاذ هنا يقدم خدمة إيديولوجية عبر التزام ذاتي أو عبر وهم ذاتي باستمرار قدرة البورجوازية الليبرالية الرثة على التحرير مدعومة بالشعار الأمريكي الجديد : إنجاز المهام الديمقراطيـة وتجاوز التخلف في أطراف النظام الرأسمالي. ولكن عبر تحرير الشعوب من جلدها.

إذا تغلب "الجناح" الأول (العمل الأجير) على الوظيفة التربوية أو الإيديولوجية فإن الأستاذ يغامر بموقعه وبلقمة عيشه. وهنا نسوق موضوعة ليست أكيدة، وهي أن العمل الأجـير يحيل إلى المكان والزمان ؛ يحيل إلى الفعل الديمقراطي والتاريخي. أما العمل "الحــر" ومعه "كأنّ " والجامعة الطائرة والوظيفة الإيديولوجية(التربوية) ، وشهادة البــورجوازية بالأستاذ الجامعي عبر الثقة التي تمنحها له ، وقسمه بالالتزام بدوره "التربوي". كل ذلـك يحيل إلى الإيديولوجيا كإعادة إنتاج للأوهام بما يخص البعد التحرري لرأس المال المالي كقوة سائدة .

نريد أن نثبّت ،إذن، الارتباط الممكن للعمل الأجير بالفعل الديمقراطي للجامعة . هــذه الإمكانية هي ، حسب ظنّي ، التمفصل الأساسي للجامعة مع البروليتاريا . فعندما يتحرك الطلاب وبعض الأساتذة . أقول الطلاب لأن الطالب لم يسـتقر به الأمر بعد كـــمنتج إيديولوجيا اعتباطية ، وأقول بعض الأساتذة لأشير لأولئك الذين هيمن عندهم العمـــل الأجير على الوظيفة الإيديولوجية . بالتالي ينطرح خياران أمام الجامعة: ديمــقراطي – قومـي من جهة ، و إمبريالي- عولمي من جهة أخرى . الأول يفرض على الجامــعة لعب دور الصاعق لكتلة ديناميت، حيث تشكل التحركات الطلابية فتيل التحركات العمالية. إذا كان مفيداً إعطاء أمثلة، يمكن الإشارة إلى تحركات الطلاب في كوريا الجنوبية التـي ولّدت تحركات عمالية لاحقة. أيضاً ، تمكن الإشارة إلى تحركات الطلاب خلال الثـورة الإيرانية وما تبعها من تحركات عمالية . وإلى ثورة الطلاب عام 1968 في فرنسا . يكتب يرفنــد أبرهميان بخصوص الثورة الإيرانية: " بدأت الثورة في منتصف 1977 كانتفاضـــة احتجاج قامت بها الطبقة الوسطى الحديثة . وبينما كان طلاب الجامعات ينظمــــون الإضرابات ، كان المحامون والقضاة والكتاب والصحفيون يشكلون جمعيات مستقلـــة ويدينون الحكم لنشاطاته غير الدستورية.  وتطورت هذه الانتفاضة بسرعة في مطلع عام 1978 عندما نظم العلماء والطبقة الوسطى التقليدية إضرابات في البازار* ، وقــادوا تظاهرات في الشوارع واتهموا الحكم بتقويض الإسلام . وفي منتصف حزيران كـــان الحكم والمعارضة من الطبقة الوسطى قد وصلا إلى نقطة اللاعودة . فجهاز الحكم قـادر على استعمال القوى المسلحة في الشوارع ولكنه عاجز عن إرغام البازار والجامعات على إعادة فتحها ، وكانت المعارضة من جهة أخرى قادرة على إحراج الحكم ولكنها لم تكن تملك القدرة الكافية لتدميره . ولكن هذا الوضع تغير في النصف الثاني من عـام 1978 بسبب تدخل الطبقة العاملة . فقد عاد تذمر الطبقة العامـلة للظهور عندما بدأت قوة الدولة تضعف وعندما بدأت السافاك** تحول اهتمامها من المصانع إلى الأسواق والجامعـات . وعندما بدأت الحكومة تضع حداً للأجـــور في محاولة لحل مشكلة التضخم ، وتوقف مساعدتها السنوية وتشهد هبوطاً صناعياً . " ص 94- 95 [إيران1900-1980] .

