أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - لماذا أناصر الشعب الكردي وقضيته ؟















المزيد.....

لماذا أناصر الشعب الكردي وقضيته ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2177 - 2008 / 1 / 31 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توارد الأفكار والأبداع والكتابة والنقد والنقاش والحوار كل هذا يوحي للكاتب ان يصيغ افكاره في إطار يخرج على شكل مقال او محاضرة او دراسة .. الخ وفي هذا السياق اكتب في شؤون وهموم عراقية مختلفة ، منها ما يعانيه شعبنا العراقي عموماً وما حل بشعبنا الكلداني في مدن العراق من اعتداءات ، مما نجم عنه نزيف الهجرة التي كانت بوصلتها ذات اتجاه واحد نحو مغادرة الوطن . فكان الخلل الديموغرافي الخطير المهدد لوجود شعبنا الكلداني على أرضه ووطنه العراقي .
وأكتب ايضاً مقالات عن الشعب الكردي الذي طاله الظلم ، وحرم من حقه في إقامة دولته المستقلة أسوة بشعوب المنطقة التي شكلت كياناتها الدولتية بعد الحرب العالمية الأولى .
لكل ما اكتبه ردود أفعال مختلفة بين مؤيد او ناصح او ناقد او ناقم على ما اكتبه وفي حالات تصل الرسالة الى تخوم التهديد .
وحين كتابتي لبعض المقالات عن الشعب الكردي وأقليم كردستان كان ثمة من يستفسر عن سبب اهتمامي وأنا كلــداني بالكتابة عن المسألة الكردية ، وهل ذلك أشارة للأنسلاخ من القومية الكلدانية ؟ وأقول ان الأمر ليس كذلك فأنا كعراقي كلــداني اعتز بكل القوميات العراقية منها الكردية والعربية والتركمانية والآشورية والسريانية والأرمنية ، لكن بجهة أنسنة الفكر القومي ألا يحق لي ان اناصر قضية شعب يطمح الى تقرير مصيره ؟ ان كان هذا الشعب ، الشعب الكردي او الفلسطيني او اللبناني او السوداني ...
لقد قرأت مقالة للأخ العزيز أدو كليانا تحت عنوان : الى الكاتب حبيب تومي مع التقدير . واستشفيت من كلماته نبرة المودة والأخلاص مع مكاشفة وصراحة ، وهذه باعتقادي حالة مطلوبة ، فهو يقول أنني اخذت منحى جديد في الكتابة اذ عكفت للكتابة عن القضية الكرديـــــة فحسب وهو يقول بصراحة :
( أنا لايمكن لي أن أتهم كاتبنا بأي شيء رغم وجود حالات كثيرة في الوطن والخارج من تغيير في النهج والافكار بتأثير من السلطة الغير المحدودة أو المال الوفير حد البذخ في شمال عراقنا الحبيب كردستان. ولكن يبقى هذا السؤال مطروحا لكاتبنا ما هذه الحمية الزائدة في الدفاع عن الاكراد؟؟) . انتهى
يا صديقي العزيز أدو كليانا لم يبق من العمر كثيراً لكي يكون لي اطماع في جمع ثروة مالية او إشغال منصب وظيفي ، فأنا من هذه الناحية مدين لملك النرويج الذي يمنحني راتب تقاعدي يغنيني عن طلب المال ، وجل طموحي يتركز في الكتب وهي اثمن هدية عندي ، وانا طماع شره في مسألة القراءة وجمع الكتب وهذه هوايتي . فأرجو ان تطمئن بأنني حينما اكتب عن الأكراد وقضيتهم ليس من أجل المادة لأنني اصلاً لست بحاجة اليها ، لكن هناك اسباب أخرى للكتابة عن الأكراد ، فحين التقي بأصدقاء أكراد أعرف نفسي بأن قوميتي كلدانية ، لكن أكتب عن القضية الكرديـــــة لأنني صرفت أجمل سنوات عمري في خدمة القضية الكردية وهي سنوات العمر من 20 ـ 26 ، فعدسة الذاكرة لا زالت مسلطة على احداث ليست المعارك اهم لوحاتها ، إنما كانت هناك لوحات كثيرة رسمت خيوطها في نسيج الحياة وتجاربها ، لقد كان التناكب على المبادرة والتضحية والشجاعة والصدق والصراحة وألأخلاص ، لكل هذه المناقب خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها ، فالحياة كانت جميلة وصافية لا تشوبها أدران الأطماع والأكاذيب والأنتهازية ، كان ثمة امتحان يومي ولا بد من اجتيازه بنجاح ، برغم ان هذا النجاح في تلك الأوضاع الخطيرة قد يكون ثمنه فقدان الحياة بأية لحظة .
حينما هجم تيمورلنك على بغداد والمدن الجنوبية عمل على اجتثاث شعبنا المسيحي الكلداني من مدن العراق ووجد هذا القوم الملاذ الأمين في جبال كردستان والكاتب الكلداني يوسف رزق الله غنيمة في كتابه ( نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ص 172 ) .يقول :
فالنساطرة الذين هجروا بغداد والبصرة وكل مدن العراق ما خلا الموصل وتوابعها والتجأوا الى قمم جبال كردستان ... وخربت بيعهم وهدمت معابدهم وباتت اديرتهم قاعاً بلقعاً يعشش فيها البوم والغراب وباد كل معبد لهم .
وما اشبه اليوم بالبارحة ، ورغم المسافة الزمنية لتلك العصور المظلمة إذ نحن نودع الألفية الثانية ، وندلف عتبة الألفية الثالثة . فإن اليوم يضطر ابناء شعبنا الى ترك بغداد والمدن العراقية الأخرى ولجوء قسم كبير منهم الى أقليم كردستان ، والصديق هو الذي يقف الى جانبك وقت الضيق ، فالمسألة تقضي بأبسط تجلياتها ان نشكر الشعب الكردي وقيادته على موقفهم . ومن جانب آخر فشعبنا بحاجة الى بناء علاقات صداقة وطيدة مع مختلف شرائح الشعب العراقي بما فيهم الشعب الكردي .
وماذا نفسر حينما يكتب الزميل جلال جرمكا وهو كردي عن شخصية عبد الكريم علكة الكلداني الشهم ، وحينما يكتب عن فضائية كلدانيـــة وعن كلمات معبرة للشعب الكلداني ، هل ان الزميل جلال جرمكا سلخ عن نفسه قوميته الكردية ؟ إنها فرضية سطحية لا ترتكز على اسس واقعية .
إن من يناصر قضية شعب آخر هي قضية انسانية محضة لا تقبل التأويل ، وهي شطر من لوحة الحياة العامة والمنهج الأخلاقي للثقافة ، اما من يسلخ جلده القومي هو من ينكر قومه وقوميته ويحاربهما تحت ذرائع جاهزة ، ولدينا مثال الأكراد الذين التحقوا بالقوات الحكومية تحت اسم الفرسان وحاربوا أبناء جلدتهم ، وكذلك بعض الكلــدان الذين لا يكتفون بالنأي عن قوميتهم بل يلجأون الى تخوين بني جلدتهم تحت مبررات مختلفة .
إن من حق الكاتب ان يناصر قضايا الشعوب وأن لا يسكت على القهر والتطهير العرقي والسياسي والطائفي ، وأن يكون له رأي ورؤى لكن ليس على حساب قومه . فمناصرة شعب مظلوم على مدى عقود ، هو بحد ذاته موقف إنساني لا تشوبه شائبة .
في النرويج وبلاد أوروبية أخرى ثمة شخصيات سياسية وأدبية وعلمية تناصر قضايا شعوب كثيرة وتتبرع بالأموال وتتطوع بالأعمال لمساعدة ومناصرة شعوب بعيدة عنها جغرافياً ومختلفة عنها دينياً وعرقياً ، ولا يعني ذلك ان هؤلاء سلخوا جلودهم الوطنية .
نحن نكتب بشكل عام عما يعانيه شعبنا وعن الأمن والأستقرار المفقود في بلادنا وعن غياب او تغييب الهوية العراقية الجامعة لكل أطياف الشعب العراقي . ويقع جزء من هذا الواجب على عاتق الكتّاب وعليهم ان يتحملوا المسؤولية في بلورة الواقع لتكون الصورة أكثر وضوحاً وتكاملاً ، وهذه في الحقيقة مهمة ثقافية ووطنية وتتطلب جهداً جماعياً لوضع الهوية العراقية في مكانها اللائق .
حبيب تومي / اوسلو