في هذا السجال يغيب عن ناظرنا الدولة القطرية الطرفية أو الدولة الرأسمالية الطرفية. سنعيدها إلى دائرة الضوء بعض الوقت لكي نبين أن السجال حـول الجامعة قائم أصلاً على أساس تفكك مشروعية سلطة هذه الدولة . خاصة إثر تفكك الدولة السوفييتية الـتي أعطت لهذه الدولة الطرفية مشروعية بالعــدوى وبالتوازنات التي كانت تحدثها عـلى مستوى الصراع الاجتماعي العالمي. وسوف يكون أمام الدولة الرأسمالية الطرفية نوعان من المصير : إما الديمقراطية السياسية عبر السماح بمشاركة سياسية للجماهير الشعبية في الحياة العامة، لأن صراع الذات والآخر ليس صراع ثنائيات متقابلة بل إن القهر الداخلي في الذات الجماعية يساهم بنشاط في إضعاف مقاومة القهر الخارجي [راجع تودوروف فتح أمريكا مسألة الآخر] هذا أولاً  أو المصير الآخر وهو استكمال الاندماج مع السوق الإمبريالية الرأسمالية.

الجامعة الطائرة نحو الفضاء الليبرالي الجديد تنجز إزاحة نحو المركز قادمة من الأطراف، إزاحة من سيدها إلى سيد سيدها ، لاكتمال اندماج الدولة الرأسمالية الطــرفية وتبلور وظيفتها بما يخص تقسيم العمل الدولي؛ كوظيفة اقتصادية وسياسية . بالتالي لا يضيرها في شيء طيران جامعتها المحلية، لأنها هي والجامعة الطائرة في خدمة سيد واحد. باستثناء واحد ، أن يؤدي هذا الطيران إلى تأذي مصلحة الدولة القطرية بشكل مباشر ، أي تفجر الصراع بين الأسياد.

لنأخذ عينة من الشعارات المطروحة حالياً عندنا نحن العرب: مقاطعة البضائع الأميركية. وهو شعار تشجعه الحكومات في البلدان الطرفية والأحزاب الدينية، لأنه شعار كأنه الشبح ، يخفي وراءه التجارة العسكرية الضخمة بين الدولة الطرفية والولايات المتحدة الأميركية، حيث تشكل الدولة الرأسمالية الطرفية السوق الأكبر للصناعة العسكرية الأميركية.

لنأخذ عينة أخرى من الشعارات المطروحة حالياً: مناهضة منظمة التجارة العالمــية، نشاطاتها، واجتماعاتها. كان ذلك على سبيل المثال التظاهرات في تشيكيا وسياتل وكيبك. بالرغـم من أهمية مناهضة كهذه إلا أنها تشير إلى إزاحة كوسموبوليتية (عولمية) كمقابل للعمل الديمقراطي- القومي وإلى تخفيض لـ دور الدولة القومية وبروز لنشاط المنظمات المدنية / الأهلية وهي إشارة إلى ضعف روافع هذا العمل في أطراف النظام الرأسمالي بفعل من إعادة إنتاج التخلع الاجتماعي في هذه الأطراف من قبل الإمبريالية المعولمة وعلى أثر تفكك الدولة السوفييتية. [تمكن الإشارة في هذا السياق إلى الطابع العولمي لتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن]

ربما كان تفكك المكان تفككاً للالتزام الديمقراطي- القومي . وهو علامة على انحــطاط الطبقات الحاكمة خاصة الرأسمالية الطرفية منها . علامة على تفكك الديمقراطيات الشعبية على أثر الأزمة التاريخية للبيروقراطية العمالية في روسيا السوفييتية وانهيارها اللاحق  وما تبع ذلك من انهيار الديمقراطيات الشعبية في أوربا الشرقية. ولهذا الأســـباب نشهد ردة رومانسية شكلية نحو الدولة الدينية [الحاكمية ، ولاية الفقيه] كعزوف عن الدولة الليبرالية، الرأسمالية الاحتكارية ومعها الدولة البيروقراطية العمالية وأشباهها من الديمقراطيات الشعبية

إن طيران الجامعة فيما لو تم نحو سماء الإمبريالية فسيكون العلامة الأكثر إبلاغـاً على ضياع كل صبغة سيادية أو وطنية للدولة الرأسمالية الطرفية وطبقتها المسيطرة. وعلى تفكك المكان وتمزق الفعل الديمقراطي. الإمبريالية الجديدة تشجع البعثرة الكوسموبوليتية (العولمية) . عندما نتظاهر ضد اجتماع منظمة التجارة العالمية فنحن نحارب الظل ونترك صاحب الظل(الدولة القومية التي استضافت المؤتمر).

يقول ديريدا في سياق الانتقال من العمل النقدي إلى العمل التفكيكي:  ""وكــــأن" الذي[كحرف] تحدثنا عنه حتى هذه اللحظة، وإذا ما تغير إعرابه وفق صيغة الفعل أو صيغة الشرط ، فذلك ليعلن عن اللاشرطي، الطارئ أو الحدث . الممكن اللاشرطي المستحيل ، وعن ذلك المختلف تماماً الذي ينبغي في النهاية (وهذا أيضاً ما لم أتحدث عنه أو أفعله اليوم لاستحالته ) أن ينفصل عن الفكرة اللاهوتية للسيادة (الأمر) . في العمـق ربما تكون هذه فرضيتي ." وربما شكلت هذه الفقرة لدير يدا بيان التفكيكية الغامض . دير يدا يطالب بقول أو فعل مستحيل . وهي محاولة لصياغة ما يمكن تسميته "دمار الأمر" أو تفككه. وهو يحيل إلى الأبلسة والشيطنة. وحين تعلم أيها القارئ أن الأبلسة هي دمار المعنى ، عدم الذات وغياب المفهوم (غياب الاسم) تصل إلى معنى قول دير يدا الذي فحواه :"هذا ما لم أتحدث عنه أو أفعله في يوم قادم ولن أســتطيع فعله، وذلك لـ أستحالته". يضيف دير يدا:  "الحدث بالمعنى التام يفترض انبثاقاً يخرق الأفق ، معطلاً كل عظيم أداتي [كل اشتراط]، كل اتفاق [مواضعه]، كــل سياق يسوده الاتفاق. ولم لا تقول أن هذا الحدث لا يقع إلا حيث لا يســـمح بأن يخضــع لترويض أية "وكأنّ" [حتى كأنّ هذه تقع ضمن المفهمة والأمر]؛ أية "وكأن" قابلة للقراءة ؛ قابلة لفك شفراتها والنطق بها بوصفها كذلك". يضيف ديريدا قائلاً : "..المســـتحيل فقط هـو الذي يمكن أن يحدث .. وعندما كنت أذكر دائماً أن التفكيك كان مستحيلاً أو هو المستحيل، وأنه لم يكن منهجاً أو مذهباً، أو تأملات فوق فلسفية ، ولكن هو ما يحدث كنت أعــول على نفس الفكرة " [الكرمل . ص 169]

التفكيك هو التهكم عبر تفكيك كل أمر أو مواضعة لغوية أو اتفاق، وهو خروج من العدم وولادة من دون أب وتعلم من دون معلم وتربية من دون مربّ؛ تعلم وتربية من دون شهادة أو اعتراف أو إلزام أو التزام . التهكم الذي لا يعترف بأي إيمان وبأية سيادة وبأي أمر، ذلك الذي يقود إلى اللعنة والإعدام والشؤم .  إنه شك مميت بالعصر. شك يفجر أنهاراً عظيمة من العنف الهائج.