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنفال صفحة مظلمة من التاريخ العراقي ( لا ) لتكرارها
- شعبنا المسيحي هل يتلقى مساعدات ام صدقات ؟
- قراءة نقدية في مجلة اور لجمعية الثقافة الكلدانية في القوش
- صدى تصريحات الكاردينال عمانوئيل دلي عن طارق عزيز
- كلام عن عشرة ملايين دولار مخصصة لشعبنا
- الدكتورة كاترين ميخائيل .. إنه تجنّي على الحكم الملكي
- كردستان .. تداول مواقع المسؤولية ما له وما عليه
- طلقات سريعة ومساهمات جادة عن الفضائية الكلدانية
- قراءة تحليلية في طروحات السيد سركيس آغا جان
- المشترك واللامشترك في لقاء بابا الفاتيكان مع العاهل السعودي ...
- كردستان واحة خضراء لا تقبل التصحّر
- إطلاق فضائية كلدانية هل يغدو الحلم حقيقة ؟
- المشترك واللامشترك في لقاء بابا الفاتيكان والعاهل السعودي ( ...
- فضائية عشتار وسهرة طرب من القوش
- شكراً للأستاذ نوري المالكي لكن نطلب اعتذار الحكومة لشعبنا ال ...
- تعيين الكاردينال عمانوئيل دلّي تشريف للعراق وللشعب الكلداني
- إقرار المزيد من المكتسبات لأعضاء البرلمان أثلج صدورنا
- عيد سعيد يا مليار مسلم
- أقف إجلالاً لوزيرة الشهداء والمؤنفلين في كردستان
- الحركة الديمقراطية الآشورية أخطأت بنشر هذا الكتيّب


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - لماذا أناصر الشعب الكردي وقضيته ؟