إن إشارات ديريدا عن تفكك الأداتية أو ما يمكن تسميته باللاشتراط فيما يخص الجامعة أو تفكك المكان والتاريخانيـة تقوده نحو مواضعة أصلية (أصولية)، حيث يتحدث عن الأداة "وكأن" و"ماذا لو" و"إذا" وهي جميعها تشير إلى الظن والشك والارتياب بالعصر ؛ هــذا الارتياب بالعصر ومستقبله يدفع نحو أصول أخرى كـ"كانط" مثلاً وحديثه عن عدم قدرة الإنسان على معرفة حقيقة وجوده وحقيقة الموجودات المحيطة. كانط يشك بقدرة الإنسان على معرفة حقيقة الوجود هكذا بالإجمال، و ديريدا يشك بحقيقة العصر الإمبريالي المختلط بإحباط التجربة السوفييتية. هذا العصر الخاص كمحتوى حامل للوجود كشكل، وجوده هو وشكله هو.  

يقول ديريدا: "منذ هذه اللحظة تكون "وكأن" هذه قائمة بذاتها رغم أن كانط لا يقول ذلك في هذا السياق ولكنها ولسبب بديهي تصبح "كأن" خميرة للتفكيك". ص 155-156

لا يقولها كانط بنفس الطريقة لأن ريبية كانط كانت مختلفة في سياقها التاريخي وأقل قسوة من ريبية التفكيك بقدرة العلوم الإنسانية على معرفة حقيقة الواقع وحقيقة السلطة [سر السلطة] وقدرة هذه العلوم على التسلح بموقف نقدي ديمقراطي في العالم المعلوماتي ..إن التفكيــك الديريدي يندفع في شكّه تجاه العلوم الإنسانية للبيروقراطية السوفييتية ولـ ليبرالية الرأسمالية الاحتكارية . أكثر من اندفاع  ريبية كانـط (ريبية الفلسفة النقدية تجاه قدرة الفلسفة على معرفة حقيقة الوجود). وهنا نلاحظ الفرق بين الشك الأونطولوجي (الوجودي العام) عند كانط من جهة وبين الشك الأنطولوجي الخاص(شك بشكل من أشكال الوجود ، أي الوجود الرأسمالي) عند ديريدا.

 في المقالة موضع القراءة "وكأن نهاية العمل كانت في أصل العالم" والتي نشرتها الكرمل في العدد /65/لعام2000/ يتأرجح ديريدا بين الفعل النقدي كعمل، أي كالتزام ديمقراطـي وبين التفكيك كتهكم ولا مبالاة وشك مميت، أي كتفلّت أو تحلل من الالتزام أو كإشــارة على تفكك هذا الالتزام. يفسر تأرجحه هذا بين الأسلوب النقدي والتفكيكي إلى خضوعـه لمسايرة أوضاع بلد كمصر التي أُلقيت فيها المحاضرة؛ بلد متخلف ما تزال أمامـه مهام ديمقراطية- قومية يتوجب إنجازها. ولأن الأسلوب النقدي هو طريق التزام ديمقراطي من حيث هو فعل معرفي ناقد فإن تهكم ديريدا لم يغتبط بذاته ولم يكتمل، أي أن تهكمه كان مجهضاً تحت وقع المهام الديمقراطية المنتظرة من الشعب المصري ومثقفيه العضويين.

والأستاذية في الجامعة المصرية هي وظيفة (مهنة) أي هي إلزام من ناحيــة وهي من ناحية أخرى التزام بمعنى أنها فعل التزام أيديولوجي- تربوي بالطبقة السائـدة . وإذا ما تحوّل هذا الإيمان وذلك الالتزام نحو الطبقة النقيض (البروليتاريا ومعها الشعب) غامـر الأستاذ الجامعي بموقعه داخل الهرم السائد ، أي غامر بدوره كمربٍّ في كنف الطبقــة السائدة.

فإذا ما تحدثنا عن العلوم الإنسانية وحرية الأستاذ الجامعي والحرية اللامشروطة للجامعة كأن هذا يعني أن الأستاذ أصبح لديه كامل "الحرية" في تبديل التزامه وكأنه يمكــن أن يعمل إزاحة في أي وقت بالنسبة لفعل الالتزام. ويغدو من خياراته إعمال إزاحة مــن المستوى المحلي إلى الفضاء الإمبريالي العالمي وهذه الإزاحة يشجعها العالم المعلوماتي والسيطرة الإمبريالية وسهولة التخاطب من راء ظهر الدولة الرأسمالية الطرفية "القومية".

على هذا الأساس كان لدينا شرطان لعمل هذه الإزاحــة بحيث يتم الانتقال من الالتزام بأسياد محليين (طرفيين) إلى الالتزام بأسياد عولميين .

في عودة ديريدا لاستحضار عبارات من التوراة ، ومحاولته الإشارة إلى أنه حافــظ للتوراة. هذه العودة وهذا الاستحضار يدعم رأينا القائل: أن العمل التهكمي لديريدا ؛ أي انزياحه من الالتزام التاريخي (الاشتراط التاريخي) إلى الأبلسة والشيطنة ليس تاماً . لأنه لو تم له ذلك لحصل ديريدا على إعدامه أو جنونه (إعدام المسيح وجنون نيتشه) جنــون كجنون أرتو الفرنسي الذي أعجب به ديريدا أيما إعجاب خاصة بمسرحه المسمى "مسرح القسوة" أو "المسرح المستحيل".

إن ديريدا الذي يقترح علينا سبعة بنود لمراجعة العلوم الإنسانية مراجعة شاملة إنـــما يطرحها كسبعة (رقم سبعة) وهو يريدها هكذا سبعة ليذكرنا بشغفه بالأسلوبية  الأسطورية والتوراتية القائمة على التورية والمحاكاة والمجاز المرســــل؛ ليذكرنا بشغفه بالتهكم كمتضمن للأساليب البلاغية والمجازية السابقة.

في التّورية تتظاهر العبارة بعدم المعرفة ، وهي من جهة أخرى تستبطن هذه المعرفة (تجاهل العارف) وتميل للتساؤل أكثر من الإجابة القطعية ولو أجابت لكانت إجابتها ظنية مبتدئة بـ"وكأنَّ". إضافة لذلك يظهر إعجاب ديريدا بالأسلوبية الأسطورية لانشغال هـذه الأخيرة بالاستراتيجيات اللغوية والمجازية ولانشغالها ببلاغتها الخاصة. فهي منشــغلة بالمواضعات الأصلية أو بأصل المواضعة (اللغة) وهذه العودة إلى الأصول الأسطوريـة واللغوية للمعنى تنجز فعلها بإزاحة العمل من حقل العمل الفعلي الأجير إلى أفعال الكلام، فتؤشر بذلك إلى نهاية العمل (العمل لأجير) مفككة البروليتاريا كطبقة ثورية ومعها يتفكك الالتزام والتاريخانية. وأفعال الكلام هنا ليســـت التزام أيديولوجي عضوي متقدم (التزام بمشروع البروليتاريا التاريخي) ولكنها تفكك التزام أو"التزام" بالطيران في الفضــــاء الأيديولوجي الليبرالي الاعتباطي.

إن الإشارة إلى الأصول الأسطورية للمعنى يعني إمكانية فصل المعنى عن حقيقة الواقع وطيران هذا "المعنى" (الأيديولوجية) وحيداً في سمائه الأسطورية، بالتالي تحلّلــه من الالتزام بالواقع وحقيقته. وهو ما يعني تشقق الأمــر وظهور الأبلسة والشيطنة وتحول المعنى إلى مجرد أوهام. وإذا ما تكرس هذا الفعل فإن البشرية مرشحة إلى مزيــد مــن العنف اللامنتج أو جنون العنف .

أقول مرة أخرى إن تهكم ديريدا استفزاز يولد سلسلة من التداعيات المدهشــة بالنسبة للقارئ المستقل والمتأني . لكن ماذا يمكن أن نجني من استفزاز ديريدا وتهكّمــه؟.

من خلال قراءته النقدية لكتاب "نهاية العمل وزوال قوة العمل الكونية وميلاد عصر مـا بعد السوق" للكاتب الأميركي جيرمي ريفكن والذي يشكك ديريدا بقيمته المعرفية عبـر عبارة "وكأن العالم يبدأ حيث ينتهي العمل، وكأن عولمة العالم وجدت أفقها وأصلها معاً في اختفاء ما نسميه بالعمل". ولأن شروط نهاية الشيء تشابه شروط ظهوره، فإننا نقول أن العولمة حسب ريفكن هي تفكك قوة العمل العالمية بفعل الثورة التقنية الثالثة ذات السمة المعلوماتية والتي تستبدل العمل الأجير بالعمل الافتراضي. العولمـــة تبدأ حيث ينتهي مشروع  البروليتاريا التاريخي، وحيث ينتهي العمل الأجير ويحل العمل الافتراضــي مزعزعاً معه الالتزام ومفككاً المكان والعمل الديمقراطي.

من خلال ذلك كله يظهر تراخي ديريدا النقدي المستبدل على الفور بالتهكم كولع وتفكيك. ففعله الكلامي النقدي المتراخي تجاه مزاعم نهاية العمل الفعلي (الأجير) ونهايــــة البروليتاريا كطبقة تقدمية وبداية العولمة كعالم قائم على العمل الافتراضي بفعل عالـم المعلومة الذي يعمل كواجهة لعالم رأس المال الحقيقي ومعه عالم الفقر والبؤس.  ففعله الكلامي ينوس قليلاً نحو العمل النقدي ليقول والكلام لديريدا :  "النشاط واختراع التقنية من جهة وحوله السـلبية والشـقاء والعقاب من جهة ثانية". يقول ديريدا على هذا الأســـاس: "من الصعب أن نثق بكلمة العالم بدون أن نقدم تحليلات مسبقة وحذرة ". ويضيف :"ومن هنا تبدأ صعوبة إدراك معنى "وكأنَّ" التي بدأت بها حديثي" ونقول نحن: ومن هنا ندرك أهمية التلميح النقدي لديريدا رغم تراخيه. فكأنما يريد أن يقول لنا: يصعب عليَّ إقناعكم بالتفكيك ، ويصعب عليكم تفهم عمل "وكأن َّ" الظنية أو التفكيكية في عالم مجبول من عدم التكافـؤ لدرجة التناحر؛ من دون ولادة بدائل تاريخية منتجة للتحول الحقيقي، عالم من الحســية والواقعية في تفاوته ، وعدم العالمية لدرجة موت فريق من قلة الطعام وموت آخر من التخمة.

فحديثه عن تفكك الالتزام والتاريخية وحديثه عن الشرط الجديد للجامعة (اللاشرط) بفعل عولمة العالم أو عالم المعلومة وثورة الاتصالات الحديثة العابرة للدولة القومية والسيادة وإمكانية اعتماد "تحرر" الجامعة على فضاء تسيطر عليه الإمبريالية الأميركية، كل ذلك يشير إلى أثر ذكرى رومانسية في مخيلة ديريدا، وهو الفرنسي، ذكرى تحركات الطلاب (ثورة الطلاب) 1968. فنهاية العمل الأجير أو الفعلي ونهاية البروليتاريا كمشــروع تحرر وكطبقة تاريخية يعني العودة الافتراضية إلى السلطة الطلابية أو إلى الطلاب كبديل للبروليتاريا من حيث كونها حامل تاريخي للتغيير الاجتماعي. الطلاب طلاب حريـــة متحررة من أي شرط اجتماعي أو التزام؛ التزام بالحرية كحرية عائمــــة خالية من أي محتوى تاريخي وديمقراطي.

هذا الشغف الوجودي عند الطلاب بالحرية يناسب ديريدا كبديل لمشـروع البروليتاريا التحرري وتكون المراجعة الشاملة للعلوم الإنسانية بقراءاتها السبع هي البديل للماركسية كعلم تاريخاني/ اجتماعي ، وعلم للثورة الاجتماعية. وهنا نلخص وتحت ضغط رغبة القارئ الفضولــي الاقتراحات أو الموضوعات السبع لمراجعة العلوم الإنسانية كما يقترحها ديريدا:

1-إعادة صياغة أنطولوجيا جديدة  لتعريف الإنسان وتاريخه بعد تفكّــك التاريخانية المزعوم.

2-تطوير أداء النظام الحقوقي البورجوازي عبر زيادة مرونته ليستوعب مشاغبات أفراد الطبقات التابعة والهامشية.

3-تفكك مفهوم السيادة اللاهوتي والدعوة لنوع من الأبلسة والتهكم وتفكيــــك المكان وزعزعة الشكل والهوية. ومنها زعزعة الثقافات القومية من دون بدائل فعلية ومجزية تاريخياً.

4-إعادة دراسة تاريخ الجامعة ومسألة الشهادة (الاتفاق على تعريف) ومسـألة الالتزام؛ نظراً لتفكك هذا الالتزام ولزعزعة الشهادة والمرجعية التاريخية والأصولية القومية لصالح الإمبريالية المعولمة.

5-دراسة تاريخ المهنة والاحتراف وشهادة الإيمان والأستاذية :"نحن نشهد نهاية صيغة ما للأستاذ" نهاية صيغة ما للمرجعية والمربي حسب كلام ديريدا.

6-دراسة العلوم الإنسانية دراسة نقدية وتفكيكية، عبر دراسة تاريخ "وكأنَّ" وتاريخ التمييز بين الأفعال الأداتية[الشرطية] والأفعال التقريرية ؛ بين التعليم والتربية ، التربية كالتزام بفضاء طبقة محددة.

7-يقول ديريدا: "في النقطة السابعة والتي ليست هي اليوم الســـابع (يوم السبت والراحة اليهودي) أصل الآن أنا جاك ديريدا وبقرار ذاتي محض أو بالأحرى أسمح ربما بوصول ولست متأكداً من وصولي لأنه قرار ذاتي، هذا القرار في النهاية بوصولــه وحدوثــه وباتخاذه موقعاً يحدث ثورة في السلطة ويقلبها .. ويخرج بها عن طريقها.

هكذا يطمح ديريدا ذاتياً في استبدال سلطة البروليتاريا التاريخية كمشروع ذي أفق مستقبلي بسلطة مقترحة للجامعة الحرة الطائرة والسائرة نحو تسلم السلطة التاريخية من البروليتاريا ولكن كل هذا ربما يحدث وبإغواء ذاتي من ديريدا ، لهذا السبب يبقى طموحه ظنياً وشكياً وهو محق في شكّه لأن الطلاب لا يشكلون طبقة والأستاذ الجامعي ليس زعيماً ثورياً عماليـاً من حيث كونه مربٍّ في كنف البورجوازية.

إن دعوة ديريدا للجامعة كي تتحلل من التزاماتها التقليدية تجاه أسيادها المحليين وفي إطار أن الجامعة ليست طبقة اجتماعية وعملها ليس تماماً عملاً أجيراً،  تعني دعوته لها كـي تتعولم وتقوم بإعادة تعريف الحرية والتحرر كمقابل كانطي للفعل الديمقراطي للشــعوب المتخلفة، الديمقراطية كفعل تحرر ذو محتوى تاريخي واجتماعي-قومي. ولكي تقوم الجامعة بهذا الدور الإنساني اللائق بموقفها الذي ينسجم مع مكانها الذي يتفكك وعند هذه النقطة وكـي لا يصل ديريدا إلى نتائج منسجمة مع تداعياته فهو يقفز فجــــأة من الأسلوب النقدي الديمقراطي إلى الأسلوب التفكيكي العولمي. أي هو يشك في كل هذا النقد ويظن بفعاليـة ذاك العمل الديمقراطي. ولهذا يعود ويستحضر أدوات الشرط الغير جازمة مثل "إذا، ماذا، لو، ومعها كأن....".

يريد ديريدا للجامعة الجديدة أن تنظِّر للحــرية، لكن أية حرية هذه ومن هم حملتــها الاجتماعيون وما هو محتواها الاجتماعي والتاريخي؟ لو ســألنا ديريدا عن ذلك لأجــاب بطريقة ســقراطية – تهكمية ؛ إجابة ذيَّل بها محاضرته أو خطابه بالقـول: "ولا أعرف إن كان ما أقوله هنا قابـــلاً للفهم أو إذا كــان لــه معنى"! [الكرمل ص170].

 

هوامش

 

1- ابن هشام الأنصاري: "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" ، حققه وعلق عليه د.مازن المبارك ومحمد علي حمد الله وراجعه سعيد الأفغاني، الطبعة الخامسة بيروت 1979.

2- ابن هشام الأنصاري:" شذور الذهب في معرفة كلام العرب" ، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد. من دون تاريخ

3- مجلة الكرمل العدد /65/ 2000

4- إيران 1900- 1980. "الثورات المعاصرة ، القوى السياسية والاجتماعية، دور الدين والعلماء، التسلح وسياسة التوكيل " ، مؤسسة الأبحاث العربية الطبعة الأول 1980. 

* البازار هي طبقة تجارية تقليدية في إيران لم يشملها تحديث الشاه . لم يكن البازار في الاقتصاد التقليدي الإيراني مجرد سوق ، بل كان مخزن القمح والمشغل والبنك والمركز الديني للمجتمع بأسره . .. علاوة على ذلك ، لم يكن البازار كتلة غير منظمة من التجار والحرفيين ومقرضي الأموال والباعة المتجولين والأئمة ، وإنما كان يتوزع توزعاً محكماً في نقابات تقليدية . كان لكل حرفة ولكل تجارة ولكل مهنة غير متخصصة منظمتها وتركيبها الهرمي وتقاليدها الخاصة وفي بعض الأحيان لهجتها السرية الخاصة أيضاً. راجع كتاب "إيران 1900-1980 ترجمة مؤسسة الأبحاث العربية 1980 ص/239/"

**السافاك هي الشرطة السرية لشاه إيران محمد رضا بهلوي ." في عام 1957 تلقت وكالة الاستخبارات المركزية أوامر بالمساعدة على إنشاء "السافاك"، الشرطة السرية سيئة الذكر". ص270  من كتاب إيران 1900-1980 .

5- أبو نصر الفارابي "كتاب الألفاظ المستعملة في المنطق" حققه وقدم له وعلق عليه محسن مهدي الطبعة الثانية 1968 دار المشرق بيروت ص 45-46

6- تزفتان تودوروف "فتح أمريكا – مسألة الآخر" ترجمة بشير السباعي الطبعة الأولى 1992 دار سينا للنشر.



#نايف_سلوم (هاشتاغ)       Nayf_Saloom#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الديمقراطية السوفييتية
- موقع رزكار ساحة لاختبار الرأي ، وللإسهام في صياغة مشكلات الي ...
- الوصية الموجهة إلى الهنود - الأفغان
- الماركسية - مقاربة جديدة
- زمنان للأزمة زمن أزمة الحزب الشيوعي السوري وزمن انفجارها
- تناقضات النظام الرأسمالي مستويين لمقاربة أيديولوجيا العولمة
- في نقد المرجعية الفكرية


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نايف سلوم - الجامعة في العصر المعلوماتي